"واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذى القربى واليتامى والمساكين والجار ذى القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا" يفسر قوله "واعبدوا الله " قوله تعالى بسورة التغابن"وأطيعوا الله"فاعبدوا تعنى أطيعوا وقوله "ولا تشركوا به شيئا"يفسره قوله بسورة البقرة"فلا تجعلوا لله أندادا"فتشركوا تعنى تجعلوا وشيئا تعنى أندادا وقوله"إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا "يفسره قوله بنفس السورة"والله لا يحب كل كفار أثيم"فالمختال الفخور هو الكفار الأثيم والمعنى وأطيعوا حكم الله أى لا تطيعوا مع حكمه حكما أخر وبالأبوين معروفا وأهل القرابة وفاقدى الأباء والمحتاجين وصاحب الدار الملاصقة لنا صاحب القرابة وصاحب الدار الملاصقة والصديق فى الجوار وابن الطريق والذى تصرفت أنفسكم إن الله لا يرحم من كان كافرا مكذبا،يطلب الله منا كناس أن نعبده أى نطيع حكمه المنزل وفسر هذا بأن لا نشرك به شيئا والمراد ألا نطيع مع حكم الله حكم أخر ومن ضمن طاعة حكم الله أن نحسن أى نتعامل بالعدل مع كل من الوالدين وهم الأبوين وذى القربى وهم الأقارب واليتامى وهم من مات آباؤهم وهم صغار والمساكين وهم المحتاجين للعون والجار ذى القربى وهو صاحب البيت الملاصق لدارنا صاحب القرابة والجار الجنب وهو صاحب البيت القريب لبيتنا والصاحب بالجنب وهو الصديق فى السكن القريب وابن السبيل وهو المسافر الذى ليس معه مال يوصله لبلده وما ملكت الأيمان وهم العبيد والإماء الذين تتصرف فيهم أنفسنا وهذا يعنى العدل مع كل البشر لأن المذكورين هنا لا يخرج منهم أحد من القرابة والجوار واليتم والمسكنة والسبيل،ويبين الله لنا أنه لا يحب من كان مختالا فخورا أى لا يرحم من كان كافرا عاصيا لحكمه والخطاب للناس.
"الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما أتاهم الله من فضله وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا"يفسر قوله "ويأمرون الناس بالبخل" قوله تعالى بسورة التوبة"يأمرون بالمنكر"فالبخل هو المنكر وقوله "وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا "يفسره قوله بسورة الإنسان"والظالمين أعد لهم عذابا أليما"فالكافرين هم الظالمين والعذاب المهين تعنى العذاب الأليم والمعنى الذين يكفرون ويطالبون الخلق بالكفر ويخفون الذى أوحى لهم الله من رحمته وجهزنا للمكذبين بحكمنا عقابا أليما،يبين الله لنا المختالين الفخورين هم الذين يبخلون أى يكذبون حكم الله ويأمرون الناس بالبخل والمراد ويطالبون الخلق بالتكذيب لحكم الله ويكتمون ما أتاهم الله من فضله والمراد ويخفون الذى أعطاهم الله من وحيه وقد أعد الله للكافرين عذابا مهينا والمراد وقد جهز للمكذبين بحكمه عقابا شديدا هو النار والخطاب للمؤمنين وهو محذوف منه أوله وهو غير معلوم والغالب أنه سؤال من المنافقين البخلاء؟ وما بعده وما بعده مثله.
"والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الأخر ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا"يفسر قوله "والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس" قوله تعالى بسورة النساء"وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس"فينفقون أموالهم تعنى صلاتهم أى طاعتهم لله وهم كسالى وقوله "ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر "يفسره قوله بسورة المطففين"الذين يكذبون بيوم الدين"فاليوم الأخر هو يوم الدين ولا يؤمنون تعنى يكذبون وقوله "ومن يكن الشيطان "يفسره قوله بسورة النساء"ومن يتخذ الشيطان"فيكن تعنى يتخذ وقوله "فساء قرينا "يفسره قوله بسورة الزخرف"فبئس القرين"فساء تعنى بئس والمعنى والذين يقدمون طاعتهم لله إرضاء للخلق ولا يصدقون بحكم الله ويوم القيامة ومن تصبح الشهوة له إلها فقبح إلها ،يبين الله لنا أن الكافرين ينفقون أموالهم رئاء الناس والمراد يظهرون طاعتهم لحكم الله إرضاء للمسلمين مع أنهم لا يؤمنون بالله ولا باليوم الأخر والمراد مع أنهم لا يصدقون بحكم الله ولا يصدقون بيوم البعث،ويبين الله لنا أن من يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا والمراد أن من يطيع الشهوة وهى هوى النفس إلها له فقبح الإله الذين يطيعونه .
"وماذا عليهم لو أمنوا بالله واليوم الأخر وأنفقوا مما رزقهم الله وكان الله بهم عليما"المعنى وماذا عليهم لو صدقوا بوحى الله ويوم القيامة وعملوا من الذى أوحى الله لهم وكان الله بهم خبيرا؟،يسأل الله :ماذا على الناس لو صدقوا بحكم الله ويوم البعث وفعلوا من الذى أمرهم الله به ؟والغرض من السؤال أن لا عقاب على من أمن بحكم الله ويوم القيامة وعمل صالحا من الذى أوحى الله للمؤمنين ،ويبين لهم أنه عليم أى خبير بهم وسيحاسبهم على عملهم .
"إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما"يفسر قوله "ون تك حسنة يضاعفها "قوله تعالى بسورة النمل"من جاء بالحسنة فله خير منها"فمضاعفة الحسنة هى أن يكون لصاحبها خير منها وقوله "ويؤت من لدنه أجرا عظيما "يفسره قوله بسورة الفتح"يؤتكم الله أجرا حسنا"فعظيما تعنى حسنا والمعنى إن الله لا يبخس قدر ذرة وإن يكن عمل صالح يزيده أى يعطى من عنده ثوابا كبيرا،يبين الله للمؤمنين أن الله لا يظلم مثقال ذرة والمراد أن الله لا ينقص من حقوق الخلق قدر ذرة لأنه عادل وإن كان لمخلوق حسنة أى عمل صالح يضاعفه له والمراد يزيد له ثوابه عليه وفسر هذا أنه يؤتيه من لدنه أجرا عظيما والمراد يعطيه من عنده ثواب حسن هو الجنة والخطاب وما بعده للنبى(ص).
"فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا"المعنى فكيف إذا بعثنا من كل جماعة حاكم وبعثناك على هؤلاء حاكما؟ يسأل الله رسوله(ص) كيف إذا أتينا من كل قوم بشاهد يقول لنا ما عملوه وأتينا بك لتصبح شاهد على المسلمين بالذى عملوا فى الدنيا وأنت حى ،والغرض من السؤال هو إخبار الرسول(ص) أن كل قوم سيكون لهم شهيد أى شاهد يحكم عليهم بقوله ما عملوه معه وهو رسول القوم وسيكون هو أى محمد(ص)شهيد على المسلمين فى عصره أى الشاهد عليهم بما عملوا فتكون شهادته حكم بصلاح المسلمين فى عصره ومن ثم استحقاقهم الجنة.
"يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو نسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا"يفسر الجزء الأول قوله تعالى بسورة النبأ"يقول الكافر يا ليتنى كنت ترابا"فتسوية الأرض بهم هى جعلهم تراب والمعنى يوم القيامة يحب الذين كذبوا بحكم الله أى خالفوا النبى(ص)لو نمهد بهم الأرض ولا يخفون عن الله قولا ،يبين الله لنا أن فى يوم القيامة يود الذين كفروا أى يريد الذين كذبوا بحكم الله وفسرهم الله بأنهم الذين عصوا الرسول والمراد الذين خالفوا حكم الله المنزل على النبى(ص)لو نسوى بهم الأرض والمراد لو يمهد الله بهم الأرض وهذا يعنى أنهم يتمنون التحول لتراب ولا يكتمون الله حديثا والمراد ولا يخفون عن الله قولا .
"يا أيها الذين أمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا إلا عابرى سبيل حتى تغتسلوا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم إن الله كان عفوا غفورا"المعنى يا أيها الذين صدقوا بحكم الله لا تؤدوا الصلاة وأنتم مخمورين حتى تعرفوا ما تتحدثون به ولا قاذفى منى إلا مسافرين للجهاد حتى تتطهروا وإن كنتم عليلين أو على ترحال أو أتى إنسان منكم من الكنيف أو مسستم الإناث فلم تلقوا ماء فاطلبوا ترابا طاهرا فامسحوا به وجوهكم وأيديكم إن الله كان توابا صفوحا،ينهى الله المؤمنين عن قرب الصلاة وهم سكارى والمراد عن أداء الصلوات المعروفة وهم شاربين للخمر والسبب فى النهى هو أن يعلموا ما يقولون أى حتى يعرفوا الذى يتحدثون به فى الصلاة من الكلام وهو القرآن وهذا يعنى أن المخمور لا يدرى ما يقول لكونه فاقد لعقله،وينهاهم عن أداء الصلاة وهم جنب أى قاذفى للماء المهين فى الجماع أو فى غيره واستثنى من النهى حالتين الأولى :هى أن يكونوا عابرى سبيل والمراد مسافرين إلى الجهاد والثانية إن كانوا مرضى أى مصابين بعلل تضرهم إن اغتسلوا،وأما إذا لم يكونوا كذلك فعليهم ألا يصلوا إلا بعد أن يغتسلوا أى يتطهروا بالماء،ويبين لهم أنهم إن جاءوا من الغائط والمراد إن أتوا من مكان قضاء الحاجة من بول أو براز أو فساء أو ضراط أو لامسوا النساء والمراد إن مس جلدهم جلد الإناث البالغات فعليهم الوضوء فإن لم يجدوا ماء والمراد فإن لم يلقوا ماء للوضوء فعليهم أن يتيمموا صعيدا طيبا والمراد أن يقصدوا ترابا طاهرا فيمسحوا بوجوههم وأيديهم والمراد أن يلمسوا بالتراب الوجوه والكفوف،ويبين الله لنا أنه عفو أى غفور والمراد مثيب لمن تاب إليه نافع له والخطاب للمؤمنين.
"ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يشترون الضلالة ويريدون أن تضلوا السبيل"يفسر قوله"يشترون الضلالة " قوله تعالى بسورة التوبة "اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا"فالضلالة هى الثمن القليل وقوله "ويريدون أن تضلوا السبيل"يفسره قوله بسورة البقرة"ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا"فإرادة أن يضل المسلمون السبيل هى إرادة ردهم كفارا بعد إيمانهم والمعنى ألم تعلم أن الذين أعطوا علما بالكتاب يعملون الكفر ويحبون أن تتركوا الإسلام؟يخبر الله رسوله(ص)أن الذين أوتوا نصيبا من الكتاب وهم الذين أعطوا بعضا من وحى الله للبشر يشترون الضلالة والمراد يعملون أعمال الكفر تاركين الإسلام وهم يريدون أن يضل المسلمون السبيل والمراد وهم يحبون أن يترك المسلمون الإسلام ويعملون الكفر مثلهم والخطاب للنبى(ص).
"من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع وراعنا ليا بألسنتهم وطعنا فى الدين ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع وانظر لكان خيرا لهم وأقوم ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا"يفسر قوله "من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه " قوله تعالى بسورة المائدة"وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا"فيحرفون الكلم عن مواضعه يعنى زيادة المنزل كفرا وطغيانا وقوله "ولكن لعنهم الله بكفرهم "يفسره قوله بسورة النساء"وغضب الله عليهم"فلعنهم تعنى غضب عليهم والمعنى من اليهود من يبعدون الوحى عن معانيه ويقولون عرفنا وخالفنا واعرف غير مطيع وعاقبنا تحريفا بأفواههم أى تحريفا للإسلام ولو أنهم قالوا عرفنا واتبعنا واعلم وارحمنا لكان أفضل لهم أى أحسن أجرا ولكن غضب الله عليهم بتكذيبهم فلا يصدقون إلا بعضا منهم،يبين الله للمؤمنين أن الذين هادوا وهم اليهود منهم جماعة يحرفون الكلم عن مواضعه والمراد يبعدون ألفاظ الوحى الإلهى عن معانيها أى يغيرون الوحى عن مقاصده التى أرادها الله وهم يقولون :سمعنا وعصينا أى عرفنا المعنى الحقيقى وخالفنا واسمع غير مسمع أى اعرف غير مطيع والمراد إنك يا مبلغ الوحى أنت تعرف من لا يطيع الوحى وراعنا أى عاقبنا بما تريد وهذا هو لى بالألسن والمراد تحريف للوحى بالكلمات وفسره بأنه طعن فى الدين أى تحريف للإسلام أى إطفاء لنور الله ،ويبين الله لهم أنهم لو قالوا :سمعنا وأطعنا أى عرفنا المعنى الحقيقى ونفذناه واسمع أى وأعلم الناس بالوحى لينفذوه وانظرنا أى وارحمنا لتنفيذنا ما تريد لكان خير لهم أى أقوم والمراد لكان هذا أحسن ثوابا أى أفضل أجرا،ويبين الله لنا أنه لعنهم بكفرهم أى غضب الله عليهم بتكذيبهم للوحى والمراد عاقبهم الله بسبب تكذيبهم لحكم الله ومن ثم فهم لا يؤمنون إلا قليلا أى فلا يصدقون بالوحى إلا عدد قليل منهم والخطاب للنبى(ص).
"الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما أتاهم الله من فضله وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا"يفسر قوله "ويأمرون الناس بالبخل" قوله تعالى بسورة التوبة"يأمرون بالمنكر"فالبخل هو المنكر وقوله "وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا "يفسره قوله بسورة الإنسان"والظالمين أعد لهم عذابا أليما"فالكافرين هم الظالمين والعذاب المهين تعنى العذاب الأليم والمعنى الذين يكفرون ويطالبون الخلق بالكفر ويخفون الذى أوحى لهم الله من رحمته وجهزنا للمكذبين بحكمنا عقابا أليما،يبين الله لنا المختالين الفخورين هم الذين يبخلون أى يكذبون حكم الله ويأمرون الناس بالبخل والمراد ويطالبون الخلق بالتكذيب لحكم الله ويكتمون ما أتاهم الله من فضله والمراد ويخفون الذى أعطاهم الله من وحيه وقد أعد الله للكافرين عذابا مهينا والمراد وقد جهز للمكذبين بحكمه عقابا شديدا هو النار والخطاب للمؤمنين وهو محذوف منه أوله وهو غير معلوم والغالب أنه سؤال من المنافقين البخلاء؟ وما بعده وما بعده مثله.
"والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الأخر ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا"يفسر قوله "والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس" قوله تعالى بسورة النساء"وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس"فينفقون أموالهم تعنى صلاتهم أى طاعتهم لله وهم كسالى وقوله "ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر "يفسره قوله بسورة المطففين"الذين يكذبون بيوم الدين"فاليوم الأخر هو يوم الدين ولا يؤمنون تعنى يكذبون وقوله "ومن يكن الشيطان "يفسره قوله بسورة النساء"ومن يتخذ الشيطان"فيكن تعنى يتخذ وقوله "فساء قرينا "يفسره قوله بسورة الزخرف"فبئس القرين"فساء تعنى بئس والمعنى والذين يقدمون طاعتهم لله إرضاء للخلق ولا يصدقون بحكم الله ويوم القيامة ومن تصبح الشهوة له إلها فقبح إلها ،يبين الله لنا أن الكافرين ينفقون أموالهم رئاء الناس والمراد يظهرون طاعتهم لحكم الله إرضاء للمسلمين مع أنهم لا يؤمنون بالله ولا باليوم الأخر والمراد مع أنهم لا يصدقون بحكم الله ولا يصدقون بيوم البعث،ويبين الله لنا أن من يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا والمراد أن من يطيع الشهوة وهى هوى النفس إلها له فقبح الإله الذين يطيعونه .
"وماذا عليهم لو أمنوا بالله واليوم الأخر وأنفقوا مما رزقهم الله وكان الله بهم عليما"المعنى وماذا عليهم لو صدقوا بوحى الله ويوم القيامة وعملوا من الذى أوحى الله لهم وكان الله بهم خبيرا؟،يسأل الله :ماذا على الناس لو صدقوا بحكم الله ويوم البعث وفعلوا من الذى أمرهم الله به ؟والغرض من السؤال أن لا عقاب على من أمن بحكم الله ويوم القيامة وعمل صالحا من الذى أوحى الله للمؤمنين ،ويبين لهم أنه عليم أى خبير بهم وسيحاسبهم على عملهم .
"إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما"يفسر قوله "ون تك حسنة يضاعفها "قوله تعالى بسورة النمل"من جاء بالحسنة فله خير منها"فمضاعفة الحسنة هى أن يكون لصاحبها خير منها وقوله "ويؤت من لدنه أجرا عظيما "يفسره قوله بسورة الفتح"يؤتكم الله أجرا حسنا"فعظيما تعنى حسنا والمعنى إن الله لا يبخس قدر ذرة وإن يكن عمل صالح يزيده أى يعطى من عنده ثوابا كبيرا،يبين الله للمؤمنين أن الله لا يظلم مثقال ذرة والمراد أن الله لا ينقص من حقوق الخلق قدر ذرة لأنه عادل وإن كان لمخلوق حسنة أى عمل صالح يضاعفه له والمراد يزيد له ثوابه عليه وفسر هذا أنه يؤتيه من لدنه أجرا عظيما والمراد يعطيه من عنده ثواب حسن هو الجنة والخطاب وما بعده للنبى(ص).
"فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا"المعنى فكيف إذا بعثنا من كل جماعة حاكم وبعثناك على هؤلاء حاكما؟ يسأل الله رسوله(ص) كيف إذا أتينا من كل قوم بشاهد يقول لنا ما عملوه وأتينا بك لتصبح شاهد على المسلمين بالذى عملوا فى الدنيا وأنت حى ،والغرض من السؤال هو إخبار الرسول(ص) أن كل قوم سيكون لهم شهيد أى شاهد يحكم عليهم بقوله ما عملوه معه وهو رسول القوم وسيكون هو أى محمد(ص)شهيد على المسلمين فى عصره أى الشاهد عليهم بما عملوا فتكون شهادته حكم بصلاح المسلمين فى عصره ومن ثم استحقاقهم الجنة.
"يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو نسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا"يفسر الجزء الأول قوله تعالى بسورة النبأ"يقول الكافر يا ليتنى كنت ترابا"فتسوية الأرض بهم هى جعلهم تراب والمعنى يوم القيامة يحب الذين كذبوا بحكم الله أى خالفوا النبى(ص)لو نمهد بهم الأرض ولا يخفون عن الله قولا ،يبين الله لنا أن فى يوم القيامة يود الذين كفروا أى يريد الذين كذبوا بحكم الله وفسرهم الله بأنهم الذين عصوا الرسول والمراد الذين خالفوا حكم الله المنزل على النبى(ص)لو نسوى بهم الأرض والمراد لو يمهد الله بهم الأرض وهذا يعنى أنهم يتمنون التحول لتراب ولا يكتمون الله حديثا والمراد ولا يخفون عن الله قولا .
"يا أيها الذين أمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا إلا عابرى سبيل حتى تغتسلوا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم إن الله كان عفوا غفورا"المعنى يا أيها الذين صدقوا بحكم الله لا تؤدوا الصلاة وأنتم مخمورين حتى تعرفوا ما تتحدثون به ولا قاذفى منى إلا مسافرين للجهاد حتى تتطهروا وإن كنتم عليلين أو على ترحال أو أتى إنسان منكم من الكنيف أو مسستم الإناث فلم تلقوا ماء فاطلبوا ترابا طاهرا فامسحوا به وجوهكم وأيديكم إن الله كان توابا صفوحا،ينهى الله المؤمنين عن قرب الصلاة وهم سكارى والمراد عن أداء الصلوات المعروفة وهم شاربين للخمر والسبب فى النهى هو أن يعلموا ما يقولون أى حتى يعرفوا الذى يتحدثون به فى الصلاة من الكلام وهو القرآن وهذا يعنى أن المخمور لا يدرى ما يقول لكونه فاقد لعقله،وينهاهم عن أداء الصلاة وهم جنب أى قاذفى للماء المهين فى الجماع أو فى غيره واستثنى من النهى حالتين الأولى :هى أن يكونوا عابرى سبيل والمراد مسافرين إلى الجهاد والثانية إن كانوا مرضى أى مصابين بعلل تضرهم إن اغتسلوا،وأما إذا لم يكونوا كذلك فعليهم ألا يصلوا إلا بعد أن يغتسلوا أى يتطهروا بالماء،ويبين لهم أنهم إن جاءوا من الغائط والمراد إن أتوا من مكان قضاء الحاجة من بول أو براز أو فساء أو ضراط أو لامسوا النساء والمراد إن مس جلدهم جلد الإناث البالغات فعليهم الوضوء فإن لم يجدوا ماء والمراد فإن لم يلقوا ماء للوضوء فعليهم أن يتيمموا صعيدا طيبا والمراد أن يقصدوا ترابا طاهرا فيمسحوا بوجوههم وأيديهم والمراد أن يلمسوا بالتراب الوجوه والكفوف،ويبين الله لنا أنه عفو أى غفور والمراد مثيب لمن تاب إليه نافع له والخطاب للمؤمنين.
"ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يشترون الضلالة ويريدون أن تضلوا السبيل"يفسر قوله"يشترون الضلالة " قوله تعالى بسورة التوبة "اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا"فالضلالة هى الثمن القليل وقوله "ويريدون أن تضلوا السبيل"يفسره قوله بسورة البقرة"ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا"فإرادة أن يضل المسلمون السبيل هى إرادة ردهم كفارا بعد إيمانهم والمعنى ألم تعلم أن الذين أعطوا علما بالكتاب يعملون الكفر ويحبون أن تتركوا الإسلام؟يخبر الله رسوله(ص)أن الذين أوتوا نصيبا من الكتاب وهم الذين أعطوا بعضا من وحى الله للبشر يشترون الضلالة والمراد يعملون أعمال الكفر تاركين الإسلام وهم يريدون أن يضل المسلمون السبيل والمراد وهم يحبون أن يترك المسلمون الإسلام ويعملون الكفر مثلهم والخطاب للنبى(ص).
"من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع وراعنا ليا بألسنتهم وطعنا فى الدين ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع وانظر لكان خيرا لهم وأقوم ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا"يفسر قوله "من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه " قوله تعالى بسورة المائدة"وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا"فيحرفون الكلم عن مواضعه يعنى زيادة المنزل كفرا وطغيانا وقوله "ولكن لعنهم الله بكفرهم "يفسره قوله بسورة النساء"وغضب الله عليهم"فلعنهم تعنى غضب عليهم والمعنى من اليهود من يبعدون الوحى عن معانيه ويقولون عرفنا وخالفنا واعرف غير مطيع وعاقبنا تحريفا بأفواههم أى تحريفا للإسلام ولو أنهم قالوا عرفنا واتبعنا واعلم وارحمنا لكان أفضل لهم أى أحسن أجرا ولكن غضب الله عليهم بتكذيبهم فلا يصدقون إلا بعضا منهم،يبين الله للمؤمنين أن الذين هادوا وهم اليهود منهم جماعة يحرفون الكلم عن مواضعه والمراد يبعدون ألفاظ الوحى الإلهى عن معانيها أى يغيرون الوحى عن مقاصده التى أرادها الله وهم يقولون :سمعنا وعصينا أى عرفنا المعنى الحقيقى وخالفنا واسمع غير مسمع أى اعرف غير مطيع والمراد إنك يا مبلغ الوحى أنت تعرف من لا يطيع الوحى وراعنا أى عاقبنا بما تريد وهذا هو لى بالألسن والمراد تحريف للوحى بالكلمات وفسره بأنه طعن فى الدين أى تحريف للإسلام أى إطفاء لنور الله ،ويبين الله لهم أنهم لو قالوا :سمعنا وأطعنا أى عرفنا المعنى الحقيقى ونفذناه واسمع أى وأعلم الناس بالوحى لينفذوه وانظرنا أى وارحمنا لتنفيذنا ما تريد لكان خير لهم أى أقوم والمراد لكان هذا أحسن ثوابا أى أفضل أجرا،ويبين الله لنا أنه لعنهم بكفرهم أى غضب الله عليهم بتكذيبهم للوحى والمراد عاقبهم الله بسبب تكذيبهم لحكم الله ومن ثم فهم لا يؤمنون إلا قليلا أى فلا يصدقون بالوحى إلا عدد قليل منهم والخطاب للنبى(ص).