"لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا "المعنى لكن الله يقر بما أوحى لك أوحاه بحكمه والملائكة يقرون وحسبنا الله مقرا،يبين الله لنبيه(ص)أن الناس إذا كانوا يكذبون بالوحى فإن الله يشهد بما أنزل والمراد يقر بالذى أوحى لك أنزله بعلمه والمراد أوحاه بحكمه وهذا يعنى أن الله يعترف أن القرآن مصدره هو الله والملائكة يشهدون أى يقرون بأن القرآن من عند الله ،ويبين له أنه كفاه أى حسبه الله شهيدا أى مقرا بأن القرآن من عنده .
"إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله قد ضلوا ضلالا بعيدا"يفسر الجزء الأخير قوله بنفس السورة"فقد خسر خسرانا مبينا"فضل تعنى خسر وضلالا بعيدا تعنى خسرانا بعيدا والمعنى إن الذين كذبوا حكم الله أى وردوا عن دين الله قد خسروا خسرانا عظيما،يبين الله لنبيه(ص)أن الذين كفروا وهم الذين عصوا حكم الله وهم الذين صدوا عن سبيل الله أى ردوا عن دين الله بشتى الوسائل قد ضلوا ضلالا بعيدا والمراد قد خسروا خسرانا كبيرا حيث يدخلهم الله النار.
"إن الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا إلا طريق جهنم خالدين فيها أبدا وكان ذلك على الله يسيرا"المعنى إن الذين كذبوا حكم الله أى عصوه لم يكن الله ليتوب عليهم أى لا يرشدهم سبيلا إلا سبيل النار باقين فيها دوما وكان ذلك على الله هينا،يبين الله لنبيه(ص)أن الذين كفروا وفسرهم بأنهم الذين ظلموا مصداق لقوله تعالى بسورة البقرة"والكافرون هم الظالمون"والمراد إن الذين كذبوا الوحى أى عصوا الوحى لم يكن الله ليغفر لهم أى لم يكن ليتوب عليهم وفى هذا قال بسورة آل عمران"لن تقبل توبتهم"والمراد أن الله لن يترك عقاب ذنوبهم وفسر هذا فى الآية بأنه لا يهديهم طريقا إلا طريق جهنم والمراد لا يسيرهم فى درب إلا الدرب المؤدى للنار فى الأخرة وهم خالدين أى ماكثين فيها أبدا أى دائما كما بقوله بسورة الكهف"ماكثين فيها أبدا"ويبين له أن ذلك كان على الله يسيرا أى هين .
"يا أيها الناس قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم فأمنوا خير لكم وإن تكفروا فإن لله ما فى السموات والأرض وكان الله عليما حكيما"المعنى يا أيها الخلق قد أتاكم النبى بالعدل من إلهكم فصدقوا أفضل لكم وإن تكذبوا فإن لله ملك الذى فى السموات والأرض وكان الله خبيرا قاضيا،يخاطب الله الناس وهم الإنس والجن فيقول:قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم والمراد قد أتاكم محمد(ص)بالحكم العادل من عند إلهكم فأمنوا خيرا لكم والمراد فصدقوا به أنفع لكم فى الدنيا والقيامة وإن تكفروا أى وإن تكذبوا به فإن لله ملك الذى فى السموات والأرض والمراد أن الله غنى عن تصديقهم فهو لا يستفيد منه شيئا وإنما هم الذين يستفيدون وهو عليم أى خبير بكل شىء ويحاسب عليه وهو حكيم أى قاضى يحكم بالعدل فلا يظلم أحدا والخطاب للمؤمنين .
"يا أهل الكتاب لا تغلوا فى دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح ابن مريم رسول الله وكلمة ألقاها إلى مريم فأمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما فى السموات وما فى الأرض وكفى بالله وكيلا"المعنى يا أصحاب الوحى لا تنسبوا إلىً حكمكم أى لا تنسبوا إلى الله إلا العدل ،إنما المسيح ولد مريم(ص)مبعوث الله ورحمة أعطاها لمريم(ص)فصدقوا بحكم الله ومبعوثيه ولا تقولوا :ثلاثة آلهة امتنعوا أفضل لكم ،إنما الله رب واحد الطاعة له كيف يصبح له ابن وله ملك الذى فى السموات والذى فى الأرض وحسبنا الله ناصرا،يخاطب الله أهل الكتاب وهم أصحاب الوحى السابق فيقول:لا تغلوا فى دينكم والمراد لا تنسبوا إلى وحيكم سوى الحق وفسره بقوله لا تقولوا على الله إلا الحق والمراد لا تنسبوا إلى الله سوى العدل وهو أن المسيح ابن مريم والكلمة هنا هى للتأكيد على أنه ولد مريم(ص) وحدها وهو رسول أى مبعوث الله لبنى إسرائيل وكلمة ألقاها لمريم والمراد ورحمة أعطاها الله لمريم(ص)مصداق لقوله بسورة مريم"ورحمة منا "ويقول لهم:لا تقولوا ثلاثة والمراد ثلاثة آلهة هم الله والمسيح(ص)ومريم (ص) وأحيانا بدلا من مريم(ص) الروح القدس وأحيانا بدلا من الله مريم(ص)ويقول لهم انتهوا أى امتنعوا عن تصديق هذا القول وقوله فهو خير لكم أى أفضل ثواب لكم ،ويقول:إنما الله إله واحد أى رب واحد لا ثانى له سبحانه أى الطاعة لحكمه أن يكون له ولد والمراد كيف يصبح له ابن وله ما أى الذى فى السموات وما أى الذى فى الأرض؟ والغرض من القول هو إخبارهم استحالة وجود ولد لله لعدم حاجته له لأنه يملك كل شىء،ويبين لهم أنه كفى به وكيلا أى ناصرا أى وليا للمؤمنين والخطاب وما بعده لأهل الكتاب.
"لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم إليه جميعا فأما الذين أمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله وأما الذين استنكفوا واستكبروا فيعذبهم عذابا أليما ولا يجدون من دون الله وليا ولا نصيرا"المعنى لن يرفض المسيح(ص)أن يصبح مطيعا لله ولا الملائكة المعظمون ومن يستكبر عن طاعته أى يرفض اتباعه فسيبعثهم عنده كلهم فأما الذين صدقوا حكمه وفعلوا الحسنات فيدخلهم جناتهم أى يعطيهم من رزقه وأما الذين رفضوا طاعته أى أبوا اتباعه فيعاقبهم عقابا شديدا ولا يلقون لهم من سوى الله منقذا أى منجيا،يبين الله لأهل الكتاب أن المسيح(ص)لن يستنكف أى يستكبر أى يرفض أن يكون أى يصبح عبدا أى مطيعا لحكم الله والملائكة المقربون وهم المعظمون لا يرفضون أن يكونوا عبيدا لله،ويبين لهم أن من يستنكف عن عبادته وفسره بأن من يستكبر أى أن من يعرض عن طاعة حكم الله فسيحشرهم إليه جميعا والمراد سيبعثهم عنده فى أرض الآخرة فأما الذين أمنوا أى صدقوا حكمه وعملوا الصالحات أى وفعلوا الطاعات له فيوفيهم أجورهم والمراد يسكنهم جناتهم التى أخبرهم بها وفسر هذا بأنه يزيدهم من فضله والمراد يعطيهم من رزقه وهو رحمته وأما الذين استنكفوا أى استكبروا أى عصوا حكم الله فيعذبهم عذابا أليما والمراد يعاقبهم عقابا عظيما حيث يدخلهم النار فلا يجدون لهم وليا أى نصيرا والمراد لا يلقون فى الآخرة منقذا لهم أى منجيا من النار.
"يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا"يفسر قوله "قد جاءكم برهان من ربكم" قوله تعالى بسورة الأنعام"قد جاءكم بينة من ربكم"فالبرهان هو البينة وقوله "وأنزلنا إليكم نورا مبينا "يفسره قوله بسورة الأنبياء"لقد أنزلنا إليكم كتابا"فنورا تعنى كتابا والمعنى يا أيها الخلق قد أتاكم حكم من إلهكم أى أوحينا لكم كتابا عظيما،يبين الله للناس وهم الإنس والجن أنهم قد جاءهم برهان من ربهم وفسره بأنه أنزل لهم نور مبين والمراد قد أوحى لهم وحى من خالقهم أى أوحى لهم كتاب عظيم يجب طاعته والخطاب للناس وما بعده .
"فأما الذين أمنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم فى رحمة منه وفضل ويهديهم إليه صراطا مستقيما" يفسر قوله "واعتصموا به" قوله تعالى بسورة آل عمران"واعتصموا بحبل الله"فبه يعنى حبل الله وهو دينه وقوله "فسيدخلهم فى رحمة منه وفضل"يفسره قوله بسورة النساء"سندخلهم جنات"فرحمة أى فضل الله هى الجنات والمعنى فأما الذين صدقوا حكم الله واحتموا بطاعة حكم الله فسيسكنهم فى جنات لديه أى نعيم أى يثيبهم ثوابا سليما،يبين الله للناس أن الذين أمنوا وهم الذين صدقوا وحى الله واعتصموا به والمراد واحتموا بطاعة وحى الله من عذابه سيدخلهم فى رحمة منه أى فضل والمراد سيسكنهم جنات عنده أى نعيم مقيم لديه وفسر هذا بأنه يهديهم إليه صراطا مستقيما والمراد يرحمهم منه رحمة عادلة.
"يستفتونك قل الله يفتيكم فى الكلالة إن امرؤ هلك ليس له ولد وله أخت فلها نصف ما ترك وهو يرثها إن لم يكن لها ولد فإن كانتا اثنتين فلهما الثلثان مما ترك وإن كانوا إخوة رجالا ونساء فللذكر مثل حظ الأنثيين يبين الله لكم أن تضلوا والله بكل شىء عليم"المعنى يسألونك يا محمد(ص)قل الله يجيبكم فى العقيم إن إنسان مات ليس له عيال وله أخت فلها نصف الذى فات من المال وهو يأخذ مالها كله إن لم يكن لها عيال فإن كانتا اثنتين فلهما الثلثان من الذى فات من المال وإن كانوا جماعة ذكورا وإناثا فللولد قدر نصيب البنتين يفصل الله لكم كى لا تكفروا والله بكل أمر خبير ،يبين الله للنبى(ص)أن المسلمين يستفتونه أى يسألونه عن الكلالة ويطلب منه أن يقول لهم:الله يفتيكم أى يجيبكم عن سؤالكم عن ميراث الكلالة وهو إن امرؤ هلك ليس له ولد والمراد إن مسلم توفى وليس عنده عيال بنين أو بنات ولا أبوين وله أخت واحدة فلها نصف ما ترك والمراد فلها نصف الذى فات الميت من المال وأما إذا كانت الأخت هى الميتة فالأخ يرث أى يملك مالها كله إن لم يكن لها ولد أى عيال وأما إذا كانتا اثنتين فلهما الثلثان كل واحدة ثلث ما ترك أى من الذى فات الميت وأما إن كانوا إخوة رجالا ونساء أى إن كانوا جماعة ذكورا وإناثا فللذكر مثل حظ الأنثيين والمراد للولد قدر نصيب البنتين ،ويبين الله لنا أن نضل والمراد ويفصل الله لنا الأحكام كى لا ننحرف عن الحق وهو بكل شىء عليم والمراد وهو بكل أمر خبير ويحاسب عليه والخطاب للنبى (ص)ومنه للمؤمنين.
"إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله قد ضلوا ضلالا بعيدا"يفسر الجزء الأخير قوله بنفس السورة"فقد خسر خسرانا مبينا"فضل تعنى خسر وضلالا بعيدا تعنى خسرانا بعيدا والمعنى إن الذين كذبوا حكم الله أى وردوا عن دين الله قد خسروا خسرانا عظيما،يبين الله لنبيه(ص)أن الذين كفروا وهم الذين عصوا حكم الله وهم الذين صدوا عن سبيل الله أى ردوا عن دين الله بشتى الوسائل قد ضلوا ضلالا بعيدا والمراد قد خسروا خسرانا كبيرا حيث يدخلهم الله النار.
"إن الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا إلا طريق جهنم خالدين فيها أبدا وكان ذلك على الله يسيرا"المعنى إن الذين كذبوا حكم الله أى عصوه لم يكن الله ليتوب عليهم أى لا يرشدهم سبيلا إلا سبيل النار باقين فيها دوما وكان ذلك على الله هينا،يبين الله لنبيه(ص)أن الذين كفروا وفسرهم بأنهم الذين ظلموا مصداق لقوله تعالى بسورة البقرة"والكافرون هم الظالمون"والمراد إن الذين كذبوا الوحى أى عصوا الوحى لم يكن الله ليغفر لهم أى لم يكن ليتوب عليهم وفى هذا قال بسورة آل عمران"لن تقبل توبتهم"والمراد أن الله لن يترك عقاب ذنوبهم وفسر هذا فى الآية بأنه لا يهديهم طريقا إلا طريق جهنم والمراد لا يسيرهم فى درب إلا الدرب المؤدى للنار فى الأخرة وهم خالدين أى ماكثين فيها أبدا أى دائما كما بقوله بسورة الكهف"ماكثين فيها أبدا"ويبين له أن ذلك كان على الله يسيرا أى هين .
"يا أيها الناس قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم فأمنوا خير لكم وإن تكفروا فإن لله ما فى السموات والأرض وكان الله عليما حكيما"المعنى يا أيها الخلق قد أتاكم النبى بالعدل من إلهكم فصدقوا أفضل لكم وإن تكذبوا فإن لله ملك الذى فى السموات والأرض وكان الله خبيرا قاضيا،يخاطب الله الناس وهم الإنس والجن فيقول:قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم والمراد قد أتاكم محمد(ص)بالحكم العادل من عند إلهكم فأمنوا خيرا لكم والمراد فصدقوا به أنفع لكم فى الدنيا والقيامة وإن تكفروا أى وإن تكذبوا به فإن لله ملك الذى فى السموات والأرض والمراد أن الله غنى عن تصديقهم فهو لا يستفيد منه شيئا وإنما هم الذين يستفيدون وهو عليم أى خبير بكل شىء ويحاسب عليه وهو حكيم أى قاضى يحكم بالعدل فلا يظلم أحدا والخطاب للمؤمنين .
"يا أهل الكتاب لا تغلوا فى دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح ابن مريم رسول الله وكلمة ألقاها إلى مريم فأمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما فى السموات وما فى الأرض وكفى بالله وكيلا"المعنى يا أصحاب الوحى لا تنسبوا إلىً حكمكم أى لا تنسبوا إلى الله إلا العدل ،إنما المسيح ولد مريم(ص)مبعوث الله ورحمة أعطاها لمريم(ص)فصدقوا بحكم الله ومبعوثيه ولا تقولوا :ثلاثة آلهة امتنعوا أفضل لكم ،إنما الله رب واحد الطاعة له كيف يصبح له ابن وله ملك الذى فى السموات والذى فى الأرض وحسبنا الله ناصرا،يخاطب الله أهل الكتاب وهم أصحاب الوحى السابق فيقول:لا تغلوا فى دينكم والمراد لا تنسبوا إلى وحيكم سوى الحق وفسره بقوله لا تقولوا على الله إلا الحق والمراد لا تنسبوا إلى الله سوى العدل وهو أن المسيح ابن مريم والكلمة هنا هى للتأكيد على أنه ولد مريم(ص) وحدها وهو رسول أى مبعوث الله لبنى إسرائيل وكلمة ألقاها لمريم والمراد ورحمة أعطاها الله لمريم(ص)مصداق لقوله بسورة مريم"ورحمة منا "ويقول لهم:لا تقولوا ثلاثة والمراد ثلاثة آلهة هم الله والمسيح(ص)ومريم (ص) وأحيانا بدلا من مريم(ص) الروح القدس وأحيانا بدلا من الله مريم(ص)ويقول لهم انتهوا أى امتنعوا عن تصديق هذا القول وقوله فهو خير لكم أى أفضل ثواب لكم ،ويقول:إنما الله إله واحد أى رب واحد لا ثانى له سبحانه أى الطاعة لحكمه أن يكون له ولد والمراد كيف يصبح له ابن وله ما أى الذى فى السموات وما أى الذى فى الأرض؟ والغرض من القول هو إخبارهم استحالة وجود ولد لله لعدم حاجته له لأنه يملك كل شىء،ويبين لهم أنه كفى به وكيلا أى ناصرا أى وليا للمؤمنين والخطاب وما بعده لأهل الكتاب.
"لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم إليه جميعا فأما الذين أمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله وأما الذين استنكفوا واستكبروا فيعذبهم عذابا أليما ولا يجدون من دون الله وليا ولا نصيرا"المعنى لن يرفض المسيح(ص)أن يصبح مطيعا لله ولا الملائكة المعظمون ومن يستكبر عن طاعته أى يرفض اتباعه فسيبعثهم عنده كلهم فأما الذين صدقوا حكمه وفعلوا الحسنات فيدخلهم جناتهم أى يعطيهم من رزقه وأما الذين رفضوا طاعته أى أبوا اتباعه فيعاقبهم عقابا شديدا ولا يلقون لهم من سوى الله منقذا أى منجيا،يبين الله لأهل الكتاب أن المسيح(ص)لن يستنكف أى يستكبر أى يرفض أن يكون أى يصبح عبدا أى مطيعا لحكم الله والملائكة المقربون وهم المعظمون لا يرفضون أن يكونوا عبيدا لله،ويبين لهم أن من يستنكف عن عبادته وفسره بأن من يستكبر أى أن من يعرض عن طاعة حكم الله فسيحشرهم إليه جميعا والمراد سيبعثهم عنده فى أرض الآخرة فأما الذين أمنوا أى صدقوا حكمه وعملوا الصالحات أى وفعلوا الطاعات له فيوفيهم أجورهم والمراد يسكنهم جناتهم التى أخبرهم بها وفسر هذا بأنه يزيدهم من فضله والمراد يعطيهم من رزقه وهو رحمته وأما الذين استنكفوا أى استكبروا أى عصوا حكم الله فيعذبهم عذابا أليما والمراد يعاقبهم عقابا عظيما حيث يدخلهم النار فلا يجدون لهم وليا أى نصيرا والمراد لا يلقون فى الآخرة منقذا لهم أى منجيا من النار.
"يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا"يفسر قوله "قد جاءكم برهان من ربكم" قوله تعالى بسورة الأنعام"قد جاءكم بينة من ربكم"فالبرهان هو البينة وقوله "وأنزلنا إليكم نورا مبينا "يفسره قوله بسورة الأنبياء"لقد أنزلنا إليكم كتابا"فنورا تعنى كتابا والمعنى يا أيها الخلق قد أتاكم حكم من إلهكم أى أوحينا لكم كتابا عظيما،يبين الله للناس وهم الإنس والجن أنهم قد جاءهم برهان من ربهم وفسره بأنه أنزل لهم نور مبين والمراد قد أوحى لهم وحى من خالقهم أى أوحى لهم كتاب عظيم يجب طاعته والخطاب للناس وما بعده .
"فأما الذين أمنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم فى رحمة منه وفضل ويهديهم إليه صراطا مستقيما" يفسر قوله "واعتصموا به" قوله تعالى بسورة آل عمران"واعتصموا بحبل الله"فبه يعنى حبل الله وهو دينه وقوله "فسيدخلهم فى رحمة منه وفضل"يفسره قوله بسورة النساء"سندخلهم جنات"فرحمة أى فضل الله هى الجنات والمعنى فأما الذين صدقوا حكم الله واحتموا بطاعة حكم الله فسيسكنهم فى جنات لديه أى نعيم أى يثيبهم ثوابا سليما،يبين الله للناس أن الذين أمنوا وهم الذين صدقوا وحى الله واعتصموا به والمراد واحتموا بطاعة وحى الله من عذابه سيدخلهم فى رحمة منه أى فضل والمراد سيسكنهم جنات عنده أى نعيم مقيم لديه وفسر هذا بأنه يهديهم إليه صراطا مستقيما والمراد يرحمهم منه رحمة عادلة.
"يستفتونك قل الله يفتيكم فى الكلالة إن امرؤ هلك ليس له ولد وله أخت فلها نصف ما ترك وهو يرثها إن لم يكن لها ولد فإن كانتا اثنتين فلهما الثلثان مما ترك وإن كانوا إخوة رجالا ونساء فللذكر مثل حظ الأنثيين يبين الله لكم أن تضلوا والله بكل شىء عليم"المعنى يسألونك يا محمد(ص)قل الله يجيبكم فى العقيم إن إنسان مات ليس له عيال وله أخت فلها نصف الذى فات من المال وهو يأخذ مالها كله إن لم يكن لها عيال فإن كانتا اثنتين فلهما الثلثان من الذى فات من المال وإن كانوا جماعة ذكورا وإناثا فللولد قدر نصيب البنتين يفصل الله لكم كى لا تكفروا والله بكل أمر خبير ،يبين الله للنبى(ص)أن المسلمين يستفتونه أى يسألونه عن الكلالة ويطلب منه أن يقول لهم:الله يفتيكم أى يجيبكم عن سؤالكم عن ميراث الكلالة وهو إن امرؤ هلك ليس له ولد والمراد إن مسلم توفى وليس عنده عيال بنين أو بنات ولا أبوين وله أخت واحدة فلها نصف ما ترك والمراد فلها نصف الذى فات الميت من المال وأما إذا كانت الأخت هى الميتة فالأخ يرث أى يملك مالها كله إن لم يكن لها ولد أى عيال وأما إذا كانتا اثنتين فلهما الثلثان كل واحدة ثلث ما ترك أى من الذى فات الميت وأما إن كانوا إخوة رجالا ونساء أى إن كانوا جماعة ذكورا وإناثا فللذكر مثل حظ الأنثيين والمراد للولد قدر نصيب البنتين ،ويبين الله لنا أن نضل والمراد ويفصل الله لنا الأحكام كى لا ننحرف عن الحق وهو بكل شىء عليم والمراد وهو بكل أمر خبير ويحاسب عليه والخطاب للنبى (ص)ومنه للمؤمنين.