قراءة فى كتاب الإنفاق والإمساك
المؤلف فوزي سعيد وهو يدور حول النفقة والبخل وقد استهله ببيان معنى زكاة القلب فقال :
"بيان أن معني زكاة القلب نموه وصلاحه وطهارته واتساعه وانفساحه
يقال زكا الزرع إذا نما وترعرع
النفس تبع للقلب فإذا زكا القلب وكبر ؛ زكت النفس وكبرت وصارت ذات مكانه وحجم وقدر كبير لا نسبة للبدن بجوارها إذ لا قيمة لهذا البدن الصغير المحدود إلا بحمله للنفس الكبيرة الطاهرة الزاكية – أما إذا حرم القلب من ذلك بل صغر ومرض فإن النفس تندس وتختفي في البدن وتنقمع وتنقبر فلا يكون لها أثر إلا علي مستوي شهوات البدن كما قال تعالي" قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها" "
والخطأ فى الكلام هو الحديث عن كبر وصغر القلب بالعمل حسن وسىء والتعبير الصحيح هو زكاة وفساد القلب أى إسلامه وكفره فالنفس لا تنقبر ولا تحتفى بالكفر لأنها هى المحاسبة كما قال تعالى " كل نفس بما كسبت رهينة "
ثم قال :
"وهذا النوع صاحبه كالحيوان ؛ بل أضل بخلاف النوع الأول الذين يتخذ الله منهم الشهداء والأحبة واتخذ الله إبراهيم خليلا واتخذ محمدا خليلا وهذا صحابي أنصاري جليل هو سعد بن معاذ أهتز العرش لموته ؛ فرحا بقدومه "
وهذا الكلام عن اتخاذ الله إبراهيم(ص9 ومحمد(ص) أخلاء فهمه الكاتب خطأ فالخلة اتخاذ كل منهم رسول لا أكثر ولا أقل وأما اهتزاز العرش لسعد فهى آية معجزة مع أن أحدا لم يراها ومن ثم لا يمكن أن تكون معجزة والله منع المعجزات وهى الآيات فقال:
"وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
ثم قال :
وقال تعالي " قد أفلح من تزكى * وذكر اسم ربه فصلى " بمعني قد أفلح من غذي قلبه بالغذاء النافع بإتباع الرسول (ص) فطهره من ذنوبه وزكاه بذكر الله والصلاة وقال تعالي " اذهب إلى فرعون إنه طغى * فقل هل لك إلى أن تزكى " يعني هل لك إلي أن تطهر قلبك وتنميه لتحيا به حياة طيبة ؟ وكذلك قوله تعالي " وما يدريك لعله يزكى " ..وإنفاق المال في سبيل الله تعالي ومراضاة لهو من أعظم الأعمال المغذية والمزكية للقلب قال تعالي " الذي يؤتي ماله يتزكى " وقال تعالي " خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها …" فالصدقة تطهر القلب من آثار الذنوب وتغذيها فتزكو بل هي السقيا لكل ما ينزرع في القلب من الأعمال ولهذا المعني تسمي الصدقة الواجبة في المال زكاة أي نماء وزيادة واتساع في القلب مع طهارته ..
وعن أبي هريرة قال قال رسول الله (ص)من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا الطيب وإن الله يتقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبه كما يربي أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل ""
والحديث لايصح والخطأ مخالفتها للأجر فى الوحى وهو الصدقة تربو كالجبل وهذا مخالف للأجر وهو دخول العامل للصالح الجنة وأى عمل غير مالى بـ10 حسنات مصداق لقوله "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها "وبـ700أو 1400حسنة إذا كان عمل مالى مصداق لقوله "مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء "
ثم حدثنا عن البدن والروح فقال :
"الإنسان في الدنيا له نوعان من الحياة
حياة البدن المعروفة والتي يشترك في جنسها الإنسان والحيوان والطير والوحش وغير ذلك وتعتمد هذه الحياة " الروح والبدن " علي جريان الدم في العروق بالأغذية وغير ذلك يدفعها قلب البدن " ..وهو المضغة المعروفة التي إذا صلحت صلح لها الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله وهي ملكة الأعضاء في الإنسان وغيره
حياة الروح والقلب قال تعالي " يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم " يعني يحييكم الحياة الطيبة والتي لا تكون إلا بتغذية القلب وتزكيته بعبادة الله والتي خلق الله من أجلها فحياة القلب بالاستجابة لله وللرسول وبالتالي يكون موته بفقد ذلك وقال تعالي " إن هو إلا ذكر وقرآن مبين * لينذر من كان حيا " فالانتفاع بالقرآن والإنذار به إنما يحصل لمن كان حي القلب وكذلك جعل سبحانه وحيه الذي يلقيه إلي الأنبياء روحا تحيا به القلوب وقال تعالي " وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا " ولذلك شبه سبحانه من لا يستجيب لرسوله بأصحاب القبور لأن قلوبهم قد ماتت فقبرت في أبدانهم حيث لا وظيفة لها ولا دور إلا في خدمة شهوات الأبدان قال تعالي " إن الله يسمع من يشاء وما أنت بمسمع من في القبور " وهذا القلب يختلف تماما عن قلب الجسد ولكنه القلب المتعلق بالروح وهو غيب لا نعلم عنه شيئا إلا بالخبر الصادق عن الله ورسوله (ص)في القرآن والسنة قال تعالي " إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب " ولا يصح أن يكون القلب المذكور في الآية هو قلب البدن أي المضغة المعروفة لأن كل الناس لهم هذه المضغة وأكثرهم كفار وفسقة لا يتذكرون وإنما يصح فقط أن يكون القلب المذكور هو القلب المتعلق بالروح "
والرجل يحدثنا عن وجود قلبين قلب البدن وهو المضغة وقلب الروح وهو ما يخالف أنه لا يوجد قلبين فى الإنسان كما قال تعالى :
" ما جعل الله لرجل من قلبين فى جوفه"
فالروح هى النفس هى القلب المعنوى وليست جزء من الروح ثم حدثنا عن الفروق القلبين وهو كلام خارج موضع الكتاب فقال :
"..والأدلة علي الفروق بين قلب الروح وقلب البدن كثيرة وسنذكر بعض الخصائص الهامة لقلب الروح كما يلي
(أ) مكانه في الصدور كما قال تعالي " فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور" يعني في نفس منطقة الجسد
(ب) يتضمن معني الفؤاد واللب والفطرة والعقل والنهي والحجر ؛ وهو آلة التفكر والتذكر والتصور والنية والقصد والإرادة والمحبة والخوف والخشية والبغض والكراهه والصبر والعجلة والرضي والسخط والانقياد والكبر والكفر والشكر وغير ذلك مما يدور في باطن الإنسان
(ج) يقاس القلب علي البدن من وجوه كثيرة منها حياته وموته ومرضه وشفاؤه ..
(د) قد يموت القلب وصاحبه لا يشعر بموته وعلامة ذلك أنه لا تؤلمه جراحات القبائح ولا يوجعه جهله بالحق وعقائده الباطلة فإن القلب إذا كان فيه حياة تألم روي مسلم عن حذيفة أن النبي (ص)قال " تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء حتى تصير على قلبين على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض والآخر أسود مربادا كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه "
والحديث يخالف كتاب الله فالقلب وهو النفس واحدة فى الفرد وإنما المتغير هو كفرها وإسلامها كما يخالف أن الفتن تصيب أصحاب القلوب البيضاء كما قال تعالى :
" واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة"
فتلك الفتنة تصيب المظلومين لسكوتهم عن الحق ثم قال :
(ر) الغذاء النافع للقلب هو العبادة الصحيحة يعني الأيمان والقرآن والعمل به ..
(ى) صاحب المعيشة الضنك تنعدم عنده السكينة والطمأنينة ولا يشم رائحة الثقة بالله والاعتماد عليه والتفويض إليه والرضا به وبقضائه ؛ بل لا يجد إلا القلق والريب والجزع والتسخط وعدم الرضا ويأتيه الغم والهم ألوانا وتتلاحق عليه الآلام النفسية التي لا يعرف لها مصدرا ولا علاجا وأخطرها استغاثة وصراخ القلب طالبا للغذاء النافع وشاكيا من الغذاء الفاسد " هكذا خلق القلب "
وبعد الكلام الطويل عن القلوب دلف الرجل لموضوع الكتاب وهو الانفاق والإمساك فقال :
"الترغيب في الإنفاق في سبيل الله والترهيب من الإمساك :
طوبى لمن وقاه الله شح نفسه وآتاه الجود والسخاء والكرم والصبر علي ذلك طوبى لمن آتاه مالا فوفقه لإنفاقه في مراضيه سبحانه بالشرع لا بالهوى والعواطف قال النبي (ص)"لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلط على هلكته في الحق ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها " فهذا الرجل الغني الذي لا يتوقف عن الصدقة التي تقع موقعها الحق كما في الحديث الآخر " فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار " فعينه دائما علي ماله يريد أن يهلكه في أبوابه الحق فعلي كل مسلم أن يغبط هذا الرجل ويتمني أن يكون مثله موفقا صاحب قلب قوي ثابت عند إخراج الصدقة لا يرتجف ولا تتردد يداه ولا يتبعها بصره ولا يتبعها بمن ولا أذى ولا يرائي الناس ولا يريد منهم جزاء ولا شكورا "
والخطأ فى الحديث أن الحسد فى اثنتين هما من معه القرآن ومن معه المال ويخالف هذا أن الحسد يكون فى رد المسلمين عن إيمانهم ليصبحوا كفارا وفى هذا قال تعالى"ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم حسدا من عند أنفسهم " ثم قال :
"قال تعالي " مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم "
يعطي بالدرهم سبعمائة ثم يضاعف العطاء أكثر من ذلك إلي ملايين الأضعاف حيث يقول (ص)" سبق درهم مائة ألف درهم " والمعني كما بينه النبي (ص) أن الفقير التقي الذي ليس عنده إلا درهمين فعمد إلي نصف ما معه وهو درهم واحد فأنفقه لله فكان هذا الدرهم عند الله أكثر من صدقة رجل غني عنده مليون درهم فعمد إلي عشر ما معه وهو مائة ألف درهم فأنفقها لله "
سعيد فسر الحديث على هواه بالنصف والعشر والحديث إن صح فمعناه أن صدقة الفقير أعظم أجرا من صدقة الغنى لحاجة الأول لها وغنى الثانى عنها ثم تحدث مفسرا آية أخرى على هواه فقال:
"قال تعالي " وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد " والشكر هو الاعتراف بالنعمة والثناء علي الله بها والإنفاق منها في سبيله أما الزيادة من الله تعالي فهي واسعة زيادة في النعمة وزيادة التوفيق في شكرها وزيادة الحياة الطيبة بها "من صلاح البال وسكينة النفس وطمأنينة القلب والرضى والقناعة مع الأيمان بالقدر وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن " أما كفر النعمة فعذاب الله شديد في الدنيا والآخرة ومن أمثلة عذاب الدنيا ما يلي
* الحرمان من الحياة الطيبة وإحلال المعيشة الضنك محلها
* ذهاب النعمة أو حشوها بالأنكاد والمنغصات
* محق البركة فيها فلا تستعمل في شيء إلا كان وبالا عليه "
ألاية تتحدث ببساطة عن أجر الشكر وهو طاعة الله الأجر الزائد وهو الجنة المستمر نعيمها وأجر الكفر وهو النار ولا تتحدث عن أجر الدنيا بدليل نهايتها فالعذاب الشديد هو النار ثم قال :
"قال تعالي " وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين " وفي الحديث ...وقال النبي (ص) لأسماء بنت أبي بكر الصديق " لا توكي فيوكى عليك" وفي روايه " لا توعي فيوعي الله عليك ارضخي ما استطعت" الرسول (ص)ينصح ذات النطاقين بنت الصديق وأم عبد الله بن الزبير .. ويعظها أن لا تغلق كيسها عن الصدقة خشية أن يغلق الله عليها - إذ الجزاء من جنس العمل- كما ينصحها أن لا تحصي الصدقات حتى تقول كفي خشية أن يحصي الله عليها ويقول كفي ما أعطيناها
قال تعالي " وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا… " يعني إن أمسكتم عن الإنفاق فقد ألقيتم أنفسكم بأيدكم إلي التهلكة فماذا تنتظر بعد ذلك يا صاحب المال ؟ هل تفرح بتخزينه للورثه لتضمن سعادتهم بعدك ؟ فأعلم أن سعادتهم بيد الله وحده ولا تكون إلا بالحياة الطيبة المشروطة بالعمل الصالح وبغير ذلك ليس إلا المعيشة الضنك "
وألاية المستشهد بها ليست فى البخل وإنما فى كل الأعمال الصالحة فالنفقة تأتى بمعنى الطاعة كقوله " ومما رزقناهم ينفقون" ومعناها وبالذى أوحينا إليهم يعملون لأن الإلقاء للتهلكة لا يكون بالبخل المالى وحده ولكن بسائر السيئات ثم قال :
"والرسول (ص)يقول " أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله قالوا يا رسول الله ما منا أحد إلا ماله أحب إليه قال فإن ماله ما قدم ومال وارثه ما أخر " وأعلم أن ما عند الله أضمن للورثة مما عندك قال تعالي " وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا " "
وما قاله هنا فهم خاطىء للآية فالآية هنا فى الوصية الواجبة للصغار بالورث بدلا من توزيعه على الكل وهم الكبار والصغار لأن الكبار استفادوا من مال أبيهم حتى كبروا وبقيت النفقة على الصغار بعد وفاته حتى لا يتعرضوا للحاجة بعده
ثم قال :
"..زقد سخر الله تعالي نبيين أحدهما من أولي العزم من الرسل وهو نبي الله موسى (ص)ومعه الخضر لبناء جدار كاد يقع وتحته كنز ليتيمين أبوهما صالحا في قرية عرف أهلها بالبخل والظلم إنقاذا للكنز حتى يكبر اليتيمان ويستخرجا كنزهما – قال الله تعالي " وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك "
فضمان مستقبل الأبناء بطاعة الله وتقواه والإنفاق في سبيله وليس بكنز المال وحجبه ظنا من البخيل أن مستقبل الأبناء بالمال وحده ومن الشواهد علي ذلك قصة البقرة الواردة في أطول سورة من سور القرآن ومفادها أن عبدا صالحا من عباد الله حضرته المنية وله ولد صغير وليس له من المال إلا بقرة ففوض لله أمره وقال اللهم إني استودعتك بقرتي لولدي فلما مات تكفل الله تعالي بالبقرة والغلام ولما عنت بنو إسرائيل شدد الله عليهم وحصر أوصاف البقرة في بقرة الغلام حتى ساوموه علي شرائها وقبلوا صاغرين شرائها بوزنها ذهبا "
والمثال الأول صحيح وأما حكاية البقرة التى حكاها فهى ليست من القرآن فى شىء فلم يوردها الله فى كتابه وإنما هى حكايات من حكايات بنى إسرائيل كما يقال صدقها من صدقها وكذبها من كذبها
وحدثنا الرجل عن أحاديث فى البخل والنفقة فقال :
"ولقد ضرب الله ورسوله الأمثال في الكتاب والسنة بالمتصدق والبخيل منها مثل عجيب ضربه الرسول (ص)بالبهيمة آكلة العشب والنباتات الحريفة "كالحندقوق" ولها مذاق تغتر به البهيمة فتأكل كثيرا بلا توقف ولا إخراج وتنتفخ البطن ويتورم الجسد ويحدث التسمم وتموت ؛ ومثل المنفق كالبهيمة آكلة النباتات الخضراء النافعة فهي تأكل حتى إذا امتلأت خاصرتها "أي شبعت شبعا بسيطا طبيعيا" توقفت عن الأكل واستراحت واستقبلت عين الشمس "تستمتع بها" وجعلت تجتر وتهضم ما أكلت ثم ثلطت و بالت "أي أخرجت فضلات الطعام والشراب" ثم عادت فرتعت "أكلت" وهكذا المنفق يجمع المال ثم يتوقف ليستقبل ما جاء به الرسول (ص)من الوحي ليخرج حق الفقير والمسكين وغير ذلك ثم يعود فيجمع المال وهكذا يستمتع بالمال الحلال ويأخذ نصيبه ويخرج الحقوق قبل أن تسمم قلبه فتقتله وبذلك يحيا الحياة الطيبة التي وعد الله بها "
ثم حدثنا عن التعذيب على البخل فقال :
"أنواع من التعذيب يوم القيامة علي الإمساك والبخل
عن أبي هريرة قال قال رسول الله (ص)"من آتاه الله مالا فلم يؤد زكاته مثل له ماله يوم القيامة شجاعا أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة ثم يأخذ بلهزمتيه يعني بشدقيه ثم يقول أنا مالك أنا كنزك" وفي لفظ " إلا جعل له شجاع أقرع يتبعه يفر منه وهو يتبعه فيقول أنا كنزك ثم قرأ مصداقه في كتاب الله سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة "
وفي حديث آخر " إلا تحول يوم القيامة شجاعا أقرع يتبع صاحبه حيثما ذهب وهو يفر منه ويقال هذا مالك الذي كنت تبخل به فإذا رأى أنه لا بد منه أدخل يده في فيه فجعل يقضمها كما يقضم الفحل " وفي رواية " فيلقمه يده فيقضمها ثم يتبعه بسائر جسده " "
والأحاديث لا تصح والخطأ فيها أن الكانز عذابه هو ابتلاع الثعبان له قطعة قطعة ويخالف هذا أن الكانز عذابه الكى مصداق لقوله تعالى " والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها فى سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم يوم يحمى عليها فى نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم "
ثم قال :
"وقال تعالي" والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم * يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون" وقال رسول الله (ص) " ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار فأحمي عليها في نار جهنم فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره كلما بردت أعيدت له في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار " "
والحديث لا يصح حيث العذاب فى خارج جهنم فى أرض المحشر وهو ما يخالف منطوق الآية "يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم"
ثم قال:
"وقال (ص) " بشر الكانزين برضف يحمى عليه في نار جهنم فيوضع على حلمة ثدي أحدهم حتى يخرج من نغض كتفيه ويوضع على نغض كتفيه حتى يخرج من حلمة ثدييه يتزلزل " وتكوي الجباه والجنوب والظهور حتي يلتقي الجو في أجوافهم ويكون ذلك بعد دخول النار بعد ما سبق ذكره من العذاب والرعب الشديد في يوم (خمسين ألف سنة) قبل دخول النار
وعلي من كان مؤمنا برسول الله (ص)مصدقا بأخباره عليه أن يدرك نفسه قبل فوات الأوان وأن لا يلتفت إلي أصحاب الكنوز من المنافقين الذين يبخلون ويأمرون الناس .."
والخطأ أن الكنازين يكوون على حلمة الثدى أو من الذقن للقدم ويخالف هذا كيهم على جنوبهم وظهورهم وجباههم مصداق لقوله تعالى "فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم "
ثم قال :
"قال رسول الله (ص) " من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله وأتته الدنيا وهي راغمة ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه وفرق عليه شمله ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له " فتشتيت الشمل وتفريق القلب وكون الفقر نصب عيني العبد لهو من أبلغ العذاب في الدنيا حيث لا يشم شيئا من الرضي أو السكينة والطمأنينة أضف إلي ذلك تحمل أنكاد الدنيا ومحاربة أهلها ومقاساة معاداتهم "
والحديث لا يصح فلو كانت الدنيا تأتى المؤمنين راغمة فما رأى المؤلف فى جوع المؤمنين ومنهم النبى وخوفهم ونقص أرزاقهم فى قوله تعالى :
"ولنبلونكم بشىء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين "؟
ثم قال :
"ثم نجد أن محب الدنيا لا ينال منها شيئا إلا طمحت نفسه إلي ما فوقه كما قال النبي (ص) " لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى ثالثا " فلا يزال فقيرا بائسا هلوعا جزوعا ثم قد يأتيه من الجوائح التي تجتاح ماله بسطو أو بحرق أو غرق أو هدم وغير ذلك كثير وذلك عذاب شديد وكما ذكر الله تعالي في قصة أصحاب الجنة الأرضية إذ أقسموا ليحصدنها مبكرين ولا يخرجون منها شيئا للمساكين فقدر الله تعالي لها التحريق والدمار ثم قال تعالي " كذلك العذاب ولعذاب الآخرة أكبر ""
وحديث أودية المال لايصح للقول بكونه قرآن خارج القرآن ثم قال :
" ونختم هذا الترهيب بقاصمة الظهر لغير المنفقين حيث الرسول في ظل الكعبة يردد القسم يقول هم الأخسرون ورب الكعبة هم الأخسرون ورب الكعبة قلت ما شأني أيرى في شيء ما شأني فجلست إليه وهو يقول فما استطعت أن أسكت وتغشاني ما شاء الله فقلت من هم بأبي أنت وأمي يا رسول الله قال الأكثرون أموالا إلا من قال هكذا وهكذا وقليل ما هم " يعني إلا من أنفق بيديه في وجوه الخير متي حضرت دون حصر الإنفاق في باب واحد من أبواب البر كما جاء في رواية أخري " إن المكثرين هم المقلون يوم القيامة إلا من أعطاه الله خيرا فنفح فيه يمينه وشماله وبين يديه ووراءه وعمل فيه خيرا " يعني بوضوح صاحب المال ليس خاسرا فحسب ؛ بل الأخسر في الدنيا والآخرة إلا من أنتبه واستعد لمواجهة الفتنة بإتباع الرسل (ص)"
والحديث أن المكثرين هم المقلون لا يصح لأن الأغنياء فى جهنمك كما قال تعالى :
" "كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى إن إلى ربك الرجعى"
فالأغنياء فى النار وليسوا فى الجنة
ثم حدثنا عن العذابات التى تواجه البخلاء مخوفا الناس دون أن يبين ما الواجب فى النفقة لأن المسرفين كالباخلين سواء بسواء وهم ينفقون على عكسهم والمفترض هو بيان حدود النفقة وفى أى ألمور تكون وهكذا وأكمل حديثه فقال :
أما بعد فيا أخي الكريم ..
"فكذلك الأمر في التجارة مع الله عز وجل وعاقبة الإنفاق وعقوبات الإمساك دنيا وآخره فمن كان موقنا بذلك فليسارع في الخيرات فإذ لم يفعل فأين الخلل ؟؟؟ وكيف العلاج ؟؟؟
الجواب
أن يكون غير متصور لحقائق ما أخبرت به النصوص الخبر الصحيح عن طول يوم القيامة " خمسين ألف سنة " وما فيه من مكابدة الكي علي الجبهة والجنب والظهر بصفائح أحمي عليها في نار جهنم ومن مكابدة ثعبان شرس شجاع لا يتقهقر أقرع قد ذهب شعر رأسه من شدة سمه وحجمه ومنظره مرعب وهو يقضم يد الكانز حتى يأخذ بشدقيه ويطوقه ولا مفر منه ولا ملجأ وتستمر هذه المكابدة والمهانة آلاف السنين !!
فمن الذي يؤثر شيئا من ذلك الخزي والعذاب المهين إلا أن يكون غير متصور لما سيكون مع أنه قد يعلم الأخبار لكن لا يتصورها كأنه يراها تحدث له
..البلاء العظيم إنما يكون من الشيطان الذي يستغل الجهل فيزين السيئات ويأمر بها وله في ذلك خطوات وكيد كما فعل إبليس مع آدم وحواء " قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى " " وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين " .." وفي الحديث " ما يخرج رجل شيئا من الصدقة حتى يفك عنها لحيي سبعين شيطانا " أو كما قال (ص) وقال تعالي " الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم * يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا " "
والخطأ هو أن اجر المنفق فلك لحى 70 شيطان وهو مخالف لأجر الصدقة فى القرآن وهو 700أو 1400حسنة مصداق لقوله تعالى "مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء "
وتحدث عن علاج البخل فقال :
"..أما العلاج فباختصار شديد كما يلي أولا أتحاذ الشيطان عدوا متربصا يريد إشقاء المستجيبين له والفتك بهم دنيا ودينا كما قال تعالي " إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير " وقال " يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة … " وقال " وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا " فكيف نغفل عن عدونا المتربص الذي يرانا من حيث لا نراه ولا يدع غفلة إلا وظفها في عداوته ..
ثانيا الاستعاذة بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم كما أمر في كتابه وسنة رسوله (ص) إستعاذه حقيقية ...وفي حديث أبي هريرة عند أحمد وأبي داود والترمذي أن أبو بكر قال "يا رسول الله علمني شيئا أقوله إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعي" قال " قل اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السموات والأرض رب كل شيء ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه وأن أقترف على نفسي سوءا أو أجره إلى مسلم وأمره أن يقوله إذا أصبح وإذا أمسى وإذا أخذ مضجعه " ...إن حاجتنا إلي الإستعاذه ليس لها حدود لما علمناه من قبل بأن الشيطان أحرص ما يكون بالإنسان عندما يهم بالخير خصوصا عند قراءة القرآن قال تعالي " فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم " وقال " وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم " وسورة كاملة خاصة بالاستعاذة منه وهي سورة الناس آخر سورة في القرآن وفيها التوسل بالتوحيد وأصول الأسماء الحسني " الرب الملك الإله "
ثالثا تعلم التوحيد فإن التوحيد علم يجب تعلمه قال تعالي " فاعلم أنه لا إله إلا الله " وهو العاصم الأساسي من الشيطان وبغيره يقع الإنسان في أنواع من الشرك ...
رابعا الإكثار من الطاعات والمسارعة في الخيرات فإن ذلك يزيد الإيمان و تستقيم الأمور كما سبق ومن أهم ذلك مداومة الذكر قياما وقعودا وعلي جنبه وكتب الأذكار متوفرة ..."
وما عدده الرجل كعلاج هو شىء واحد وهو طاعة أحكام الله وحديثه عن الاستعاذة خطأ فقول أعوذ بالله لا يمنع شىء وإنما الاستعاذة الاحتماء من عقاب الله بطاعته وليس بمجرد كلمة قد يقولها أى كافر مدعيا الإسلام بها
ثم طرح السؤال التالى وأجاب عليه ناقلا من هنا وهناك فقال:
"سؤال هل في المال حق سوي الزكاة ؟ ؛ لأن كثيرا من أصحاب الأموال يكتفون بالزكاة معتقدين أنه لا يجب عليهم غيرها ؟
الجواب ذلك من الجهل الذي يوافق هوي البخيل فيبرر به بخله بل في المال حقوق كثيرة سوي زكاة المال المفروضة فإذا لم تكف الزكاة مصارفها الثمانية المعروفة أصبح توفية ذلك فرضا من فروض الكفاية لو قام بها أحدهم سقط عن الباقين فإذا لم يقم به أحد أثم الجميع والجهاد بالمال والنفس في سبيل الله من أفرض الفروض وذلك لا يقتصر علي الزكاة ولو وجد المسكين في قرية أهلها قادرون علي الإنفاق ثم لم يقضوا حاجته إلا أثموا جميعا ويسألون عنة يوم القيامة " مع أنهم أخرجوا زكاة أموالهم من قبل " قال تعالي " وفي أموالهم حق للسائل والمحروم " وذلك بخلاف الحق المعلوم في الآية الأخرى وفي الحديث " للسائل حق وإن جاء على فرس " وقال تعالي " فلا اقتحم العقبة * وما أدراك ما العقبة * فك رقبة * أو إطعام في يوم ذي مسغبة * يتيما ذا مقربة * أو مسكينا ذا متربة " وفي الحديث " ما آمن بي من بات شبعان و جاره جائع إلى جنبه و هو يعلم به "
ومن أقوي الأدلة قوله تعالي في آية البر " ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملآئكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسآئلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة …" فجمع سبحانه في الآية بين إيتاء المال علي حبه للمصارف المذكورة وإيتاء الزكاة فهذا حق في المال سوي الزكاة
...ولما سمعها الأصحاب أتي بعضهم بأنفس ما عندهم وتركوها لرسول الله يتصرف فيها لله يقول أحدهم فإني سمعت الله يقول " لن تنالوا البر حتى … " ومنهم أبو طلحة كان له قطعة أرض مقابلة لمسجد النبي (ص)الذي كان يشرب من ماء فيه طيب فكم تكون قيمة هذه الأرض ومع ذلك أنفقها أبو طلحة لينال البر
وفي الحديث الصحيح " على كل مسلم صدقة قيل أرأيت إن لم يجد قال يعتمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق قال قيل أرأيت إن لم يستطع قال يعين ذا الحاجة الملهوف قال قيل له أرأيت إن لم يستطع قال يأمر بالمعروف أو الخير قال أرأيت إن لم يفعل قال يمسك عن الشر فإنها صدقة "
فيا عجبا للأغنياء لا يتركون شيئا من الترف ..ثم يقولون لقد أخرجنا زكاة المال !!
ويا ليتهم يخرجونها فعلا بحساب صحيح وإنما كما يقولون " بالبركة " ...وهذه كلمات للإمام العظيم ابن حزم في ذات موضوعنا أنقلها بتمامها " وفرض علي الأغنياء من أهل كل بلد أن يقوموا بفقرائهم ويجبرهم السلطان علي ذلك إن لم تقم الزكوات بهم ولا في سائر أموال المسلمين بهم فيقام لهم بما يأكلون من القوت الذي لا بد منه ومن اللباس للشتاء والصيف بمثل ذلك وبمسكن يكنهم من المطر في الصيف والشمس وعيون المارة برهان ذلك قول الله تعالي " وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل " وقال تعالي " وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم "
فأوجب تعالي حق المسكين وابن السبيل وما ملكت اليمين من حق ذي القربى وأفترض الإحسان إلي الأبوين وذي القربي والمساكين والجار وما ملكت اليمين والإحسان يقتضي كل ما ذكرنا ومنعه إساءة بلا شك وقال تعالي "ما سلككم في سقر * قالوا لم نك من المصلين * ولم نك نطعم المسكين""
وهذا الكلام من ابن حزم صحيح المعنى فالمسلمون يكفل بعضهم بعضا ثم نقل كلاما صحيح المعنى فقال :
"...وعن رسول الله(ص) في غاية الصحة أنه قال " ما لا يرحم الناس لا يرحمه الله
وعن أبو عثمان أنه حدثه عبد الرحمن بن أبي بكر أن أصحاب الصفة كانوا أناسا فقراء وأن النبي (ص)قال مرة من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثالث ومن كان عنده طعام أربعة فليذهب بخامس أو سادس "
وعن عبد الله بن عمر أن رسول الله (ص)قال " المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه "
ومن تركه يجوع ويعري وهو قادر علي إطعامه وكسوته فقد أسلمه وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله (ص)قال " من كان عنده فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له ومن كان عنده فضل زاد فليعد به على من لا زاد له قال فذكر من أصناف المال ما ذكر حتي رأينا أنه لا حق لأحد منا في فضله " وهذا إجماع الصحابة يخبر بذلك أبو سعيد الخدري وبكل ما في هذا الخبر نقول
ومن طريق أبي موسى الأشعري عن النبي (ص)قال " أطعموا الجائع وعودوا المريض وفكوا العاني " والنصوص من القرآن والأحاديث الصحيحة في هذا كثيرة جدا
..وقال علي " إن الله تعالي فرض علي الأغنياء في أموالهم بقدر ما يكفي فقرائهم فإن جاعوا أو عروا وجهدوا فيمنع الأغنياء وحق علي الله تعالي أن يحاسبهم يوم القيامة ويعذبهم عليه "
وعن ابن عمر أنه قال " في مالك حق سوي الزكاة " ..."
وأما وجود حقوق فى المال سوى الزكاة فأمر مسلم به فالنفقة على الأولاد والزوجة كما قال تعالى " وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف "
والنفقة على الوالدين واجبة فضلا على النفقة على النفس كما قال تعالى
"يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين"
المؤلف فوزي سعيد وهو يدور حول النفقة والبخل وقد استهله ببيان معنى زكاة القلب فقال :
"بيان أن معني زكاة القلب نموه وصلاحه وطهارته واتساعه وانفساحه
يقال زكا الزرع إذا نما وترعرع
النفس تبع للقلب فإذا زكا القلب وكبر ؛ زكت النفس وكبرت وصارت ذات مكانه وحجم وقدر كبير لا نسبة للبدن بجوارها إذ لا قيمة لهذا البدن الصغير المحدود إلا بحمله للنفس الكبيرة الطاهرة الزاكية – أما إذا حرم القلب من ذلك بل صغر ومرض فإن النفس تندس وتختفي في البدن وتنقمع وتنقبر فلا يكون لها أثر إلا علي مستوي شهوات البدن كما قال تعالي" قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها" "
والخطأ فى الكلام هو الحديث عن كبر وصغر القلب بالعمل حسن وسىء والتعبير الصحيح هو زكاة وفساد القلب أى إسلامه وكفره فالنفس لا تنقبر ولا تحتفى بالكفر لأنها هى المحاسبة كما قال تعالى " كل نفس بما كسبت رهينة "
ثم قال :
"وهذا النوع صاحبه كالحيوان ؛ بل أضل بخلاف النوع الأول الذين يتخذ الله منهم الشهداء والأحبة واتخذ الله إبراهيم خليلا واتخذ محمدا خليلا وهذا صحابي أنصاري جليل هو سعد بن معاذ أهتز العرش لموته ؛ فرحا بقدومه "
وهذا الكلام عن اتخاذ الله إبراهيم(ص9 ومحمد(ص) أخلاء فهمه الكاتب خطأ فالخلة اتخاذ كل منهم رسول لا أكثر ولا أقل وأما اهتزاز العرش لسعد فهى آية معجزة مع أن أحدا لم يراها ومن ثم لا يمكن أن تكون معجزة والله منع المعجزات وهى الآيات فقال:
"وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
ثم قال :
وقال تعالي " قد أفلح من تزكى * وذكر اسم ربه فصلى " بمعني قد أفلح من غذي قلبه بالغذاء النافع بإتباع الرسول (ص) فطهره من ذنوبه وزكاه بذكر الله والصلاة وقال تعالي " اذهب إلى فرعون إنه طغى * فقل هل لك إلى أن تزكى " يعني هل لك إلي أن تطهر قلبك وتنميه لتحيا به حياة طيبة ؟ وكذلك قوله تعالي " وما يدريك لعله يزكى " ..وإنفاق المال في سبيل الله تعالي ومراضاة لهو من أعظم الأعمال المغذية والمزكية للقلب قال تعالي " الذي يؤتي ماله يتزكى " وقال تعالي " خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها …" فالصدقة تطهر القلب من آثار الذنوب وتغذيها فتزكو بل هي السقيا لكل ما ينزرع في القلب من الأعمال ولهذا المعني تسمي الصدقة الواجبة في المال زكاة أي نماء وزيادة واتساع في القلب مع طهارته ..
وعن أبي هريرة قال قال رسول الله (ص)من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا الطيب وإن الله يتقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبه كما يربي أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل ""
والحديث لايصح والخطأ مخالفتها للأجر فى الوحى وهو الصدقة تربو كالجبل وهذا مخالف للأجر وهو دخول العامل للصالح الجنة وأى عمل غير مالى بـ10 حسنات مصداق لقوله "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها "وبـ700أو 1400حسنة إذا كان عمل مالى مصداق لقوله "مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء "
ثم حدثنا عن البدن والروح فقال :
"الإنسان في الدنيا له نوعان من الحياة
حياة البدن المعروفة والتي يشترك في جنسها الإنسان والحيوان والطير والوحش وغير ذلك وتعتمد هذه الحياة " الروح والبدن " علي جريان الدم في العروق بالأغذية وغير ذلك يدفعها قلب البدن " ..وهو المضغة المعروفة التي إذا صلحت صلح لها الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله وهي ملكة الأعضاء في الإنسان وغيره
حياة الروح والقلب قال تعالي " يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم " يعني يحييكم الحياة الطيبة والتي لا تكون إلا بتغذية القلب وتزكيته بعبادة الله والتي خلق الله من أجلها فحياة القلب بالاستجابة لله وللرسول وبالتالي يكون موته بفقد ذلك وقال تعالي " إن هو إلا ذكر وقرآن مبين * لينذر من كان حيا " فالانتفاع بالقرآن والإنذار به إنما يحصل لمن كان حي القلب وكذلك جعل سبحانه وحيه الذي يلقيه إلي الأنبياء روحا تحيا به القلوب وقال تعالي " وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا " ولذلك شبه سبحانه من لا يستجيب لرسوله بأصحاب القبور لأن قلوبهم قد ماتت فقبرت في أبدانهم حيث لا وظيفة لها ولا دور إلا في خدمة شهوات الأبدان قال تعالي " إن الله يسمع من يشاء وما أنت بمسمع من في القبور " وهذا القلب يختلف تماما عن قلب الجسد ولكنه القلب المتعلق بالروح وهو غيب لا نعلم عنه شيئا إلا بالخبر الصادق عن الله ورسوله (ص)في القرآن والسنة قال تعالي " إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب " ولا يصح أن يكون القلب المذكور في الآية هو قلب البدن أي المضغة المعروفة لأن كل الناس لهم هذه المضغة وأكثرهم كفار وفسقة لا يتذكرون وإنما يصح فقط أن يكون القلب المذكور هو القلب المتعلق بالروح "
والرجل يحدثنا عن وجود قلبين قلب البدن وهو المضغة وقلب الروح وهو ما يخالف أنه لا يوجد قلبين فى الإنسان كما قال تعالى :
" ما جعل الله لرجل من قلبين فى جوفه"
فالروح هى النفس هى القلب المعنوى وليست جزء من الروح ثم حدثنا عن الفروق القلبين وهو كلام خارج موضع الكتاب فقال :
"..والأدلة علي الفروق بين قلب الروح وقلب البدن كثيرة وسنذكر بعض الخصائص الهامة لقلب الروح كما يلي
(أ) مكانه في الصدور كما قال تعالي " فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور" يعني في نفس منطقة الجسد
(ب) يتضمن معني الفؤاد واللب والفطرة والعقل والنهي والحجر ؛ وهو آلة التفكر والتذكر والتصور والنية والقصد والإرادة والمحبة والخوف والخشية والبغض والكراهه والصبر والعجلة والرضي والسخط والانقياد والكبر والكفر والشكر وغير ذلك مما يدور في باطن الإنسان
(ج) يقاس القلب علي البدن من وجوه كثيرة منها حياته وموته ومرضه وشفاؤه ..
(د) قد يموت القلب وصاحبه لا يشعر بموته وعلامة ذلك أنه لا تؤلمه جراحات القبائح ولا يوجعه جهله بالحق وعقائده الباطلة فإن القلب إذا كان فيه حياة تألم روي مسلم عن حذيفة أن النبي (ص)قال " تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء حتى تصير على قلبين على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض والآخر أسود مربادا كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه "
والحديث يخالف كتاب الله فالقلب وهو النفس واحدة فى الفرد وإنما المتغير هو كفرها وإسلامها كما يخالف أن الفتن تصيب أصحاب القلوب البيضاء كما قال تعالى :
" واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة"
فتلك الفتنة تصيب المظلومين لسكوتهم عن الحق ثم قال :
(ر) الغذاء النافع للقلب هو العبادة الصحيحة يعني الأيمان والقرآن والعمل به ..
(ى) صاحب المعيشة الضنك تنعدم عنده السكينة والطمأنينة ولا يشم رائحة الثقة بالله والاعتماد عليه والتفويض إليه والرضا به وبقضائه ؛ بل لا يجد إلا القلق والريب والجزع والتسخط وعدم الرضا ويأتيه الغم والهم ألوانا وتتلاحق عليه الآلام النفسية التي لا يعرف لها مصدرا ولا علاجا وأخطرها استغاثة وصراخ القلب طالبا للغذاء النافع وشاكيا من الغذاء الفاسد " هكذا خلق القلب "
وبعد الكلام الطويل عن القلوب دلف الرجل لموضوع الكتاب وهو الانفاق والإمساك فقال :
"الترغيب في الإنفاق في سبيل الله والترهيب من الإمساك :
طوبى لمن وقاه الله شح نفسه وآتاه الجود والسخاء والكرم والصبر علي ذلك طوبى لمن آتاه مالا فوفقه لإنفاقه في مراضيه سبحانه بالشرع لا بالهوى والعواطف قال النبي (ص)"لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلط على هلكته في الحق ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها " فهذا الرجل الغني الذي لا يتوقف عن الصدقة التي تقع موقعها الحق كما في الحديث الآخر " فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار " فعينه دائما علي ماله يريد أن يهلكه في أبوابه الحق فعلي كل مسلم أن يغبط هذا الرجل ويتمني أن يكون مثله موفقا صاحب قلب قوي ثابت عند إخراج الصدقة لا يرتجف ولا تتردد يداه ولا يتبعها بصره ولا يتبعها بمن ولا أذى ولا يرائي الناس ولا يريد منهم جزاء ولا شكورا "
والخطأ فى الحديث أن الحسد فى اثنتين هما من معه القرآن ومن معه المال ويخالف هذا أن الحسد يكون فى رد المسلمين عن إيمانهم ليصبحوا كفارا وفى هذا قال تعالى"ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم حسدا من عند أنفسهم " ثم قال :
"قال تعالي " مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم "
يعطي بالدرهم سبعمائة ثم يضاعف العطاء أكثر من ذلك إلي ملايين الأضعاف حيث يقول (ص)" سبق درهم مائة ألف درهم " والمعني كما بينه النبي (ص) أن الفقير التقي الذي ليس عنده إلا درهمين فعمد إلي نصف ما معه وهو درهم واحد فأنفقه لله فكان هذا الدرهم عند الله أكثر من صدقة رجل غني عنده مليون درهم فعمد إلي عشر ما معه وهو مائة ألف درهم فأنفقها لله "
سعيد فسر الحديث على هواه بالنصف والعشر والحديث إن صح فمعناه أن صدقة الفقير أعظم أجرا من صدقة الغنى لحاجة الأول لها وغنى الثانى عنها ثم تحدث مفسرا آية أخرى على هواه فقال:
"قال تعالي " وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد " والشكر هو الاعتراف بالنعمة والثناء علي الله بها والإنفاق منها في سبيله أما الزيادة من الله تعالي فهي واسعة زيادة في النعمة وزيادة التوفيق في شكرها وزيادة الحياة الطيبة بها "من صلاح البال وسكينة النفس وطمأنينة القلب والرضى والقناعة مع الأيمان بالقدر وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن " أما كفر النعمة فعذاب الله شديد في الدنيا والآخرة ومن أمثلة عذاب الدنيا ما يلي
* الحرمان من الحياة الطيبة وإحلال المعيشة الضنك محلها
* ذهاب النعمة أو حشوها بالأنكاد والمنغصات
* محق البركة فيها فلا تستعمل في شيء إلا كان وبالا عليه "
ألاية تتحدث ببساطة عن أجر الشكر وهو طاعة الله الأجر الزائد وهو الجنة المستمر نعيمها وأجر الكفر وهو النار ولا تتحدث عن أجر الدنيا بدليل نهايتها فالعذاب الشديد هو النار ثم قال :
"قال تعالي " وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين " وفي الحديث ...وقال النبي (ص) لأسماء بنت أبي بكر الصديق " لا توكي فيوكى عليك" وفي روايه " لا توعي فيوعي الله عليك ارضخي ما استطعت" الرسول (ص)ينصح ذات النطاقين بنت الصديق وأم عبد الله بن الزبير .. ويعظها أن لا تغلق كيسها عن الصدقة خشية أن يغلق الله عليها - إذ الجزاء من جنس العمل- كما ينصحها أن لا تحصي الصدقات حتى تقول كفي خشية أن يحصي الله عليها ويقول كفي ما أعطيناها
قال تعالي " وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا… " يعني إن أمسكتم عن الإنفاق فقد ألقيتم أنفسكم بأيدكم إلي التهلكة فماذا تنتظر بعد ذلك يا صاحب المال ؟ هل تفرح بتخزينه للورثه لتضمن سعادتهم بعدك ؟ فأعلم أن سعادتهم بيد الله وحده ولا تكون إلا بالحياة الطيبة المشروطة بالعمل الصالح وبغير ذلك ليس إلا المعيشة الضنك "
وألاية المستشهد بها ليست فى البخل وإنما فى كل الأعمال الصالحة فالنفقة تأتى بمعنى الطاعة كقوله " ومما رزقناهم ينفقون" ومعناها وبالذى أوحينا إليهم يعملون لأن الإلقاء للتهلكة لا يكون بالبخل المالى وحده ولكن بسائر السيئات ثم قال :
"والرسول (ص)يقول " أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله قالوا يا رسول الله ما منا أحد إلا ماله أحب إليه قال فإن ماله ما قدم ومال وارثه ما أخر " وأعلم أن ما عند الله أضمن للورثة مما عندك قال تعالي " وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا " "
وما قاله هنا فهم خاطىء للآية فالآية هنا فى الوصية الواجبة للصغار بالورث بدلا من توزيعه على الكل وهم الكبار والصغار لأن الكبار استفادوا من مال أبيهم حتى كبروا وبقيت النفقة على الصغار بعد وفاته حتى لا يتعرضوا للحاجة بعده
ثم قال :
"..زقد سخر الله تعالي نبيين أحدهما من أولي العزم من الرسل وهو نبي الله موسى (ص)ومعه الخضر لبناء جدار كاد يقع وتحته كنز ليتيمين أبوهما صالحا في قرية عرف أهلها بالبخل والظلم إنقاذا للكنز حتى يكبر اليتيمان ويستخرجا كنزهما – قال الله تعالي " وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك "
فضمان مستقبل الأبناء بطاعة الله وتقواه والإنفاق في سبيله وليس بكنز المال وحجبه ظنا من البخيل أن مستقبل الأبناء بالمال وحده ومن الشواهد علي ذلك قصة البقرة الواردة في أطول سورة من سور القرآن ومفادها أن عبدا صالحا من عباد الله حضرته المنية وله ولد صغير وليس له من المال إلا بقرة ففوض لله أمره وقال اللهم إني استودعتك بقرتي لولدي فلما مات تكفل الله تعالي بالبقرة والغلام ولما عنت بنو إسرائيل شدد الله عليهم وحصر أوصاف البقرة في بقرة الغلام حتى ساوموه علي شرائها وقبلوا صاغرين شرائها بوزنها ذهبا "
والمثال الأول صحيح وأما حكاية البقرة التى حكاها فهى ليست من القرآن فى شىء فلم يوردها الله فى كتابه وإنما هى حكايات من حكايات بنى إسرائيل كما يقال صدقها من صدقها وكذبها من كذبها
وحدثنا الرجل عن أحاديث فى البخل والنفقة فقال :
"ولقد ضرب الله ورسوله الأمثال في الكتاب والسنة بالمتصدق والبخيل منها مثل عجيب ضربه الرسول (ص)بالبهيمة آكلة العشب والنباتات الحريفة "كالحندقوق" ولها مذاق تغتر به البهيمة فتأكل كثيرا بلا توقف ولا إخراج وتنتفخ البطن ويتورم الجسد ويحدث التسمم وتموت ؛ ومثل المنفق كالبهيمة آكلة النباتات الخضراء النافعة فهي تأكل حتى إذا امتلأت خاصرتها "أي شبعت شبعا بسيطا طبيعيا" توقفت عن الأكل واستراحت واستقبلت عين الشمس "تستمتع بها" وجعلت تجتر وتهضم ما أكلت ثم ثلطت و بالت "أي أخرجت فضلات الطعام والشراب" ثم عادت فرتعت "أكلت" وهكذا المنفق يجمع المال ثم يتوقف ليستقبل ما جاء به الرسول (ص)من الوحي ليخرج حق الفقير والمسكين وغير ذلك ثم يعود فيجمع المال وهكذا يستمتع بالمال الحلال ويأخذ نصيبه ويخرج الحقوق قبل أن تسمم قلبه فتقتله وبذلك يحيا الحياة الطيبة التي وعد الله بها "
ثم حدثنا عن التعذيب على البخل فقال :
"أنواع من التعذيب يوم القيامة علي الإمساك والبخل
عن أبي هريرة قال قال رسول الله (ص)"من آتاه الله مالا فلم يؤد زكاته مثل له ماله يوم القيامة شجاعا أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة ثم يأخذ بلهزمتيه يعني بشدقيه ثم يقول أنا مالك أنا كنزك" وفي لفظ " إلا جعل له شجاع أقرع يتبعه يفر منه وهو يتبعه فيقول أنا كنزك ثم قرأ مصداقه في كتاب الله سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة "
وفي حديث آخر " إلا تحول يوم القيامة شجاعا أقرع يتبع صاحبه حيثما ذهب وهو يفر منه ويقال هذا مالك الذي كنت تبخل به فإذا رأى أنه لا بد منه أدخل يده في فيه فجعل يقضمها كما يقضم الفحل " وفي رواية " فيلقمه يده فيقضمها ثم يتبعه بسائر جسده " "
والأحاديث لا تصح والخطأ فيها أن الكانز عذابه هو ابتلاع الثعبان له قطعة قطعة ويخالف هذا أن الكانز عذابه الكى مصداق لقوله تعالى " والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها فى سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم يوم يحمى عليها فى نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم "
ثم قال :
"وقال تعالي" والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم * يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون" وقال رسول الله (ص) " ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار فأحمي عليها في نار جهنم فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره كلما بردت أعيدت له في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار " "
والحديث لا يصح حيث العذاب فى خارج جهنم فى أرض المحشر وهو ما يخالف منطوق الآية "يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم"
ثم قال:
"وقال (ص) " بشر الكانزين برضف يحمى عليه في نار جهنم فيوضع على حلمة ثدي أحدهم حتى يخرج من نغض كتفيه ويوضع على نغض كتفيه حتى يخرج من حلمة ثدييه يتزلزل " وتكوي الجباه والجنوب والظهور حتي يلتقي الجو في أجوافهم ويكون ذلك بعد دخول النار بعد ما سبق ذكره من العذاب والرعب الشديد في يوم (خمسين ألف سنة) قبل دخول النار
وعلي من كان مؤمنا برسول الله (ص)مصدقا بأخباره عليه أن يدرك نفسه قبل فوات الأوان وأن لا يلتفت إلي أصحاب الكنوز من المنافقين الذين يبخلون ويأمرون الناس .."
والخطأ أن الكنازين يكوون على حلمة الثدى أو من الذقن للقدم ويخالف هذا كيهم على جنوبهم وظهورهم وجباههم مصداق لقوله تعالى "فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم "
ثم قال :
"قال رسول الله (ص) " من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله وأتته الدنيا وهي راغمة ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه وفرق عليه شمله ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له " فتشتيت الشمل وتفريق القلب وكون الفقر نصب عيني العبد لهو من أبلغ العذاب في الدنيا حيث لا يشم شيئا من الرضي أو السكينة والطمأنينة أضف إلي ذلك تحمل أنكاد الدنيا ومحاربة أهلها ومقاساة معاداتهم "
والحديث لا يصح فلو كانت الدنيا تأتى المؤمنين راغمة فما رأى المؤلف فى جوع المؤمنين ومنهم النبى وخوفهم ونقص أرزاقهم فى قوله تعالى :
"ولنبلونكم بشىء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين "؟
ثم قال :
"ثم نجد أن محب الدنيا لا ينال منها شيئا إلا طمحت نفسه إلي ما فوقه كما قال النبي (ص) " لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى ثالثا " فلا يزال فقيرا بائسا هلوعا جزوعا ثم قد يأتيه من الجوائح التي تجتاح ماله بسطو أو بحرق أو غرق أو هدم وغير ذلك كثير وذلك عذاب شديد وكما ذكر الله تعالي في قصة أصحاب الجنة الأرضية إذ أقسموا ليحصدنها مبكرين ولا يخرجون منها شيئا للمساكين فقدر الله تعالي لها التحريق والدمار ثم قال تعالي " كذلك العذاب ولعذاب الآخرة أكبر ""
وحديث أودية المال لايصح للقول بكونه قرآن خارج القرآن ثم قال :
" ونختم هذا الترهيب بقاصمة الظهر لغير المنفقين حيث الرسول في ظل الكعبة يردد القسم يقول هم الأخسرون ورب الكعبة هم الأخسرون ورب الكعبة قلت ما شأني أيرى في شيء ما شأني فجلست إليه وهو يقول فما استطعت أن أسكت وتغشاني ما شاء الله فقلت من هم بأبي أنت وأمي يا رسول الله قال الأكثرون أموالا إلا من قال هكذا وهكذا وقليل ما هم " يعني إلا من أنفق بيديه في وجوه الخير متي حضرت دون حصر الإنفاق في باب واحد من أبواب البر كما جاء في رواية أخري " إن المكثرين هم المقلون يوم القيامة إلا من أعطاه الله خيرا فنفح فيه يمينه وشماله وبين يديه ووراءه وعمل فيه خيرا " يعني بوضوح صاحب المال ليس خاسرا فحسب ؛ بل الأخسر في الدنيا والآخرة إلا من أنتبه واستعد لمواجهة الفتنة بإتباع الرسل (ص)"
والحديث أن المكثرين هم المقلون لا يصح لأن الأغنياء فى جهنمك كما قال تعالى :
" "كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى إن إلى ربك الرجعى"
فالأغنياء فى النار وليسوا فى الجنة
ثم حدثنا عن العذابات التى تواجه البخلاء مخوفا الناس دون أن يبين ما الواجب فى النفقة لأن المسرفين كالباخلين سواء بسواء وهم ينفقون على عكسهم والمفترض هو بيان حدود النفقة وفى أى ألمور تكون وهكذا وأكمل حديثه فقال :
أما بعد فيا أخي الكريم ..
"فكذلك الأمر في التجارة مع الله عز وجل وعاقبة الإنفاق وعقوبات الإمساك دنيا وآخره فمن كان موقنا بذلك فليسارع في الخيرات فإذ لم يفعل فأين الخلل ؟؟؟ وكيف العلاج ؟؟؟
الجواب
أن يكون غير متصور لحقائق ما أخبرت به النصوص الخبر الصحيح عن طول يوم القيامة " خمسين ألف سنة " وما فيه من مكابدة الكي علي الجبهة والجنب والظهر بصفائح أحمي عليها في نار جهنم ومن مكابدة ثعبان شرس شجاع لا يتقهقر أقرع قد ذهب شعر رأسه من شدة سمه وحجمه ومنظره مرعب وهو يقضم يد الكانز حتى يأخذ بشدقيه ويطوقه ولا مفر منه ولا ملجأ وتستمر هذه المكابدة والمهانة آلاف السنين !!
فمن الذي يؤثر شيئا من ذلك الخزي والعذاب المهين إلا أن يكون غير متصور لما سيكون مع أنه قد يعلم الأخبار لكن لا يتصورها كأنه يراها تحدث له
..البلاء العظيم إنما يكون من الشيطان الذي يستغل الجهل فيزين السيئات ويأمر بها وله في ذلك خطوات وكيد كما فعل إبليس مع آدم وحواء " قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى " " وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين " .." وفي الحديث " ما يخرج رجل شيئا من الصدقة حتى يفك عنها لحيي سبعين شيطانا " أو كما قال (ص) وقال تعالي " الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم * يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا " "
والخطأ هو أن اجر المنفق فلك لحى 70 شيطان وهو مخالف لأجر الصدقة فى القرآن وهو 700أو 1400حسنة مصداق لقوله تعالى "مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء "
وتحدث عن علاج البخل فقال :
"..أما العلاج فباختصار شديد كما يلي أولا أتحاذ الشيطان عدوا متربصا يريد إشقاء المستجيبين له والفتك بهم دنيا ودينا كما قال تعالي " إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير " وقال " يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة … " وقال " وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا " فكيف نغفل عن عدونا المتربص الذي يرانا من حيث لا نراه ولا يدع غفلة إلا وظفها في عداوته ..
ثانيا الاستعاذة بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم كما أمر في كتابه وسنة رسوله (ص) إستعاذه حقيقية ...وفي حديث أبي هريرة عند أحمد وأبي داود والترمذي أن أبو بكر قال "يا رسول الله علمني شيئا أقوله إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعي" قال " قل اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السموات والأرض رب كل شيء ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه وأن أقترف على نفسي سوءا أو أجره إلى مسلم وأمره أن يقوله إذا أصبح وإذا أمسى وإذا أخذ مضجعه " ...إن حاجتنا إلي الإستعاذه ليس لها حدود لما علمناه من قبل بأن الشيطان أحرص ما يكون بالإنسان عندما يهم بالخير خصوصا عند قراءة القرآن قال تعالي " فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم " وقال " وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم " وسورة كاملة خاصة بالاستعاذة منه وهي سورة الناس آخر سورة في القرآن وفيها التوسل بالتوحيد وأصول الأسماء الحسني " الرب الملك الإله "
ثالثا تعلم التوحيد فإن التوحيد علم يجب تعلمه قال تعالي " فاعلم أنه لا إله إلا الله " وهو العاصم الأساسي من الشيطان وبغيره يقع الإنسان في أنواع من الشرك ...
رابعا الإكثار من الطاعات والمسارعة في الخيرات فإن ذلك يزيد الإيمان و تستقيم الأمور كما سبق ومن أهم ذلك مداومة الذكر قياما وقعودا وعلي جنبه وكتب الأذكار متوفرة ..."
وما عدده الرجل كعلاج هو شىء واحد وهو طاعة أحكام الله وحديثه عن الاستعاذة خطأ فقول أعوذ بالله لا يمنع شىء وإنما الاستعاذة الاحتماء من عقاب الله بطاعته وليس بمجرد كلمة قد يقولها أى كافر مدعيا الإسلام بها
ثم طرح السؤال التالى وأجاب عليه ناقلا من هنا وهناك فقال:
"سؤال هل في المال حق سوي الزكاة ؟ ؛ لأن كثيرا من أصحاب الأموال يكتفون بالزكاة معتقدين أنه لا يجب عليهم غيرها ؟
الجواب ذلك من الجهل الذي يوافق هوي البخيل فيبرر به بخله بل في المال حقوق كثيرة سوي زكاة المال المفروضة فإذا لم تكف الزكاة مصارفها الثمانية المعروفة أصبح توفية ذلك فرضا من فروض الكفاية لو قام بها أحدهم سقط عن الباقين فإذا لم يقم به أحد أثم الجميع والجهاد بالمال والنفس في سبيل الله من أفرض الفروض وذلك لا يقتصر علي الزكاة ولو وجد المسكين في قرية أهلها قادرون علي الإنفاق ثم لم يقضوا حاجته إلا أثموا جميعا ويسألون عنة يوم القيامة " مع أنهم أخرجوا زكاة أموالهم من قبل " قال تعالي " وفي أموالهم حق للسائل والمحروم " وذلك بخلاف الحق المعلوم في الآية الأخرى وفي الحديث " للسائل حق وإن جاء على فرس " وقال تعالي " فلا اقتحم العقبة * وما أدراك ما العقبة * فك رقبة * أو إطعام في يوم ذي مسغبة * يتيما ذا مقربة * أو مسكينا ذا متربة " وفي الحديث " ما آمن بي من بات شبعان و جاره جائع إلى جنبه و هو يعلم به "
ومن أقوي الأدلة قوله تعالي في آية البر " ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملآئكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسآئلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة …" فجمع سبحانه في الآية بين إيتاء المال علي حبه للمصارف المذكورة وإيتاء الزكاة فهذا حق في المال سوي الزكاة
...ولما سمعها الأصحاب أتي بعضهم بأنفس ما عندهم وتركوها لرسول الله يتصرف فيها لله يقول أحدهم فإني سمعت الله يقول " لن تنالوا البر حتى … " ومنهم أبو طلحة كان له قطعة أرض مقابلة لمسجد النبي (ص)الذي كان يشرب من ماء فيه طيب فكم تكون قيمة هذه الأرض ومع ذلك أنفقها أبو طلحة لينال البر
وفي الحديث الصحيح " على كل مسلم صدقة قيل أرأيت إن لم يجد قال يعتمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق قال قيل أرأيت إن لم يستطع قال يعين ذا الحاجة الملهوف قال قيل له أرأيت إن لم يستطع قال يأمر بالمعروف أو الخير قال أرأيت إن لم يفعل قال يمسك عن الشر فإنها صدقة "
فيا عجبا للأغنياء لا يتركون شيئا من الترف ..ثم يقولون لقد أخرجنا زكاة المال !!
ويا ليتهم يخرجونها فعلا بحساب صحيح وإنما كما يقولون " بالبركة " ...وهذه كلمات للإمام العظيم ابن حزم في ذات موضوعنا أنقلها بتمامها " وفرض علي الأغنياء من أهل كل بلد أن يقوموا بفقرائهم ويجبرهم السلطان علي ذلك إن لم تقم الزكوات بهم ولا في سائر أموال المسلمين بهم فيقام لهم بما يأكلون من القوت الذي لا بد منه ومن اللباس للشتاء والصيف بمثل ذلك وبمسكن يكنهم من المطر في الصيف والشمس وعيون المارة برهان ذلك قول الله تعالي " وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل " وقال تعالي " وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم "
فأوجب تعالي حق المسكين وابن السبيل وما ملكت اليمين من حق ذي القربى وأفترض الإحسان إلي الأبوين وذي القربي والمساكين والجار وما ملكت اليمين والإحسان يقتضي كل ما ذكرنا ومنعه إساءة بلا شك وقال تعالي "ما سلككم في سقر * قالوا لم نك من المصلين * ولم نك نطعم المسكين""
وهذا الكلام من ابن حزم صحيح المعنى فالمسلمون يكفل بعضهم بعضا ثم نقل كلاما صحيح المعنى فقال :
"...وعن رسول الله(ص) في غاية الصحة أنه قال " ما لا يرحم الناس لا يرحمه الله
وعن أبو عثمان أنه حدثه عبد الرحمن بن أبي بكر أن أصحاب الصفة كانوا أناسا فقراء وأن النبي (ص)قال مرة من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثالث ومن كان عنده طعام أربعة فليذهب بخامس أو سادس "
وعن عبد الله بن عمر أن رسول الله (ص)قال " المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه "
ومن تركه يجوع ويعري وهو قادر علي إطعامه وكسوته فقد أسلمه وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله (ص)قال " من كان عنده فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له ومن كان عنده فضل زاد فليعد به على من لا زاد له قال فذكر من أصناف المال ما ذكر حتي رأينا أنه لا حق لأحد منا في فضله " وهذا إجماع الصحابة يخبر بذلك أبو سعيد الخدري وبكل ما في هذا الخبر نقول
ومن طريق أبي موسى الأشعري عن النبي (ص)قال " أطعموا الجائع وعودوا المريض وفكوا العاني " والنصوص من القرآن والأحاديث الصحيحة في هذا كثيرة جدا
..وقال علي " إن الله تعالي فرض علي الأغنياء في أموالهم بقدر ما يكفي فقرائهم فإن جاعوا أو عروا وجهدوا فيمنع الأغنياء وحق علي الله تعالي أن يحاسبهم يوم القيامة ويعذبهم عليه "
وعن ابن عمر أنه قال " في مالك حق سوي الزكاة " ..."
وأما وجود حقوق فى المال سوى الزكاة فأمر مسلم به فالنفقة على الأولاد والزوجة كما قال تعالى " وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف "
والنفقة على الوالدين واجبة فضلا على النفقة على النفس كما قال تعالى
"يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين"