دور المسنين
حدثت فى بلاد الكفار فى الغرب والشرق أحداث جعلت العديد يتخلون عن الآباء والأمهات واكرامهم ورعايتهم كما تنص على ذلك الديانة النصرانية والديانة اليهودية فيما يسمى بالوصايا العشر وغيرها ومنها :
" 12أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ لِكَيْ يَطُولَ عُمْرُكَ فِي الأَرْضِ الَّتِي يَهَبُكَ إِيَّاهَا الرَّبُّ إِلَهُكَ." سفر التكوين
أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ كَمَا أَمَرَكَ الرَّبُّ إِلَهُكَ، فَتَطُولَ أَيَّامُكَ وَيَكُونَ لَكَ خَيْرٌ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي يُوَرِّثُهَا لَكَ الرَّبُّ إِلَهُكَ"سفر التكوين
وأما العهد الجديد فقد بين أن البعض يحرم على نفسه إكرام الأبوين مقابل أن يدفع المال للهيكل ظنا منه أن ذلك سينقذه من غضب الله فقال :
"وَتَقَدَّمَ إِلَى يَسُوعَ بَعْضُ الْكَتَبَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ مِنْ أُورُشَلِيمَ، وَسَأَلُوهُ: 2«لِمَاذَا يُخَالِفُ تَلاَمِيذُكَ تَقَالِيدَ الشُّيُوخِ، فَلاَ يَغْسِلُونَ أَيْدِيَهُمْ قَبْلَ أَنْ يَأْكُلُوا؟» 3فَأَجَابَهُمْ «وَلِمَاذَا تُخَالِفُونَ أَنْتُمْ وَصِيَّةَ اللهِ مِنْ أَجْلِ الْمُحَافَظَةِ عَلَى تَقَالِيدِكُمْ؟ 4فَقَدْ أَوْصَى اللهُ قَائِلاً: أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ. وَمَنْ أَهَانَ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ، فَلْيَكُنِ الْمَوْتُ عِقَاباً لَهُ. 5وَلَكِنَّكُمْ أَنْتُمْ تَقُولُونَ: مَنْ قَالَ لأَبِيهِ أَوْ أُمِّهِ: إِنَّ مَا أَعُولُكَ بِهِ قَدْ قَدَّمْتُهُ قُرْبَاناً لِلْهَيْكَلِ، 6فَهُوَ فِي حِلٍّ مِنْ إِكْرَامِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ. وَأَنْتُمْ، بِهَذَا، تُلْغُونَ مَا أَوْصَى بِهِ اللهُ ، مُحَافَظَةً عَلَى تَقَالِيدِكُمْ. 7أَيُّهَا الْمُرَاؤُونَ! أَحْسَنَ إِشَعْيَاءُ إِذْ تَنَبَّأَ عَنْكُمْ فَقَالَ: 8هَذَا الشَّعْبُ يُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ، أَمَّا قَلْبُهُ فَبَعِيدٌ عَنِّي جِدّاً! 9إِنَّمَا بَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ لَيْسَتْ إِلاَّ وَصَايَا النَّاسِ.»سفر متى
وهو نفس كلام سفر أخر فى قوله :
" 8 فَقَدْ أَهْمَلْتُمْ وَصِيَّةَ اللهِ وَتَمَسَّكْتُمْ بِتَقْلِيدِ النَّاسِ!» 9 وَقَالَ لَهُمْ: «حَقّاً أَنَّكُمْ رَفَضْتُمْ وَصِيَّةَ اللهِ لِتُحَافِظُوا عَلَى تَقْلِيدِكُمْ أَنْتُمْ! 10 فَإِنَّ مُوسَى قَالَ: أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ! وَأَيْضاً: مَنْ أَهَانَ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ، فَلْيَكُنِ الْمَوْتُ عِقَاباً لَهُ! 11 وَلكِنَّكُمْ أَنْتُمْ تَقُولُونَ: إِذَا قَالَ أَحَدٌ لأَبِيهِ أَوْ أُمِّهِ: إِنَّ مَا كُنْتُ أَعُولُكَ بِهِ قَدْ جَعَلْتُهُ قُرْبَاناً، أَيْ تَقْدِمَةً (لِلْهَيْكَلِ)، 12 فَهُوَ فِي حِلٍّ مِنْ إِعَانَةِ أَبِيهِ أَوْ أُمِّهِ! 13 وَهَكَذَا تُبْطِلُونَ كَلِمَةَ اللهِ بِتَعْلِيمِكُمُ التَّقْلِيدِيِّ الَّذِي تَتَنَاقَلُونَهُ. وَهُنَاكَ أُمُورٌ كَثِيرَةٌ مِثْلُ هَذِهِ تَفْعَلُونَهَا!»
وكرر نفس الوصية فى نفس السفر فى حكاية أخرى فقال :
16وَإِذَا شَابٌّ يَتَقَدَّمُ إِلَيْهِ وَيَسْأَلُ: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ، أَيَّ صَلاَحٍ أَعْمَلُ لأَحْصُلَ عَلَى الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ؟» 17فَأَجَابَهُ: «لِمَاذَا تَسْأَلُنِي عَنِ الصَّالِحِ؟ وَاحِدٌ هُوَ الصَّالِحُ. وَلكِنْ، إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ، فَاعْمَلْ بِالْوَصَايَا». 18فَسَأَلَ: «أَيَّةِ وَصَايَا؟» أَجَابَهُ يَسُوعُ: «لاَ تَقْتُلْ؛ لاَ تَزْنِ؛ لاَ تَسْرِقْ؛ لاَ تَشْهَدْ بِالزُّورِ؛ 19أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ؛ وَأَحِبَّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ..." سفر متى
ومن النصوص السابقة نجد أن الكهنة الذين بدلوا الدين جعلوا الإنسان فى حل من طاعة الله فى اكرام الأبوين عن طريق دفع مبلغ للهيكل
وهو عينه ما حدث فى بلاد الكفر فى العصر الحديث ولكن من خلال كهنة أخرين أرادوا جمع المال من خلال افتتاح دور المسنين
قطعا فى الإسلام دور المسنين محرم وجودها فلا يجوز أن يتولى غريب مراعاة الأبوين وإنما الواجب هو :
أن يقوم الابن وليس حتى البنت برعاية أبويه عند الكبر وعند تعنى فى بيته
وفى هذا قال تعالى :
"وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا"
والمراد جملة :
"إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا"
ومن ثم رعاية الأبوين والنفقة عليهم هم واجب حتمى على الأولاد البنين وغالبا ما يكون الابن الأصغر لأنه أخر من يتزوج ويكون فى البيت ولكن عند وجود أكثر من الواحد من الممكن توزيع المسئولية عليهم من خلال أخذ الأبوين أو الموجود منهما مدة معينة فى السنة
وهو واجب حتمى لأن الله كرر الأمر بالإحسان إلى الوالدين عدة مرات فقال :
"وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا"
وقال :
"وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا"
وقال :
"قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا"
وقال :
"وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ"
إن وجود دور المسنين معناه :
تخلى الأولاد عن واجباتهم
أن العلاقة بين الأبناء والأبوين تحولت لعلاقة هامشية يمكن فى اعتقاد الأبناء تقضيتها عن طريق دفع مال للغير للقيام بالرعاية
أن الآباء والأمهات الذين كان الابن أو البنت بالنسبة لهم محور وركيزة حياة حيث يقومون بواجباتهم من غسل بول وبراز والباس وحمل والذهاب به للأطباء والسهر على رعايته ليل نهار والعمل على تعليمه وحمايته من الأخطار بكل وسيلة ممكنة لا قيمة لهم عند ذلك العاق الذى يعمل على جمع المال أو ارضاء الغير كالزوجات
الرسالة من الله :
المال ورعاية الغير لا تعفيك أيها الابن أو أيتها البنت من الواجب وهو الإحسان لهما بنفسك وليس عن طريق غيرك ومن ثم ما تظن أنه سيعفيك من العقاب لن يعفيك فالمال الذى تعطيه لدور المسنين ستدخل بسببه جهنم لأنك ام تطع أمر الله بالاحسان المباشر لهما كما أحسنا إليك فى صغرك
والمطلوب من المجتمعات المسلمة هو :
اغرق دور المسنين
لأن وجودها فى مجتمعاتهم لا معنى لها إلا المعنى التالى :
كفر المسلمين لأنهم عقوا الآباء والأمهات
ومن ظن أن العاملين فى تلك الدور يقومون بأدوارهم المطلوبة منهم على أكمل وجه كما يقال مخطىء فى ظنه
إنهم أناس لديهم أسر يرعونها ومن ثم لا يمكن أن يرعوا أسر مختلفة بذات النسبة فأهلهم أولى بهم
هذا مع الظن الحسن فيهم بينما نسبة كبيرة منهم لا تقوم بالمطلوب منها وتسيىء إلى أولئك الآباء والأمهات بالاهمال وأحيانا ارتكاب جرائم معهم فى تلك الدور
الغريب لن يقوم بدور القريب مهما كان عدله وحرصه
زد على ذلك :
أنه لا يوجد وظيفة فى الإسلام اسمها راعى مسن أو راعية مسن فتلك وظائف اخترعها الكفار
حدثت فى بلاد الكفار فى الغرب والشرق أحداث جعلت العديد يتخلون عن الآباء والأمهات واكرامهم ورعايتهم كما تنص على ذلك الديانة النصرانية والديانة اليهودية فيما يسمى بالوصايا العشر وغيرها ومنها :
" 12أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ لِكَيْ يَطُولَ عُمْرُكَ فِي الأَرْضِ الَّتِي يَهَبُكَ إِيَّاهَا الرَّبُّ إِلَهُكَ." سفر التكوين
أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ كَمَا أَمَرَكَ الرَّبُّ إِلَهُكَ، فَتَطُولَ أَيَّامُكَ وَيَكُونَ لَكَ خَيْرٌ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي يُوَرِّثُهَا لَكَ الرَّبُّ إِلَهُكَ"سفر التكوين
وأما العهد الجديد فقد بين أن البعض يحرم على نفسه إكرام الأبوين مقابل أن يدفع المال للهيكل ظنا منه أن ذلك سينقذه من غضب الله فقال :
"وَتَقَدَّمَ إِلَى يَسُوعَ بَعْضُ الْكَتَبَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ مِنْ أُورُشَلِيمَ، وَسَأَلُوهُ: 2«لِمَاذَا يُخَالِفُ تَلاَمِيذُكَ تَقَالِيدَ الشُّيُوخِ، فَلاَ يَغْسِلُونَ أَيْدِيَهُمْ قَبْلَ أَنْ يَأْكُلُوا؟» 3فَأَجَابَهُمْ «وَلِمَاذَا تُخَالِفُونَ أَنْتُمْ وَصِيَّةَ اللهِ مِنْ أَجْلِ الْمُحَافَظَةِ عَلَى تَقَالِيدِكُمْ؟ 4فَقَدْ أَوْصَى اللهُ قَائِلاً: أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ. وَمَنْ أَهَانَ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ، فَلْيَكُنِ الْمَوْتُ عِقَاباً لَهُ. 5وَلَكِنَّكُمْ أَنْتُمْ تَقُولُونَ: مَنْ قَالَ لأَبِيهِ أَوْ أُمِّهِ: إِنَّ مَا أَعُولُكَ بِهِ قَدْ قَدَّمْتُهُ قُرْبَاناً لِلْهَيْكَلِ، 6فَهُوَ فِي حِلٍّ مِنْ إِكْرَامِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ. وَأَنْتُمْ، بِهَذَا، تُلْغُونَ مَا أَوْصَى بِهِ اللهُ ، مُحَافَظَةً عَلَى تَقَالِيدِكُمْ. 7أَيُّهَا الْمُرَاؤُونَ! أَحْسَنَ إِشَعْيَاءُ إِذْ تَنَبَّأَ عَنْكُمْ فَقَالَ: 8هَذَا الشَّعْبُ يُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ، أَمَّا قَلْبُهُ فَبَعِيدٌ عَنِّي جِدّاً! 9إِنَّمَا بَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ لَيْسَتْ إِلاَّ وَصَايَا النَّاسِ.»سفر متى
وهو نفس كلام سفر أخر فى قوله :
" 8 فَقَدْ أَهْمَلْتُمْ وَصِيَّةَ اللهِ وَتَمَسَّكْتُمْ بِتَقْلِيدِ النَّاسِ!» 9 وَقَالَ لَهُمْ: «حَقّاً أَنَّكُمْ رَفَضْتُمْ وَصِيَّةَ اللهِ لِتُحَافِظُوا عَلَى تَقْلِيدِكُمْ أَنْتُمْ! 10 فَإِنَّ مُوسَى قَالَ: أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ! وَأَيْضاً: مَنْ أَهَانَ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ، فَلْيَكُنِ الْمَوْتُ عِقَاباً لَهُ! 11 وَلكِنَّكُمْ أَنْتُمْ تَقُولُونَ: إِذَا قَالَ أَحَدٌ لأَبِيهِ أَوْ أُمِّهِ: إِنَّ مَا كُنْتُ أَعُولُكَ بِهِ قَدْ جَعَلْتُهُ قُرْبَاناً، أَيْ تَقْدِمَةً (لِلْهَيْكَلِ)، 12 فَهُوَ فِي حِلٍّ مِنْ إِعَانَةِ أَبِيهِ أَوْ أُمِّهِ! 13 وَهَكَذَا تُبْطِلُونَ كَلِمَةَ اللهِ بِتَعْلِيمِكُمُ التَّقْلِيدِيِّ الَّذِي تَتَنَاقَلُونَهُ. وَهُنَاكَ أُمُورٌ كَثِيرَةٌ مِثْلُ هَذِهِ تَفْعَلُونَهَا!»
وكرر نفس الوصية فى نفس السفر فى حكاية أخرى فقال :
16وَإِذَا شَابٌّ يَتَقَدَّمُ إِلَيْهِ وَيَسْأَلُ: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ، أَيَّ صَلاَحٍ أَعْمَلُ لأَحْصُلَ عَلَى الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ؟» 17فَأَجَابَهُ: «لِمَاذَا تَسْأَلُنِي عَنِ الصَّالِحِ؟ وَاحِدٌ هُوَ الصَّالِحُ. وَلكِنْ، إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ، فَاعْمَلْ بِالْوَصَايَا». 18فَسَأَلَ: «أَيَّةِ وَصَايَا؟» أَجَابَهُ يَسُوعُ: «لاَ تَقْتُلْ؛ لاَ تَزْنِ؛ لاَ تَسْرِقْ؛ لاَ تَشْهَدْ بِالزُّورِ؛ 19أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ؛ وَأَحِبَّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ..." سفر متى
ومن النصوص السابقة نجد أن الكهنة الذين بدلوا الدين جعلوا الإنسان فى حل من طاعة الله فى اكرام الأبوين عن طريق دفع مبلغ للهيكل
وهو عينه ما حدث فى بلاد الكفر فى العصر الحديث ولكن من خلال كهنة أخرين أرادوا جمع المال من خلال افتتاح دور المسنين
قطعا فى الإسلام دور المسنين محرم وجودها فلا يجوز أن يتولى غريب مراعاة الأبوين وإنما الواجب هو :
أن يقوم الابن وليس حتى البنت برعاية أبويه عند الكبر وعند تعنى فى بيته
وفى هذا قال تعالى :
"وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا"
والمراد جملة :
"إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا"
ومن ثم رعاية الأبوين والنفقة عليهم هم واجب حتمى على الأولاد البنين وغالبا ما يكون الابن الأصغر لأنه أخر من يتزوج ويكون فى البيت ولكن عند وجود أكثر من الواحد من الممكن توزيع المسئولية عليهم من خلال أخذ الأبوين أو الموجود منهما مدة معينة فى السنة
وهو واجب حتمى لأن الله كرر الأمر بالإحسان إلى الوالدين عدة مرات فقال :
"وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا"
وقال :
"وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا"
وقال :
"قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا"
وقال :
"وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ"
إن وجود دور المسنين معناه :
تخلى الأولاد عن واجباتهم
أن العلاقة بين الأبناء والأبوين تحولت لعلاقة هامشية يمكن فى اعتقاد الأبناء تقضيتها عن طريق دفع مال للغير للقيام بالرعاية
أن الآباء والأمهات الذين كان الابن أو البنت بالنسبة لهم محور وركيزة حياة حيث يقومون بواجباتهم من غسل بول وبراز والباس وحمل والذهاب به للأطباء والسهر على رعايته ليل نهار والعمل على تعليمه وحمايته من الأخطار بكل وسيلة ممكنة لا قيمة لهم عند ذلك العاق الذى يعمل على جمع المال أو ارضاء الغير كالزوجات
الرسالة من الله :
المال ورعاية الغير لا تعفيك أيها الابن أو أيتها البنت من الواجب وهو الإحسان لهما بنفسك وليس عن طريق غيرك ومن ثم ما تظن أنه سيعفيك من العقاب لن يعفيك فالمال الذى تعطيه لدور المسنين ستدخل بسببه جهنم لأنك ام تطع أمر الله بالاحسان المباشر لهما كما أحسنا إليك فى صغرك
والمطلوب من المجتمعات المسلمة هو :
اغرق دور المسنين
لأن وجودها فى مجتمعاتهم لا معنى لها إلا المعنى التالى :
كفر المسلمين لأنهم عقوا الآباء والأمهات
ومن ظن أن العاملين فى تلك الدور يقومون بأدوارهم المطلوبة منهم على أكمل وجه كما يقال مخطىء فى ظنه
إنهم أناس لديهم أسر يرعونها ومن ثم لا يمكن أن يرعوا أسر مختلفة بذات النسبة فأهلهم أولى بهم
هذا مع الظن الحسن فيهم بينما نسبة كبيرة منهم لا تقوم بالمطلوب منها وتسيىء إلى أولئك الآباء والأمهات بالاهمال وأحيانا ارتكاب جرائم معهم فى تلك الدور
الغريب لن يقوم بدور القريب مهما كان عدله وحرصه
زد على ذلك :
أنه لا يوجد وظيفة فى الإسلام اسمها راعى مسن أو راعية مسن فتلك وظائف اخترعها الكفار