"يا بنى إسرائيل اذكروا نعمتى التى أنعمت عليكم وأوفوا بعهدى أوف بعهدكم وإياى فارهبون "قوله "يا بنى إسرائيل "يعنى يا أولاد يعقوب (ص)فالله يخاطب من هم نسل يعقوب (ص)بن إسحاق(ص)،وقوله "اذكروا نعمتى التى أنعمت عليكم"يفسره قوله بعده "وأوفوا بعهدى أوف بعهدكم "فذكر النعمة هو الوفاء بالعهد أى طاعة الميثاق والمعنى أطيعوا رسالتى التى أرسلت لكم أى اتبعوا ميثاقى أحقق ميثاقكم ،يطالب الله هنا بنى إسرائيل بذكر نعمته أى الوفاء بعهده أى بطاعة وحيه وذلك حتى يوفى بعهدهم أى يحقق ميثاقهم والمراد حتى يعطيهم ثوابهم الذى أخذه على نفسه حين واثقهم وهو نصرهم فى الدنيا والأخرة ،وقوله "وإياى فارهبون"يفسره قوله فى نفس السورة "وإياى فاتقون"فرهبة الله هى تقواه ومعنى القول ووحدى فخافون ،فالله يطالبهم بخوفه أى بخوف عذابه ومن يخاف من العذاب يطيع المعذب حتى يبعد عنه العذاب ومعنى الآية يا أولاد يعقوب أطيعوا رسالتى التى أرسلت لكم أى اتبعوا حكمى أعطيكم ثوابى الذى وعدتكم أى وحدى خافوا من عذابى بطاعة حكمى .
"وأمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم ولا تكونوا أول كافر به ولا تشتروا بآياتى ثمنا قليلا وإياى فاتقون "قوله "وأمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم "يفسره قوله بسورة الأحقاف "إنا سمعنا كتابا من بعد موسى مصدقا لما بين يديه "فالذى يصدق ما مع بنى إسرائيل هو المصدق لما بين يدى التوراة والمعنى وصدقوا بالذى أوحيت مشابها للذى عندكم وهو التوراة ،وقوله "ولا تكونوا أول كافر بعده "ولا تشتروا بآياتى ثمنا قليلا "فالكفر بوحى الله هو شراء الثمن القليل وبيع آيات الله ويفسره قوله بسورة النحل"ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا "فآيات الله هى عهده والمعنى ولا تصبحوا أسبق مكذب للوحى أى لا تأخذوا بعهد الله متاعا فانيا ،وقوله "وإياى فاتقون"يفسره قوله بسورة العنكبوت"فإياى فاعبدون"فتقوى الله هى عبادته هى رهبته كقوله السابق"وإياى فارهبون"ومعنى الآية وصدقوا بالذى أوحيت مطابقا للذى عندكم من التوراة أى لا تصبحوا أسبق مكذب بالوحى أى لا تأخذوا بوحى الله متاعا قصير الأمد أى وحدى فإعبدون .
"ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون "قوله "ولا تلبسوا الحق بالباطل "يفسره قوله بسورة الأنعام "وليلبسوا عليهم دينهم "فالحق هو الدين الذى يتم إلباسه ثوب الباطل ويفسره قوله بعده "ولا تكتموا الحق"فكتم الحق هو إلباس الحق ثوب الباطل حتى لا يعلمه الناس والمعنى ولا تخلطوا العدل بالظلم أى لا تسروا العدل عن الناس ،وقوله "وأنتم تعلمون"يعنى وأنتم تعرفون جزاء من يفعل ذلك وهو النار ومعنى الآية ولا تخلطوا حكم الله بحكم الشيطان أى لا تخفوا حكم الله فى حكم الشيطان وأنتم تعرفون جزاء من يفعل هذا وهو النار .
"وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين "قوله "وأقيموا الصلاة "يفسره قوله بسورة الشورى "أن أقيموا الدين"فالصلاة هى الدين والمعنى وأطيعوا دين الله وقوله "وآتوا الزكاة "يعنى وافعلوا الخير وقوله "واركعوا مع الراكعين"يفسره قوله بسورة التوبة "وكونوا مع الصادقين "فالراكعين هم الصادقين ومعنى الآية وأطيعوا الدين أى افعلوا الخير أى اتبعوا مع المتبعين لحكم الله.
"أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون "قوله "أتأمرون الناس بالبر "يفسره قوله بسورة البقرة"قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند الله"فأمر الناس بالبر هو تحديثهم بما فتح الله على بنى إسرائيل وهو الوحى المنزل على رسلهم (ص)والمعنى هل تدعون الخلق إلى اتباع الحق ؟وقوله "وتنسون أنفسكم "يفسره قوله بسورة المائدة "وقد دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا به"فنسيان النفس هو الدخول بالكفر والخروج به والمعنى وتتركون أنفسكم لا تتبع الحق ،وقوله وأنتم تتلون الكتاب "يفسره قوله بسورة الجمعة "مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها "فتلاوة الكتاب هى حمل أى العلم بالتوراة وتفسيرها الصحيح والمعنى وأنتم تعرفون التوراة ،وقوله "أفلا تعقلون"يفسره قوله بسورة الذاريات"أفلا تبصرون "فتعقلون هى تبصرون والمعنى أفلا تتبعون الحق ومعنى الآية هل تدعون الخلق إلى اتباع الحق وتتركون أنفسكم لا تتبعه وأنتم تعرفون عقاب التاركين لإتباعه أفلا تفهمون ؟
"واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين "قوله "واستعينوا بالصبر والصلاة "يفسره قوله بسورة الأعراف"استعينوا بالله واصبروا"فالاستعانة بالصبر أى الصلاة هى الاستعانة بالله والمراد الانتصار على الشيطان بطاعة حكم الله والمعنى واستنصروا بطاعة حكم الله أى باتباع وحى الله والصلاة هى الدين أى الوحى كما بقوله بسورة الشورى "أن أقيموا الدين"الذى يفسره قوله بسورة البقرة "ويقيمون الصلاة "وقوله "وإنها لكبيرة "يفسره قوله بسورة الشورى "كبر على المشركين ما تدعون إليه"فالاستعانة بالله أمر كبير أى ثقيل على نفوس المشركين وقوله "وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين "يفسره قوله بسورة البقرة "وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله"فالخاشعين هم الذين هداهم الله والمعنى وإن الاستعانة بطاعة حكم الله لثقيلة إلا على الطائعين ومعنى الآية واستنصروا بطاعة حكم الله أى اتباع وحى الله وإن طاعة حكم الله لمكروهة إلا من الطائعين .
"الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون "يفسره قوله بسورة العنكبوت "من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت "وقوله بسورة لقمان"وهم بالأخرة هم يوقنون"فالظن بملاقاة الله هو رجاء لقاء الله هو اليقين بحدوث الأخرة والظن بملاقاة الله يفسره ما بعده وهو الرجوع إلى الله ومعنى الآية هو الخاشعين الذين يوقنون أنهم داخلوا جنة ربهم أى أنهم إلى رحمة خالقهم عائدون .
"يا بنى إسرائيل اذكروا نعمتى التى أنعمت عليكم وأنى فضلتكم على العالمين "قوله "يا بنى إسرائيل اذكروا نعمتى التى أنعمت عليكم "يفسره قوله بسورة البقرة "خذوا ما أتيناكم بقوة واذكروا ما فيه "وقوله بسورة الأعراف"فاذكروا آلاء الله "فذكر نعمة الله هو ذكر ما فى الميثاق هو ذكر آلاء الله وهى أحكامه والمعنى يا أولاد يعقوب (ص) اتبعوا رسالتى التى أوحيت لكم ،وقوله "وأنى فضلتكم على العالمين "يفسره قوله بسورة الدخان"ولقد اخترناهم على علم على العالمين "فتفضيل الله لبنى إسرائيل على الناس هو اختيارهم من بين الناس بطاعتهم لعلم وهو حكم الله والمعنى وأنى اخترتكم من الناس ومعنى الآية يا أولاد يعقوب أطيعوا رسالتى التى أرسلت لكم وأنى اخترتكم بطاعتكم لرسالتى من الناس ،وهذا يعنى أن تفضيل بنى إسرائيل على الناس سببه طاعتهم لعلم الله وهو وحيه وهذه الآية وما بعدها ليس خطابا لبنى إسرائيل فى عصر النبى(ص) وإنما هو حكاية لما حدث منهم ومعهم عبر عصور مختلفة كعصر موسى(ص).
"واتقوا يوما لا تجزى نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون "قوله "واتقوا يوما" يفسره قوله بسورة لقمان"واخشوا يوما "فإتقاء الله وهو إتقاء عذابه يوم القيامة هو خشية نار هذا اليوم كما فى قوله بنفس السورة "واتقوا النار"والمعنى وابتعدوا عن عذاب يوم القيامة بطاعة حكم الله ،وقوله لا تجزى نفس عن نفس شيئا"يفسره قوله بسورة الدخان"يوم لا يغنى مولى عن مولى شيئا"فعدم جزاء النفس عن النفس الأخرى هو عدم إغناء المولى وهو النفس عن المولى وهو النفس الأخرى عذابا والمعنى يوم لا يتحمل مخلوق عذاب مخلوق غيره وقوله"ولا يقبل منها شفاعة "يفسره قوله بسورة البقرة "ولا تنفع شفاعة "فالشفاعة وهى الإعتذار بالكلام لا تقبل أى لا تنفع عند الله والمعنى ولا يرضى الله حديثا ينصر الكافر ،وقوله "ولا يؤخذ منها عدل "يفسره قوله بسورة الحديد"فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا "فالله لا يأخذ أى لا يقبل عدل أى فدية أى مال مقابل إخراج المنافقين والكفار من النار والمعنى ولا يقبل من الكافر مال وقوله"ولا هم ينصرون"يفسره قوله بسورة البقرة "ولا هم ينظرون"فالكفار لا ينصرون أى لا ينظرون أى لا يرحمون ومعنى الآية ابتعدوا عن عذاب يوم القيامة بطاعة حكم الله يوم لا يتحمل مخلوق عذاب مخلوق أخر ولا يرضى الله مناصرة للكافر ولا يقبل من الكافر مال لإخراجه من النار ولا هم يرحمون .
"وأمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم ولا تكونوا أول كافر به ولا تشتروا بآياتى ثمنا قليلا وإياى فاتقون "قوله "وأمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم "يفسره قوله بسورة الأحقاف "إنا سمعنا كتابا من بعد موسى مصدقا لما بين يديه "فالذى يصدق ما مع بنى إسرائيل هو المصدق لما بين يدى التوراة والمعنى وصدقوا بالذى أوحيت مشابها للذى عندكم وهو التوراة ،وقوله "ولا تكونوا أول كافر بعده "ولا تشتروا بآياتى ثمنا قليلا "فالكفر بوحى الله هو شراء الثمن القليل وبيع آيات الله ويفسره قوله بسورة النحل"ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا "فآيات الله هى عهده والمعنى ولا تصبحوا أسبق مكذب للوحى أى لا تأخذوا بعهد الله متاعا فانيا ،وقوله "وإياى فاتقون"يفسره قوله بسورة العنكبوت"فإياى فاعبدون"فتقوى الله هى عبادته هى رهبته كقوله السابق"وإياى فارهبون"ومعنى الآية وصدقوا بالذى أوحيت مطابقا للذى عندكم من التوراة أى لا تصبحوا أسبق مكذب بالوحى أى لا تأخذوا بوحى الله متاعا قصير الأمد أى وحدى فإعبدون .
"ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون "قوله "ولا تلبسوا الحق بالباطل "يفسره قوله بسورة الأنعام "وليلبسوا عليهم دينهم "فالحق هو الدين الذى يتم إلباسه ثوب الباطل ويفسره قوله بعده "ولا تكتموا الحق"فكتم الحق هو إلباس الحق ثوب الباطل حتى لا يعلمه الناس والمعنى ولا تخلطوا العدل بالظلم أى لا تسروا العدل عن الناس ،وقوله "وأنتم تعلمون"يعنى وأنتم تعرفون جزاء من يفعل ذلك وهو النار ومعنى الآية ولا تخلطوا حكم الله بحكم الشيطان أى لا تخفوا حكم الله فى حكم الشيطان وأنتم تعرفون جزاء من يفعل هذا وهو النار .
"وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين "قوله "وأقيموا الصلاة "يفسره قوله بسورة الشورى "أن أقيموا الدين"فالصلاة هى الدين والمعنى وأطيعوا دين الله وقوله "وآتوا الزكاة "يعنى وافعلوا الخير وقوله "واركعوا مع الراكعين"يفسره قوله بسورة التوبة "وكونوا مع الصادقين "فالراكعين هم الصادقين ومعنى الآية وأطيعوا الدين أى افعلوا الخير أى اتبعوا مع المتبعين لحكم الله.
"أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون "قوله "أتأمرون الناس بالبر "يفسره قوله بسورة البقرة"قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند الله"فأمر الناس بالبر هو تحديثهم بما فتح الله على بنى إسرائيل وهو الوحى المنزل على رسلهم (ص)والمعنى هل تدعون الخلق إلى اتباع الحق ؟وقوله "وتنسون أنفسكم "يفسره قوله بسورة المائدة "وقد دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا به"فنسيان النفس هو الدخول بالكفر والخروج به والمعنى وتتركون أنفسكم لا تتبع الحق ،وقوله وأنتم تتلون الكتاب "يفسره قوله بسورة الجمعة "مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها "فتلاوة الكتاب هى حمل أى العلم بالتوراة وتفسيرها الصحيح والمعنى وأنتم تعرفون التوراة ،وقوله "أفلا تعقلون"يفسره قوله بسورة الذاريات"أفلا تبصرون "فتعقلون هى تبصرون والمعنى أفلا تتبعون الحق ومعنى الآية هل تدعون الخلق إلى اتباع الحق وتتركون أنفسكم لا تتبعه وأنتم تعرفون عقاب التاركين لإتباعه أفلا تفهمون ؟
"واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين "قوله "واستعينوا بالصبر والصلاة "يفسره قوله بسورة الأعراف"استعينوا بالله واصبروا"فالاستعانة بالصبر أى الصلاة هى الاستعانة بالله والمراد الانتصار على الشيطان بطاعة حكم الله والمعنى واستنصروا بطاعة حكم الله أى باتباع وحى الله والصلاة هى الدين أى الوحى كما بقوله بسورة الشورى "أن أقيموا الدين"الذى يفسره قوله بسورة البقرة "ويقيمون الصلاة "وقوله "وإنها لكبيرة "يفسره قوله بسورة الشورى "كبر على المشركين ما تدعون إليه"فالاستعانة بالله أمر كبير أى ثقيل على نفوس المشركين وقوله "وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين "يفسره قوله بسورة البقرة "وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله"فالخاشعين هم الذين هداهم الله والمعنى وإن الاستعانة بطاعة حكم الله لثقيلة إلا على الطائعين ومعنى الآية واستنصروا بطاعة حكم الله أى اتباع وحى الله وإن طاعة حكم الله لمكروهة إلا من الطائعين .
"الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون "يفسره قوله بسورة العنكبوت "من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت "وقوله بسورة لقمان"وهم بالأخرة هم يوقنون"فالظن بملاقاة الله هو رجاء لقاء الله هو اليقين بحدوث الأخرة والظن بملاقاة الله يفسره ما بعده وهو الرجوع إلى الله ومعنى الآية هو الخاشعين الذين يوقنون أنهم داخلوا جنة ربهم أى أنهم إلى رحمة خالقهم عائدون .
"يا بنى إسرائيل اذكروا نعمتى التى أنعمت عليكم وأنى فضلتكم على العالمين "قوله "يا بنى إسرائيل اذكروا نعمتى التى أنعمت عليكم "يفسره قوله بسورة البقرة "خذوا ما أتيناكم بقوة واذكروا ما فيه "وقوله بسورة الأعراف"فاذكروا آلاء الله "فذكر نعمة الله هو ذكر ما فى الميثاق هو ذكر آلاء الله وهى أحكامه والمعنى يا أولاد يعقوب (ص) اتبعوا رسالتى التى أوحيت لكم ،وقوله "وأنى فضلتكم على العالمين "يفسره قوله بسورة الدخان"ولقد اخترناهم على علم على العالمين "فتفضيل الله لبنى إسرائيل على الناس هو اختيارهم من بين الناس بطاعتهم لعلم وهو حكم الله والمعنى وأنى اخترتكم من الناس ومعنى الآية يا أولاد يعقوب أطيعوا رسالتى التى أرسلت لكم وأنى اخترتكم بطاعتكم لرسالتى من الناس ،وهذا يعنى أن تفضيل بنى إسرائيل على الناس سببه طاعتهم لعلم الله وهو وحيه وهذه الآية وما بعدها ليس خطابا لبنى إسرائيل فى عصر النبى(ص) وإنما هو حكاية لما حدث منهم ومعهم عبر عصور مختلفة كعصر موسى(ص).
"واتقوا يوما لا تجزى نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون "قوله "واتقوا يوما" يفسره قوله بسورة لقمان"واخشوا يوما "فإتقاء الله وهو إتقاء عذابه يوم القيامة هو خشية نار هذا اليوم كما فى قوله بنفس السورة "واتقوا النار"والمعنى وابتعدوا عن عذاب يوم القيامة بطاعة حكم الله ،وقوله لا تجزى نفس عن نفس شيئا"يفسره قوله بسورة الدخان"يوم لا يغنى مولى عن مولى شيئا"فعدم جزاء النفس عن النفس الأخرى هو عدم إغناء المولى وهو النفس عن المولى وهو النفس الأخرى عذابا والمعنى يوم لا يتحمل مخلوق عذاب مخلوق غيره وقوله"ولا يقبل منها شفاعة "يفسره قوله بسورة البقرة "ولا تنفع شفاعة "فالشفاعة وهى الإعتذار بالكلام لا تقبل أى لا تنفع عند الله والمعنى ولا يرضى الله حديثا ينصر الكافر ،وقوله "ولا يؤخذ منها عدل "يفسره قوله بسورة الحديد"فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا "فالله لا يأخذ أى لا يقبل عدل أى فدية أى مال مقابل إخراج المنافقين والكفار من النار والمعنى ولا يقبل من الكافر مال وقوله"ولا هم ينصرون"يفسره قوله بسورة البقرة "ولا هم ينظرون"فالكفار لا ينصرون أى لا ينظرون أى لا يرحمون ومعنى الآية ابتعدوا عن عذاب يوم القيامة بطاعة حكم الله يوم لا يتحمل مخلوق عذاب مخلوق أخر ولا يرضى الله مناصرة للكافر ولا يقبل من الكافر مال لإخراجه من النار ولا هم يرحمون .