"يا أيها الذين أمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب أليم "قوله "يا أيها الذين أمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا "يفسره قوله بسورة النساء"ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع وانظرنا لكان خيرا لهم "وقوله بسورة الأحزاب "يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا "فعدم قول راعنا وقول انظرنا هو قول سمعنا وأطعنا وانظرنا هو القول السديد أى الصحيح والمعنى يا أيها الذين صدقوا حكم الله لا تقولوا أعطنا الآن وقولوا ارحمنا دوما واتبعوا الحق وهذا يعنى أن الله يطلب من المسلمين ألا يطلبوا منه عطاء الدنيا وحده ويطلبوا عطاء الدنيا والأخرة وأن يسمعوا أى يتبعوا حكمه وقوله "وللكافرين عذاب أليم "يفسره قوله بسورة الأنفال"وأن للكافرين عذاب النار "وقوله بسورة البقرة "وللكافرين عذاب مهين "فالعذاب الأليم هو المهين هو عذاب النار والمعنى وللمكذبين حكم الله عقاب شديد ومعنى الآية يا أيها الذين صدقوا حكم الله لا تقولوا أعطنا الآن وقولوا أعطنا دوما وأطيعوا حكم الله وللمكذبين بحكم الله عقاب مهين ،والخطاب هنا للمؤمنين وكذا ما بعده.
"ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم "قوله"ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم "يفسره قوله بسورة آل عمران"ولا يحبونكم "وقوله بسورة محمد"ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله "فعدم ود الكفار لنزول الخير من الله على المسلمين هو عدم حبهم لهم هو كراهيتهم للوحى المنزل من الله والمعنى ما يحب الذين كذبوا وحى الله من أصحاب الوحى السابق والجاعلين لله أندادا أن يوحى الله إليكم من نفع ،يبين الله للمؤمنين أن الكفار يكرهونهم ولا يحبون أن يوحى الله إليهم الخير وهو النفع الممثل فى الوحى من عنده ويبين لهم أن الكفار قسمين أهل الكتاب وهم أصحاب الوحى السابق والمشركين وهم الذين يعبدون مع الله آلهة أخرى وقوله "والله يختص برحمته من يشاء"يفسره قوله بسورة آل عمران "إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء"فالرحمة هى الفضل والاختصاص به هو إيتائه لمن يريد الله والمعنى والله يعطى نفعه من يريد ،يبين الله لهم أن رحمته وهى فضله أى خيره أى وحيه يعطيه لمن يريد من الخلق وهم هنا المسلمين وقوله "والله ذو الفضل العظيم "يفسره قوله بسورة الأنعام"وربكم ذو رحمة واسعة "فالفضل هو الرحمة والعظيم يعنى الواسع والمعنى والله صاحب الرحمة الكبرى ومعنى الآية ما يريد الذين كذبوا بحكم الله من أصحاب الوحى السابق والجاعلين لله شركاء أن يوحى الله لكم من نفع من وحيه والله يعطى وحيه من يحب والله صاحب الرحمة الكبرى .
"ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شىء قدير "يفسره قوله بسورة النحل"وإذا بدلنا آية مكان آية " وقوله بسورة البروج"فعال لما يريد"فالنسخ هو تبديل آية مكان آية وكون الله قدير على كل شىء هو أنه فعال لما يريد ومعنى الآية ما نثبت من حكم أو نمحوه نجىء بأفضل منه أو شبهه ،ألم تعرف أن الله لكل أمر يريده فاعل ؟يبين الله لنبيه (ص)أن القرآن قسمين قسم منه منسوخ أى مبدل حيث يضع الله حكم مكان حكم أخر وكلاهما ثابت فى القرآن ومنه قسم منسى أى ممحو تم محوه من ذاكرة النبى (ص)والناس وصحفهم ويبين له أنه قادر على كل شىء والمراد فاعل لكل أمر يريده والخطاب للنبى(ص) .
"ألم تعلم أن الله له ملك السموات والأرض وما لكم من دون الله من ولى ولا نصير "قوله "ألم تعلم أن الله له ملك السموات والأرض"يفسره قوله بسورة الحديد"ولله ميراث السموات والأرض"فالملك هو الميراث والمعنى ألم تعرف أن الله له حكم السموات والأرض؟يخبر الله الإنسان وهو الكافر أنه مالك أى حاكم السموات والأرض ومن ثم فهو يفعل ما يريد من نسخ وانساء وغير ذلك لأنه حر فى ملكه وقوله "وما لكم من دون الله من ولى ولا نصير"يفسره قوله بسورة الأنعام"ليس لها من دون الله ولى ولا شفيع"فالولى هو النصير هو الشفيع والمعنى وما لكم من سوى الله من راحم أى ناصر،يبين الله للكفار أن ليس لهم من سوى الله ولى ينقذهم من عذابه فى الدنيا والأخرة ومعنى الآية هل لم تعرف أن الرب له حكم السموات والأرض وليس لكم من سوى الله من نصير أى منقذ وهذا القول هو آيتين فأولهما ألم تعلم محذوف بقيتها بعد والأرض وهى خطاب لفرد وثانيتهما وما لكم خطاب لجماعة وهى تتحدث عن شىء تم حذفه وأتت بنتيجته عدم النصر والولاية .
"أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل ومن يتبدل الكفر بالإيمان فقد ضل سواء السبيل "قوله "أم تريدونه أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل"يفسره قوله بسورة النساء "فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة "فسؤال موسى (ص)فى البقرة هو سؤالهم أن يريهم الله جهرة والمعنى هل تحبون أن تطلبوا من نبيكم (ص)كما طلب بنى إسرائيل من موسى (ص)من قبل؟يبين الله للكفار ما يخفون فى أنفسهم وهو أنهم يريدون أن يطلبوا من محمد(ص)معجزات كما طلبوا من موسى (ص)قبل ذلك أن يريهم الله جهرة وغير ذلك من الطلبات وهذا تحذير لهم من الله حتى لا يطلبوا شىء وقوله "ومن يتبدل الكفر بالإيمان فقد ضل سواء السبيل "يفسره قوله بسورة البقرة "أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم "فتبديل الكفر بالإيمان هو شراء الضلالة بالهدى وضلال سواء السبيل هو عدم ربح تجارتهم والمعنى ومن يطع الباطل تاركا الحق فقد ترك نعيم الجنة ومعنى الآية هل تحبون أن تطالبوا مبعوثكم كما طولب موسى (ص)من قبل ومن يطع الباطل تاركا الحق فقد فقد نعيم الجنة ،والخطاب هنا للكفار.
"ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتى الله بأمره إن الله على كل شىء قدير "قوله "ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا"يفسره قوله بسورة آل عمران"ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم "وقوله بسورة النساء"ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء"فحبهم ردة المؤمنين عن إيمانهم هى حبهم لو يضلونهم عن الحق هى حبهم أن يكفروا كما كفروا هم والمعنى أحب بعض من أصحاب الوحى السابق لو يعيدونكم من بعد إسلامكم مكذبين ؟وهذا يبين لنا أن الكثير من أهل الكتاب يريدون أن يرجعوا المسلمين كفارا من بعد إسلامهم والسبب "حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق"ويفسر القول قوله بسورة النساء"أم يحسدون الناس على ما أتاهم الله من فضله"وقوله بسورة البقرة "من بعد ما جاءتكم البينات"فالحسد هو على فضل الله على المؤمنين وتبين الحق هو مجىء البينات والمعنى حقدا فى داخل أنفسهم من بعد ما ظهر لهم الصدق ،يبين الله لنا سبب حب الكفار لردة المسلمين عن إسلامهم وهو الحسد أى الحقد أى الكره الموجود داخل أنفسهم للمسلمين وهو كره ظهر للوجود بعد تبين الحق لهم أى بعد معرفتهم لوحى الله وقوله "فاعفوا واصفحوا حتى يأتى الله بأمره "يفسره قوله بسورة الجاثية "قل للذين أمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله"فالعفو أى الصفح هو غفران ذنوب الكفار والمعنى فاغفروا أى اتركوا عقاب الكفار حتى يجىء الله بحكمه فيهم ،يطلب الله من المسلمين أن يسامحوا أهل الكتاب على تمنيهم الكفر لهم وهذه المسامحة يجب أن تظل سارية المفعول حتى يأتى أمر أى حكم أخر من الله فيهم وقوله "إن الله على كل شىء قدير "يفسره قوله بسورة البروج"فعال لما يريد"فقدرته على كل شىء هى فعله لما يريد والمعنى إن الرب لكل أمر يريده فاعل ومعنى الآية أحب العديد من أصحاب الوحى السابق لو يعيدونكم من بعد إسلامكم مكذبين لله كرها من داخل أنفسهم لكم من بعد ظهر لهم العدل فاغفروا أى سامحوا حتى يجىء الله بحكم أخر فيهم ،إن الله لكل أمر يريده فاعل ،والخطاب هنا للمؤمنين وما بعده.
"وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله إن الله بما تعملون بصير"قوله "وأقيموا الصلاة"يفسره قوله بعد "وآتوا الزكاة "يفسره قوله بعده "وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله "فإقامة الصلاة هى إقامة الدين مصداق لقوله بسورة الشورى "أن أقيموا الدين"وإيتاء الزكاة هو فعل الطهارة من الذنوب عن طريق عمل الحق وتقديم الخير للنفس هو عمل أى عمل صالح والمعنى وأطيعوا الدين أى اتبعوا الحق أى الذى تفعلوا من صالح تلقوا أجره لدى الله مصداق لقوله بسورة المزمل"وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه هو خيرا وأعظم أجرا"وقوله "إن الله بما تعملون بصير"يفسره قوله بسورة لقمان"وأن الله بما تعملون خبير"فالبصير هو الخبير والمعنى إن الله بالذى تفعلون عليم ،يبين الله للمؤمنين أنه يعرف كل ما يصنعوه ومن ثم فعليهم أن يراقبوا أنفسهم فلا يجعلوها تعمل شرا حتى لا يقعوا فى المحذور ومعنى الآية وأطيعوا الدين أى اعملوا الحق أى الذى تعملوا لمنفعتكم من نفع تلقوه لدى الرب أعظم أجرا إن الرب بالذى تفعلون خبير .
"وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين"يفسره قوله بسورة فصلت"ولئن رجعت إلى ربى إن لى عنده للحسنى فالجنة هى الحسنى التى يرى الكافر أنها نصيبه فى الأخرة ويفسرها قوله بسورة الصافات "فأتوا بكتابكم إن كنتم صادقين "وقوله بسورة البقرة "إن كنتم مؤمنين "فالإتيان بالبرهان هو الإتيان بكتابهم والصادقين هم المؤمنين والمعنى قالوا لن يسكن الجنة إلا من كان يهوديا أو نصرانيا ،تلك أقوالهم قل أحضروا كتاب الله لكم بهذا إن كنتم محقين فى قولكم ،يبين الله لنا أن اليهود يزعمون والنصارى يزعمون أنهم يدخلون الجنة وحدهم وهذه أقوال منهم هم وليس قول من الله ولذا يطالبهم بالبرهان وهو الوحى الذى نزل فيه هذا الزعم إن كانوا محقين فى زعمهم والخطاب للنبى(ص) .
"بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون"يفسر الآية قوله بسورة النساء"ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه إلى الله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا"وقوله بسورة لقمان"ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى"وقوله بسورة النساء"فعند الله ثواب الدنيا والأخرة "وقوله بسورة الزمر" لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون"فإسلام الوجه لله هو اتباع ملة إبراهيم (ص)بسورة النساء وكون المسلم محسن يفسره الاستمساك بالعروة الوثقى بسورة لقمان والأجر هو ثواب الدنيا والأخرة بسورة النساء وعدم الخوف هو عدم مس السوء وهو العذاب لهم فى سورة الزمر والمعنى حقا من أخلص نفسه لله وهو مؤمن فله ثوابه من إلهه أى لا عذاب عليهم أى ليسوا يعاقبون ،يبين الله أن الجنة هى حق المسلمين وجوههم لله وهم مؤمنون بالوحى الإلهى وهم لا عقاب عليهم مهما كان صغيرا والخطاب للنبى(ص) كسابقه .
"ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم "قوله"ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم "يفسره قوله بسورة آل عمران"ولا يحبونكم "وقوله بسورة محمد"ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله "فعدم ود الكفار لنزول الخير من الله على المسلمين هو عدم حبهم لهم هو كراهيتهم للوحى المنزل من الله والمعنى ما يحب الذين كذبوا وحى الله من أصحاب الوحى السابق والجاعلين لله أندادا أن يوحى الله إليكم من نفع ،يبين الله للمؤمنين أن الكفار يكرهونهم ولا يحبون أن يوحى الله إليهم الخير وهو النفع الممثل فى الوحى من عنده ويبين لهم أن الكفار قسمين أهل الكتاب وهم أصحاب الوحى السابق والمشركين وهم الذين يعبدون مع الله آلهة أخرى وقوله "والله يختص برحمته من يشاء"يفسره قوله بسورة آل عمران "إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء"فالرحمة هى الفضل والاختصاص به هو إيتائه لمن يريد الله والمعنى والله يعطى نفعه من يريد ،يبين الله لهم أن رحمته وهى فضله أى خيره أى وحيه يعطيه لمن يريد من الخلق وهم هنا المسلمين وقوله "والله ذو الفضل العظيم "يفسره قوله بسورة الأنعام"وربكم ذو رحمة واسعة "فالفضل هو الرحمة والعظيم يعنى الواسع والمعنى والله صاحب الرحمة الكبرى ومعنى الآية ما يريد الذين كذبوا بحكم الله من أصحاب الوحى السابق والجاعلين لله شركاء أن يوحى الله لكم من نفع من وحيه والله يعطى وحيه من يحب والله صاحب الرحمة الكبرى .
"ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شىء قدير "يفسره قوله بسورة النحل"وإذا بدلنا آية مكان آية " وقوله بسورة البروج"فعال لما يريد"فالنسخ هو تبديل آية مكان آية وكون الله قدير على كل شىء هو أنه فعال لما يريد ومعنى الآية ما نثبت من حكم أو نمحوه نجىء بأفضل منه أو شبهه ،ألم تعرف أن الله لكل أمر يريده فاعل ؟يبين الله لنبيه (ص)أن القرآن قسمين قسم منه منسوخ أى مبدل حيث يضع الله حكم مكان حكم أخر وكلاهما ثابت فى القرآن ومنه قسم منسى أى ممحو تم محوه من ذاكرة النبى (ص)والناس وصحفهم ويبين له أنه قادر على كل شىء والمراد فاعل لكل أمر يريده والخطاب للنبى(ص) .
"ألم تعلم أن الله له ملك السموات والأرض وما لكم من دون الله من ولى ولا نصير "قوله "ألم تعلم أن الله له ملك السموات والأرض"يفسره قوله بسورة الحديد"ولله ميراث السموات والأرض"فالملك هو الميراث والمعنى ألم تعرف أن الله له حكم السموات والأرض؟يخبر الله الإنسان وهو الكافر أنه مالك أى حاكم السموات والأرض ومن ثم فهو يفعل ما يريد من نسخ وانساء وغير ذلك لأنه حر فى ملكه وقوله "وما لكم من دون الله من ولى ولا نصير"يفسره قوله بسورة الأنعام"ليس لها من دون الله ولى ولا شفيع"فالولى هو النصير هو الشفيع والمعنى وما لكم من سوى الله من راحم أى ناصر،يبين الله للكفار أن ليس لهم من سوى الله ولى ينقذهم من عذابه فى الدنيا والأخرة ومعنى الآية هل لم تعرف أن الرب له حكم السموات والأرض وليس لكم من سوى الله من نصير أى منقذ وهذا القول هو آيتين فأولهما ألم تعلم محذوف بقيتها بعد والأرض وهى خطاب لفرد وثانيتهما وما لكم خطاب لجماعة وهى تتحدث عن شىء تم حذفه وأتت بنتيجته عدم النصر والولاية .
"أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل ومن يتبدل الكفر بالإيمان فقد ضل سواء السبيل "قوله "أم تريدونه أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل"يفسره قوله بسورة النساء "فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة "فسؤال موسى (ص)فى البقرة هو سؤالهم أن يريهم الله جهرة والمعنى هل تحبون أن تطلبوا من نبيكم (ص)كما طلب بنى إسرائيل من موسى (ص)من قبل؟يبين الله للكفار ما يخفون فى أنفسهم وهو أنهم يريدون أن يطلبوا من محمد(ص)معجزات كما طلبوا من موسى (ص)قبل ذلك أن يريهم الله جهرة وغير ذلك من الطلبات وهذا تحذير لهم من الله حتى لا يطلبوا شىء وقوله "ومن يتبدل الكفر بالإيمان فقد ضل سواء السبيل "يفسره قوله بسورة البقرة "أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم "فتبديل الكفر بالإيمان هو شراء الضلالة بالهدى وضلال سواء السبيل هو عدم ربح تجارتهم والمعنى ومن يطع الباطل تاركا الحق فقد ترك نعيم الجنة ومعنى الآية هل تحبون أن تطالبوا مبعوثكم كما طولب موسى (ص)من قبل ومن يطع الباطل تاركا الحق فقد فقد نعيم الجنة ،والخطاب هنا للكفار.
"ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتى الله بأمره إن الله على كل شىء قدير "قوله "ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا"يفسره قوله بسورة آل عمران"ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم "وقوله بسورة النساء"ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء"فحبهم ردة المؤمنين عن إيمانهم هى حبهم لو يضلونهم عن الحق هى حبهم أن يكفروا كما كفروا هم والمعنى أحب بعض من أصحاب الوحى السابق لو يعيدونكم من بعد إسلامكم مكذبين ؟وهذا يبين لنا أن الكثير من أهل الكتاب يريدون أن يرجعوا المسلمين كفارا من بعد إسلامهم والسبب "حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق"ويفسر القول قوله بسورة النساء"أم يحسدون الناس على ما أتاهم الله من فضله"وقوله بسورة البقرة "من بعد ما جاءتكم البينات"فالحسد هو على فضل الله على المؤمنين وتبين الحق هو مجىء البينات والمعنى حقدا فى داخل أنفسهم من بعد ما ظهر لهم الصدق ،يبين الله لنا سبب حب الكفار لردة المسلمين عن إسلامهم وهو الحسد أى الحقد أى الكره الموجود داخل أنفسهم للمسلمين وهو كره ظهر للوجود بعد تبين الحق لهم أى بعد معرفتهم لوحى الله وقوله "فاعفوا واصفحوا حتى يأتى الله بأمره "يفسره قوله بسورة الجاثية "قل للذين أمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله"فالعفو أى الصفح هو غفران ذنوب الكفار والمعنى فاغفروا أى اتركوا عقاب الكفار حتى يجىء الله بحكمه فيهم ،يطلب الله من المسلمين أن يسامحوا أهل الكتاب على تمنيهم الكفر لهم وهذه المسامحة يجب أن تظل سارية المفعول حتى يأتى أمر أى حكم أخر من الله فيهم وقوله "إن الله على كل شىء قدير "يفسره قوله بسورة البروج"فعال لما يريد"فقدرته على كل شىء هى فعله لما يريد والمعنى إن الرب لكل أمر يريده فاعل ومعنى الآية أحب العديد من أصحاب الوحى السابق لو يعيدونكم من بعد إسلامكم مكذبين لله كرها من داخل أنفسهم لكم من بعد ظهر لهم العدل فاغفروا أى سامحوا حتى يجىء الله بحكم أخر فيهم ،إن الله لكل أمر يريده فاعل ،والخطاب هنا للمؤمنين وما بعده.
"وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله إن الله بما تعملون بصير"قوله "وأقيموا الصلاة"يفسره قوله بعد "وآتوا الزكاة "يفسره قوله بعده "وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله "فإقامة الصلاة هى إقامة الدين مصداق لقوله بسورة الشورى "أن أقيموا الدين"وإيتاء الزكاة هو فعل الطهارة من الذنوب عن طريق عمل الحق وتقديم الخير للنفس هو عمل أى عمل صالح والمعنى وأطيعوا الدين أى اتبعوا الحق أى الذى تفعلوا من صالح تلقوا أجره لدى الله مصداق لقوله بسورة المزمل"وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه هو خيرا وأعظم أجرا"وقوله "إن الله بما تعملون بصير"يفسره قوله بسورة لقمان"وأن الله بما تعملون خبير"فالبصير هو الخبير والمعنى إن الله بالذى تفعلون عليم ،يبين الله للمؤمنين أنه يعرف كل ما يصنعوه ومن ثم فعليهم أن يراقبوا أنفسهم فلا يجعلوها تعمل شرا حتى لا يقعوا فى المحذور ومعنى الآية وأطيعوا الدين أى اعملوا الحق أى الذى تعملوا لمنفعتكم من نفع تلقوه لدى الرب أعظم أجرا إن الرب بالذى تفعلون خبير .
"وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين"يفسره قوله بسورة فصلت"ولئن رجعت إلى ربى إن لى عنده للحسنى فالجنة هى الحسنى التى يرى الكافر أنها نصيبه فى الأخرة ويفسرها قوله بسورة الصافات "فأتوا بكتابكم إن كنتم صادقين "وقوله بسورة البقرة "إن كنتم مؤمنين "فالإتيان بالبرهان هو الإتيان بكتابهم والصادقين هم المؤمنين والمعنى قالوا لن يسكن الجنة إلا من كان يهوديا أو نصرانيا ،تلك أقوالهم قل أحضروا كتاب الله لكم بهذا إن كنتم محقين فى قولكم ،يبين الله لنا أن اليهود يزعمون والنصارى يزعمون أنهم يدخلون الجنة وحدهم وهذه أقوال منهم هم وليس قول من الله ولذا يطالبهم بالبرهان وهو الوحى الذى نزل فيه هذا الزعم إن كانوا محقين فى زعمهم والخطاب للنبى(ص) .
"بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون"يفسر الآية قوله بسورة النساء"ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه إلى الله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا"وقوله بسورة لقمان"ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى"وقوله بسورة النساء"فعند الله ثواب الدنيا والأخرة "وقوله بسورة الزمر" لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون"فإسلام الوجه لله هو اتباع ملة إبراهيم (ص)بسورة النساء وكون المسلم محسن يفسره الاستمساك بالعروة الوثقى بسورة لقمان والأجر هو ثواب الدنيا والأخرة بسورة النساء وعدم الخوف هو عدم مس السوء وهو العذاب لهم فى سورة الزمر والمعنى حقا من أخلص نفسه لله وهو مؤمن فله ثوابه من إلهه أى لا عذاب عليهم أى ليسوا يعاقبون ،يبين الله أن الجنة هى حق المسلمين وجوههم لله وهم مؤمنون بالوحى الإلهى وهم لا عقاب عليهم مهما كان صغيرا والخطاب للنبى(ص) كسابقه .