"زين للذين كفروا الحياة الدنيا ويسخرون من الذين أمنوا والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة والله يرزق من يشاء بغير حساب"قوله "زين للذين كفروا الحياة الدنيا"يفسره قوله تعالى بسورة آل عمران"زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا" فالحياة الدنيا المزينة هى شهوات النساء والبنين والمال والقوة والطعام والشراب والذين كفروا هم الناس والمعنى حسن للذين كذبوا حكم الله متاع الحياة الأولى ،يبين الله لنا أن الذين كفروا أى كذبوا حكم الله قد زينوا أى حببوا لأنفسهم متاع الحياة الأولى ،وقوله" ويسخرون من الذين أمنوا"يفسره قوله تعالى بسورة المطففين"إن الذين أجرموا كانوا من الذين أمنوا يضحكون"فالسخرية هى الضحك على المؤمنين والمعنى ويضحكون على الذين صدقوا بوحى الله "يبين الله لنا أن الكفار يسخرون أى يستهزئون أى يضحكون على المسلمين بكل الطرق ،وقوله "والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة والله يرزق من يشاء بغير حساب"يفسره قوله تعالى بسورة الزمر"إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب"فرزق من يشاء هو أجر الصابرين والمعنى والذين أطاعوا حكم الله أفضل من الكفار يوم البعث والله يعطى من يريد بغير عقاب،يبين الله لنا أن الذين اتقوا أى اتبعوا حكم الله فوق الكفار أى أحسن من الكفار مقاما فى يوم القيامة وهو يوم البعث كما قال تعالى بسورة مريم "أى الفريقين خير مقاما" والله يرزق من يشاء بغير حساب والمراد والله يدخل الجنة من يريد بدون عقاب وهذا يعنى أن المسلمين لا يدخلون النار أبدا فى يوم القيامة ومعنى الآية حبب للذين كذبوا حكم الله متاع الحياة الأولى ويستهزئون بالذين صدقوا والذين صدقوا بحكم الله أحسن منهم يوم البعث والله يعطى من يريد بغير عذاب،والخطاب للنبى(ص) وما بعده
"كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم فهدى الله الذين أمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم "قوله "كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه "يفسره قوله تعالى بسورة الحديد"لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب ليقوم الناس بالقسط" وقوله بسورة الشورى "الله الذى أنزل الكتاب بالحق والميزان" فبعث تعنى أرسلنا والنبيين هم الرسل(ص) والكتاب يحكم بين الناس أى يقوم الناس بالقسط والحق هو الميزان والمعنى كان الخلق جماعة متحدة فأرسل الله الرسل(ص) مفرحين للمطيعين لله ومخوفين للعاصين وأوحى لهم الحكم بالعدل ليفصل بين الخلق فيما تنازعوا فيه،يبين الله لنا أن الناس كانوا أمة واحدة أى جماعة متحدة فى الدين الكافر فبعث النبيين أى فأرسل لهم الرسل(ص)مبشرين أى مفرحين للمطيعين للوحى ومنذرين أى مخوفين للعاصين للوحى وفسر هذا بأنه أنزل معهم الكتاب بالحق والمراد أوحى لهم الوحى فيه العدل وهو حكمه والسبب ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه والمراد ليفصل بين الخلق فى الذى تنازعوا فيه من القضايا،وقوله "وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم" يفسره قوله تعالى بسورة آل عمران"وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم "فالبينات هى العلم والمعنى وما تفرق فيه إلا الذين علموه من بعد ما أتاهم العلم حسدا منهم ،يبين الله لنا أن الاختلاف وهو التفرق والمراد تكذيب وحى الله حدث من الذين أوتوا الكتاب من بعد ما جاءتهم البينات والمراد من بعد ما أبلغوا الوحى وهو العلم والسبب فى كفرهم البغى بينهم أى الحسد منهم والمراد أن كل منهم يريد التميز على الأخرين دون حق ، وقوله "فهدى الله الذين أمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه " يفسره قوله تعالى بسورة المائدة "ويهديهم إلى صراط مستقيم"فالحق هو الصراط المستقيم والمعنى فأرشد الله الذين صدقوا لما تنازعوا فيه من العدل بأمره ،يبين الله لنا أنه قد هدى أى عرف الذين أمنوا أى صدقوا وحى الله الحق والمراد القول الفصل فى الذى اختلفوا فيه وهى القضايا التى تنازعوا فيها وكان التعريف بإذنه أى بأمره وهو وحيه ،وقوله"والله يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم "يفسره قوله تعالى بسورة الحج"وإن الله يهدى من يريد "وقوله بسورة الأحزاب"وهو يهدى السبيل"فمن يشاء هم من يريد والصراط هو السبيل والمعنى والله يرشد من يريد إلى الدين الحق الموصل للنعيم المستمر،يبين الله لنا أنه يهدى من يشاء والمراد يعرف من يريد الصراط المستقيم وهو الدين العادل الموصل للنعيم المستمر،ومعنى الآية كان الخلق جماعة واحدة فأرسل الله الرسل مفرحين ومخوفين أى أوحى لهم الوحى بالعدل ليفصل بين الخلق فيما تنازعوا فيه وما كذب به إلا الذين أعطوه من بعد ما أتاهم العلم ظلما منهم فأرشد الله الذين صدقوا للذى تنازعوا فيه من العدل بوحيه والله يرشد من يريد إلى دين عادل .
"أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين أمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب"يفسر الآية قوله بسورة الأعراف "إن رحمة الله قريب من المحسنين" فنصر الله هو رحمته بسورة الأعراف والمعنى هل ظننتم أن تنالوا الجنة ولما يصبكم شبه الذين مضوا من قبلكم أصابهم الضرر أى الأذى وهزوا حتى يقول النبى والذين ناصروه متى رحمة الله إلا إن رحمة الله حادثة،يسأل الله المسلمين أم حسبتم أن تدخلوا الجنة والمراد هل ظننتم أن تقيموا بالحديقة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم أى ولم يصبكم شبه الذين ماتوا من قبلكم مستهم البأساء أى الضراء أى أصابهم الأذى حتى يقول الرسول والذين معه :متى نصر أى متى تأتى رحمة الله ؟والغرض من السؤال هو إخبار المسلمين أنهم لن يدخلوا الجنة حتى يصبروا على الضرر والأذى الذى يصيبهم فى سبيل الله مثلما صبر المسلمون قبلهم وإخبارهم أن تزلزل الإيمان من النبى (ص)والمسلمين شىء عادى يحدث ولكنه لا يجب أن يستمر ،ويبين لنا أن نصر الله وهو رحمته للمسلمين قريبة منهم أى واقعة لهم بشرط صبرهم أى طاعتهم لحكم الله والخطاب للمؤمنين.
"يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم"يفسر الآية قوله تعالى بنفس السورة " ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو "وقوله "وما تنفقوا من خير "وقوله"وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله "وقوله بسورة الإسراء"وآت ذى القربى حقه والمسكين وابن السبيل" فما ينفقون من خير هو العفو هو التقديم للنفس هو إيتاء الحق وكون الله عليم هو وجود الخير عند الله مكتوبا فى أم الكتاب والمعنى يستفهمون منك ماذا يعملون قل ما عملتم من صالح فللأبوين والأقارب وفاقدى الأباء وهم أطفال والمحتاجين وابن الطريق وما تعملوا من صالح فإن الله به خبير،يبين الله لرسوله(ص) أن المسلمين يسألونه ماذا ينفقون أى ماذا يعملون فى حياتهم؟ويطلب منه أن يجيبهم قائلا:ما أنفقتم من خير أى ما عملتم من عمل صالح فيجب أن يكون لكل من الوالدين وهم الأبوين والأقربين وهم جميع الأقارب مثل الأولاد والزوجة والإخوة واليتامى وهم من مات آبائهم وهم أطفال والمساكين وهم الذين يعملون ولا يكفيهم عائد العمل وابن السبيل وهو المسافر الذى ليس معه مال يوصله لبلده ،ويبين الله للمسلمين أن ما يفعلوه من خير والمراد ما يصنعوه من الصالحات فالله به عليم أى خبير يثيب عليه والخطاب للنبى(ص) .
"كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون" قوله "كتب عليكم القتال وهو كره لكم "يعنى فرض عليكم الجهاد وهو بغيض لكم ،يبين الله للمسلمين أنه كتب عليهم القتال والمراد فرض عليهم الحرب وهى كره لهم أى بغيضة لهم لوجود الأذى فيها ،وقوله"وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم " يعنى وعسى أن تبغضوا أمرا وهو نفع لكم وعسى أن تريدوا أمرا وهو أذى لكم ،يبين الله للمؤمنين أنهم قد يكرهوا شيئا وهو خير لهم والمراد أنهم قد يبغضوا أمر وهو نافع لهم وأنهم قد يحبوا شىء وهو شر لهم والمراد قد يريدوا فعل أمر وهو مؤذى لهم فى الدنيا والأخرة ومن هنا فليس مقياس الحكم فى الإسلام ما يحبه الإنسان من نفع فى الدنيا،وقوله "والله يعلم وأنتم لا تعلمون "يعنى والله يعرف وأنتم لا تعرفون ،يبين الله للمؤمنين أنه يعلم أى يعرف ما هو الخير لهم وأما هم فلا يعلمون أى لا يعرفون الخير لهم فى الأمر أم الشر ولهذا عليهم أن ينفذوا ما يقول لهم فهو لا يريد بهم إلا الخير والخطاب للمؤمنين ومعنى الآية فرض عليكم الجهاد وهو ممقوت منكم وعسى أن تمقتوا أمرا وهو نفع لكم وعسى أن تريدوا أمرا وهو أذى لكم والله يعرف وأنتم لا تعرفون .
"كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم فهدى الله الذين أمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم "قوله "كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه "يفسره قوله تعالى بسورة الحديد"لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب ليقوم الناس بالقسط" وقوله بسورة الشورى "الله الذى أنزل الكتاب بالحق والميزان" فبعث تعنى أرسلنا والنبيين هم الرسل(ص) والكتاب يحكم بين الناس أى يقوم الناس بالقسط والحق هو الميزان والمعنى كان الخلق جماعة متحدة فأرسل الله الرسل(ص) مفرحين للمطيعين لله ومخوفين للعاصين وأوحى لهم الحكم بالعدل ليفصل بين الخلق فيما تنازعوا فيه،يبين الله لنا أن الناس كانوا أمة واحدة أى جماعة متحدة فى الدين الكافر فبعث النبيين أى فأرسل لهم الرسل(ص)مبشرين أى مفرحين للمطيعين للوحى ومنذرين أى مخوفين للعاصين للوحى وفسر هذا بأنه أنزل معهم الكتاب بالحق والمراد أوحى لهم الوحى فيه العدل وهو حكمه والسبب ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه والمراد ليفصل بين الخلق فى الذى تنازعوا فيه من القضايا،وقوله "وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم" يفسره قوله تعالى بسورة آل عمران"وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم "فالبينات هى العلم والمعنى وما تفرق فيه إلا الذين علموه من بعد ما أتاهم العلم حسدا منهم ،يبين الله لنا أن الاختلاف وهو التفرق والمراد تكذيب وحى الله حدث من الذين أوتوا الكتاب من بعد ما جاءتهم البينات والمراد من بعد ما أبلغوا الوحى وهو العلم والسبب فى كفرهم البغى بينهم أى الحسد منهم والمراد أن كل منهم يريد التميز على الأخرين دون حق ، وقوله "فهدى الله الذين أمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه " يفسره قوله تعالى بسورة المائدة "ويهديهم إلى صراط مستقيم"فالحق هو الصراط المستقيم والمعنى فأرشد الله الذين صدقوا لما تنازعوا فيه من العدل بأمره ،يبين الله لنا أنه قد هدى أى عرف الذين أمنوا أى صدقوا وحى الله الحق والمراد القول الفصل فى الذى اختلفوا فيه وهى القضايا التى تنازعوا فيها وكان التعريف بإذنه أى بأمره وهو وحيه ،وقوله"والله يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم "يفسره قوله تعالى بسورة الحج"وإن الله يهدى من يريد "وقوله بسورة الأحزاب"وهو يهدى السبيل"فمن يشاء هم من يريد والصراط هو السبيل والمعنى والله يرشد من يريد إلى الدين الحق الموصل للنعيم المستمر،يبين الله لنا أنه يهدى من يشاء والمراد يعرف من يريد الصراط المستقيم وهو الدين العادل الموصل للنعيم المستمر،ومعنى الآية كان الخلق جماعة واحدة فأرسل الله الرسل مفرحين ومخوفين أى أوحى لهم الوحى بالعدل ليفصل بين الخلق فيما تنازعوا فيه وما كذب به إلا الذين أعطوه من بعد ما أتاهم العلم ظلما منهم فأرشد الله الذين صدقوا للذى تنازعوا فيه من العدل بوحيه والله يرشد من يريد إلى دين عادل .
"أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين أمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب"يفسر الآية قوله بسورة الأعراف "إن رحمة الله قريب من المحسنين" فنصر الله هو رحمته بسورة الأعراف والمعنى هل ظننتم أن تنالوا الجنة ولما يصبكم شبه الذين مضوا من قبلكم أصابهم الضرر أى الأذى وهزوا حتى يقول النبى والذين ناصروه متى رحمة الله إلا إن رحمة الله حادثة،يسأل الله المسلمين أم حسبتم أن تدخلوا الجنة والمراد هل ظننتم أن تقيموا بالحديقة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم أى ولم يصبكم شبه الذين ماتوا من قبلكم مستهم البأساء أى الضراء أى أصابهم الأذى حتى يقول الرسول والذين معه :متى نصر أى متى تأتى رحمة الله ؟والغرض من السؤال هو إخبار المسلمين أنهم لن يدخلوا الجنة حتى يصبروا على الضرر والأذى الذى يصيبهم فى سبيل الله مثلما صبر المسلمون قبلهم وإخبارهم أن تزلزل الإيمان من النبى (ص)والمسلمين شىء عادى يحدث ولكنه لا يجب أن يستمر ،ويبين لنا أن نصر الله وهو رحمته للمسلمين قريبة منهم أى واقعة لهم بشرط صبرهم أى طاعتهم لحكم الله والخطاب للمؤمنين.
"يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم"يفسر الآية قوله تعالى بنفس السورة " ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو "وقوله "وما تنفقوا من خير "وقوله"وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله "وقوله بسورة الإسراء"وآت ذى القربى حقه والمسكين وابن السبيل" فما ينفقون من خير هو العفو هو التقديم للنفس هو إيتاء الحق وكون الله عليم هو وجود الخير عند الله مكتوبا فى أم الكتاب والمعنى يستفهمون منك ماذا يعملون قل ما عملتم من صالح فللأبوين والأقارب وفاقدى الأباء وهم أطفال والمحتاجين وابن الطريق وما تعملوا من صالح فإن الله به خبير،يبين الله لرسوله(ص) أن المسلمين يسألونه ماذا ينفقون أى ماذا يعملون فى حياتهم؟ويطلب منه أن يجيبهم قائلا:ما أنفقتم من خير أى ما عملتم من عمل صالح فيجب أن يكون لكل من الوالدين وهم الأبوين والأقربين وهم جميع الأقارب مثل الأولاد والزوجة والإخوة واليتامى وهم من مات آبائهم وهم أطفال والمساكين وهم الذين يعملون ولا يكفيهم عائد العمل وابن السبيل وهو المسافر الذى ليس معه مال يوصله لبلده ،ويبين الله للمسلمين أن ما يفعلوه من خير والمراد ما يصنعوه من الصالحات فالله به عليم أى خبير يثيب عليه والخطاب للنبى(ص) .
"كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون" قوله "كتب عليكم القتال وهو كره لكم "يعنى فرض عليكم الجهاد وهو بغيض لكم ،يبين الله للمسلمين أنه كتب عليهم القتال والمراد فرض عليهم الحرب وهى كره لهم أى بغيضة لهم لوجود الأذى فيها ،وقوله"وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم " يعنى وعسى أن تبغضوا أمرا وهو نفع لكم وعسى أن تريدوا أمرا وهو أذى لكم ،يبين الله للمؤمنين أنهم قد يكرهوا شيئا وهو خير لهم والمراد أنهم قد يبغضوا أمر وهو نافع لهم وأنهم قد يحبوا شىء وهو شر لهم والمراد قد يريدوا فعل أمر وهو مؤذى لهم فى الدنيا والأخرة ومن هنا فليس مقياس الحكم فى الإسلام ما يحبه الإنسان من نفع فى الدنيا،وقوله "والله يعلم وأنتم لا تعلمون "يعنى والله يعرف وأنتم لا تعرفون ،يبين الله للمؤمنين أنه يعلم أى يعرف ما هو الخير لهم وأما هم فلا يعلمون أى لا يعرفون الخير لهم فى الأمر أم الشر ولهذا عليهم أن ينفذوا ما يقول لهم فهو لا يريد بهم إلا الخير والخطاب للمؤمنين ومعنى الآية فرض عليكم الجهاد وهو ممقوت منكم وعسى أن تمقتوا أمرا وهو نفع لكم وعسى أن تريدوا أمرا وهو أذى لكم والله يعرف وأنتم لا تعرفون .