"أو لم يروا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إن فى ذلك لآيات لقوم يؤمنون"المعنى هل لم يعلموا أن الرب يكثر العطاء لمن يريد ويقلل إن فى ذلك لبراهين لناس يصدقون ،يسأل الله أو لم يروا أى هل لم يعلموا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر والمراد أن الرب يكثر العطاء ويقلل ؟والغرض من السؤال هو إخبارنا أن الكفار عرفوا أن الله حر فى إعطاء الرزق بكثرة أو بقلة لمن يريد وفى بسط الرزق وتقليله آيات لقوم يؤمنون والمراد براهين تدل على قدرة الله لناس يعقلون مصداق لقوله بسورة الروم"لقوم يعقلون " والخطاب هنا للنبى(ص)
"فأت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ذلك خير للذين يريدون وجه الله وأولئك هم المفلحون "المعنى فأعط صاحب القرابة فرضه والمحتاج وولد الطريق ذلك أفضل للذين يحبون ثواب الرب وأولئك هم الفائزون ،يطلب الله من المسلم أن يؤت الحق والمراد يعطى الفرض المقدر من المال لذى القربى وهو القريب قريب النسب أو الزواج والمسكين وهو المحتاج للمال وابن السبيل وهو المسافر الذى ليس له مال يوصله لأهله ،ويبين له أن ذلك وهو إعطاء الحق خير أى أفضل أجرا للذين يريدون وجه الله وهم الذين "يرجون رحمة الله "كما قال بسورة البقرة أى الذين يرغبون فى جنة الله وأولئك هم المفلحون أى "وأولئك هم الفائزون"بجنة الله كما قال بسورة التوبة والخطاب لكل مسلم قادر ماليا والخطاب بعده لهم
"وما أتيتم من ربا ليربوا فى أموال الناس فلا يربوا عند الله وما أتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون "المعنى وما أعطيتم من زيادة لتزيد فى أمتعة البشر فلا يزيد لدى الرب وما أعطيتم من حق تطلبون رحمة الرب فأولئك هم المزيدون ،يبين الله للمؤمنين أن ما أتوا من ربا والمراد ما أعطوا من مال زائد لمن أرادوا الدين فوق الدين الأصلى بسبب هو أن يربوا فى أموال الناس والمراد أن يزيد مالهم مع أملاك المدينين فهو لا يربوا عند الله والمراد فهو لا يزيد فى كتاب الرب عن ثوابه العادى وأما ما أتيتم من زكاة والمراد وأما ما أعطيتم من حق الله فى المال تريدون وجه الله أى "يرجون رحمة الله"كما قال بسورة البقرة والمراد يطلبون بإعطاء الزكاة ثواب الله فأولئك هم المضعفون أى المزيدون يعنى أنهم يحصلون على 1400حسنة بينما يحصل الأولون على 700وهذا حسنة مصداق لقوله بسورة البقرة "مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء".
"الله الذى خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركاءكم من يفعل من ذلكم من شىء سبحانه وتعالى عما يشركون "المعنى الرب الذى أنشأكم ثم أعطاكم ثم يتوفاكم ثم يبعثكم هل من آلهتكم المزعومة من يصنع من ذلكم من بعض ارتفع أى علا عن الذى يعبدون ،يبين الله للناس أن الله هو الذى خلقهم أى أنشأهم من عدم ثم رزقهم أى أعطاهم النفع ثم أماتهم أى توفاهم ثم يحييهم أى يبعثهم للحياة مرة أخرى ،ويسأل الله هل من شركاءكم من يفعل من ذلكم من شىء والمراد هل من أربابكم المزعومة من يصنع من الخلق والرزق والموت والحياة من فعل ؟والغرض من السؤال هو إخبار الكفار أن آلهتهم عاجزة عن فعل شىء مما يفعله الله ويبين لهم أنه سبحانه أى تعالى والمراد علا عما يشركون وهو ما يعبدون معه وهذا يعنى أنه أفضل مما يصفون مصداق لقوله بسورة الأنعام"سبحانه وتعالى عما يصفون".
"ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس ليذيقهم بعض الذى عملوا لعلهم يرجعون"المعنى كثر الأذى فى اليابس والماء بالذى عملت نفوس الخلق ليعرفهم عقاب بعض الذى فعلوا لعلهم يتوبون،يبين الله للنبى (ص)أن الفساد وهو الأذى والمراد المصائب ظهر فى البر وهو اليابس والبحر وهو الماء والسبب ما كسبت أيدى الناس والمراد ما قدمت نفوس الخلق وهو ذنوبهم مصداق لقوله بسورة الشورى"وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم"وقوله بسورة آل عمران"ذلك بما قدمت أيديكم"وقوله بسورة المائدة "إنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم"والسبب فى الأذى هو أن يذيقهم بعض ما عملوا والمراد أن ينزل بهم عقاب بعض الذى أذنبوا به والسبب لعلهم يرجعون أى "لعلهم يتذكرون"كما قال بسورة البقرة والمراد لعلهم يعودون لإتباع دين الله والخطاب للنبى(ص)
"قل سيروا فى الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل كان أكثرهم مشركون"المعنى قل سافروا فى البلاد فاعلموا كيف كان هلاك الذين من قبل وجودكم كان معظمهم كافرون ،يطلب الله من نبيه(ص)أن يقول للناس سيروا فى الأرض أى نقبوا أى سافروا فى البلاد مصداق لقوله بسورة ق"فنقبوا فى البلاد"فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل والمراد فاعلموا كيف كان جزاء الذين من قبل وجودكم لتعتبروا بما حدث لهم ،كان أكثرهم مشركون والمراد كان أغلبهم كافرون مصداق لقوله بسورة النحل"وأكثرهم الكافرون"وهذا يعنى أن أكثر الناس كانوا كفرة وقليل منهم المسلم والخطاب وما بعده للنبى(ص)ومنه للناس.
"فأقم وجهك للدين القيم من قبل أن يأتى يوم لا مرد له من الله يومئذ يصدعون من كفر فعليه كفره ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون ليجزى الذين آمنوا وعملوا الصالحات من فضله إنه لا يحب الكافرين "المعنى فأسلم نفسك للحكم العادل من قبل أن يحضر يوم لا مرجع له من الرب يومئذ يتفرقون من كذب فعليه عقاب تكذيبه ومن فعل حسنا فلمصلحتهم يقدمون ليثيب الذين صدقوا وصنعوا الحسنات من رزقه إنه لا يرحم الكافرين،يطلب الله من نبيه (ص)أن يقم وجهه للدين القيم والمراد أن يسلم نفسه للحكم العادل وهذا يعنى أن تطيع نفسه حكم الله من قبل أن يأتى يوم لا مرد له من الله والمراد من قبل أن يقع يوم لا مانع له من دون الله وهذا يعنى أن لا أحد يقدر على منع القيامة من الحدوث ،يومئذ يصدعون والمراد يومذاك يتفرق الناس للجنة والنار مصداق لقوله بسورة الروم"يومئذ يتفرقون "فمن كفر فعليه كفره والمراد فمن أساء فعليه عقاب إساءته ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون والمراد ومن فعل حسنا فلمنفعتهم يقدمون مصداق لقوله بسورة الإسراء"إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم ومن أساء فعليها "ويبين الله له أنه يجزى والمراد يعطى الذين آمنوا أى صدقوا حكم الله وعملوا الصالحات أى وفعلوا الحسنات من فضله وهو رحمته وهو الجنة وهو لا يحب الكافرين أى لا يرحم أى لا يهدى الظالمين مصداق لقوله بسورة آل عمران"والله لا يحب الظالمين"وقوله بسورة التوبة "والله لا يهدى القوم الفاسقين ".
"ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات وليذيقكم من رحمته ولتجرى الفلك بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون "المعنى ومن براهينه أن يبعث الهواء المتحرك مفرحات وليعطيكم من فضله ولتسير السفن بحكمه ولتطلبوا من رزقه ولعلكم تطيعون،يبين الله لنبيه(ص)أن من آياته وهى براهينه الدالة على وجوب طاعته وحده أنه يرسل الرياح مبشرات والمراد يبعث الهواء المتحرك مخبرات بسقوط المطر والسبب أن يذيقهم من رحمته أى أن يعطيهم من فضله وهو رزقه الممثل فى المطر ،ويبين له أن الفلك وهى السفن تجرى بأمره والمراد تسير فى البحر بنعمة الله وهى قدرته مصداق لقوله بسورة لقمان"أن الفلك تجرى فى البحر بنعمة الله"ويبين الله للناس أنهم يبتغوا من فضله والمراد أنهم يطلبوا من رزق الله والسبب لعلكم تشكرون أى "لعلكم تعقلون" كما قال بسورة الأنعام والمراد لعلكم تطيعون حكم الله والخطاب للنبى(ص)ومنه للناس.
"ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجاءوهم بالبينات فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقا علينا نصر المؤمنين "المعنى ولقد بعثنا من قبلك مبعوثين إلى شعبهم فأتوهم بالآيات فانتصرنا من الذين كفروا وكان فرضا علينا تأييد المصدقين،يبين الله لنبيه (ص)أنه أرسل أى بعث رسلا وهم أنبياء إلى قومهم وهم شعوبهم مصداق لقوله بسورة يونس"ثم بعثنا من بعده رسلا إلى قومهم"فجاءوهم بالبينات والمراد فأتوهم بالآيات وهى أحكام الوحى والمعجزات فكذبوا بها فانتقمنا من الذين أجرموا والمراد فأهلكنا الذين ظلموا مصداق لقوله بسورة الكهف"تلك القرى أهلكناهم لما ظلموا "وكان حقا أى فرضا أى واجبا علينا نصر وهو تأييد أى إنجاء المؤمنين وهم المصدقين بحكم الله مصداق لقوله بسورة يونس"ثم ننج رسلنا والذين آمنوا كذلك حقا علينا ننج المؤمنين" والخطاب وما بعده للنبى(ص).
"الله الذى يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه فى السماء ويجعله كسفا فترى الودق يخرج من خلاله فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون وإن كانوا من قبل أن ينزل عليهم من قبل لمبلسين "المعنى الرب الذى يحرك الهواء فتدفع غماما فيمده فى الجو كيف يريد ويخلقه طباقا فتشاهد المطر يسقط من خرومه فإذا أعطاه من يريد من خلقه إذا هم يفرحون وإن كانوا من قبل أن يسقط من قبل لمجدبين ،يبين الله لنبيه (ص)أن الله هو الذى يرسل الرياح فتثير سحابا والمراد الذى يحرك الهواء فيزجى أى فيكون غماما فيبسطه فى السماء والمراد فيمده والمراد فيؤلف بينه فى الجو ويجعله كسفا والمراد فيخلقه ركاما أى طبقات مصداق لقوله بسورة النور"ألم تر أن الله يزجى سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما"فترى الودق يخرج من خلاله والمراد فتشاهد المطر يسقط من خرومه وهذا يعنى أن السحاب له خروم كالمصفاة ينزل المطر منها فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون والمراد فإذا أسقطه الله على من يريد من خلقه إذا هم يفرحون بالمطر وقد كانوا من قبل نزول المطر مبلسين أى مجدبين والمراد عندهم حالة جفاف كادت تهلكهم .
"فانظر إلى آثار رحمة الله كيف يحى الأرض بعد موتها إن ذلك لمحى الموتى وهو على كل شىء قدير"المعنى فاعلم بمنافع نفع الرب كيف يبعث الأرض بعد جدبها إن الله لباعث الهلكى وهو لكل أمر يريده فاعل،يطلب الله من نبيه(ص)أن ينظر إلى آثار رحمة الله والمراد أن يفكر فيفهم من نتائج التفكير كيف يحى الله الأرض بعد موتها والمراد كيف يعيد الأرض للحياة بعد جدبها والله هو محى الموتى أى باعث من فى القبور مصداق لقوله بسورة الحج"وأن الله يبعث من فى القبور"وهو على كل شىء قدير والمراد وهو لكل أمر يريده فاعل مصداق لقوله بسورة البروج "فعال لما يريد"والخطاب للنبى(ص).
"ولئن أرسلنا ريحا فرأوه مصفرا لظلوا من بعده يكفرون "المعنى ولئن حركنا هواء فشاهدوه مهلكا لاستمروا من بعده يكذبون ،يبين الله لنبيه(ص)أنه إذا أرسل ريحا والمراد إذا حرك هواء فرأوه مصفرا والمراد فعلموا أن الهواء ضار بهم وبمتاعهم لظلوا من بعده يكفرون والمراد لاستمروا من بعد هبوب الهواء الضار يكذبون بحكم الله .
"فإنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين وما أنت بهاد العمى عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون "المعنى فإنك لا تهدى الكفار أى لا تهدى الظلمة الوحى إذا انصرفوا مكذبين أى ما أنت بمبعد الكفار عن كفرهم إن تبلغ إلا من يصدق بأحكامنا فهم مطيعون له،يبين الله لنبيه (ص)أنه لا يسمع الموتى والمراد لا يبلغ الكفار الوحى وفسر هذا بأنه لا يسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين والمراد لا يبلغ الكفار الوحى إذا أعرضوا مكذبين الوحى وفسر هذا بأنه ليس هاد العمى عن ضلالتهم والمراد ليس بباعد الكفار عن كفرهم بالوحى،ويبين له أنه يسمع من يؤمن بآيات الله والمراد يبلغ أى ينذر من يصدق بأحكام الله فهم مسلمون أى متبعون للذكر أى مطيعون لما يبلغ لهم مصداق لقوله بسورة يس"إنما تنذر من اتبع الذكر" والخطاب وما قبله للنبى(ص).
"الله الذى خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير "المعنى الرب الذى أنشأكم من وهن ثم خلق من بعد وهن شدة ثم خلق من بعد شدة وهنا وابيضاض يبدع ما يريد وهو الخبير الفاعل ،يبين الله لنبيه (ص)أن الله وهو الرب الذى خلق أى أبدع الناس من ضعف أى وهن أى طفولة ثم جعل أى خلق من بعد ضعف أى طفولة قوة أى شدة هى الشباب ثم جعل أى خلق من بعد قوة أى شدة ضعفا أى وهنا أى شيخوخة وشيبة أى ابيضاض للشعر مصداق لقوله بسورة غافر"ثم يخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ثم لتكونوا شيوخا "وهو يخلق ما يشاء أى يفعل ما يريد وهو العليم أى الخبير بكل شىء القدير أى الفاعل لما يريد والخطاب للناس.
"ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة كذلك كانوا يؤفكون"المعنى ويوم تقع القيامة يحلف الكافرون ما عاشوا غير نهار هكذا كانوا يكذبون،يبين الله لنبيه(ص)أن يوم تقوم الساعة والمراد يوم تحدث القيامة يقسم المجرمون والمراد يحلف الكافرون:والله ما لبثنا غير ساعة والمراد ما عشنا غير يوما مصداق لقوله بسورة طه"إذ يقول أمثلهم طريقة إن لبثتم إلا يوما "وكذلك كانوا يؤفكون والمراد بتلك الطريقة وهى الكذب "كانوا يكفرون بآيات الله"كما قال بسورة البقرة .
"وقال الذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم فى كتاب الله إلى يوم البعث فهذا يوم البعث ولكنكم كنتم لا تعلمون فيومئذ لا ينفع الذين ظلموا معذرتهم ولا هم يستعتبون"المعنى وقال الذين أعطوا الوحى أى الحكم لقد عشتم فى حكم الرب إلى يوم القيامة فهذا يوم القيامة ولكنكم كنتم لا تطيعون فيومذاك لا يفيد الذين كفروا أسبابهم وليسوا يتبررون،يبين الله لنبيه (ص)أن الذين أوتوا العلم وفسر العلم بأنه الإيمان والمراد الذين أعطوا الوحى وهو الحكم قالوا للكفار :لقد لبثتم فى كتاب الله والمراد لقد عشتم فى الدنيا فى حكم الرب إلى يوم البعث أى القيامة فهذا يوم البعث وهو القيامة ولكنكم كنتم لا تعلمون أى لا تؤمنون به،فى يوم القيامة لا ينفع الذين ظلموا معذرتهم والمراد لا يفيد الذين كفروا إيمانهم أى قولهم إنا مؤمنون مصداق لقوله بسورة السجدة"لا ينفع الذين كفروا إيمانهم "وهم لا يستعتبون أى لا يتبررون والمراد لا يقولون لله أسباب واهية ليمنع عنهم العذاب لأنهم يمنعهم من النطق مصداق لقوله بسورة المرسلات" هذا يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون"والخطاب وما قبله للنبى(ص).
"ولقد ضربنا للناس فى هذا القرآن من كل مثل ولئن جئتهم بآية ليقولن الذين كفروا إن أنتم إلا مبطلون "المعنى ولقد قلنا للخلق فى هذا الوحى كل حكم ولئن أتيتهم بمعجزة ليقولن الذين كذبوا إن أنتم إلا كافرون ،يبين الله لنبيه(ص)أنه ضرب للناس فى هذا القرآن والمراد أنه صرف أى قال للخلق فى هذا الوحى من كل مثل أى كل حكم للقضايا التى يمكن وقوعها فى الحياة،ويبين له أنه لو جاءهم بآية والمراد لو أتاهم بمعجزة لكانت النتيجة أن يقول الذين كفروا أى كذبوا الوحى إن أنتم إلا مبطلون أى مخادعون أى ساحرون وهذا يعنى أنهم يتهمونه بممارسة السحر والخطاب للنبى(ص).
"كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون"المعنى هكذا يختم الرب على نفوس الذين لا يؤمنون فأطع إن قول الرب صدق ولا يضلنك الذين لا يصدقون الوحى ،يبين الله لنبيه(ص)أن كذلك أى بتلك الطريقة وهى كفرهم يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون والمراد يختم الرب على نفوس الذين لا يطيعون حكم الله فيستمروا فى كفرهم ويطلب منه أن يصبر أى يطيع حكم ربه مصداق لقوله بسورة القلم"فاصبر لحكم ربك "ويبين له أن وعد الله حق والمراد أن قول الله صدق أى واقع ويطلب منه ألا يستخفه الذين لا يوقنون والمراد ألا يضله الذين لا يصدقون الوحى عن طاعة الوحى والخطاب للنبى(ص) .
"فأت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ذلك خير للذين يريدون وجه الله وأولئك هم المفلحون "المعنى فأعط صاحب القرابة فرضه والمحتاج وولد الطريق ذلك أفضل للذين يحبون ثواب الرب وأولئك هم الفائزون ،يطلب الله من المسلم أن يؤت الحق والمراد يعطى الفرض المقدر من المال لذى القربى وهو القريب قريب النسب أو الزواج والمسكين وهو المحتاج للمال وابن السبيل وهو المسافر الذى ليس له مال يوصله لأهله ،ويبين له أن ذلك وهو إعطاء الحق خير أى أفضل أجرا للذين يريدون وجه الله وهم الذين "يرجون رحمة الله "كما قال بسورة البقرة أى الذين يرغبون فى جنة الله وأولئك هم المفلحون أى "وأولئك هم الفائزون"بجنة الله كما قال بسورة التوبة والخطاب لكل مسلم قادر ماليا والخطاب بعده لهم
"وما أتيتم من ربا ليربوا فى أموال الناس فلا يربوا عند الله وما أتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون "المعنى وما أعطيتم من زيادة لتزيد فى أمتعة البشر فلا يزيد لدى الرب وما أعطيتم من حق تطلبون رحمة الرب فأولئك هم المزيدون ،يبين الله للمؤمنين أن ما أتوا من ربا والمراد ما أعطوا من مال زائد لمن أرادوا الدين فوق الدين الأصلى بسبب هو أن يربوا فى أموال الناس والمراد أن يزيد مالهم مع أملاك المدينين فهو لا يربوا عند الله والمراد فهو لا يزيد فى كتاب الرب عن ثوابه العادى وأما ما أتيتم من زكاة والمراد وأما ما أعطيتم من حق الله فى المال تريدون وجه الله أى "يرجون رحمة الله"كما قال بسورة البقرة والمراد يطلبون بإعطاء الزكاة ثواب الله فأولئك هم المضعفون أى المزيدون يعنى أنهم يحصلون على 1400حسنة بينما يحصل الأولون على 700وهذا حسنة مصداق لقوله بسورة البقرة "مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء".
"الله الذى خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركاءكم من يفعل من ذلكم من شىء سبحانه وتعالى عما يشركون "المعنى الرب الذى أنشأكم ثم أعطاكم ثم يتوفاكم ثم يبعثكم هل من آلهتكم المزعومة من يصنع من ذلكم من بعض ارتفع أى علا عن الذى يعبدون ،يبين الله للناس أن الله هو الذى خلقهم أى أنشأهم من عدم ثم رزقهم أى أعطاهم النفع ثم أماتهم أى توفاهم ثم يحييهم أى يبعثهم للحياة مرة أخرى ،ويسأل الله هل من شركاءكم من يفعل من ذلكم من شىء والمراد هل من أربابكم المزعومة من يصنع من الخلق والرزق والموت والحياة من فعل ؟والغرض من السؤال هو إخبار الكفار أن آلهتهم عاجزة عن فعل شىء مما يفعله الله ويبين لهم أنه سبحانه أى تعالى والمراد علا عما يشركون وهو ما يعبدون معه وهذا يعنى أنه أفضل مما يصفون مصداق لقوله بسورة الأنعام"سبحانه وتعالى عما يصفون".
"ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس ليذيقهم بعض الذى عملوا لعلهم يرجعون"المعنى كثر الأذى فى اليابس والماء بالذى عملت نفوس الخلق ليعرفهم عقاب بعض الذى فعلوا لعلهم يتوبون،يبين الله للنبى (ص)أن الفساد وهو الأذى والمراد المصائب ظهر فى البر وهو اليابس والبحر وهو الماء والسبب ما كسبت أيدى الناس والمراد ما قدمت نفوس الخلق وهو ذنوبهم مصداق لقوله بسورة الشورى"وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم"وقوله بسورة آل عمران"ذلك بما قدمت أيديكم"وقوله بسورة المائدة "إنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم"والسبب فى الأذى هو أن يذيقهم بعض ما عملوا والمراد أن ينزل بهم عقاب بعض الذى أذنبوا به والسبب لعلهم يرجعون أى "لعلهم يتذكرون"كما قال بسورة البقرة والمراد لعلهم يعودون لإتباع دين الله والخطاب للنبى(ص)
"قل سيروا فى الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل كان أكثرهم مشركون"المعنى قل سافروا فى البلاد فاعلموا كيف كان هلاك الذين من قبل وجودكم كان معظمهم كافرون ،يطلب الله من نبيه(ص)أن يقول للناس سيروا فى الأرض أى نقبوا أى سافروا فى البلاد مصداق لقوله بسورة ق"فنقبوا فى البلاد"فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل والمراد فاعلموا كيف كان جزاء الذين من قبل وجودكم لتعتبروا بما حدث لهم ،كان أكثرهم مشركون والمراد كان أغلبهم كافرون مصداق لقوله بسورة النحل"وأكثرهم الكافرون"وهذا يعنى أن أكثر الناس كانوا كفرة وقليل منهم المسلم والخطاب وما بعده للنبى(ص)ومنه للناس.
"فأقم وجهك للدين القيم من قبل أن يأتى يوم لا مرد له من الله يومئذ يصدعون من كفر فعليه كفره ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون ليجزى الذين آمنوا وعملوا الصالحات من فضله إنه لا يحب الكافرين "المعنى فأسلم نفسك للحكم العادل من قبل أن يحضر يوم لا مرجع له من الرب يومئذ يتفرقون من كذب فعليه عقاب تكذيبه ومن فعل حسنا فلمصلحتهم يقدمون ليثيب الذين صدقوا وصنعوا الحسنات من رزقه إنه لا يرحم الكافرين،يطلب الله من نبيه (ص)أن يقم وجهه للدين القيم والمراد أن يسلم نفسه للحكم العادل وهذا يعنى أن تطيع نفسه حكم الله من قبل أن يأتى يوم لا مرد له من الله والمراد من قبل أن يقع يوم لا مانع له من دون الله وهذا يعنى أن لا أحد يقدر على منع القيامة من الحدوث ،يومئذ يصدعون والمراد يومذاك يتفرق الناس للجنة والنار مصداق لقوله بسورة الروم"يومئذ يتفرقون "فمن كفر فعليه كفره والمراد فمن أساء فعليه عقاب إساءته ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون والمراد ومن فعل حسنا فلمنفعتهم يقدمون مصداق لقوله بسورة الإسراء"إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم ومن أساء فعليها "ويبين الله له أنه يجزى والمراد يعطى الذين آمنوا أى صدقوا حكم الله وعملوا الصالحات أى وفعلوا الحسنات من فضله وهو رحمته وهو الجنة وهو لا يحب الكافرين أى لا يرحم أى لا يهدى الظالمين مصداق لقوله بسورة آل عمران"والله لا يحب الظالمين"وقوله بسورة التوبة "والله لا يهدى القوم الفاسقين ".
"ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات وليذيقكم من رحمته ولتجرى الفلك بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون "المعنى ومن براهينه أن يبعث الهواء المتحرك مفرحات وليعطيكم من فضله ولتسير السفن بحكمه ولتطلبوا من رزقه ولعلكم تطيعون،يبين الله لنبيه(ص)أن من آياته وهى براهينه الدالة على وجوب طاعته وحده أنه يرسل الرياح مبشرات والمراد يبعث الهواء المتحرك مخبرات بسقوط المطر والسبب أن يذيقهم من رحمته أى أن يعطيهم من فضله وهو رزقه الممثل فى المطر ،ويبين له أن الفلك وهى السفن تجرى بأمره والمراد تسير فى البحر بنعمة الله وهى قدرته مصداق لقوله بسورة لقمان"أن الفلك تجرى فى البحر بنعمة الله"ويبين الله للناس أنهم يبتغوا من فضله والمراد أنهم يطلبوا من رزق الله والسبب لعلكم تشكرون أى "لعلكم تعقلون" كما قال بسورة الأنعام والمراد لعلكم تطيعون حكم الله والخطاب للنبى(ص)ومنه للناس.
"ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجاءوهم بالبينات فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقا علينا نصر المؤمنين "المعنى ولقد بعثنا من قبلك مبعوثين إلى شعبهم فأتوهم بالآيات فانتصرنا من الذين كفروا وكان فرضا علينا تأييد المصدقين،يبين الله لنبيه (ص)أنه أرسل أى بعث رسلا وهم أنبياء إلى قومهم وهم شعوبهم مصداق لقوله بسورة يونس"ثم بعثنا من بعده رسلا إلى قومهم"فجاءوهم بالبينات والمراد فأتوهم بالآيات وهى أحكام الوحى والمعجزات فكذبوا بها فانتقمنا من الذين أجرموا والمراد فأهلكنا الذين ظلموا مصداق لقوله بسورة الكهف"تلك القرى أهلكناهم لما ظلموا "وكان حقا أى فرضا أى واجبا علينا نصر وهو تأييد أى إنجاء المؤمنين وهم المصدقين بحكم الله مصداق لقوله بسورة يونس"ثم ننج رسلنا والذين آمنوا كذلك حقا علينا ننج المؤمنين" والخطاب وما بعده للنبى(ص).
"الله الذى يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه فى السماء ويجعله كسفا فترى الودق يخرج من خلاله فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون وإن كانوا من قبل أن ينزل عليهم من قبل لمبلسين "المعنى الرب الذى يحرك الهواء فتدفع غماما فيمده فى الجو كيف يريد ويخلقه طباقا فتشاهد المطر يسقط من خرومه فإذا أعطاه من يريد من خلقه إذا هم يفرحون وإن كانوا من قبل أن يسقط من قبل لمجدبين ،يبين الله لنبيه (ص)أن الله هو الذى يرسل الرياح فتثير سحابا والمراد الذى يحرك الهواء فيزجى أى فيكون غماما فيبسطه فى السماء والمراد فيمده والمراد فيؤلف بينه فى الجو ويجعله كسفا والمراد فيخلقه ركاما أى طبقات مصداق لقوله بسورة النور"ألم تر أن الله يزجى سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما"فترى الودق يخرج من خلاله والمراد فتشاهد المطر يسقط من خرومه وهذا يعنى أن السحاب له خروم كالمصفاة ينزل المطر منها فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون والمراد فإذا أسقطه الله على من يريد من خلقه إذا هم يفرحون بالمطر وقد كانوا من قبل نزول المطر مبلسين أى مجدبين والمراد عندهم حالة جفاف كادت تهلكهم .
"فانظر إلى آثار رحمة الله كيف يحى الأرض بعد موتها إن ذلك لمحى الموتى وهو على كل شىء قدير"المعنى فاعلم بمنافع نفع الرب كيف يبعث الأرض بعد جدبها إن الله لباعث الهلكى وهو لكل أمر يريده فاعل،يطلب الله من نبيه(ص)أن ينظر إلى آثار رحمة الله والمراد أن يفكر فيفهم من نتائج التفكير كيف يحى الله الأرض بعد موتها والمراد كيف يعيد الأرض للحياة بعد جدبها والله هو محى الموتى أى باعث من فى القبور مصداق لقوله بسورة الحج"وأن الله يبعث من فى القبور"وهو على كل شىء قدير والمراد وهو لكل أمر يريده فاعل مصداق لقوله بسورة البروج "فعال لما يريد"والخطاب للنبى(ص).
"ولئن أرسلنا ريحا فرأوه مصفرا لظلوا من بعده يكفرون "المعنى ولئن حركنا هواء فشاهدوه مهلكا لاستمروا من بعده يكذبون ،يبين الله لنبيه(ص)أنه إذا أرسل ريحا والمراد إذا حرك هواء فرأوه مصفرا والمراد فعلموا أن الهواء ضار بهم وبمتاعهم لظلوا من بعده يكفرون والمراد لاستمروا من بعد هبوب الهواء الضار يكذبون بحكم الله .
"فإنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين وما أنت بهاد العمى عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون "المعنى فإنك لا تهدى الكفار أى لا تهدى الظلمة الوحى إذا انصرفوا مكذبين أى ما أنت بمبعد الكفار عن كفرهم إن تبلغ إلا من يصدق بأحكامنا فهم مطيعون له،يبين الله لنبيه (ص)أنه لا يسمع الموتى والمراد لا يبلغ الكفار الوحى وفسر هذا بأنه لا يسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين والمراد لا يبلغ الكفار الوحى إذا أعرضوا مكذبين الوحى وفسر هذا بأنه ليس هاد العمى عن ضلالتهم والمراد ليس بباعد الكفار عن كفرهم بالوحى،ويبين له أنه يسمع من يؤمن بآيات الله والمراد يبلغ أى ينذر من يصدق بأحكام الله فهم مسلمون أى متبعون للذكر أى مطيعون لما يبلغ لهم مصداق لقوله بسورة يس"إنما تنذر من اتبع الذكر" والخطاب وما قبله للنبى(ص).
"الله الذى خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير "المعنى الرب الذى أنشأكم من وهن ثم خلق من بعد وهن شدة ثم خلق من بعد شدة وهنا وابيضاض يبدع ما يريد وهو الخبير الفاعل ،يبين الله لنبيه (ص)أن الله وهو الرب الذى خلق أى أبدع الناس من ضعف أى وهن أى طفولة ثم جعل أى خلق من بعد ضعف أى طفولة قوة أى شدة هى الشباب ثم جعل أى خلق من بعد قوة أى شدة ضعفا أى وهنا أى شيخوخة وشيبة أى ابيضاض للشعر مصداق لقوله بسورة غافر"ثم يخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ثم لتكونوا شيوخا "وهو يخلق ما يشاء أى يفعل ما يريد وهو العليم أى الخبير بكل شىء القدير أى الفاعل لما يريد والخطاب للناس.
"ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة كذلك كانوا يؤفكون"المعنى ويوم تقع القيامة يحلف الكافرون ما عاشوا غير نهار هكذا كانوا يكذبون،يبين الله لنبيه(ص)أن يوم تقوم الساعة والمراد يوم تحدث القيامة يقسم المجرمون والمراد يحلف الكافرون:والله ما لبثنا غير ساعة والمراد ما عشنا غير يوما مصداق لقوله بسورة طه"إذ يقول أمثلهم طريقة إن لبثتم إلا يوما "وكذلك كانوا يؤفكون والمراد بتلك الطريقة وهى الكذب "كانوا يكفرون بآيات الله"كما قال بسورة البقرة .
"وقال الذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم فى كتاب الله إلى يوم البعث فهذا يوم البعث ولكنكم كنتم لا تعلمون فيومئذ لا ينفع الذين ظلموا معذرتهم ولا هم يستعتبون"المعنى وقال الذين أعطوا الوحى أى الحكم لقد عشتم فى حكم الرب إلى يوم القيامة فهذا يوم القيامة ولكنكم كنتم لا تطيعون فيومذاك لا يفيد الذين كفروا أسبابهم وليسوا يتبررون،يبين الله لنبيه (ص)أن الذين أوتوا العلم وفسر العلم بأنه الإيمان والمراد الذين أعطوا الوحى وهو الحكم قالوا للكفار :لقد لبثتم فى كتاب الله والمراد لقد عشتم فى الدنيا فى حكم الرب إلى يوم البعث أى القيامة فهذا يوم البعث وهو القيامة ولكنكم كنتم لا تعلمون أى لا تؤمنون به،فى يوم القيامة لا ينفع الذين ظلموا معذرتهم والمراد لا يفيد الذين كفروا إيمانهم أى قولهم إنا مؤمنون مصداق لقوله بسورة السجدة"لا ينفع الذين كفروا إيمانهم "وهم لا يستعتبون أى لا يتبررون والمراد لا يقولون لله أسباب واهية ليمنع عنهم العذاب لأنهم يمنعهم من النطق مصداق لقوله بسورة المرسلات" هذا يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون"والخطاب وما قبله للنبى(ص).
"ولقد ضربنا للناس فى هذا القرآن من كل مثل ولئن جئتهم بآية ليقولن الذين كفروا إن أنتم إلا مبطلون "المعنى ولقد قلنا للخلق فى هذا الوحى كل حكم ولئن أتيتهم بمعجزة ليقولن الذين كذبوا إن أنتم إلا كافرون ،يبين الله لنبيه(ص)أنه ضرب للناس فى هذا القرآن والمراد أنه صرف أى قال للخلق فى هذا الوحى من كل مثل أى كل حكم للقضايا التى يمكن وقوعها فى الحياة،ويبين له أنه لو جاءهم بآية والمراد لو أتاهم بمعجزة لكانت النتيجة أن يقول الذين كفروا أى كذبوا الوحى إن أنتم إلا مبطلون أى مخادعون أى ساحرون وهذا يعنى أنهم يتهمونه بممارسة السحر والخطاب للنبى(ص).
"كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون"المعنى هكذا يختم الرب على نفوس الذين لا يؤمنون فأطع إن قول الرب صدق ولا يضلنك الذين لا يصدقون الوحى ،يبين الله لنبيه(ص)أن كذلك أى بتلك الطريقة وهى كفرهم يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون والمراد يختم الرب على نفوس الذين لا يطيعون حكم الله فيستمروا فى كفرهم ويطلب منه أن يصبر أى يطيع حكم ربه مصداق لقوله بسورة القلم"فاصبر لحكم ربك "ويبين له أن وعد الله حق والمراد أن قول الله صدق أى واقع ويطلب منه ألا يستخفه الذين لا يوقنون والمراد ألا يضله الذين لا يصدقون الوحى عن طاعة الوحى والخطاب للنبى(ص) .