"ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهوائهم بعد الذى جاءك من العلم ما لك من ولى ولا نصير"قوله "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم "يفسره قوله بسورة آل عمران "ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم"فاليهود والنصارى لن يرضوا عن الرسول (ص)حتى يتبع دينهم وهو ما طالب اليهود والنصارى بعضهم ألا يؤمنوا إلا لمن أطاع دينهم والمعنى ولن تحبك اليهود والنصارى حتى تطيع حكمهم ،يبين الله لنبيه (ص)أن اليهود والنصارى لن يرضوا عنه أى يحبوه ويسمعوا حديثه حتى يكون هو متبع دينهم أى مطيع حكمهم أى يكون على دينهم وقوله"قل إن هدى الله هو الهدى"يفسره قوله بسورة الأنعام"قل إننى هدانى ربى إلى صراط مستقيم دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا"فهدى الله هو الصراط المستقيم الدين القيم ملة إبراهيم (ص)والمعنى قل إن حكم الله هو الدين ،يطلب الله من نبيه (ص)أن يقول لليهود والنصارى أن هدى الله وهو حكم الله هو الهدى أى الدين الحق وليس أى دين غيره ،وقوله "ولئن اتبعت أهوائهم بعد الذى جاءك من العلم ما لك من ولى ولا نصير "يفسره قوله بسورة الرعد"ولئن اتبعت أهوائهم من بعد ما جاءك من العلم ما لك من الله من ولى ولا واق"وقوله بسورة المائدة "عما جاءك من الحق"فالعلم هو الحق والولى هو النصير هو الواقى من النار والمعنى ولئن أطعت أديانهم بعد الذى أتاك من الحق ما لك من عذاب الله من ناصر أى حامى ،يبين الله لنبيه(ص)أنه لو اتبع أهواء والمراد أنه لو أطاع أديان اليهود والنصارى فسيدخل النار ولن يجد له ولى أى نصير أى واقى من عذاب الله ومن هنا نعلم حرمة اتباع أديان الكفر مهما كان أصحابها والمعنى ولن تحبك اليهود والنصارى حتى تطيع دينهم ،قل إن حكم الله هو العدل ولئن أطعت أديانهم بعد الذى أتاك من الوحى ما لك من واق من النار أى منقذ من العذاب .
"الذين أتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به ومن يكفر به فأولئك هم الخاسرون "قوله"الذين أتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته"يفسره قوله بسورة آل عمران"اتقوا الله حق تقاته"وقوله بسورة الحج"وجاهدوا فى الله حق جهاده "فتلاوة الكتاب هى تقوى الله هى الجهاد فى الله والمعنى الذين أوحينا لهم الحكم يطيعونه واجب طاعته ،يبين الله لنا أن المسلمين الذين أوحى لهم الكتاب وهو الوحى هو الذين يطيعونه الطاعة السليمة ،وقوله "أولئك يؤمنون به ومن يكفر به فأولئك هم الخاسرون"يفسره قوله بسورة الرعد"والذين أتيناهم الكتاب يفرحون بما أنزل إليك"وقوله بسورة الحديد"والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار"فالذين يؤمنون هم الذين يفرحون بكتاب الله والذين كذبوا بحكم الله هم الخاسرون هم أهل النار والمعنى الذين أوحينا لهم الوحى يتبعونه واجب اتباعه أولئك يصدقون به ومن يعصاه فأولئك هم المعذبون فى النار والخطاب للنبى(ص)كسابقه.
"يا بنى إسرائيل اذكروا نعمتى التى أنعمت عليكم وأنى فضلتكم على العالمين "يفسره قوله بسورة الأعراف"فاذكروا آلاء الله"وقوله بسورة الدخان"ولقد اخترناهم على علم على العالمين"فذكر النعمة هو ذكر آلاء الله وهى أحكامه وتفضيل القوم هو اختيارهم من بين الناس ومعنى الآية يا أولاد يعقوب أطيعوا حكمى الذى أرسلت لكم وأنى اخترتكم من الناس ،يبين الله لبنى إسرائيل أن الواجب عليهم هو إطاعة رسالته وهى نعمته المنزلة عليهم لأنه فضلهم على العالمين بسبب طاعتهم للوحى وليس غير هذا ،والخطاب للمؤمنين وهو حكاية عما حدث لبنى إسرائيل وكذا القول بعده وهما تكرار لفظى لآيتين سابقتين عدا عدة كلمات.
"واتقوا يوما لا تجزى نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة ولا هم ينصرون "يفسره قوله بسورة البقرة "فاتقوا النار"وقوله بسورة الإنفطار "يوم لا تملك نفس لنفس شيئا"وقوله بسورة الدخان "يوم لا يغنى مولى عن مولى شيئا"وقوله بسورة البقرة "ولا يؤخذ منها عدل "وقوله "ولا هم ينظرون "وقوله بسورة الحديد"فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا "فإتقاء اليوم هو إتقاء النار بسورة البقرة وعدم جزاء نفس عن نفس شيئا هو عدم إغناء مولى عن مولى شيئا بسورة الدخان هو عدم ملكية نفس لنفس أمرا فى ذلك اليوم بسورة الإنفطار وعدم قبول العدل هو عدم أخذ العدل بسورة البقرة هو عدم أخذ الفدية منهم بسورة الحديد وعدم نصرهم هو عدم النظر لهم بسورة البقرة والمعنى وابتعدوا عن عذاب يوم لا تتحمل نفس عن نفس عقابا ولا يؤخذ منها فدية ولا تفيدها مناصرة الأخرين ولا هم يرحمون ،يبين الله لنا أن يوم القيامة يتم تحريم التالى تحمل المخلوق لعقاب الأخرين وتحرم الفدية وهو العدل أى المال المدفوع مقابل إخراجهم من النار وتحرم الشفاعة وهى الكلام الذى يراد من خلفه إخراجهم من النار مع استحقاقهم لها ويحرم نصرهم أى رحمتهم من قبل الله .
"وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إنى جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتى قال لا ينال عهدى الظالمين"قوله "وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن"يفسره قوله بسورة البقرة "إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين"فكلمات الابتلاء هى قول الله له:أسلم وإتمامه هو قوله أسلمت لرب العالمين والمعنى وقد اختبر إبراهيم إلهه بالإسلام فأسلم ،يبين الله لنا أنه اختبر إبراهيم (ص)بطلب الإسلام منه فنجح فى الإختبار حيث أسلم وجهه لله،وقوله "قال إنى جاعلك للناس إماما "يفسره قوله بسورة النساء"واتخذ الله إبراهيم خليلا"فالإمام هو الخليل أى الرسول والمعنى قال إنى معينك للخلق رسولا ،وهذا يعنى أن الله أرسله للناس قائدا يرشدهم للحق ،وقوله "قال ومن ذريتى قال لا ينال عهدى الظالمين"يفسره قوله بسورة إبراهيم "رب اجعلنى مقيم الصلاة ومن ذريتى "فطلب إبراهيم (ص)كون الذرية أئمة هو أن يكونوا مقيمى الصلاة والمعنى قال ومن نسلى هداة قال لا يأخذ ثوابى الكفار،يبين الله لنا أن إبراهيم (ص)طلب من الله أن يكون نسله كله هداة أئمة يرشدون الناس فأخبره الله أن عهده وهو ثوابه لا يأخذه الكفار وهذه معناه أن نسله سيكون منه كفرة ظلمة فى المستقبل والمعنى وقد اختبر إبراهيم (ص)إلهه بأوامر فأطاعهن قال إنى مختارك للخلق رسولا قال ومن نسلى هداة مثلى قال لا يدخل رحمتى الكافرين والخطاب للمؤمنين حكاية عما حدث لإبراهيم(ص)وكذا ما بعده.
"وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتى للطائفين والعاكفين والركع السجود"قوله "وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا"يفسره قوله بسورة المائدة "جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس"فالمثابة هى القيام هى الأمن للناس والمعنى وقد وضعنا الكعبة قياما للبشر أى طمأنينة وهذا يبين لنا أن سبب بناء الكعبة فى الأرض هو أن تكون مثابة أى مكان أمن للخلق أى مكان لقيام أى دوام حياة الخلق فيها ،وقوله "واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى "يفسره قوله بسورة البقرة "فول وجهك شطر المسجد الحرام "فاتخاذ المقام مصلى هو تولية الوجه تجاه المسجد الحرام والمعنى واجعلوا بناء إبراهيم (ص)قبلة ،يطلب الله من المسلمين أن يتخذوا مقام إبراهيم (ص)أى الكعبة مصلى أى قبلة يتجهوا إليها عند الصلاة وقوله "وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتى للطائفين والعاكفين والركع السجود"يفسره قوله بسورة الحج"وطهر بيتى للطائفين والقائمين والركع السجود"فالعاكفين هم القائمين والمصلين والمعنى وأوحينا إلى إبراهيم (ص)وإسماعيل (ص)أن جهزا كعبتى للزائرين والمقيمين والمصلين ،يبين الله لنا أنه عهد أى أوحى لإبراهيم (ص)وإسماعيل (ص)ابنه أن يطهرا البيت أى يرفعا أى يجهزا الكعبة من أجل الطائفين وهم الزائرين الحجيج والعمار والعاكفين وهم المقيمين فى جوار المسجد والركع السجود وهم المصلين المتجهين للكعبة فى الصلاة ومعنى الآية وقد وضعنا الكعبة حياة للخلق أى طمأنينة واجعلوا من بناء إبراهيم (ص)قبلة وأوحينا إلى إبراهيم (ص)وإسماعيل (ص)أن ارفعا كعبتى للزائرين والمقيمين والمصلين ،ونلاحظ أن القول هنا هو وصل لعدة آيات فأولها حديث من الله عن الكعبة"وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا "فهو حديث عن الماضى وثانيها جزء من آية تتحدث عن الحاضر "واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى"فهى أمر للمسلمين بالإتجاه عند الصلاة للكعبة وثالثها جزء من آية تتحدث عن بناء إبراهيم(ص)وإسماعيل (ص)للكعبة وهو ماضى وإن كان أحدث من الجزء الأول .
"وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا أمنا وارزق أهله من الثمرات من أمن بالله واليوم الأخر قال ومن كفر فأمتعه قليلا ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير "قوله "وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا أمنا وارزق أهله من الثمرات من أمن بالله واليوم الأخر"يفسره قوله بسورة القصص"حرما أمنا يجبى إليه ثمرات كل شىء رزقا من لدنا "فالبلد الأمن هو الحرم الأمن والمعنى وقد قال إبراهيم (ص)إلهى أدم هذه قرية مطمئنة وأعطى سكانه من المنافع من صدق بحكم الله ويوم القيامة ،يبين الله لنا أن إبراهيم (ص)طلب من الله أن يجعل مكة بلد أمن أى قرية مطمئنة ليس فيها قتال أو قتل وطلب منه أن يرزق أى يعطى أهل البلدة ثمرات كل شىء أى منافع كل صنف من الرزق وخص بهذا الذين يؤمنون بوحى الله ويوم البعث ،وقوله "قال ومن كفر فأمتعه قليلا ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير "يفسره قوله بسورة لقمان"نمتعهم قليلا ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ "وقوله بسورة المائدة "إنه من يشرك بالله فقد حرم عليه الجنة "وقوله بسورة إبراهيم "وبئس القرار"فمن كفر هو من يشرك بالله فى سورة لقمان وعذاب النار هو العذاب الغليظ بسورة لقمان والمصير هو القرار بسورة إبراهيم والمعنى قال الله ومن أشرك بالله فأعطه وقتا قصيرا ثم أدخله فى آلام الجحيم وقبح القرار ،يبين الله لإبراهيم (ص)أن من كفر أى عصى وحى الله من سكان مكة سوف يمتعه قليلا أى يعطيه الرزق وقتا قصيرا هو وقت معيشتهم فى الدنيا ثم بعد الموت يدخله النار حيث البيت القبيح لمن يقيم به ومعنى الآية وقد قال إبراهيم إلهى أدم مكة قرية مطمئنة وأعطى سكانها من المنافع من صدق بوحى الله ويوم القيامة قال الله ومن كذب بوحى الله ويوم البعث فأعطه وقتا قصيرا ثم أدخله فى آلام الجحيم وقبح القرار .
.
"الذين أتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به ومن يكفر به فأولئك هم الخاسرون "قوله"الذين أتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته"يفسره قوله بسورة آل عمران"اتقوا الله حق تقاته"وقوله بسورة الحج"وجاهدوا فى الله حق جهاده "فتلاوة الكتاب هى تقوى الله هى الجهاد فى الله والمعنى الذين أوحينا لهم الحكم يطيعونه واجب طاعته ،يبين الله لنا أن المسلمين الذين أوحى لهم الكتاب وهو الوحى هو الذين يطيعونه الطاعة السليمة ،وقوله "أولئك يؤمنون به ومن يكفر به فأولئك هم الخاسرون"يفسره قوله بسورة الرعد"والذين أتيناهم الكتاب يفرحون بما أنزل إليك"وقوله بسورة الحديد"والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار"فالذين يؤمنون هم الذين يفرحون بكتاب الله والذين كذبوا بحكم الله هم الخاسرون هم أهل النار والمعنى الذين أوحينا لهم الوحى يتبعونه واجب اتباعه أولئك يصدقون به ومن يعصاه فأولئك هم المعذبون فى النار والخطاب للنبى(ص)كسابقه.
"يا بنى إسرائيل اذكروا نعمتى التى أنعمت عليكم وأنى فضلتكم على العالمين "يفسره قوله بسورة الأعراف"فاذكروا آلاء الله"وقوله بسورة الدخان"ولقد اخترناهم على علم على العالمين"فذكر النعمة هو ذكر آلاء الله وهى أحكامه وتفضيل القوم هو اختيارهم من بين الناس ومعنى الآية يا أولاد يعقوب أطيعوا حكمى الذى أرسلت لكم وأنى اخترتكم من الناس ،يبين الله لبنى إسرائيل أن الواجب عليهم هو إطاعة رسالته وهى نعمته المنزلة عليهم لأنه فضلهم على العالمين بسبب طاعتهم للوحى وليس غير هذا ،والخطاب للمؤمنين وهو حكاية عما حدث لبنى إسرائيل وكذا القول بعده وهما تكرار لفظى لآيتين سابقتين عدا عدة كلمات.
"واتقوا يوما لا تجزى نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة ولا هم ينصرون "يفسره قوله بسورة البقرة "فاتقوا النار"وقوله بسورة الإنفطار "يوم لا تملك نفس لنفس شيئا"وقوله بسورة الدخان "يوم لا يغنى مولى عن مولى شيئا"وقوله بسورة البقرة "ولا يؤخذ منها عدل "وقوله "ولا هم ينظرون "وقوله بسورة الحديد"فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا "فإتقاء اليوم هو إتقاء النار بسورة البقرة وعدم جزاء نفس عن نفس شيئا هو عدم إغناء مولى عن مولى شيئا بسورة الدخان هو عدم ملكية نفس لنفس أمرا فى ذلك اليوم بسورة الإنفطار وعدم قبول العدل هو عدم أخذ العدل بسورة البقرة هو عدم أخذ الفدية منهم بسورة الحديد وعدم نصرهم هو عدم النظر لهم بسورة البقرة والمعنى وابتعدوا عن عذاب يوم لا تتحمل نفس عن نفس عقابا ولا يؤخذ منها فدية ولا تفيدها مناصرة الأخرين ولا هم يرحمون ،يبين الله لنا أن يوم القيامة يتم تحريم التالى تحمل المخلوق لعقاب الأخرين وتحرم الفدية وهو العدل أى المال المدفوع مقابل إخراجهم من النار وتحرم الشفاعة وهى الكلام الذى يراد من خلفه إخراجهم من النار مع استحقاقهم لها ويحرم نصرهم أى رحمتهم من قبل الله .
"وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إنى جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتى قال لا ينال عهدى الظالمين"قوله "وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن"يفسره قوله بسورة البقرة "إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين"فكلمات الابتلاء هى قول الله له:أسلم وإتمامه هو قوله أسلمت لرب العالمين والمعنى وقد اختبر إبراهيم إلهه بالإسلام فأسلم ،يبين الله لنا أنه اختبر إبراهيم (ص)بطلب الإسلام منه فنجح فى الإختبار حيث أسلم وجهه لله،وقوله "قال إنى جاعلك للناس إماما "يفسره قوله بسورة النساء"واتخذ الله إبراهيم خليلا"فالإمام هو الخليل أى الرسول والمعنى قال إنى معينك للخلق رسولا ،وهذا يعنى أن الله أرسله للناس قائدا يرشدهم للحق ،وقوله "قال ومن ذريتى قال لا ينال عهدى الظالمين"يفسره قوله بسورة إبراهيم "رب اجعلنى مقيم الصلاة ومن ذريتى "فطلب إبراهيم (ص)كون الذرية أئمة هو أن يكونوا مقيمى الصلاة والمعنى قال ومن نسلى هداة قال لا يأخذ ثوابى الكفار،يبين الله لنا أن إبراهيم (ص)طلب من الله أن يكون نسله كله هداة أئمة يرشدون الناس فأخبره الله أن عهده وهو ثوابه لا يأخذه الكفار وهذه معناه أن نسله سيكون منه كفرة ظلمة فى المستقبل والمعنى وقد اختبر إبراهيم (ص)إلهه بأوامر فأطاعهن قال إنى مختارك للخلق رسولا قال ومن نسلى هداة مثلى قال لا يدخل رحمتى الكافرين والخطاب للمؤمنين حكاية عما حدث لإبراهيم(ص)وكذا ما بعده.
"وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتى للطائفين والعاكفين والركع السجود"قوله "وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا"يفسره قوله بسورة المائدة "جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس"فالمثابة هى القيام هى الأمن للناس والمعنى وقد وضعنا الكعبة قياما للبشر أى طمأنينة وهذا يبين لنا أن سبب بناء الكعبة فى الأرض هو أن تكون مثابة أى مكان أمن للخلق أى مكان لقيام أى دوام حياة الخلق فيها ،وقوله "واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى "يفسره قوله بسورة البقرة "فول وجهك شطر المسجد الحرام "فاتخاذ المقام مصلى هو تولية الوجه تجاه المسجد الحرام والمعنى واجعلوا بناء إبراهيم (ص)قبلة ،يطلب الله من المسلمين أن يتخذوا مقام إبراهيم (ص)أى الكعبة مصلى أى قبلة يتجهوا إليها عند الصلاة وقوله "وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتى للطائفين والعاكفين والركع السجود"يفسره قوله بسورة الحج"وطهر بيتى للطائفين والقائمين والركع السجود"فالعاكفين هم القائمين والمصلين والمعنى وأوحينا إلى إبراهيم (ص)وإسماعيل (ص)أن جهزا كعبتى للزائرين والمقيمين والمصلين ،يبين الله لنا أنه عهد أى أوحى لإبراهيم (ص)وإسماعيل (ص)ابنه أن يطهرا البيت أى يرفعا أى يجهزا الكعبة من أجل الطائفين وهم الزائرين الحجيج والعمار والعاكفين وهم المقيمين فى جوار المسجد والركع السجود وهم المصلين المتجهين للكعبة فى الصلاة ومعنى الآية وقد وضعنا الكعبة حياة للخلق أى طمأنينة واجعلوا من بناء إبراهيم (ص)قبلة وأوحينا إلى إبراهيم (ص)وإسماعيل (ص)أن ارفعا كعبتى للزائرين والمقيمين والمصلين ،ونلاحظ أن القول هنا هو وصل لعدة آيات فأولها حديث من الله عن الكعبة"وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا "فهو حديث عن الماضى وثانيها جزء من آية تتحدث عن الحاضر "واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى"فهى أمر للمسلمين بالإتجاه عند الصلاة للكعبة وثالثها جزء من آية تتحدث عن بناء إبراهيم(ص)وإسماعيل (ص)للكعبة وهو ماضى وإن كان أحدث من الجزء الأول .
"وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا أمنا وارزق أهله من الثمرات من أمن بالله واليوم الأخر قال ومن كفر فأمتعه قليلا ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير "قوله "وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا أمنا وارزق أهله من الثمرات من أمن بالله واليوم الأخر"يفسره قوله بسورة القصص"حرما أمنا يجبى إليه ثمرات كل شىء رزقا من لدنا "فالبلد الأمن هو الحرم الأمن والمعنى وقد قال إبراهيم (ص)إلهى أدم هذه قرية مطمئنة وأعطى سكانه من المنافع من صدق بحكم الله ويوم القيامة ،يبين الله لنا أن إبراهيم (ص)طلب من الله أن يجعل مكة بلد أمن أى قرية مطمئنة ليس فيها قتال أو قتل وطلب منه أن يرزق أى يعطى أهل البلدة ثمرات كل شىء أى منافع كل صنف من الرزق وخص بهذا الذين يؤمنون بوحى الله ويوم البعث ،وقوله "قال ومن كفر فأمتعه قليلا ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير "يفسره قوله بسورة لقمان"نمتعهم قليلا ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ "وقوله بسورة المائدة "إنه من يشرك بالله فقد حرم عليه الجنة "وقوله بسورة إبراهيم "وبئس القرار"فمن كفر هو من يشرك بالله فى سورة لقمان وعذاب النار هو العذاب الغليظ بسورة لقمان والمصير هو القرار بسورة إبراهيم والمعنى قال الله ومن أشرك بالله فأعطه وقتا قصيرا ثم أدخله فى آلام الجحيم وقبح القرار ،يبين الله لإبراهيم (ص)أن من كفر أى عصى وحى الله من سكان مكة سوف يمتعه قليلا أى يعطيه الرزق وقتا قصيرا هو وقت معيشتهم فى الدنيا ثم بعد الموت يدخله النار حيث البيت القبيح لمن يقيم به ومعنى الآية وقد قال إبراهيم إلهى أدم مكة قرية مطمئنة وأعطى سكانها من المنافع من صدق بوحى الله ويوم القيامة قال الله ومن كذب بوحى الله ويوم البعث فأعطه وقتا قصيرا ثم أدخله فى آلام الجحيم وقبح القرار .
.