البيت العتيق
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
البيت العتيق

منتدى اسلامى


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

تابع تفسير سورة النساء2

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

1تابع تفسير سورة النساء2 Empty تابع تفسير سورة النساء2 الأحد فبراير 24, 2019 4:05 am

Admin


Admin

"إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق أو جاءوكم حصرت صدورهم أن يقاتلوكم أو يقاتلوا قومهم ولو شاء الله لسلطهم عليكم فلقاتلوكم فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا"المعنى لا تتخذوا المنافقين أنصار إلا الذين يقربون إلى جماعة بينكم وبينهم عهد أو أتوكم كشفت نفوسهم أن يحاربوكم أو يحاربوا أهلهم ولو أراد الله لبعثهم عليكم فلحاربوكم فإن تركوكم فلم يحاربوكم أى أعلنوا لكم الإسلام فما حكم الله لكم عليهم بعقاب،يبين الله للمؤمنين أن المنافقين المستثنين من القتل هم الذين يصلون إلى قوم بين المؤمنين وبينهم ميثاق والمراد الذين ينتمون لناس بينهم وبين المسلمين عهد سلام وأيضا الذين يجيئون للمؤمنين حصرت صدورهم أن يقاتلوهم أو يقاتلوا قومهم والمراد الذين يحضرون للمسلمين وقد كشفت أنفسهم أنهم لن يحاربوهم أو يحاربوا أهلهم وبألفاظ أخرى المنافقين الذين يعلنون أنهم يطلبون عمل عهد سلام مع المسلمين ومع أهلهم ،ويبين الله للمؤمنين أنه لو شاء لسلطهم عليهم والمراد لحرضهم على حرب المسلمين فلقاتلوكم أى فحاربوكم ولكنه لم يرد ذلك ،ويبين لهم أن المنافقين إن اعتزلوهم فلم يقاتلوهم والمراد إن سالموهم فلم يحاربوهم وألقوا إليكم السلم والمراد وأعلنوا لكم الإسلام فما جعل الله لكم عليهم سبيلا والمراد فليس للمؤمنين عليهم حق العقاب لأنهم مسلمون والخطاب وما بعده للمؤمنين .
"ستجدون آخرين يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم كلما ردوا إلى الفتنة أركسوا فيها فإن لم يعتزلوكم ويلقوا إليكم السلم ويكفوا أيديهم فخذوهم واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأولئكم جعلنا لكم عليهم سلطانا مبينا"المعنى ستعلمون بآخرين يحبون أن يعتزلوكم ويعتزلوا أهلهم كلما أعيدوا إلى البلاء سقطوا فيه فإن لم يتركوكم أى يعلنوا لكم الإسلام أى يمنعوا أنفسهم فأمسكوهم أى اذبحوهم حيث وجدتموهم وأولئكم فرضنا لكم عليهم عقابا عظيما،يبين الله للمؤمنين أنهم سيجدون والمراد سيعرفون بطائفة أخرى يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم والمراد يحبون أن يسالموا المؤمنين ويسالموا أهلهم ولكنهم كلما ردوا إلى الفتنة والمراد كلما تعرضوا لامتحان مع المسلمين أركسوا فيه أى سقطوا فيه والمراد أنهم يذنبون فى حق المسلمين إذا حانت لهم الفرصة ،ويبين لهم أن الطائفة إن لم يعتزلوا أى يسالموا المسلمين ويلقوا إليهم السلم والمراد ويعلنوا لهم الإسلام وفسر هذا بأنهم يكفوا أيديهم أى يمنعوا طاعة أهواء أنفسهم فالواجب على المؤمنين فى تلك الحالة هو:
أن يأخذوهم أى يمسكوهم أى يقتلوهم حيث ثقفوهم والمراد ثم يذبحوهم حيث يجدوهم وهذا تطبيق لحد الردة عليهم لقوله بنفس السورة"واقتلوهم حيث وجدتموهم"ويبين لهم أنه جعل لهم على الطائفة المنافقة سلطان مبين والمراد أنه فرض لهم على المنافقين عقاب عظيم أى حكم لهم أن يكونوا المنفذين لعقوبة الردة فى المنافقين.
"وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ ومن قتل مؤمنا فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله إلا أن يصدقوا فإن كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلمة إلى أهله وتحرير رقبة مؤمنة فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين توبة من الله وكان الله عليما حكيما"المعنى وما كان لمسلم أن يذبح مسلما إلا غفلة ومن ذبح مسلما سهوا فعتق إنسان مسلم ومال مؤدى لأسرته إلا أن يعفوا فإن كان من قوم حرب عليكم وهو مسلم فعتق إنسان وإن كان من قوم بينكم وبينهم عهد فمال مؤدى لأسرته وعتق إنسان مسلم فمن لم يلق فصيام شهرين متتاليين غفران من الله وكان الله خبيرا قاضيا،يبين الله للمؤمنين أن المؤمن وهو المصدق بحكم الله لا يمكن أن يقتل مؤمن إلا خطأ والمراد لا يمكن أن يذبح مصدق بحكم الله إلا سهوا أى غير عمد ،ويبين لهم أن من قتل مؤمنا خطأ والمراد أن من ذبح مصدقا بحكم الله غير عامد فالواجب عليه تحرير رقبة مؤمنة أى فعتق عبد أو أمة مصدق بحكم الله ودية مسلمة إلى أهله إلا أن يصدقوا والمراد ومال مدفوع إلى أسرة القتيل إلا أن يتنازلوا عن المال تكفيرا عن جريمته،وأما إذا كان القتيل من قوم عدو أى محاربين للمسلمين وهو مؤمن أى مصدق بحكم الله فالواجب على القاتل هى تحرير رقبة مؤمنة أى عتق عبد مصدق أو أمة مصدقة بحكم الله وأما إن كان من قوم بين المسلمين وبينهم ميثاق أى عهد سلام فالواجب هو دية مسلمة لأهله أى مال مدفوع لأسرة القتيل وهذا يعنى أن الكفار يرثون المسلم قريبهم وتحرير رقبة مؤمنة أى وعتق عبد أو أمة مصدق بحكم الله ،ويبين الله لهم أن القاتل إن لم يجد أى يلق مال لتحرير الرقبة ودفع الدية فالواجب عليه هو صيام شهرين متتابعين أى الإمتناع عن الطعام والشراب والجماع نهارا لمدة شهرين متتاليين،وهذه الأحكام هى توبة أى غفران من الله لذنب القتل الخطأ ،ويبين لهم أنه عليم أى خبير بكل شىء وسيحاسب عليه وهو حكيم أى قاضى يقضى بالحق والخطاب وما بعده للمؤمنين.
"ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما" يفسر قوله "وغضب الله عليه ولعنه " قوله تعالى بسورة آل عمران"كمن باء بسخط من الله"فغضب تعنى سخط وقوله "وأعد له عذابا عظيما"يفسره قوله بسورة الأحزاب"وأعد لهم عذابا مهينا"فعظيما تعنى مهينا والمعنى ومن يذبح مسلما قاصدا فعقابه النار باقيا فيها أى سخط الله له أى عاقبه أى جهز له عقابا شديدا،يبين الله للمؤمنين أن من يقتل مؤمنا متعمدا والمراد من يذبح مصدقا بحكم الله قاصدا ذبحه يكون جزاؤه أى عقابه هو جهنم وهى النار وفسرها بأنها غضب الله الذى فسره بأنه لعنة الله وفسر هذا بأنه أعد لهم عذابا عظيما أى جهز له عقابا أليما وهو خالد أى باقى فيه لا يخرج منه.
"يا أيها الذين أمنوا إذا ضربتم فى سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا إن الله كان بما تعملون خبيرا"يفسر قوله "تبتغون عرض الحياة الدنيا "قوله تعالى بسورة الأنفال"تريدون عرض الدنيا"فتبتغون تعنى تريدون وقوله "إن الله كان بما تعملون خبيرا"يفسره قوله بسورة يونس"والله عليم بما يفعلون" فعليم تعنى خبير ويعملون تعنى يفعلون والمعنى يا أيها الذين صدقوا حكم الله إذا خرجتم فى نصر دين الله فتثبتوا ممن تريدون حربه ولا تقولوا لمن أعلن لكم الإسلام لست مسلما تريدون متاع الحياة الأولى فلدى الله أمتعة عظيمة كذلك كنتم كفارا من قبل فتفضل الله عليكم فتثبتوا من أمره إن الله كان بالذى تفعلون عليما ،يخاطب الله المؤمنين طالبا منهم التبين وهو التثبت من المعلومات إذا ضربوا فى سبيل الله والمراد إذا خرجوا للجهاد لنصر دين الله قبل أن يحاربوا حتى لا يصيبوا قوما مسلمين دون أن يدروا ،وينهى الله المؤمنين أن يقولوا :لست مؤمنا أى مصدقا بحكم الله وذلك لمن ألقى لهم السلام والمراد لمن أعلن لهم إسلامه لأنهم إن فعلوا هذا فهم يبتغون عرض الحياة الدنيا والمراد فهم يريدون من خلف قتل المؤمن متاع الحياة الأولى وهو مال الرجل ،ويبين لهم أن عنده مغانم كثيرة والمراد أن لديه منافع كبيرة لمن يطيع حكمه ويبين لهم أنهم كانوا كذلك من قبل والمراد أنهم كانوا كفارا قبل إسلامهم فمن الله عليهم أى تفضل الله عليهم برحمته ،ويكرر لهم طلبه بأن يتبينوا أى يتثبتوا من المعلومات قبل حربهم أى قتلهم للناس ويبين لهم أنه خبير أى عليم بالذى يعملون أى يفعلون وسيحاسبهم عليه ومن ثم عليهم الحذر من مخالفته والخطاب للمؤمنين.
"لا يستوى القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر والمجاهدون فى سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما درجات منه ومغفرة ورحمة وكان الله غفورا رحيما"المعنى لا يتساوى الجالسون من المسلمين غير أصحاب العجز والمقاتلون فى نصر دين الله بأملاكهم ميز الله المقاتلين بأملاكهم وأنفسهم على الجالسين ميزة وكلا أخبره الله بالجنة وميز الله المقاتلين على الجالسين ثوابا كبيرا رحمات منه أى عفو أى فضل وكان الله عفوا نافعا،يبين الله للنبى(ص) أن القاعدين من المؤمنين وهم المتخلفون عن الجهاد من المصدقين بحكم الله لا يتساوون فى الثواب مع المجاهدين فى سبيل الله بأموالهم وأنفسهم وهم المحاربين لنصر دين الله بالتبرع بأملاكهم وذواتهم ويستثنى الله من القاعدين أولى الضرر وهم أصحاب العجز أى العاهات التى تمنعهم من الجهاد ،ويبين لهم أنه فضل المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وفسرها بأنها أجرا عظيما والمراد أنه ميز المقاتلين بأملاكهم وذواتهم على الجالسين بميزة هى أن المجاهدين فى أعلى منزلة بالجنة والقاعدين فى المنزلة الأقل فى الجنة ويبين الله لهم أنه وعد الفريقين بالحسنى والمراد أنه أخبر الفريقين بدخولهم الجنة وفسر الله الدرجة بأنها الأجر العظيم أى المغفرة أى الرحمة وهى سكنهم فى أعلى منزلة فى الجنة ويبين لنا أنه غفور أى عفو عن المؤمنين رحيم أى نافع لهم والخطاب للنبى(ص) وما بعده وما بعده .
"إن الذين توفاهم الملائكة ظالمى أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين فى الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا"يفسر الجزء الأول قوله تعالى بسورة الأنفال"ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة"فظالمى أنفسهم هم الذين كفروا وقوله"فأولئك مأواهم جهنم"يفسره قوله بسورة الكهف"إنا أعتدنا جهنم للكافرين نزلا"فمأوى الكفار هو النزل وقوله "وساءت مصيرا"يفسره قوله بسورة الفرقان"إنها ساءت مستقرا ومقاما"فمصيرا تعنى مستقرا أى مقاما والمعنى إن الذين تميتهم الملائكة خاسرى أنفسهم قالوا فى ما عشتم؟قالوا كنا مستذلين فى البلاد قالوا ألم تكن بلاد الله كثيرة فتتنقلوا إلى بعضها فأولئك مقامهم النار وقبحت مقاما، يبين الله للمؤمنين أن الذين توفاهم الملائكة ظالمى أنفسهم والمراد أن الذين تنقلهم الملائكة من الدنيا إلى عالم الغيب تسألهم الملائكة:فيم كنتم ؟والمراد كيف عشتم فى الدنيا؟فيجيبون:كنا مستضعفين فى الأرض والمراد كنا أذلاء فى البلاد من السادة نتبع كفرهم فتقول الملائكة لهم ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها والمراد ألم تكن بلاد الله كثيرة فتنتقلوا إلى إحداها حيث الأمن ؟والغرض من السؤال هو إخبارنا أن من يخاف على ضياع إسلامه فى بلد يجب عليه أن يهاجر لبلد أخر يجد فيه الأمان على إسلامه ،ويبين الله لهم أن مأوى الظالمين وهو مكان تواجدهم هو جهنم وهى النار ويصف مصيرهم وهو معيشتهم بأنها سيئة أى قبيحة .
"إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا"يفسر قوله "عسى الله أن يعفو عنهم " قوله بسورة التحريم"عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم"فيعفو تعنى يكفر سيئاتهم والمعنى يدخل القوم النار إلا الأذلاء من الذكور والإناث والأطفال لا يقدرون على مكر أى لا يجدون مخرجا أولئك عسى الله أن يرحمهم الله وكان الله توابا رحيما ،يبين الله للمؤمنين أن النار هى مصير الذين لا يهاجرون حفظا لإسلامهم إلا المستضعفين وهم الأذلاء أى الواهنين من الرجال وهم الذكور والنساء وهن الإناث والولدان وهم الأطفال الذين لا يستطيعون حيلة والمراد لا يقدرون على تدبير مكر يهربون به إلى أرض الأمان وفسر هذا بأنهم لا يهتدون سبيلا والمراد لا يجدون طريقا يهربون منه لأرض الأمان حفاظا على إسلامهم وهؤلاء يعفو الله عنهم أى يغفر الله لهم أى يرحمهم حيث يدخلهم الجنة ويبين لهم أنه عفو أى غفور والمراد نافع مفيد للمستضعفين بإدخالهم الجنة .
"ومن يهاجر فى سبيل الله يجد فى الأرض مراغما كثيرا وسعة ومن يخرج مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله وكان الله غفورا رحيما"المعنى ومن ينتقل لنصر دين الله يلق فى البلاد أرزاقا كثيرة أى غنى ومن يطلع من مسكنه منتقلا إلى الله ونبيه(ص) ثم تلحقه الوفاة فقد وجب ثوابه على الله وكان الله عفوا نافعا،يبين الله لمن يهاجر أن من يهاجر فى سبيل الله والمراد من ينتقل من بلده إلى بلد أخرى لنصر دين الله يجد فى الأرض مراغما كثيرة أى سعة والمراد يلق فى البلد التى انتقل لها أرزاق كبيرة أى غنى ،ويبين لهم أن من يخرج مهاجرا إلى الله ورسوله(ص)والمراد أن من يترك مسكنه منتقلا إلى دولة فيها يطبق حكم الله المنزل على نبيه(ص)ثم يدركه الموت أى ثم تلحقه الوفاة أثناء أو بعد انتقاله للدولة فقد وقع أجره على الله والمراد فقد وجبت رحمته بإدخاله الجنة على الله ،ويبين الله أنه غفور رحيم أى نافع مفيد للمهاجر بالجنة .
"وإذا ضربتم فى الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا إن الكافرين كانوا لكم عدوا مبينا "المعنى وإذا سعيتم فى البلاد فليس عليكم عقاب أن تمتنعوا عن الصلاة إن خشيتم أن يردكم الذين كذبوا عن دينكم إن الكاذبين كانوا لكم كارها معروفا ،يبين الله للمؤمنين أنهم إذا ضربوا فى الأرض والمراد إذا سافروا فى البلاد فليس عليهم جناح أى عقاب إن فعلوا التالى :قصروا من الصلاة أى امتنعوا عن أداء الصلاة وهى طاعة أحكام الإسلام وذلك إن خافوا أن يفتنهم الذين كفروا والمراد إن خشوا أن يؤذيهم الذين كذبوا بالوحى فيردوهم بالتعذيب عن دينهم ،ويبين لهم أن الكافرين وهم المكذبين بحكم الله عدو مبين أى كاره كبير لهم وهذا يعنى وجوب الحذر منهم والخطاب للمؤمنين.
"وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا أسلحتهم فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم ود الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة ولا جناح عليكم إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى أن تضعوا أسلحتكم وخذوا حذركم إن الله أعد للكافرين عذابا مهينا"يفسر الجزء الأخير قوله تعالى بسورة الأحزاب"وأعد للكافرين عذابا أليما"فمهينا أى أليما والمعنى وإذا كنت معهم فأممت لهم الصلاة فلتصل جماعة منهم معك وليمسكوا أسلحتهم فإذا سجدوا فليصبحوا من خلفكم ولتجىء جماعة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك وليعملوا احتياطهم وأسلحتهم ،أحب الذين كذبوا لو تسهون عن أسلحتكم وأرزاقكم فيهجمون عليكم هجوما واحدا ولا عقاب عليكم إن كان بكم ضرر من مطر أو كنتم عليلين أن تتركوا سلاحكم واعملوا احتياطكم إن الله جهز للكاذبين عقابا مذلا،يخاطب الله رسوله(ص)فيبين له أنه إذا كان مع المسلمين ثم أقام لهم الصلاة أى أم لهم الصلاة والمراد قادهم فى الصلاة فيجب أن تقوم طائفة منهم معه أى أن تصلى جماعة من المسلمين معه بشرط أن يأخذوا أسلحتهم والمراد أن يمسكوا سلاحهم فإذا سجدوا والمراد صلوا فعلى الطائفة الأخرى أن تكون من ورائهم أى أن تقف خلفهم والمراد أن تقوم بحراستهم وهذا يعنى أن الجيش ينقسم إلى فريقين الأول يصلى مع الإمام والثانى يحرسه حتى لا يؤذيه العدو وعلى الفريق الأول جلب سلاحه معه فى الصلاة وبعد انتهاء الطائفة الأولى من صلاتها تأت الطائفة الثانية وهى الجماعة الثانية التى كانت تحرس فلم تصلى حتى يصلوا أى يسجدوا مع النبى(ص) أو الإمام وعليهم أخذ الحذر وهو السلاح معهم أثناء الصلاة وهذا يعنى أن الفريق الثانى يترك الحراسة بعد أن يأخذ الفريق الأول مواقع الحراسة بعد انتهاء صلاته ويأتى حاملا سلاحه للصلاة مع الإمام وهذا يعنى أن كل فريق يصلى صلاة واحدة والإمام وحده هو الذى يصلى الصلاة صلاتين بالفريقين ،ويبين الله للمؤمنين أن الذين كفروا وهم الذين كذبوا بحكم الله ودوا أى تمنوا التالى :لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم والمراد لو تسهون أى تغيبون عن سلاحكم وأموالكم ولو حدث ذلك فإنهم سيميلون ميلة واحدة والمراد سيهجمون على المسلمين هجوما واحدا يقتلونهم فيه قتلا تاما ،ويبين الله للمؤمنين أن لا جناح عليهم والمراد لا عقاب يقع عليهم إن وضعوا أسلحتهم أى تركوها فى الحالة التالية :كان بهم أذى من مطر أى ضرر من ماء السحاب أو كانوا مرضى أى مصابين بالأوجاع ولكن عليهم أن يأخذوا حذرهم أى يعملوا احتياطهم وهو وجود حراسة تراقب المكان من الأصحاء ،ويبين لهم أنه أعد للكافرين عذابا مهينا أى أعد للمكذبين بالوحى العقاب الشديد والخطاب حتى كلمة ود للنبى(ص)وما بعده للمؤمنين وما بعده
"فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلاة إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا"المعنى فإذا أنهيتم الصلاة فأطيعوا حكم الله وقوفا وجلوسا وعلى مراقدكم أى إذا أمنتم فأدوا الطاعة لله إن الطاعة كانت على المصدقين بالوحى حكما واجبا،يبين الله للمؤمنين أنهم إذا قضوا الصلاة والمراد إذا انتهوا من أداء الصلاة بشكلها المعروف فعليهم التالى :ذكر الله وهو طاعة حكم الله قياما أى وهم على أرجلهم ثابتين أو سائرين وقعودا أى وهم جلوس وعلى جنوبهم أى وهم راقدين على أى جنب منهم يمينا ويسارا وبطنا وظهرا وهذا يعنى أن المسلم يطيع حكم الله فى كل أحواله الجسمية وفسر الله هذا بأنهم إذا اطمأنوا والمراد إذا أمنوا على أنفسهم من الأذى فعليهم أن يقيموا الصلاة أى الدين مصداق لقوله تعالى بسورة الشورى "أن أقيموا الدين"والمراد أن يطيعوا حكم الله والسبب هو أن الصلاة أى طاعة الدين كانت على المؤمنين أى المصدقين بحكم الله كتابا موقوتا أى فرضا مفروضا أى حكما واجبا .
"ولا تهنوا فى ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون وكان الله عليما حكيما "يفسر قوله"وترجون من الله ما لا يرجون" قوله تعالى بسورة البقرة"يرجون رحمة الله"فالمرجو من الله هو الرحمة والمعنى ولا تضعفوا فى طلب الكفار إن تكونوا تتوجعون فإنهم يتوجعون كما تتوجعون وتريدون من الله الذى لا يريدون وكان الله خبيرا قاضيا ،ينهى الله المؤمنين فيقول :لا تهنوا فى ابتغاء القوم والمراد لا تضعفوا عن مطاردة العدو متعللين بأنكم تتألمون من الجراح والإصابات ،ويبين لهم أنهم إن كانوا يألمون أى يتوجعون فالعدو يتألمون أى يتوجعون مثلهم وهذا يعنى تساويهم فى الألم أضف لهذا أن المؤمنين يرجون من الله ما لا يرجون والمراد أن المسلمين يريدون من الله الرحمة فى الآخرة التى لا يريدها العدو وهذا القول يبين لنا أن الحرب لا يجب أن تتوقف على معركة وإنما كل معركة غير محسومة ينبغى أن يليها على الفور معركة أخرى للقضاء على العدو وهو فى نفس حالتنا من الألم ،ويبين لهم أنه عليم أى خبير بكل شىء حكيم أى قاضى يقضى بالحق والخطاب للمؤمنين المجاهدين.
"إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما"يفسر قوله"إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق" قوله تعالى بسورة فاطر"والذى أوحينا إليك من الكتاب هو الحق"فأنزلنا تعنى أوحينا وقوله "لتحكم بين الناس بما أراك الله"يفسره قوله بسورة المائدة"فاحكم بينهم بالقسط"فما أراه الله هو القسط وقوله "ولا تكن للخائنين خصيما "يفسره قوله بسورة القصص"فلا تكونن ظهيرا للكافرين"فالخصيم هو الظهير والخائنين هم الكافرين والمعنى إنا أوحينا لك الوحى بالعدل لتفصل بين الخلق بما علمك الله ولا تصبح للمخادعين نصيرا ،يبين الله لرسوله(ص)أنه أنزل له الكتاب بالحق والمراد أنه أوحى له الوحى بالعدل وهو حكم الله والسبب أن يحكم بين الناس بما أراه الله والمراد أن يفصل فى قضايا الخلاف بين الخلق بالذى عرفه الله من حكمه وينهاه أن يكون خصيم للخائنين أى أن يصبح ناصر للمخادعين للمؤمنين ومن ثم يجب عليه أن يتحرى العدل حتى لا يظلم أحدا والخطاب للنبى(ص) وما بعده وما بعده وما بعده.
"واستغفر الله إن الله كان غفورا رحيما "المعنى واستعفى الله إن الله كان عفوا نافعا ،يطلب الله من نبيه(ص)أن يستغفره والمراد أن يطلب منه العفو عن ذنبه وهو مناصرة الخائنين ويبين له أنه غفور رحيم أى عفو عن الذنب للمستغفر نافع له برحمته .
"ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما"يفسر قوله "إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما" قوله تعالى بسورة البقرة"والله لا يحب كل كفار أثيم "وقوله بسورة الحج"إن الله لا يحب كل خوان كفور"فالخوان الأثيم هو الكفور والمعنى ولا تدافع عن الذين يخدعون أنفسهم إن الله لا يرحم كل كفور مجرم،ينهى الله نبيه(ص)عن الجدال عن الذين يختانون أنفسهم والمراد عن الدفاع عن الذين يخدعون أنفسهم حيث يحسبون سيئاتهم حسنات والمراد هنا خاصة سيئة ظلم الغير وهى هنا اتهامهم بالباطل برىء بجريمة لم يرتكبها ويبين له أنه لا يحب كل خوان أثيم والمراد لا يرحم كل كافر مكذب حيث يدخله النار.
"يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطا"يفسر الجزء الأخير قوله تعالى بسورة يونس " والله عليم بما يفعلون"فيعملون تعنى يفعلون ومحيطا تعنى عليما والمعنى يستترون من البشر ولا يستترون من الله وهو عالم بهم إذ ينوون الذى لا يبيح من الحديث وكان الله بالذى يفعلون خبيرا،يبين الله لنبيه(ص)أن الخائنين يستخفون من الناس والمراد يخافون من المسلمين فيقولون فى السر ما لا يرضى الله من القول وهو الذى يرفضه الله من الحديث وهم لا يستخفون من الله والمراد وهم لا يخافون من عذاب الله الذى هو معهم إذ يبيتون قولهم والمراد الذى هو عالم بهم حين ينوون فعل ما قالوه فى حديثهم ،ويبين له أنه محيط بما يعملون والمراد خبير بالذى يفعلون وسيحاسبهم عليهم .
"ها أنتم جادلتم عنهم فى الحياة الدنيا فمن يجادل عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيلا"المعنى ها أنتم حاججتم عن الخائنين فى الحياة الأولى فمن يحاجج عنهم يوم البعث أى من يصبح لهم نصيرا ؟يبين الله للمؤمنين أنهم جادلوا عن الخونة فى الحياة الدنيا والمراد أنهم دافعوا عن الخونة بشدة فى الحياة الأولى نتيجة خداع الخونة لهم ويسألهم من يجادل عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيلا والمراد من يدافع عن الخونة يوم البعث أى من يصبح ناصرا لهم؟ والغرض من السؤال هو إخبار المؤمنين أنهم على باطل بدفاعهم عن الخونة الذين لن يجدوا فى يوم البعث مدافعا عنهم أى نصيرا لهم أى شافعا لهم ومن ثم عليهم أن يستغفروا الله لذنبهم فى الدفاع عن الخونة والخطاب للمؤمنين.
"ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما "يفسر قوله "ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه" قوله تعالى بسورة النساء"من يكسب إثما"فيعمل تعنى يكسب وسوء أى ظلم تعنى إثم وقوله "ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم"فيستغفر تعنى يتوب ووجدان الله غفور هو توبة الله عليهم والمعنى ومن يفعل ذنبا أى يخسر نفسه ثم يستعفى الله يلق الله عفوا نافعا،يبين الله للمؤمنين أن من يعمل سوءا أى يظلم نفسه والمراد يفعل ذنبا ثم يستغفر الله أى ثم يتوب إلى الله يجد الله غفورا رحيما والمراد يلق الله توابا نافعا له والخطاب وما بعده للناس وما بعده .
"ومن يكسب إثما فإنما يكسبه على نفسه وكان الله عليما حكيما"يفسر قوله "ومن يكسب إثما" قوله تعالى بسورة البقرة"من يكسب خطيئة"فإثما تعنى خطيئة والمعنى ومن يعمل سيئة فإنما يتحمل عقابه بنفسه وكان الله خبيرا قاضيا،يبين الله للمؤمنين أن من يكسب إثما والمراد من يعمل خطيئة أى سيئة يكسبها على نفسها والمراد يذوق عقابها بنفسه ويبين لهم أنه عليم حكيم أى خبير بكل شىء قاضى يقضى بالحق.
"ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا"يفسر قوله"ومن يكسب خطيئة أو إثما" قوله تعالى بنفس السورة"ومن يعمل سوءا "فالخطيئة أى الإثم هو السوء ويكسب تعنى يعمل والمعنى ومن يعمل سيئة أى ذنبا ثم ينسبه لطاهر فقد اكتسب جرما أى ذنبا عظيما ،يبين الله للنبى(ص)أن من يكسب خطيئة أى إثم والمراد من يصنع جريمة أى ذنب ثم يرم به بريئا والمراد ثم ينسب جريمته إلى إنسان أخر لم يصنعه فقد احتمل بهتانا أى إثما مبينا والمراد فقد صنع جريمة أخرى أى ذنب كبير وهذا ما فعله الخونة حيث ارتكبوا جريمة ثم نسبوها إلى من لم يعملها .
"ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك وما يضلون إلا أنفسهم وما يضرونك من شىء وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما"يفسر قوله"لهمت طائفة منهم أن يضلوك" قوله تعالى بسورة الإسراء"وإن كادوا ليفتنوك عن الذى أوحينا إليك"فهمت تعنى كادوا ويضلوك تعنى يفتنوك عن الوحى وقوله"وما يضلون إلا أنفسهم "يفسره قوله بسورة البقرة"وما يخدعون إلا أنفسهم "فيضلون تعنى يخدعون وقوله "وما يضرونك من شىء"يفسره قوله بسورة المائدة"والله يعصمك من الناس"فلا يضرونك تعنى أن الله يعصمه من ضرر الناس وقوله "وأنزل عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم"يفسره قوله بسورة الشورى"وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيا"فالكتاب أى الحكمة أى العلم هو القرآن وتفسيره والمعنى ولولا رأفة الله بك أى نفعه لك لكادت جماعة منهم أن يبعدوك عن دينك وما يبعدون إلا أنفسهم عن الإسلام وما يؤذونك بأذى وأوحى الله لك الحكم أى الوحى أى عرفك الذى لم تكن تعرف وكانت نعمة الله عليك كبرى ،يبين الله لنبيه(ص)أن لولا فضل الله عليه وهو رحمته به أى رأفته به أى نفعه له بإعلامه بمكيدة الخونة لحدث التالى :همت طائفة منهم أن يضلوه عن الحق والمراد كادت جماعة من الخونة أن يبعدوه عن دين الله ،ويبين له أنهم ما يضلون إلا أنفسهم والمراد ما يخدعون إلا أنفسهم وبألفاظ أخرى ما يهلكون إلا أنفسهم ببعدهم عن الحق ،ويبين له أنهم ما يضرونه بشىء والمراد ما يؤذونه بعض الأذى وهذا يعنى أن الله حماه من أذاهم الجسدى،ويبين له أن أنزل عليه الكتاب أى الحكمة وهو العلم الذى لم يكن يعلمه والمراد أن الله أوحى له القرآن وهو حكم الله أى المعرفة التى لم يكن يعرفها من قبل ،ويبين له أن فضله كان عليه عظيما والمراد أن عطاء الله له كان كثيرا مصداق لقوله تعالى بسورة الكوثر"إنا أعطيناك الكوثر" والخطاب للنبى(ص).
"لا خير فى كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما"يفسر قوله"ابتغاء مرضات الله" قوله تعالى بسورة الإسراء"ابتغاء رحمة من ربك"فمرضات تعنى رحمة الله وقوله"نؤتيه أجرا عظيما"يفسره قوله بسورة الفتح"فإن تطيعوا يؤتكم أجرا حسنا"فعظيما تعنى حسنا والمعنى لا نفع فى عديد من حديثهم إلا من طالب بعطاء أو إحسان أى عدل بين الخلق ومن يصنع ذلك طلبا لرحمة الله فسوف نعطيه ثوابا حسنا،يبين الله للمؤمنين أن لا خير فى كثير من نجوى الناس والمراد أن لا فائدة فى العديد من حديث الخلق السرى إلا الأمور التالية:
من أمر بصدقة أى من طالب غيره بدفع نفقة لمن يحتاجها ،أو أمر بمعروف أى من طالب غيره بعمل خير أى أمر بإصلاح بين الناس أى من طالب بالتوفيق وهو العدل بين الخلق ،ويبين له أن من يفعل ذلك والمراد من يأمر بالصدقة أو المعروف أى الإصلاح وهو الأمر بالعدل ابتغاء مرضات الله أى طلبا لرحمة الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما أى فسوف نعطيه رحمة كبرى هى الجنة والخطاب للمؤمنين.
"ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا"يفسر الجزء الأول قوله تعالى بسورة النساء"ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا"فيشاقق تعنى يعصى وقوله "ونصله جهنم"يفسره قوله "بسورة الحج"ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق"فنصله تعنى نذيقه وجهنم تعنى عذاب الحريق وقوله "وساءت مصيرا"يفسره قوله بسورة الفرقان"إنها ساءت مستقرا ومقاما"فمصيرا تعنى مستقرا أى مقاما والمعنى ومن يعادى النبى(ص)من بعد ما عرف الحق أى يطيع دين غير دين المسلمين ندينه الذى دان وندخله النار وقبحت مقاما،يبين الله للمؤمنين أن من يشاقق الرسول أى من يعصى حكم الله المنزل على النبى(ص)من بعد ما تبين له الهدى أى من بعد ما بلغه حكم الله وفسر هذا بأنه يتبع غير سبيل المؤمنين والمراد ويطيع غير دين المسلمين ومن ثم يوله الله ما تولى أى يجعله الله على دينه الذى اختاره ويصله جهنم أى يدخله النار وقد ساءت مصيرا والمراد وقد قبحت مقاما والخطاب للناس وما بعده.
"إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا"يفسر الجزء الأول قوله تعالى بسورة آل عمران"ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه "فيشرك تعنى يبتغى غير الإسلام دينا ويغفر تعنى يقبل وقوله"ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا"يفسره قوله بسورة النساء"ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما"فضل تعنى افترى وضلالا تعنى إثما وبعيدا تعنى عظيما والمعنى إن الله لا يقبل أن يكفر به ويقبل ما سوى الكفر ممن يريد ومن يكفر بالله فقد بعد بعدا عظيما ،يبين الله للمؤمنين أنه لا يغفر أن يشرك به والمراد أنه لا يقبل أن يكفر بحكمه الناس ويغفر ما دون ذلك أى ويقبل الذى غير الكفر أى يقبل الإسلام ممن يشاء أى ممن يسلم وهذا يعنى أنه يقبل الإسلام لأنه هو غير الكفر،وأن من يشرك بالله أى من يكفر بحكم الله فقد ضل ضلالا بعيدا والمراد فقد بعد بعدا كبيرا والمراد فقد عذب عذابا كبيرا.
"إن يدعون من دونه إلا إناثا وإن يدعون إلا شيطانا مريدا لعنه الله وقال لأتخذن من عبادك نصيبا مفروضا ولأضلنهم ولأمنينهم ولأمرنهم فليبتكن أذان الأنعام ولأمرنهم فليغيرن خلق الله ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا "المعنى إن يطيعون من سوى الله إلا أهواء أى إن يتبعون إلا هوى متبعا غضب الله عليه وقال لأجعلن لى من عبيدك جمعا كثيرا أى لأبعدنهم ولأغرينهم أى لأطالبنهم فليقطعن أذان البهائم ولأطالبنهم فليبدلن مخلوقات الله ومن يجعل الهوى ناصرا له من سوى الله فقد ضاع ضياعا عظيما،يبين الله للمؤمنين أن الكفار يدعون أى يطيعون من دون الله الإناث والمراد يتبعون من سوى حكم الله الشهوات وسماها الله إناثا لأن المعبودات المزعومة للناس منها الذكور والإناث ولكن المعبودات الحقيقية هى شهوات أى أهواء النفوس مصداق لقوله تعالى بسورة الجاثية "أرأيت من اتخذ إلهه هواه"وفسر الله هذا بأنهم يدعون شيطانا مريدا والمراد يطيعون هوى مطاعا قد لعنه الله أى غضب عليه أى حرم عليه الجنة وقد قال الشيطان:لأتخذن من عبادك نصيبا مفروضا والمراد لأضلن من عبيدك عددا وافرا وفسر قوله بأن قال:لأضلنهم أى لأبعدنهم عن الحق وفسره بقوله ولأمنينهم أى لأخدعنهم خداعا يبعدهم عن الحق ولأمرنهم فليبتكن أذان الأنعام والمراد ولأطالبنهم فليقطعن أذان الحيوانات أى البهائم ولأمرنهم فليغيرن خلق الله والمراد فلأطالبنهم فليبدلن مخلوقات الله ،وهذا يعنى أن أى تغيير لهيئات الأنعام وهيئات خلق الله محرم ما لم ينص الله على تغييره لأنه أمر شيطانى ،ويبين لهم أن من يتخذ الشيطان وليا أى من يجعل هوى النفس ناصرا له قد خسر خسرانا مبينا أى قد هلك هلاكا عظيما والمراد قد دخل نارا كبرى والخطاب وما بعده للمؤمنين وما بعده
"يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا"المعنى يزين لهم أى يخدعهم أى ما يقول لهم الهوى إلا باطلا،يبين الله للمؤمنين أن الشيطان وهو هوى النفس يعد أى يمنى أى يزين للعباد الباطل وفسر هذا بأنه يقول لهم الغرور وهو الخداع أى الكذب أى الباطل.
"أولئك مأواهم جهنم ولا يجدون عنها محيصا والذين أمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا وعد الله حقا ومن أصدق من الله قيلا"يفسر قوله"مأواهم جهنم" قوله تعالى بسورة آل عمران"مأواهم النار"فجهنم هى النار وقوله"ولا يجدون عنها محيصا "يفسره قوله بسورة الكهف"ولم يجدوا عنها مصرفا"فمحيصا تعنى مصرفا أى منقذا وقوله "سندخلهم جنات"يفسره قوله بسورة الفتح "ليدخل من يشاء فى رحمته "فجنات تعنى رحمة الله وقوله "خالدين فيها أبدا"يفسره قوله بسورة الكهف"ماكثين فيها أبدا "فخالدين تعنى ماكثين وقوله"ومن أصدق من الله قيلا"يفسره قوله بسورة المائدة "ومن أحسن من الله حكما"فأصدق تعنى أحسن وقيلا تعنى حكما والمعنى أولئك مقامهم النار ولا يلقون عنها مبعدا والذين صدقوا بحكم الله وصنعوا الحسنات سنسكنهم حدائق تسير فى أرضها العيون باقين فيها دوما قول الله صدقا ومن أحسن من الله حكما،يبين الله لنا أن الكفار مأواهم جهنم والمراد مكانهم فى الآخرة هو النار وهم لا يجدون عنها محيصا أى لا يلقون عن النار مبعدا أى منقذا وأما الذين أمنوا أى صدقوا بحكم الله وعملوا الصالحات أى وصنعوا الحسنات التى طالبهم بها حكم الله فسيدخلهم الله جنات أى سيسكنهم فى حدائق تجرى من تحتها الأنهار والمراد تسير فى أرضها العيون ذات السوائل اللذيذة وهم خالدين فيها أبدا والمراد مقيمين فى الجنة دائما لا يخرجون منها وهذا هو وعد الله أى قول الله الصادق لهم فى الوحى وليس هناك من هو أصدق من الله قيلا والمراد وليس هناك من هو أحسن من الله حكما والخطاب للنبى(ص).
"ليس بأمانيكم ولا أمانى أهل الكتاب من يعمل سوء يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا"يفسر قوله "ليس بأمانيكم ولا أمانى أهل الكتاب" قوله تعالى بسورة البقرة"وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى "فالأمانى هى دخول الجنة وقوله"من يعمل سوء يجز به" يفسره قوله بسورة النمل"ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم فى النار"فيعمل تعنى يجىء بالسوء وهو السيئة وقوله"ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا "يفسره قوله بسورة الأنعام"ليس لهم من دونه ولى ولا شفيع"فوليا أى نصيرا أى شفيعا والمعنى ليس بأقوالكم ولا أقوال أصحاب الوحى السابق تدخلون الجنة من يصنع ذنبا يعاقب به ولا يلق له من سوى الله ناصرا أى منقذا،يخاطب الله المؤمنين مبينا لهم أن دخول الجنة ليس بأمانيهم أى ليس بأقوالهم ولا بأمانى أهل الكتاب أى ولا بأقوال أصحاب الوحى السابق وهذا يعنى أن لا أحد يدخل الجنة لمجرد أنه قال أنه سيدخلها ،ويبين لهم أن من يعمل سوء يجز به والمراد أن من يرتكب كفرا يعذب به ولا يجد له وليا ولا نصيرا والمراد ولا يلق له من غير الله منجيا أى منقذا ينقذه من العذاب والخطاب للمؤمنين وما بعده

https://albetalatek.ahlamontada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى