نظرات فى خطبة العبث بالقتل
الخطيب محمد صالح المنجد والمنجد يتحدث عن حرمة القتل لغير سبب أى حق فى الإسلام وقد اعتبر القتل وهو الهرج بدون ساعة من علامات الساعة فقال :
"أما بعد,,,
فقد أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم عن آخر الزمان وما يكون فيه من الفتن والإثم والعدوان أخبرنا عليه الصلاة والسلام عن الفوضى وسفك الدماء والقتل فقال: لا تقوم الساعة حتى يُقبض العلم، وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج وهو القتلُ القتلُ متفقٌ عليه وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تقوم الساعة حتى يكثر الهرج قيل: وما الهرج يا رسول الله؟ قال: القتل القتل وقال النبي صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده ليأتينّ على الناس زمانٌ لا يدري القاتل في أي شيءٍ قَتَلَ، ولا يدري المقتول على أي شيءٍ قُتِلَ فقيل: كيف يكون ذلك؟ قال: الهرج"
والحديث باطل فلا وجود لما يسمة بعلامات الساعة وهى المور التى تحدث قبل القيامة مباشرة وإنما الموجود فى كتاب الله هو احداث القيامة نفسها
ومن يصدق بوجود علامات للساعة يكذب كلام الله فى أن لا أحد يعلم موعد الساعة فلو كانت العلامات المزعومة موجودة لعرف موعدها وهو ما نفاه الله بقوله|:
يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربى لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت فى السموات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة"
فالله وحده من يعلمها " إنما علمها عند ربى"
وهو لا يظهرها موعدها إلا لموعدها فقط أى لحظة حدوقها كما قال " لا يجليها لوقتها إلا هو"
الساعة معرفتها غائبة عن الكل الخلق بلا استثناء"ثقلت فى السموات والأرض"
الساعة تحدث بغتة أى فجأة اى بدون مقدمة وهو قوله " لا تأتيكم إلا بغتة"
وتحدث عن عبثية القتل وهو القتل دون سبب حق فقال :
"والقتل في الإسلام ليس قضيةً عبثية، وإنما هو لله وعلى ملة الله التي بعث الله أنبياءه عليها وأخبرنا عليه الصلاة والسلام أن أول ما يحاسب عليه الناس يوم القيامة الدماء ويكون القصاص عند رب العالمين وقال: يجيء الرجل آخذاً بيد الرجل فيقول: يا رب، هذا قتلني فيقول الله له: لم قتلته؟ فيقول: قتلته لتكون العزة لفلان فيقول: إنها ليست لفلان فيبوء بإثمه رواه النَسائي وهو حديثٌ صحيح فمن قتل مسلماً من أجل فلانٍ وعلان، ولتكون الهيمنة لفلانٍ وفلان، فلن ينفعوه شيئاً عند الله"
وحديث أن أول ما يقضى فيه الدماء هو حديث باطل كأحاديث مناقضة تقول أن الصلاة أول ما يحاسب عليه والحساب عند الله ليس حسابا جزئيا وإنما هو حساب كلى بمعنى أن كل فرد يعطة كتاب عمله مسجل فيع كل الأعمال الحسنة والسيئة فالله لا يسال أحد عن ذنوبه لا فرديا ولا جماعيا كما قال:
" فيومئذ لا يسئل عن ذنبه إنس رولا جان"
فالحساب هو حساب جماعى فكتاب المسلم يكون دليل على رحمة الله له وتسلم الكافر كاتبه بيده الشمال دليل على تعذيب الله كما قال تعالى :
"يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية فأما من أوتى كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه إنى ظننت أنى ملاق حسابيه فهو فى عيشة راضية فى جنة عالية قطوفها دانية كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم فى الأيام الخالية"
وقال :
"وأما من أوتى كتابه بشماله فيقول يا ليتنى لم أوت كتابيه ولم أدر ما حسابيه يا ليتها كانت القاضية ما أغنى عنى ماليه هلك عنى سلطانيه "
وتحدث المنجد أن عن الكفار حاولوا ونجحوا فى منع الأمن عن بلاد المسلمين بنشر القتلة المأجورين وتشجيع الناس على القتل فقال :
"ويُلاحظ أن أعداء الإسلام قد حوَّلوا كثيراً من بلدان المسلمين إلى مصارع للنفوس وإراقةٍ للدماء ودخل في ذلك من دخل ممن تساهل في أمور الدماء وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من خرج على أمتي، وفي رواية: بسيفه يضرب برَّها وفاجرَها، ولا يتحاشى من مؤمنها، ولا يفي لذي عهدٍ عهده فليس مني ولست منه وواضحٌ من الحديث قضية التحاشي والاكتراث والانتباه والدقة فمعنى لا يكترث، لا يخاف وبال ذلك وعقوبته، وكذلك لا يبالي وهذا وعيدٌ شديد وأعداء الله تعالى يريدون أن يشيع القتل في المسلمين، وأن تتحول ديارهم إلى أماكن للفوضى بحيث لا يعرف الناس كيف يدبّرون مصالحهم ولا كيف يعيشون فضلاً عن أن يعرفوا كيف يعبدون، وكيف يتعلّمون دين الله تعالى، وكيف يدعون إليه"
ومن المعروف أن القتل فى بلادنا كما فى كل البلاد العالم إما مهنة يوجد لها من يقومون بها سواء سموهم القتلة أو الحشاشون والغالب أن من يستخدم هؤلاء هم الأغنياء للتخلص من منافسيهم أو لحملهم على الخضوع لهم وإما هم عصابات تعمل على السلب والنهب فى مناطق معينة وهم المعروفون بشيوخ المنصر هؤلاء للأسف يكون الكثير منهم فى مناصب كبيرة فى البلد وأما القتل العادى فهذا يكون وليد لحظته والمنجد يتحدث عمن لا يهمهم إزهاق الأرواح وهم أصحاب المهنة
وتحدث المنجد عن أن القتل ليس لعبة أى عبث بدون سبب أوجبه الله ومن ثم كان عقاب القاتل هو الخلود فى جهنم فقال :
عباد الله!
"إن القتل في الدين ليس عبثياً {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا} (النساء: من الآية93) ألا إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم وأبشاركم عليكم حرام بل إن القتل في الإسلام لأمورٍ عظيمة، وحدودٍ شرعية، ومبادئ سامية، وأغراضٍ إسلامية وليس كلُّ قتلٍ وفوضى -هذا القتل- مُقّرةً في الشريعة أبداً ولذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما قال: لا يدري القاتل في أي شيءٍ قتل ولا يدري المقتول على أي شيءٍ قُتِل ينبغي أن يكون ذلك في ضمن هذا العمل في أي شيءٍ قتل، وعلى أي شيءٍ قُتِل حتى لا تكون القضية عبثيّة، ولا فوضى لا بد أن يكون هنالك هدف في أي شيءٍ قَتَل، وعلى أي شيءٍ قُتِل إن القضية واضحةٌ جداً في هذه الشريعة ولما جاء الشرع بقتل بعض الناس كان القتل لهدفٍ واضح لا يحل دم امرئٍ مسلم يشهد ألاّ إله إلا الله، وأني رسول الله، إلا بإحدى ثلاث: النفس بالنفس والثيّب الزاني فحماية الأعراض وزوجات المتزوجين، وتخلّصاً من هؤلاء الذين لم يكفّهم الحلال عن الحرام ومواقعة الحرام فذاقوا الحلال، وكانوا في عصمة النكاح ولكنهم أبوا إلا أن يخرّبوا ذلك ويلوّثوه بإتيان الحرام فهذا مُحَصن سبق له الوطء في نكاحٍ صحيح، وعرف الحلال وذاقه ثم يتركه إلى الحرام والوقوع في الزنا والفاحشة فماذا ستكون عقوبته إذا ثبت الحدّ عليه؟ وماذا يستحقّ؟ القتل رجماً! وكذلك الذي يقتل عمداً معصوماً فإنه يُقتل"
وحديث وجود ثلاثة أسباب للقتل باطل فلا وجود لقتل الزناة فى كتاب الله كما قال تعالى "
"الزانية والزانى فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة"
ويخالف الحديث الباطل وجود سببين :
ألول هو قتل القاتل بدون حق
الثانى المفسد فى الأرض وهو المحارب لله كالمرابى كما قال تعالى :
"وذروا ما بقى من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله"
ومثل ناكث الأيمان وهو المرتد وفيه قال تعالى :
"وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا فى دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم يتقون"
ومثل المغتصب للعرض أو الساحر أو مشيع الفاحشة القواد أيا كان عمله اعلامى أو من يقود النساء فعليا
ثم تحدث عن آية القصاص من القتلى وضرورة تنفيذه فى القاتل إن أراد أهل القتيل ذلك فقال :
" قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ} وقال: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ} (البقرة: 178 - 179) فإذاً كان القتل قصاصاً لحماية النفوس، بقيّة المجتمع ولذلك رأينا أن من وراء تشريع القصاص حمايةً للحياة وأما المرتد عن الدين ومن كفر بعد إسلامه فقد قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: من بدل دينه فاقتلوه رواه البخاري فالذي عرف الحقّ والإسلام ودخل فيه، وبعد ذلك كله ارتدّ عنه، وهو منابذٌ لدين الله، خارج عن دين الله، كافر بدين الله، مختار لملةٍ أخرى غير ملة الإسلام وكل ملةٍ غير ملة الإسلام باطلة فتمرّد على دين الله الحق الذي نسخ الله به سائر الأديان، وجميع الملل"
وتحدث عن جرائم الحرابة وعقوباتها فقال :
"عباد الله!
فهذا المرتد لحقّ الله لا يستحقّ أن يعيش ولو فُتِح الباب لتغيير الدين فهنالك كثيرون من ضعفاء النفوس يختارون تغيير دينهم لحفنة مال، أو عرضٍ من الدنيا ولذلك كان الحدّ الشرعي فيمن غيّر دينه من الإسلام إلى شيءٍ آخر أن يُقتل وقاطع الطريق الذي يُخلُّ بالأمن ويخيف العابرين ويستولي على أموال المسافرين ولا يبالي بالحرمات فيقتل ويقطع الطريق ويغصب ويسرق {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (المائدة:33) فهكذا نرى كيف تؤمّن السبل وطرق السفر حتى ينتقل الناس بأمان من مكانٍ إلى مكان وحتى يعمّ السلام ربوع بلاد المسلمين، ولا يكون هنالك من يعكّر عليهم انتقالهم وسفرهم لأنّ في أسفارهم مصالح ومعايش فلا بد أن تؤمَّنَ الطرق والانتقال وهكذا يكون القتل هنا واضح المصلحة
ثم عندما تتمرد النفس المنتكسة الخارجة عن الفطرة التي خلق الله الناس عليها، وتأتي الفاحشة، وتأتي فعل قوم لوط فقد قال عليه الصلاة والسلام: من وجدتموه يعمل عمل قوم لوطٍ فاقتلوه رواه أبو داود وهو حديثٌ صحيح وعندما تنْتَكِس وترْتَكِس لدرجة إتيان البهيمة من دون ما أباح الله من النساء –مثنى وثُلاث ورُباع- عندها تستحق هذه النفس المنتكسة أن تُزهق فقال عليه الصلاة والسلام: من أتى بهيمةً فاقتلوه هذا القتل لإراحة العالم من الشذوذ وانتشار الأمراض والتمرّد على دين الله وما أباح الله للناس من الزواج النكاح بين الذكر والأنثى الذي به يحصل التكاثر وتحصل السكينة والمودة والطمأنينة، ويحصل العفاف، ويُحارب الزنا، وتسدّ طرق الفاحشة فمن تمرّد على هذا النكاح بين الذكر والأنثى فأرادها بهيميةً بإتيان الذكر للذكر وإتيان البهائم فهذه عقوبته"
وأحاديث قتل مرتكبى الجماع مع الرجال أو مع البهائم جريمتهم الزنى وهى عقوبتها نفس عقوبة الزنى فقال :
" الزانية والزانى فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة"
وقد سمى عقوبتهم ألاذى فقال :
"واللذان يأتيانها منكم فأذوهما فإن تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما إن الله كان توابا رحيما"
وتحدث المنجد عن أن قتل القتلة والمحاربين لله له فوائده الكثيرة وهى حصول المجتمع على الأمن وتحدث عما أحدثه المجرمون من تجمعهم فى جمعيات تحميهم فى بلاد الكفر فقال :
"فالمصلحة واضحةٌ جداً ولو أن حدّ الله هذا يطبّق في الأرض فكم من أمراضٍ ستختفي وتُحاصر وتقلّ وتندر لكن للشاذّين اليوم جمعيّات وقوانين وحقوق في الأرض بينما حقّهم السيف إذا ثبت ذلك عليهم كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به يعني إذا كان راضياً مطاوعاً مختارا"
وتحدث المنجد عن كون تنفيذ عقوبات القتل هو حماية للدين والنفس والمال والعرض فقال:
"عباد الله!
القتل في الإسلام ليس عبثاً إنه لمراعاة حرمة الدين والنفس والمال والعرض هذه الضرورات هذه الضرورات وكذلك لو تكرّر السكر من السكران فقد جاء في بعض الأحاديث إذا أفسد أن لوليّ الأمر قتله فإن عاد الرابعة فاقتلوه"
وتحدث المنجد عن أن أالإسلام حرم ليس القتل وإنما حرم قبله تخويف المسلم باآ طريقة حتى ولو للضحك فقال :
"عباد الله!
الشرع يؤمّن الناس ولا يُحلُّ لمسلمٍ أن يروّع مسلماً ولا يأخذ أحدكم عصا أخيه لاعباً أو جاداً، فمن أخذ عصا أخيه فليردّها إليه القتال في الإسلام لإقامة الدين، ودرء المرتدين، وتطبيق الشريعة فإذا تمرّد المرتدّون وأرادوها ولاءً لأهل الكفر واليهود فلا بد من إزاحتهم ومقاتلتهم وإذلالهم وإرغام أنوفهم ليعمّ الأمن البلد، ويكون الدين لله"
وتحدث المنجد عن الأمن فى بلاد المسلمين سببه هو طاعة الكل لأحكام الله ومن يعصون أحكام الله يجعلون المجتمعات مجتمعات غير آمنة مجتمعات فوضوية ليس فيها أمن ولا أمان فقال:
"عباد الله!
إن الله امتنّ على المؤمنين بأن جعل لهم هذا الإسلام الذي فيه الرعاية والحماية والأمان وذكَّر الكافرين بنعمته عليهم في الأمن بمكة {أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ} (القصص: من الآية57) فهكذا كان الدين مسانداً ورافداً ومقيماً للأمن {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ} (العنكبوت: من الآية67) {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ} (قريش:3 - 4) وما يصيب الناس من مصيبةٍ فيها خوفٌ فبما كسبت أيديهم ولذلك قال سبحانه وتعالى: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَاتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} (النحل:112)
وتحدث الرجل عن الأمن يأتى بتنفيذ العقوبات على كل المجرمين حتى ولو كانوا فى أعلى منصب فى الدولة فقال :
"عباد الله!
بالأمن تستقيم المصالح وباستتبابه والقضاء على المفسدين والقضاء على المنافقين والقضاء على الذين يروّعون الناس فيه المصلحة العظيمة وانظر إلى ما حصل بعد صلح الحديبية لما أمِنَ المسلمون لقد أرادت قريشٌ أن تُقلِقَ أمن المسلمين في المدينة، فجّيشت الجيوش في بدرٍ وأحد والخندق محاولات متكررة لاجتثاث المسلمين والقضاء عليهم كان المسلمون مشغولين بمدافعة قريش وكفّار العرب في هذه المدّة في هذه المرحلة الحرجة في أول إقامة المجتمع المسلم بالمدينة فلمّا جاء النصر العظيم، والفتح المبين بصلح الحديبية الذي كان يظنه بعض المسلمين شراً، إذا بالأمن يكون سبباً عظيماً في انتشار الدين لقد حملت تلك المعاهدة في طياتها التمكين للدعوة وانطلق دعاة الإسلام في أرجاء جزيرة العرب يجوسون خلال الديار، وفي قبائل أولئك القوم يدعون إلى الله، ويبيّنون للناس محاسن دين الله إلى التوحيد إلى الأمن الذي جاء به الإسلام"
وتحدث عن أن انتشار الإسلام حدث بعد استتباب الأمن فى دولة المسلمين وحمايتها لكل المظلومين اللاجئين إليها فقال :
"وهكذا انتشر الإسلام بعد صلح الحديبية انتشاراً لم يحصل لا في المرحلة المكية ولا في بدرٍ وقبلها وبعدها وأُحُد والخندق انتشر انتشاراً عظيماً والدليل على ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم غزا مكة بعشرة آلاف مقاتل فمن أين جاؤوا؟ من أين جاء هذا العدد الكبير؟ وحجّ بعد ذلك بمائة وأربعة وعشرين ألفاً من الناس من أين جاؤوا؟ دخل الناس في دين الله أفواجاً لما أُطيح بأصنام الكفر ومعقل الشرك لما تهاوت معاقل الشرك لما تهاوت أصنام المشركين لما سقطت هذه الأوكار الخبيثة للمشركين بأيدي عباد الله الموحدين انجلت الغُمّة، وقطع رأس أفعى الشرك في جزيرة العرب فاستتبّ الأمن والنبي عليه الصلاة والسلام بيّن أنها لم تحل له إلا ساعةً من نهار فقط! ساعة! ساعة للمصلحة العظيمة بعد ذلك باستتباب الأمن فانظروا إلى غرض القتال في الإسلام، وكيف يكون شرعياً، وكيف يكون له أهداف واضحة، وأغراض صحيحة وليس عبثياً إن مسألة التفجيرات العشوائية التي تأخذ بمداها، ونصف قطرها الأعداد من الناس الصغير والكبير والبرّ والفاجر والمسلم والكافر والذكر والأنثى والذي يستحقّ القتل والذي لا يستحقُّه هكذا، هكذا فوضى إنه ليس من دين الله أبداً أنت تلاحظ الدقّة عندما كان المسلمون يتبيّنون {وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً} (النساء: من الآية94) نزلت آيات ومواقف في جرأة بعض المسلمين على القتل
عاتب النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه عتاباً شديداً لما قتلوا دون أن يتثبَّتوا وكان لهم عذرٌ في ظاهر الأمر، ولكن لم يكن ذلك راجحاً وإنما كان الظاهر ما أظهره ذلك المقتول من التلفظ بالشهادة"
وفى الفقرة السابقة تعرض المنجد لمسألو القتل الخطأ فأوجب تحرى المسلم وتثبته من بقاء الكافر على كفره وحربه للمسلمين قبل أن يقتله فإن أعلن له إسلامه فلا يحل له قتل رغم ما حدث من قتله أو تعذيبه للمسلمين من قبل
وتحدث عن كون الكفار لا يريدون أن يكون فى بلاد المسلمين أمن ولا أمان ومن ثم هم يعملون بكل طريقة على بث الفوضى والظلم فيها فقال:
"عباد الله!
لا شك بأن أعداءنا لا يريدون أن يكون لنا أمنٌ واستقرارٌ في بلادنا لا يريدون أن يكون هنالك مجالٌ لالتقاط الأنفاس، وإقامة الشرع والدين، والدعوة إلى الله، وإقامة الصناعات، والمصالح والمعايش، وتبادل المنافع، وحصول الاستقرار ولذلك يريدونها فتناً متواصلةً واضطراباً دائماً وقتلاً مستمراً هكذا يريدون وهذا واضحٌ مما يسيّرونه من الأمور ويبقى النصر لمن نصر اللهَ ورسولَه، ودان بدين الله، وأرادها أن تكون كلمة الله هي العليا وأما العبث والاستهتار فليس ذلك من دين الله والله يعلم المفسد من المصلح والله يعلم المفسد من المصلح والله يعلم المفسد من المصلح"
وفى الخطبة الثانية تعرض المنجد لبعض النصائح للطلاب فى دراستهم وهو خروج على موضوع الخطبة الأساسى ومن ثم رأينا الاقتصار على موضوع القتل
وتحدث الرجل عن العلم ووجوب تعلم كل المسلمين للحكام قد يطيعوها ويبتعدوا عن عصيانها وتحدث عن فوائد ذلك وأهمه هو حدوث الأمن والأمان نتيجة الالتزام بطاعة أحكام الله فقال :
"كان سلفنا يقرأون ويحفظون يداومون يتعبون، في الحق يسافرون، وفي سبيل الله يعملون في الدعوة، في إنقاذ الهَلْكى في أنواع من الطاعات التي أشغلتهم فعلاً وأمضوا صحتهم ووقتهم وأعمارهم في سبيل الله ونظر الصحابة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد حطَمه الناس في آخر عمره وقد حَطَمه الناس آثار خدمة الدين والشريعة وعباد الله واضحة على رسول الله صلى الله عليه وسلم نظروا إليه وقد حطَمه الناس من كثرة الأشغال والأعمال للدين لقد طال إنفاق الجهد والوقت في ذلك الجسد المبارك الشريف وتلك الهمّة العظيمة العالية لمحمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم في تنمية نفوس أصحابه أول عنصر وأكبر عنصر اهتمّ به النبي عليه الصلاة والسلام هو نفوس أصحابه الثروة البشرية أكثر من التعمير والإنشاء والزراعة والصناعات أكثر شيء اهتم به عليه الصلاة والسلام العنصر البشري الثروة البشرية وهؤلاء الغربيون بدأوا بالالتفات إلى شيءٍ، إلى طرفٍ من هذه الناحية بعدما غاصوا كثيراً في عالم الآلات والصناعات والتقنية ليكتشفوا بعدها أن هذا ليس هو الأفضل، وأن المكننة والتقنية والتكنولوجيا هذه ليست هي كلَّ شيء، وإنما هنالك نفوس فيها أرواح، أجسادٌ فيها أرواح تحتاج إلى غذاء، وإلا عمّ الشقاء والفساد والعَنَت وهكذا حصل ما حصل من أنواع الشقاء النفسيِّ لأنهم لم يهتموا بالعنصر البشري، وإلى الآن لا يعرفون كيف يهتمون به على الوجه الصحيح ونحن المسلمون لدينا نظام في العبادة، نظام في الأخلاق، نظام في الآداب، نظام في الفقه والتعلُّم فريد من نوعه ولا يوجد في أهل الأرض مثل هذا أبداً فاعتني يا عبد الله بهذه النفوس، وقم بالأمانة، فإن الله سبحانه وتعالى سائلك عما استرعاك
الخطيب محمد صالح المنجد والمنجد يتحدث عن حرمة القتل لغير سبب أى حق فى الإسلام وقد اعتبر القتل وهو الهرج بدون ساعة من علامات الساعة فقال :
"أما بعد,,,
فقد أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم عن آخر الزمان وما يكون فيه من الفتن والإثم والعدوان أخبرنا عليه الصلاة والسلام عن الفوضى وسفك الدماء والقتل فقال: لا تقوم الساعة حتى يُقبض العلم، وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج وهو القتلُ القتلُ متفقٌ عليه وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تقوم الساعة حتى يكثر الهرج قيل: وما الهرج يا رسول الله؟ قال: القتل القتل وقال النبي صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده ليأتينّ على الناس زمانٌ لا يدري القاتل في أي شيءٍ قَتَلَ، ولا يدري المقتول على أي شيءٍ قُتِلَ فقيل: كيف يكون ذلك؟ قال: الهرج"
والحديث باطل فلا وجود لما يسمة بعلامات الساعة وهى المور التى تحدث قبل القيامة مباشرة وإنما الموجود فى كتاب الله هو احداث القيامة نفسها
ومن يصدق بوجود علامات للساعة يكذب كلام الله فى أن لا أحد يعلم موعد الساعة فلو كانت العلامات المزعومة موجودة لعرف موعدها وهو ما نفاه الله بقوله|:
يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربى لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت فى السموات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة"
فالله وحده من يعلمها " إنما علمها عند ربى"
وهو لا يظهرها موعدها إلا لموعدها فقط أى لحظة حدوقها كما قال " لا يجليها لوقتها إلا هو"
الساعة معرفتها غائبة عن الكل الخلق بلا استثناء"ثقلت فى السموات والأرض"
الساعة تحدث بغتة أى فجأة اى بدون مقدمة وهو قوله " لا تأتيكم إلا بغتة"
وتحدث عن عبثية القتل وهو القتل دون سبب حق فقال :
"والقتل في الإسلام ليس قضيةً عبثية، وإنما هو لله وعلى ملة الله التي بعث الله أنبياءه عليها وأخبرنا عليه الصلاة والسلام أن أول ما يحاسب عليه الناس يوم القيامة الدماء ويكون القصاص عند رب العالمين وقال: يجيء الرجل آخذاً بيد الرجل فيقول: يا رب، هذا قتلني فيقول الله له: لم قتلته؟ فيقول: قتلته لتكون العزة لفلان فيقول: إنها ليست لفلان فيبوء بإثمه رواه النَسائي وهو حديثٌ صحيح فمن قتل مسلماً من أجل فلانٍ وعلان، ولتكون الهيمنة لفلانٍ وفلان، فلن ينفعوه شيئاً عند الله"
وحديث أن أول ما يقضى فيه الدماء هو حديث باطل كأحاديث مناقضة تقول أن الصلاة أول ما يحاسب عليه والحساب عند الله ليس حسابا جزئيا وإنما هو حساب كلى بمعنى أن كل فرد يعطة كتاب عمله مسجل فيع كل الأعمال الحسنة والسيئة فالله لا يسال أحد عن ذنوبه لا فرديا ولا جماعيا كما قال:
" فيومئذ لا يسئل عن ذنبه إنس رولا جان"
فالحساب هو حساب جماعى فكتاب المسلم يكون دليل على رحمة الله له وتسلم الكافر كاتبه بيده الشمال دليل على تعذيب الله كما قال تعالى :
"يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية فأما من أوتى كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه إنى ظننت أنى ملاق حسابيه فهو فى عيشة راضية فى جنة عالية قطوفها دانية كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم فى الأيام الخالية"
وقال :
"وأما من أوتى كتابه بشماله فيقول يا ليتنى لم أوت كتابيه ولم أدر ما حسابيه يا ليتها كانت القاضية ما أغنى عنى ماليه هلك عنى سلطانيه "
وتحدث المنجد أن عن الكفار حاولوا ونجحوا فى منع الأمن عن بلاد المسلمين بنشر القتلة المأجورين وتشجيع الناس على القتل فقال :
"ويُلاحظ أن أعداء الإسلام قد حوَّلوا كثيراً من بلدان المسلمين إلى مصارع للنفوس وإراقةٍ للدماء ودخل في ذلك من دخل ممن تساهل في أمور الدماء وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من خرج على أمتي، وفي رواية: بسيفه يضرب برَّها وفاجرَها، ولا يتحاشى من مؤمنها، ولا يفي لذي عهدٍ عهده فليس مني ولست منه وواضحٌ من الحديث قضية التحاشي والاكتراث والانتباه والدقة فمعنى لا يكترث، لا يخاف وبال ذلك وعقوبته، وكذلك لا يبالي وهذا وعيدٌ شديد وأعداء الله تعالى يريدون أن يشيع القتل في المسلمين، وأن تتحول ديارهم إلى أماكن للفوضى بحيث لا يعرف الناس كيف يدبّرون مصالحهم ولا كيف يعيشون فضلاً عن أن يعرفوا كيف يعبدون، وكيف يتعلّمون دين الله تعالى، وكيف يدعون إليه"
ومن المعروف أن القتل فى بلادنا كما فى كل البلاد العالم إما مهنة يوجد لها من يقومون بها سواء سموهم القتلة أو الحشاشون والغالب أن من يستخدم هؤلاء هم الأغنياء للتخلص من منافسيهم أو لحملهم على الخضوع لهم وإما هم عصابات تعمل على السلب والنهب فى مناطق معينة وهم المعروفون بشيوخ المنصر هؤلاء للأسف يكون الكثير منهم فى مناصب كبيرة فى البلد وأما القتل العادى فهذا يكون وليد لحظته والمنجد يتحدث عمن لا يهمهم إزهاق الأرواح وهم أصحاب المهنة
وتحدث المنجد عن أن القتل ليس لعبة أى عبث بدون سبب أوجبه الله ومن ثم كان عقاب القاتل هو الخلود فى جهنم فقال :
عباد الله!
"إن القتل في الدين ليس عبثياً {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا} (النساء: من الآية93) ألا إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم وأبشاركم عليكم حرام بل إن القتل في الإسلام لأمورٍ عظيمة، وحدودٍ شرعية، ومبادئ سامية، وأغراضٍ إسلامية وليس كلُّ قتلٍ وفوضى -هذا القتل- مُقّرةً في الشريعة أبداً ولذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما قال: لا يدري القاتل في أي شيءٍ قتل ولا يدري المقتول على أي شيءٍ قُتِل ينبغي أن يكون ذلك في ضمن هذا العمل في أي شيءٍ قتل، وعلى أي شيءٍ قُتِل حتى لا تكون القضية عبثيّة، ولا فوضى لا بد أن يكون هنالك هدف في أي شيءٍ قَتَل، وعلى أي شيءٍ قُتِل إن القضية واضحةٌ جداً في هذه الشريعة ولما جاء الشرع بقتل بعض الناس كان القتل لهدفٍ واضح لا يحل دم امرئٍ مسلم يشهد ألاّ إله إلا الله، وأني رسول الله، إلا بإحدى ثلاث: النفس بالنفس والثيّب الزاني فحماية الأعراض وزوجات المتزوجين، وتخلّصاً من هؤلاء الذين لم يكفّهم الحلال عن الحرام ومواقعة الحرام فذاقوا الحلال، وكانوا في عصمة النكاح ولكنهم أبوا إلا أن يخرّبوا ذلك ويلوّثوه بإتيان الحرام فهذا مُحَصن سبق له الوطء في نكاحٍ صحيح، وعرف الحلال وذاقه ثم يتركه إلى الحرام والوقوع في الزنا والفاحشة فماذا ستكون عقوبته إذا ثبت الحدّ عليه؟ وماذا يستحقّ؟ القتل رجماً! وكذلك الذي يقتل عمداً معصوماً فإنه يُقتل"
وحديث وجود ثلاثة أسباب للقتل باطل فلا وجود لقتل الزناة فى كتاب الله كما قال تعالى "
"الزانية والزانى فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة"
ويخالف الحديث الباطل وجود سببين :
ألول هو قتل القاتل بدون حق
الثانى المفسد فى الأرض وهو المحارب لله كالمرابى كما قال تعالى :
"وذروا ما بقى من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله"
ومثل ناكث الأيمان وهو المرتد وفيه قال تعالى :
"وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا فى دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم يتقون"
ومثل المغتصب للعرض أو الساحر أو مشيع الفاحشة القواد أيا كان عمله اعلامى أو من يقود النساء فعليا
ثم تحدث عن آية القصاص من القتلى وضرورة تنفيذه فى القاتل إن أراد أهل القتيل ذلك فقال :
" قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ} وقال: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ} (البقرة: 178 - 179) فإذاً كان القتل قصاصاً لحماية النفوس، بقيّة المجتمع ولذلك رأينا أن من وراء تشريع القصاص حمايةً للحياة وأما المرتد عن الدين ومن كفر بعد إسلامه فقد قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: من بدل دينه فاقتلوه رواه البخاري فالذي عرف الحقّ والإسلام ودخل فيه، وبعد ذلك كله ارتدّ عنه، وهو منابذٌ لدين الله، خارج عن دين الله، كافر بدين الله، مختار لملةٍ أخرى غير ملة الإسلام وكل ملةٍ غير ملة الإسلام باطلة فتمرّد على دين الله الحق الذي نسخ الله به سائر الأديان، وجميع الملل"
وتحدث عن جرائم الحرابة وعقوباتها فقال :
"عباد الله!
فهذا المرتد لحقّ الله لا يستحقّ أن يعيش ولو فُتِح الباب لتغيير الدين فهنالك كثيرون من ضعفاء النفوس يختارون تغيير دينهم لحفنة مال، أو عرضٍ من الدنيا ولذلك كان الحدّ الشرعي فيمن غيّر دينه من الإسلام إلى شيءٍ آخر أن يُقتل وقاطع الطريق الذي يُخلُّ بالأمن ويخيف العابرين ويستولي على أموال المسافرين ولا يبالي بالحرمات فيقتل ويقطع الطريق ويغصب ويسرق {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (المائدة:33) فهكذا نرى كيف تؤمّن السبل وطرق السفر حتى ينتقل الناس بأمان من مكانٍ إلى مكان وحتى يعمّ السلام ربوع بلاد المسلمين، ولا يكون هنالك من يعكّر عليهم انتقالهم وسفرهم لأنّ في أسفارهم مصالح ومعايش فلا بد أن تؤمَّنَ الطرق والانتقال وهكذا يكون القتل هنا واضح المصلحة
ثم عندما تتمرد النفس المنتكسة الخارجة عن الفطرة التي خلق الله الناس عليها، وتأتي الفاحشة، وتأتي فعل قوم لوط فقد قال عليه الصلاة والسلام: من وجدتموه يعمل عمل قوم لوطٍ فاقتلوه رواه أبو داود وهو حديثٌ صحيح وعندما تنْتَكِس وترْتَكِس لدرجة إتيان البهيمة من دون ما أباح الله من النساء –مثنى وثُلاث ورُباع- عندها تستحق هذه النفس المنتكسة أن تُزهق فقال عليه الصلاة والسلام: من أتى بهيمةً فاقتلوه هذا القتل لإراحة العالم من الشذوذ وانتشار الأمراض والتمرّد على دين الله وما أباح الله للناس من الزواج النكاح بين الذكر والأنثى الذي به يحصل التكاثر وتحصل السكينة والمودة والطمأنينة، ويحصل العفاف، ويُحارب الزنا، وتسدّ طرق الفاحشة فمن تمرّد على هذا النكاح بين الذكر والأنثى فأرادها بهيميةً بإتيان الذكر للذكر وإتيان البهائم فهذه عقوبته"
وأحاديث قتل مرتكبى الجماع مع الرجال أو مع البهائم جريمتهم الزنى وهى عقوبتها نفس عقوبة الزنى فقال :
" الزانية والزانى فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة"
وقد سمى عقوبتهم ألاذى فقال :
"واللذان يأتيانها منكم فأذوهما فإن تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما إن الله كان توابا رحيما"
وتحدث المنجد عن أن قتل القتلة والمحاربين لله له فوائده الكثيرة وهى حصول المجتمع على الأمن وتحدث عما أحدثه المجرمون من تجمعهم فى جمعيات تحميهم فى بلاد الكفر فقال :
"فالمصلحة واضحةٌ جداً ولو أن حدّ الله هذا يطبّق في الأرض فكم من أمراضٍ ستختفي وتُحاصر وتقلّ وتندر لكن للشاذّين اليوم جمعيّات وقوانين وحقوق في الأرض بينما حقّهم السيف إذا ثبت ذلك عليهم كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به يعني إذا كان راضياً مطاوعاً مختارا"
وتحدث المنجد عن كون تنفيذ عقوبات القتل هو حماية للدين والنفس والمال والعرض فقال:
"عباد الله!
القتل في الإسلام ليس عبثاً إنه لمراعاة حرمة الدين والنفس والمال والعرض هذه الضرورات هذه الضرورات وكذلك لو تكرّر السكر من السكران فقد جاء في بعض الأحاديث إذا أفسد أن لوليّ الأمر قتله فإن عاد الرابعة فاقتلوه"
وتحدث المنجد عن أن أالإسلام حرم ليس القتل وإنما حرم قبله تخويف المسلم باآ طريقة حتى ولو للضحك فقال :
"عباد الله!
الشرع يؤمّن الناس ولا يُحلُّ لمسلمٍ أن يروّع مسلماً ولا يأخذ أحدكم عصا أخيه لاعباً أو جاداً، فمن أخذ عصا أخيه فليردّها إليه القتال في الإسلام لإقامة الدين، ودرء المرتدين، وتطبيق الشريعة فإذا تمرّد المرتدّون وأرادوها ولاءً لأهل الكفر واليهود فلا بد من إزاحتهم ومقاتلتهم وإذلالهم وإرغام أنوفهم ليعمّ الأمن البلد، ويكون الدين لله"
وتحدث المنجد عن الأمن فى بلاد المسلمين سببه هو طاعة الكل لأحكام الله ومن يعصون أحكام الله يجعلون المجتمعات مجتمعات غير آمنة مجتمعات فوضوية ليس فيها أمن ولا أمان فقال:
"عباد الله!
إن الله امتنّ على المؤمنين بأن جعل لهم هذا الإسلام الذي فيه الرعاية والحماية والأمان وذكَّر الكافرين بنعمته عليهم في الأمن بمكة {أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ} (القصص: من الآية57) فهكذا كان الدين مسانداً ورافداً ومقيماً للأمن {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ} (العنكبوت: من الآية67) {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ} (قريش:3 - 4) وما يصيب الناس من مصيبةٍ فيها خوفٌ فبما كسبت أيديهم ولذلك قال سبحانه وتعالى: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَاتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} (النحل:112)
وتحدث الرجل عن الأمن يأتى بتنفيذ العقوبات على كل المجرمين حتى ولو كانوا فى أعلى منصب فى الدولة فقال :
"عباد الله!
بالأمن تستقيم المصالح وباستتبابه والقضاء على المفسدين والقضاء على المنافقين والقضاء على الذين يروّعون الناس فيه المصلحة العظيمة وانظر إلى ما حصل بعد صلح الحديبية لما أمِنَ المسلمون لقد أرادت قريشٌ أن تُقلِقَ أمن المسلمين في المدينة، فجّيشت الجيوش في بدرٍ وأحد والخندق محاولات متكررة لاجتثاث المسلمين والقضاء عليهم كان المسلمون مشغولين بمدافعة قريش وكفّار العرب في هذه المدّة في هذه المرحلة الحرجة في أول إقامة المجتمع المسلم بالمدينة فلمّا جاء النصر العظيم، والفتح المبين بصلح الحديبية الذي كان يظنه بعض المسلمين شراً، إذا بالأمن يكون سبباً عظيماً في انتشار الدين لقد حملت تلك المعاهدة في طياتها التمكين للدعوة وانطلق دعاة الإسلام في أرجاء جزيرة العرب يجوسون خلال الديار، وفي قبائل أولئك القوم يدعون إلى الله، ويبيّنون للناس محاسن دين الله إلى التوحيد إلى الأمن الذي جاء به الإسلام"
وتحدث عن أن انتشار الإسلام حدث بعد استتباب الأمن فى دولة المسلمين وحمايتها لكل المظلومين اللاجئين إليها فقال :
"وهكذا انتشر الإسلام بعد صلح الحديبية انتشاراً لم يحصل لا في المرحلة المكية ولا في بدرٍ وقبلها وبعدها وأُحُد والخندق انتشر انتشاراً عظيماً والدليل على ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم غزا مكة بعشرة آلاف مقاتل فمن أين جاؤوا؟ من أين جاء هذا العدد الكبير؟ وحجّ بعد ذلك بمائة وأربعة وعشرين ألفاً من الناس من أين جاؤوا؟ دخل الناس في دين الله أفواجاً لما أُطيح بأصنام الكفر ومعقل الشرك لما تهاوت معاقل الشرك لما تهاوت أصنام المشركين لما سقطت هذه الأوكار الخبيثة للمشركين بأيدي عباد الله الموحدين انجلت الغُمّة، وقطع رأس أفعى الشرك في جزيرة العرب فاستتبّ الأمن والنبي عليه الصلاة والسلام بيّن أنها لم تحل له إلا ساعةً من نهار فقط! ساعة! ساعة للمصلحة العظيمة بعد ذلك باستتباب الأمن فانظروا إلى غرض القتال في الإسلام، وكيف يكون شرعياً، وكيف يكون له أهداف واضحة، وأغراض صحيحة وليس عبثياً إن مسألة التفجيرات العشوائية التي تأخذ بمداها، ونصف قطرها الأعداد من الناس الصغير والكبير والبرّ والفاجر والمسلم والكافر والذكر والأنثى والذي يستحقّ القتل والذي لا يستحقُّه هكذا، هكذا فوضى إنه ليس من دين الله أبداً أنت تلاحظ الدقّة عندما كان المسلمون يتبيّنون {وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً} (النساء: من الآية94) نزلت آيات ومواقف في جرأة بعض المسلمين على القتل
عاتب النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه عتاباً شديداً لما قتلوا دون أن يتثبَّتوا وكان لهم عذرٌ في ظاهر الأمر، ولكن لم يكن ذلك راجحاً وإنما كان الظاهر ما أظهره ذلك المقتول من التلفظ بالشهادة"
وفى الفقرة السابقة تعرض المنجد لمسألو القتل الخطأ فأوجب تحرى المسلم وتثبته من بقاء الكافر على كفره وحربه للمسلمين قبل أن يقتله فإن أعلن له إسلامه فلا يحل له قتل رغم ما حدث من قتله أو تعذيبه للمسلمين من قبل
وتحدث عن كون الكفار لا يريدون أن يكون فى بلاد المسلمين أمن ولا أمان ومن ثم هم يعملون بكل طريقة على بث الفوضى والظلم فيها فقال:
"عباد الله!
لا شك بأن أعداءنا لا يريدون أن يكون لنا أمنٌ واستقرارٌ في بلادنا لا يريدون أن يكون هنالك مجالٌ لالتقاط الأنفاس، وإقامة الشرع والدين، والدعوة إلى الله، وإقامة الصناعات، والمصالح والمعايش، وتبادل المنافع، وحصول الاستقرار ولذلك يريدونها فتناً متواصلةً واضطراباً دائماً وقتلاً مستمراً هكذا يريدون وهذا واضحٌ مما يسيّرونه من الأمور ويبقى النصر لمن نصر اللهَ ورسولَه، ودان بدين الله، وأرادها أن تكون كلمة الله هي العليا وأما العبث والاستهتار فليس ذلك من دين الله والله يعلم المفسد من المصلح والله يعلم المفسد من المصلح والله يعلم المفسد من المصلح"
وفى الخطبة الثانية تعرض المنجد لبعض النصائح للطلاب فى دراستهم وهو خروج على موضوع الخطبة الأساسى ومن ثم رأينا الاقتصار على موضوع القتل
وتحدث الرجل عن العلم ووجوب تعلم كل المسلمين للحكام قد يطيعوها ويبتعدوا عن عصيانها وتحدث عن فوائد ذلك وأهمه هو حدوث الأمن والأمان نتيجة الالتزام بطاعة أحكام الله فقال :
"كان سلفنا يقرأون ويحفظون يداومون يتعبون، في الحق يسافرون، وفي سبيل الله يعملون في الدعوة، في إنقاذ الهَلْكى في أنواع من الطاعات التي أشغلتهم فعلاً وأمضوا صحتهم ووقتهم وأعمارهم في سبيل الله ونظر الصحابة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد حطَمه الناس في آخر عمره وقد حَطَمه الناس آثار خدمة الدين والشريعة وعباد الله واضحة على رسول الله صلى الله عليه وسلم نظروا إليه وقد حطَمه الناس من كثرة الأشغال والأعمال للدين لقد طال إنفاق الجهد والوقت في ذلك الجسد المبارك الشريف وتلك الهمّة العظيمة العالية لمحمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم في تنمية نفوس أصحابه أول عنصر وأكبر عنصر اهتمّ به النبي عليه الصلاة والسلام هو نفوس أصحابه الثروة البشرية أكثر من التعمير والإنشاء والزراعة والصناعات أكثر شيء اهتم به عليه الصلاة والسلام العنصر البشري الثروة البشرية وهؤلاء الغربيون بدأوا بالالتفات إلى شيءٍ، إلى طرفٍ من هذه الناحية بعدما غاصوا كثيراً في عالم الآلات والصناعات والتقنية ليكتشفوا بعدها أن هذا ليس هو الأفضل، وأن المكننة والتقنية والتكنولوجيا هذه ليست هي كلَّ شيء، وإنما هنالك نفوس فيها أرواح، أجسادٌ فيها أرواح تحتاج إلى غذاء، وإلا عمّ الشقاء والفساد والعَنَت وهكذا حصل ما حصل من أنواع الشقاء النفسيِّ لأنهم لم يهتموا بالعنصر البشري، وإلى الآن لا يعرفون كيف يهتمون به على الوجه الصحيح ونحن المسلمون لدينا نظام في العبادة، نظام في الأخلاق، نظام في الآداب، نظام في الفقه والتعلُّم فريد من نوعه ولا يوجد في أهل الأرض مثل هذا أبداً فاعتني يا عبد الله بهذه النفوس، وقم بالأمانة، فإن الله سبحانه وتعالى سائلك عما استرعاك