"يا أيها الذين أوتوا الكتاب أمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت وكان أمر الله مفعولا "يفسر الجزء الأخير قوله بسورة مريم"وكان أمرا مقضيا"فمفعولا تعنى مقضيا والمعنى يا أيها الذين أعطوا الوحى سابقا صدقوا بالذى أوحينا مشابها للذى عندكم من قبل أن نغير أجساما فنعيدها إلى ظهورها أو نعاقبهم كما عاقبنا أهل السبت وكان حكم الله واقعا،يخاطب الله الذين أوتوا الكتاب وهم الذين أعطوا الوحى سابقا وهم اليهود والنصارى فيطلب منهم التالى:
أن يؤمنوا بما نزل مصدق لما معهم والمراد أن يصدقوا بالذى أوحى إلى محمد(ص)مطابق للكتب التى عندهم ،ويبين الله لهم أنهم إذا لم يؤمنوا فإنه سيفعل بهم أحد أمرين :
الأول:أن يطمس وجوههم بردها على أدبارها والمراد أن يبدل وجوههم بإرجاعها إلى أقفيتهم وبألفاظ أخرى أن يجعل الوجه مكان القفا والقفا مكان الوجه وباقى الجسم كما هو فيكون القفا مع البطن والوجه مع الظهر .
الثانى:أن يلعنهم كما لعن أصحاب السبت والمراد أن يعاقبهم كما عاقب المخالفين لحكم الراحة فى السبت فيحول أجسامهم لأجسام قردة ويبين لهم أن أمره وهو حكمه بالعقاب سيكون مفعولا والمراد سيكون حادثا إن كفروا والخطاب لأهل الكتاب.
"إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما"يفسر الجزء الأول قوله تعالى بسورة آل عمران"ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه"فيغفر تعنى يقبل ودون ذلك هو الإسلام وقوله "ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما "يفسره قوله بسورة النساء"ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا مبينا" فإثما تعنى ضلالا وعظيما تعنى مبينا والمعنى إن الله لا يقبل أن يكفر به ويقبل ما غير الكفر ممن يريد ومن يكفر بالله فقد أتى جرما كبيرا،يبين الله للناس أنه لا يغفر أن يشرك به والمراد لا يقبل أن يكفر بحكمه وهذا يعنى أنه حرم الكفر وهو يغفر ما دون ذلك لمن يشاء والمراد ويقبل ما سوى الكفر وهو الإسلام ممن يصدق به ويبين لهم أن من يشرك به أى من يكفر بوحى الله فقد افترى إثما عظيما والمراد فقد فعل جريمة كبرى هى الكفر بحكم الله والخطاب للناس.
"ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكى من يشاء ولا يظلمون فتيلا"يفسر الجزء الأول قوله تعالى بسورة آل عمران"ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا"فيزكون أنفسهم تعنى حبهم الحمد وقوله "ولا يظلمون فتيلا "يفسره قوله بسورة النساء "ولا يظلمون نقيرا"ففتيلا تعنى نقيرا وقوله "بل الله يزكى من يشاء "يفسره قوله بسورة آل عمران"ويختص برحمته من يشاء"فيزكى تعنى يختص برحمته والمعنى ألم تعلم بالذين يشكرون أنفسهم؟ إن الله يشكر من يريد ولا يبخسون شيئا،يبين الله لرسوله(ص)أن هناك فريق من الناس يزكون أنفسهم أى يشكرون فى أنفسهم أمام الآخرين والمراد أنهم يقولون أنهم أحباء الله سيدخلهم الجنة،ويبين له أن الله يزكى أى يشكر أى يرحم من يشاء أى من يريد من الخلق بإدخالهم الجنة وهم لا يظلمون فتيلا أى لا يبخسهم أى لا ينقصهم الله شيئا من حقهم مهما كان صغيرا والخطاب وما بعده للنبى(ص).
"انظر كيف يفترون على الله الكذب وكفى به إثما مبينا"يفسر الجزء الأول قوله تعالى بسورة آل عمران"يقولون على الله الكذب"فيفترون تعنى يقولون وقوله"إثما مبينا "يفسره قوله بسورة النساء"إثما عظيما"فمبينا أى عظيما والمعنى اعلم كيف يقولون على الله الباطل وكفى بالتقول ذنبا عظيما،يطلب الله من رسوله(ص)أن ينظر والمراد أن يفكر كيف يفترون على الله الكذب أى أن يفكر كيف ينسبون إلى حكم الله أحكام الباطل ،والغرض من الطلب هو معرفة طرق عمل نفوس القوم لمحاربتها ويبين له أنه كفى بنسبة الباطل إلى الله إثما مبينا أى جرما كبيرا،وهذا يعنى أن نسبة الباطل لله هو جريمة عظيمة.
"ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين أمنوا سبيلا " يفسر قوله"يؤمنون بالجبت والطاغوت" قوله تعالى بسورة العنكبوت"أفبالباطل يؤمنون"فالجبت أى الطاغوت هو الباطل والمعنى ألم تعلم بالذين أعطوا حكما من الوحى الإلهى يصدقون بالباطل أى الكفر ويقولون للذين كذبوا حكم الله هؤلاء أفضل من الذين صدقوا حكم الله دينا،يخاطب الله رسوله(ص)مخبرا إياه أن الذين أوتوا نصيبا من الكتاب وهم الذين أعطوا حكما من وحى الله يؤمنون بالجبت أى الطاغوت والمراد يصدقون بالباطل وهو الظلم ،ويبين له أنهم يقولون للذين كفروا وهم الذين أشركوا بحكم الله :هؤلاء أهدى من الذين أمنوا سبيلا والمراد المشركون أفضل من الذين صدقوا دينا،وهذا يعنى أنهم يعتبرون أديان الشرك أحسن من دين المسلمين والخطاب وما بعده للنبى(ص) وما بعده.
"أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا"يفسر قوله "لعنهم الله " قوله تعالى بسورة الفتح"وغضب الله عليهم"فلعنهم تعنى غضب عليهم وقوله "ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا"يفسره قوله بسورة الكهف"ومن يضلل الله فلن تجد له وليا مرشدا"فيلعن تعنى يضلل ونصيرا تعنى وليا مرشدا والمعنى أولئك الذين عاقبهم الله ومن يعاقب الله فلن تلق له منقذا من العقاب،يبين الله لرسوله(ص) أن الفريق الكتابى هم الذين لعنهم الله أى عذبهم بسبب كفرهم ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا والمراد ومن يعذب الله فلن تلق له منجيا من العذاب .
"أم لهم نصيب من الملك فإذا لا يؤتون الناس نقيرا"يفسر قوله"أم لهم نصيب من الملك" قوله تعالى بسورة ص"أم عندهم خزائن رحمة ربك " فالنصيب من الملك هو خزائن رحمة الله ويفسر الآية قوله بسورة الإسراء"قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربى إذا لأمسكتم خشية الإنفاق"فخزائن رحمة الرب هى الملك وعدم إيتاء الناس النقير هو الإمساك خشية الإنفاق والمعنى هل لهم حظ من الرزق؟فإذا لا يعطون الخلق شيئا،يبين الله لرسوله (ص)أن الفريق الكتابى لو له نصيب من الملك والمراد لو له تصرف فى رزق الله فالحادث هو أنهم لا يؤتون الناس نقيرا والمراد لا يعطون خلق الله من الرزق أى شىء مهما كان صغيرا.
"أم يحسدون الناس على ما أتاهم الله من فضله فقد أتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وأتيناهم ملكا عظيما"يفسر قوله"أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله" قوله تعالى بسورة البقرة"ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم"فما أتاهم الله من فضله هو الإيمان وقوله "فقد أتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما "يفسره قوله بسورة العنكبوت "وجعلنا فى ذريته النبوة والكتاب وأتيناه أجره فى الدنيا"فالكتاب هو الحكمة هو النبوة أى الملك هو الأجر العظيم والمعنى هل يحقدون على المسلمين بسبب الذى أعطاهم الله من رحمته ؟فقد أعطينا ذرية إبراهيم(ص)الوحى أى حكم الله أى أعطيناهم حكما كبيرا،يبين الله لرسوله(ص)أن الفريق الكتابى يحسدون الناس على ما أتاهم من فضله والمراد يحقدون على المسلمين والسبب الإيمان الذى أعطاه الله من رحمته لهم فهم يريدون زوال هذا الإيمان حتى يصبحوا مثلهم كفارا،ويبين له أنه أتى آل إبراهيم(ص)والمراد أعطى ذرية إبراهيم(ص)الكتاب أى الحكمة وهو وحى الله وفسر هذا بأنه أتاهم الملك العظيم أى أعطاهم الحكم الحق ليحكموا به العالم والخطاب للنبى(ص)وما بعده.
"فمنهم من أمن ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا"يفسر الجزء الأول قوله تعالى بسورة البقرة"فمنهم من أمن ومنهم من كفر"فصد عنه تعنى كفر به وقوله "وكفى بجهنم سعيرا "يفسره قوله بسورة المجادلة"حسبهم جهنم" فكفى تعنى حسب والمعنى فمنهم من صدق بحكم الله ومنهم من كفر به وحسبهم النار عذابا،يبين الله لرسوله(ص)أن ذرية إبراهيم(ص)منهم من أمن أى صدق حكم الله وعمل به ومنهم من صد عنه أى كفر به وهؤلاء كافيهم جهنم سعيرا والمراد جزاؤهم النار تعذيبا لهم .
"إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزا حكيما"يفسر الآية قوله تعالى بسورة فاطر"والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها"فنضج الجلود هو عدم تخفيف العذاب وتبديلها يعنى عدم إماتتهم وقوله بسورة الأنعام "والذين كذبوا بآياتنا يمسهم العذاب" فالذين كفروا هم الذين كذبوا بآيات الله والمعنى إن الذين كذبوا بأحكامنا سوف نذيقهم ألما كلما احترقت أجسامهم غيرنا لهم أجساما سواها ليعرفوا الألم إن الله كان قويا قاضيا،يبين الله لرسوله(ص)أن الذين كفروا وهم الذين كذبوا آيات الله وهى أحكام الوحى المنزل من عند الله سوف يصليهم نارا والمراد سوف يذيقهم عذابا هو أن جلودهم وهى أجسامهم كلما نضجت أى كلما احترقت بدلهم جلود غيرها والمراد خلق لهم أجسام مثلها والسبب أن يذوقوا العذاب والمراد أن يعرفوا الألم باستمرار ومن هنا نعلم أن الجسم أى الجلد هو الذى يوصل الإحساس بالألم للنفس ،ويبين له أنه عزيز أى قوى حكيم أى قاضى يقضى بالحق والخطاب للنبى وما بعده.
أن يؤمنوا بما نزل مصدق لما معهم والمراد أن يصدقوا بالذى أوحى إلى محمد(ص)مطابق للكتب التى عندهم ،ويبين الله لهم أنهم إذا لم يؤمنوا فإنه سيفعل بهم أحد أمرين :
الأول:أن يطمس وجوههم بردها على أدبارها والمراد أن يبدل وجوههم بإرجاعها إلى أقفيتهم وبألفاظ أخرى أن يجعل الوجه مكان القفا والقفا مكان الوجه وباقى الجسم كما هو فيكون القفا مع البطن والوجه مع الظهر .
الثانى:أن يلعنهم كما لعن أصحاب السبت والمراد أن يعاقبهم كما عاقب المخالفين لحكم الراحة فى السبت فيحول أجسامهم لأجسام قردة ويبين لهم أن أمره وهو حكمه بالعقاب سيكون مفعولا والمراد سيكون حادثا إن كفروا والخطاب لأهل الكتاب.
"إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما"يفسر الجزء الأول قوله تعالى بسورة آل عمران"ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه"فيغفر تعنى يقبل ودون ذلك هو الإسلام وقوله "ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما "يفسره قوله بسورة النساء"ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا مبينا" فإثما تعنى ضلالا وعظيما تعنى مبينا والمعنى إن الله لا يقبل أن يكفر به ويقبل ما غير الكفر ممن يريد ومن يكفر بالله فقد أتى جرما كبيرا،يبين الله للناس أنه لا يغفر أن يشرك به والمراد لا يقبل أن يكفر بحكمه وهذا يعنى أنه حرم الكفر وهو يغفر ما دون ذلك لمن يشاء والمراد ويقبل ما سوى الكفر وهو الإسلام ممن يصدق به ويبين لهم أن من يشرك به أى من يكفر بوحى الله فقد افترى إثما عظيما والمراد فقد فعل جريمة كبرى هى الكفر بحكم الله والخطاب للناس.
"ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكى من يشاء ولا يظلمون فتيلا"يفسر الجزء الأول قوله تعالى بسورة آل عمران"ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا"فيزكون أنفسهم تعنى حبهم الحمد وقوله "ولا يظلمون فتيلا "يفسره قوله بسورة النساء "ولا يظلمون نقيرا"ففتيلا تعنى نقيرا وقوله "بل الله يزكى من يشاء "يفسره قوله بسورة آل عمران"ويختص برحمته من يشاء"فيزكى تعنى يختص برحمته والمعنى ألم تعلم بالذين يشكرون أنفسهم؟ إن الله يشكر من يريد ولا يبخسون شيئا،يبين الله لرسوله(ص)أن هناك فريق من الناس يزكون أنفسهم أى يشكرون فى أنفسهم أمام الآخرين والمراد أنهم يقولون أنهم أحباء الله سيدخلهم الجنة،ويبين له أن الله يزكى أى يشكر أى يرحم من يشاء أى من يريد من الخلق بإدخالهم الجنة وهم لا يظلمون فتيلا أى لا يبخسهم أى لا ينقصهم الله شيئا من حقهم مهما كان صغيرا والخطاب وما بعده للنبى(ص).
"انظر كيف يفترون على الله الكذب وكفى به إثما مبينا"يفسر الجزء الأول قوله تعالى بسورة آل عمران"يقولون على الله الكذب"فيفترون تعنى يقولون وقوله"إثما مبينا "يفسره قوله بسورة النساء"إثما عظيما"فمبينا أى عظيما والمعنى اعلم كيف يقولون على الله الباطل وكفى بالتقول ذنبا عظيما،يطلب الله من رسوله(ص)أن ينظر والمراد أن يفكر كيف يفترون على الله الكذب أى أن يفكر كيف ينسبون إلى حكم الله أحكام الباطل ،والغرض من الطلب هو معرفة طرق عمل نفوس القوم لمحاربتها ويبين له أنه كفى بنسبة الباطل إلى الله إثما مبينا أى جرما كبيرا،وهذا يعنى أن نسبة الباطل لله هو جريمة عظيمة.
"ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين أمنوا سبيلا " يفسر قوله"يؤمنون بالجبت والطاغوت" قوله تعالى بسورة العنكبوت"أفبالباطل يؤمنون"فالجبت أى الطاغوت هو الباطل والمعنى ألم تعلم بالذين أعطوا حكما من الوحى الإلهى يصدقون بالباطل أى الكفر ويقولون للذين كذبوا حكم الله هؤلاء أفضل من الذين صدقوا حكم الله دينا،يخاطب الله رسوله(ص)مخبرا إياه أن الذين أوتوا نصيبا من الكتاب وهم الذين أعطوا حكما من وحى الله يؤمنون بالجبت أى الطاغوت والمراد يصدقون بالباطل وهو الظلم ،ويبين له أنهم يقولون للذين كفروا وهم الذين أشركوا بحكم الله :هؤلاء أهدى من الذين أمنوا سبيلا والمراد المشركون أفضل من الذين صدقوا دينا،وهذا يعنى أنهم يعتبرون أديان الشرك أحسن من دين المسلمين والخطاب وما بعده للنبى(ص) وما بعده.
"أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا"يفسر قوله "لعنهم الله " قوله تعالى بسورة الفتح"وغضب الله عليهم"فلعنهم تعنى غضب عليهم وقوله "ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا"يفسره قوله بسورة الكهف"ومن يضلل الله فلن تجد له وليا مرشدا"فيلعن تعنى يضلل ونصيرا تعنى وليا مرشدا والمعنى أولئك الذين عاقبهم الله ومن يعاقب الله فلن تلق له منقذا من العقاب،يبين الله لرسوله(ص) أن الفريق الكتابى هم الذين لعنهم الله أى عذبهم بسبب كفرهم ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا والمراد ومن يعذب الله فلن تلق له منجيا من العذاب .
"أم لهم نصيب من الملك فإذا لا يؤتون الناس نقيرا"يفسر قوله"أم لهم نصيب من الملك" قوله تعالى بسورة ص"أم عندهم خزائن رحمة ربك " فالنصيب من الملك هو خزائن رحمة الله ويفسر الآية قوله بسورة الإسراء"قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربى إذا لأمسكتم خشية الإنفاق"فخزائن رحمة الرب هى الملك وعدم إيتاء الناس النقير هو الإمساك خشية الإنفاق والمعنى هل لهم حظ من الرزق؟فإذا لا يعطون الخلق شيئا،يبين الله لرسوله (ص)أن الفريق الكتابى لو له نصيب من الملك والمراد لو له تصرف فى رزق الله فالحادث هو أنهم لا يؤتون الناس نقيرا والمراد لا يعطون خلق الله من الرزق أى شىء مهما كان صغيرا.
"أم يحسدون الناس على ما أتاهم الله من فضله فقد أتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وأتيناهم ملكا عظيما"يفسر قوله"أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله" قوله تعالى بسورة البقرة"ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم"فما أتاهم الله من فضله هو الإيمان وقوله "فقد أتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما "يفسره قوله بسورة العنكبوت "وجعلنا فى ذريته النبوة والكتاب وأتيناه أجره فى الدنيا"فالكتاب هو الحكمة هو النبوة أى الملك هو الأجر العظيم والمعنى هل يحقدون على المسلمين بسبب الذى أعطاهم الله من رحمته ؟فقد أعطينا ذرية إبراهيم(ص)الوحى أى حكم الله أى أعطيناهم حكما كبيرا،يبين الله لرسوله(ص)أن الفريق الكتابى يحسدون الناس على ما أتاهم من فضله والمراد يحقدون على المسلمين والسبب الإيمان الذى أعطاه الله من رحمته لهم فهم يريدون زوال هذا الإيمان حتى يصبحوا مثلهم كفارا،ويبين له أنه أتى آل إبراهيم(ص)والمراد أعطى ذرية إبراهيم(ص)الكتاب أى الحكمة وهو وحى الله وفسر هذا بأنه أتاهم الملك العظيم أى أعطاهم الحكم الحق ليحكموا به العالم والخطاب للنبى(ص)وما بعده.
"فمنهم من أمن ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا"يفسر الجزء الأول قوله تعالى بسورة البقرة"فمنهم من أمن ومنهم من كفر"فصد عنه تعنى كفر به وقوله "وكفى بجهنم سعيرا "يفسره قوله بسورة المجادلة"حسبهم جهنم" فكفى تعنى حسب والمعنى فمنهم من صدق بحكم الله ومنهم من كفر به وحسبهم النار عذابا،يبين الله لرسوله(ص)أن ذرية إبراهيم(ص)منهم من أمن أى صدق حكم الله وعمل به ومنهم من صد عنه أى كفر به وهؤلاء كافيهم جهنم سعيرا والمراد جزاؤهم النار تعذيبا لهم .
"إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزا حكيما"يفسر الآية قوله تعالى بسورة فاطر"والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها"فنضج الجلود هو عدم تخفيف العذاب وتبديلها يعنى عدم إماتتهم وقوله بسورة الأنعام "والذين كذبوا بآياتنا يمسهم العذاب" فالذين كفروا هم الذين كذبوا بآيات الله والمعنى إن الذين كذبوا بأحكامنا سوف نذيقهم ألما كلما احترقت أجسامهم غيرنا لهم أجساما سواها ليعرفوا الألم إن الله كان قويا قاضيا،يبين الله لرسوله(ص)أن الذين كفروا وهم الذين كذبوا آيات الله وهى أحكام الوحى المنزل من عند الله سوف يصليهم نارا والمراد سوف يذيقهم عذابا هو أن جلودهم وهى أجسامهم كلما نضجت أى كلما احترقت بدلهم جلود غيرها والمراد خلق لهم أجسام مثلها والسبب أن يذوقوا العذاب والمراد أن يعرفوا الألم باستمرار ومن هنا نعلم أن الجسم أى الجلد هو الذى يوصل الإحساس بالألم للنفس ،ويبين له أنه عزيز أى قوى حكيم أى قاضى يقضى بالحق والخطاب للنبى وما بعده.