"وكأين من نبى قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم فى سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين" يفسر الآية قوله تعالى بسورة الأنعام"ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا"فعدم الوهن هو الصبر على التكذيب والأذى وقوله بسورة آل عمران "والله يحب المحسنين"فالصابرين هم المحسنين والمعنى وكم من رسول حارب معه مسلمون كثيرون فما ضعفوا للذى أذاهم فى نصر دين الله أى ما وهنوا أى ما سكتوا والله يرحم المطيعين لله ،يبين الله أن عدد المرات التى قاتل أى جاهد فيها النبيون (ص)مع الربيون وهم أتباع الرب أى المطيعين لحكم الله كانت كثيرة وكان أتباع الرب كانوا كثيرين وهم لم يهنوا أى يضعفوا أى يستكينوا والمراد لم يسكتوا على الكفار بسبب ما أصابهم أى ما مسهم من الأذى والضرر فى سبيل الله وهو نصر دين الله والغرض من السؤال هو إخبارنا أن الجهاد واجب وأن الوهن وهو الضعف مرفوض محرم ،ويبين لنا أنه يحب الصابرين والمراد أنه يرحم المطيعين له بإدخالهم الجنة والخطاب للنبى(ص) وما بعده وما بعده.
"وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا فى أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين"يفسر الآية قوله تعالى بسورة آل عمران "كفر عنا سيئاتنا"فاغفر تعنى كفر وذنوبنا تعنى سيئاتنا وقوله بسورة هود"ما نثبت به فؤادك "فتثبيت الأقدام هو تثبيت الفؤاد وقوله بسورة الصف "فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم "فانصرنا تعنى أيدنا والكافرين هم العدو والمعنى وما كان ردهم إلا أن قالوا :إلهنا كفر عنا سيئاتنا أى تفريطنا فى إسلامنا ورسخ قلوبنا و أيدنا على الناس المكذبين بحكمك ،يبين الله لنا أن الصابرين وهم الربيون قالوا :ربنا اغفر لنا ذنوبنا أى كفر عنا سيئاتنا أى اترك عقابنا على جرائمنا وفسروا الذنوب بأنها إسرافهم فى الأمر أى تفريطهم فى طاعة حكم الله فهى عصيانهم لحكم الله وهذا يعنى أنهم يطلبون من الله العفو عن الخطايا التى ارتكبوها ،وقالوا وثبت أقدامنا أى رسخ أنفسنا أى انصر قلوبنا على وساوس الشهوات بطاعة حكمك فهم يطلبون أن يجعلهم الله مستمرين فى إسلامهم حتى الموت ،وقالوا وانصرنا على القوم الكافرين والمراد أيدنا على الجماعة المكذبين بحكم الله وهذا يعنى أنهم يطلبون التأييد على الظالمين .
"فأتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة والله يحب المحسنين"يفسر الآية قوله تعالى بسورة غافر"إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا فى الحياة الدنيا"فثواب الدنيا هو نصر المسلمين على الكفار وقوله بسورة المائدة "فأثابهم الله بما قالوا جنات "فأتاهم تعنى أثابهم وثواب الآخرة تعنى الجنات وقوله بسورة آل عمران "والله يحب الصابرين"فالمحسنين هم الصابرين والمعنى فأعطاهم الله حكم الأولى وخير جزاء القيامة والله يرحم المطيعين لحكمه،يبين الله لنا أنه أعطى الربيين ثواب الدنيا وهو حكم الأولى بحكم الله وهذا هو نصرهم على الكفار وحسن ثواب الأخرة وهو خير جزاء القيامة وهو الجنة ،ويبين لنا أنه يحب المحسنين أى يرحم المتبعين لحكمه بإدخالهم الجنة ونصرهم فى الدنيا.
"يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين بل الله مولاكم وهو خير الناصرين "يفسر الآية قوله تعالى بسورة آل عمران"إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين"فالأعقاب هى أديان الكافرين وقوله بسورة آل عمران"فينقلبوا خائبين "فخاسرين تعنى خائبين والمعنى يا أيها الذين صدقوا حكم الله إن تتبعوا حكم الذين كذبوا حكم الله يرجعوكم إلى كفركم فتصبحوا معذبين إن الله ناصركم أى هو أفضل المؤيدين ، يبين الله للذين آمنوا أى صدقوا حكم الله أنهم إن يطيعوا الذين كفروا والمراد إن يتبعوا حكم الذين كذبوا حكم الله يردوهم على أعقابهم والمراد يعيدوهم إلى أديان الكفر التى كانوا عليها فينقلبوا خاسرين والمراد فيصبحوا هالكين معذبين فى الدنيا والأخرة ،ويبين الله لهم أنه مولاهم أى ناصرهم على عدوهم وفسر هذا بأنه خير الناصرين أى أحسن المؤيدين للمسلمين فى الدنيا والأخرة والخطاب للمؤمنين وما بعده وما بعده.
"سنلقى فى قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا ومأواهم النار وبئس مثوى الظالمين" يفسر الآية قوله تعالى بسورة الزمر"فبئس مثوى المتكبرين" فالظالمين هم المتكبرين وقوله بسورة فصلت"فالنار مثوى لهم"فمأوى تعنى مثوى والمعنى سندخل فى نفوس الذين كذبوا الخوف بما جعلوا لله الذى لم يوح به وحيا ومقامهم جهنم وقبح مقام الكافرين،يبين الله للمؤمنين أنه سيلقى فى قلوب الذين كفروا الرعب والمراد أنه سيدخل فى نفوس الذين كذبوا بوحى الله الخوف من حرب المسلمين والسبب فى إدخال الخوف فى نفوسهم هو أنهم أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا والمراد أنهم جعلوا لله أندادا لم يوحى فيهم وحيا أى بألفاظ أخرى أنهم جعلوا لله شركاء دون أن يصدر بهم حكم يبيح عبادتهم مثله ،ويبين لهم أن مأوى الكفار وهو المقام الذى سيقيمون فيه هو النار وأنه بئس أى ساء أى قبح مقام الكافرين.
"ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم فى الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الأخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين"يفسر الآية قوله تعالى بسورة الأنفال"وإذ يعدكم إحدى الطائفتين أنها لكم "فالوعد الصادق هو إحدى الطائفتين وقوله بسورة البقرة"فتاب عليكم "فعفا تعنى تاب والمعنى ولقد حقق لكم الله قوله حين تقتلونهم بأمره حتى إذا خبتم أى اختلفتم فى الحكم أى خالفتم من بعد ما عرفكم ما تريدون منكم من يرجو الدنيا ومنكم من يرجو الجنة ثم شغلكم عنهم ليختبركم ولقد صفح عنكم والله صاحب نعمة على المصدقين ،يبين الله للمؤمنين أن الله صدقهم وعده والمراد أن الله نفذ لهم قوله إذ تحسونهم بإذنه أى حين تقتلوهم بأمر الله والمراد أن الله حقق لهم قوله بقتل الكفار فى بداية معركة أحد حتى اللحظة التى فشلوا أى تنازعوا فى الأمر أى عصوا والمراد اللحظة التى خابوا فيها أى اختلفوا فى حكم الغنائم أيتركونها أم يأخذونها فى وسط المعركة أى خالفوا أمر الرسول(ص)بالثبات من بعد ما أراهم ما يحبون والمراد من بعد ما أشهدهم الذى يودون وهو قتل الكفار ،ويبين الله للمؤمنين أن ساعة الخلاف منهم من يريد الدنيا والمراد منهم من يطلب متاع الأولى وهو هنا غنائم المعركة ومنهم من يريد الآخرة والمراد ومنهم من يسعى لنيل ثواب القيامة ،ويبين لهم أنه صرفهم أى شغلهم عن الكفار بالغنائم والسبب أن يبتليهم أى يختبرهم بالضرر الذى أصابهم من الكفار ،ويبين لهم أنه عفا عنهم أى تاب عليهم أى غفر لهم ذنب الخلاف ،ويبين لهم أنه ذو فضل على المؤمنين والمراد أنه صاحب رحمة بالمصدقين لحكم الله.
"إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم فى أخراكم فأثابكم غما بغم لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم والله خبير بما تعملون "يفسر الجزء الأخير قوله تعالى بسورة الحديد"لكيلا تأسوا على ما فاتكم"فتحزنوا تعنى تأسوا وقوله بسورة فاطر"إن الله عليم بما يصنعون"فخبير تعنى عليم وتعملون تعنى تصنعون والمعنى حين تعرجون ولا تجيبون على أحد والنبى(ص)يناديكم فى مؤخرتكم فجازاكم هما بهم لكيلا تغتموا بما سبقكم ولا ما أذاكم والله عليم بالذى تصنعون ،يبين الله للمؤمنين أنه شغلهم عن الكفار بالغنائم حين يصعدون والمراد حين يذهبون لأخذها من أماكنها وهم لا يلوون على أحد أى لا يجيبون على أحد ممن نادى عليهم بالثبات فى مواقعهم ،كما يبين لهم أن الرسول(ص)كان يدعوهم فى أخراهم والمراد أنه كان يناديهم فى مؤخرتهم أن يثبتوا فى مواقعهم ولا يذهبوا لأخذ الغنائم ،ويبين للمؤمنين أنه أثابهم والمراد عاقبهم على غمهم وهو همهم أى عصيانهم بغم هو عقاب ممثل فى إضرار الكفار بهم وعدم أخذهم الغنائم والسبب فى هذا العقاب هو ألا يحزنوا أى ألا يغتموا وألا يخافوا على ما فاتهم وهو ما سبقهم والمراد الغنائم وما أضرهم وهو ما وصلهم من أذى الكفار من جرح وقتل ،ويبين لهم أنه خبير بما يعملون أى عليم بكل ما يصنعون وسيحاسبهم عليه والخطاب للمؤمنين.
"ثم أنزل من بعد الغم أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية يقولون هل لنا من الأمر من شىء قل إن الأمر كله لله يخفون فى أنفسهم ما لا يبدون لك يقولون لو كان لنا من الأمر ما قتلنا هاهنا قل لو كنتم فى بيوتكم لخرج الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم وليبتلى الله ما فى صدوركم وليمحص ما فى قلوبكم والله عليم بذات الصدور"المعنى ثم أرسل لكم من بعد الهم طمأنينة نوما يصيب جماعة منكم وجماعة قد أحزنتهم أنفسهم يعتقدون فى الله غير العدل اعتقاد الكفر يقولون هل لنا من الحكم من بعض قل إن الحكم كله لله يكتمون فى قلوبهم ما لا يظهرون لك يقولون لو كان لنا من الحكم أمر ما ذبحنا ها هنا قل لو كنتم فى مساكنكم لخرج الذين فرض عليهم الذبح إلى مراقدهم وليختبر الله الذى قلوبكم أى ليميز الذى فى نفوسكم والله محيط بنية النفوس ،يبين الله للمؤمنين أنه أنزل أمنة والمراد أرسل إليهم سكينة أى طمأنينة هى النعاس أى النوم الذى غشى أى أصاب طائفة أى جماعة من المسلمين وذلك من بعد الغم وهو العقاب الممثل فى الهزيمة،ويبين لهم أن منهم طائفة وهى جماعة قد أهمتهم أنفسهم والمراد قد غمتهم قلوبهم فشغلتهم بالباطل فهم يظنون فى الله غير الحق والمراد يعتقدون فى الله الباطل وهو ظن الجاهلية أى اعتقاد الكفر وهذا الإعتقاد هو أن الله ليس بيده الحكم بدليل أنه تركهم يهزمون ولم ينصرهم ومن ثم قالوا هل لنا من الأمر من شىء والمراد هل لنا من الحكم من بعض ؟وهذا يعنى أنهم يريدون بعض الحكم لهم ،ويطلب الله من رسوله(ص)أن يقول للطائفة المغتمة إن الحكم كله لله مصداق لقوله تعالى بسورة يوسف"إن الحكم إلا لله" وهذا يعنى أن ليس لهم من الحكم بعض كما يريدون كما يعنى أن ما حدث لهم هو بأمر الله كعقاب على عصيانهم له ،ويبين الله لرسوله(ص)أنهم يخفون فى صدورهم ما لا يبدون والمراد يكتمون فى قلوبهم الذى لا يظهرون ولهذا قالوا:لو كان لنا من الأمر وهو الحكم بعض منه ما قتلنا أى ما ذبحنا فى هذا المكان وهذا يعنى أنهم يعترفون أن الحكم كله لله ولكنهم يعترضون على حدوث القتل فيهم وهو الذى أعلنوه ،ويطلب الله من رسوله(ص)أن يقول للطائفة المغتمة :لو كنتم فى بيوتكم أى مساكنكم لخرج الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم والمراد لذهب الذين قدر لهم الذبح إلى مقاتلهم وهى أماكن قتلهم وهذا يعنى أن لا أحد يمنع الموت حتى ولو بعد عن مكان موته ،ويبين الله للمؤمنين أنه يبتلى ما فى صدورهم وفسر هذا بأنه يمحص ما فى قلوبهم فيبتلى تعنى يمحص والصدور هى القلوب والمعنى أنه يختبر الذى فى نفوس المؤمنين حتى يعلم المؤمن الحقيقى من المنافق وهو عليم بذات الصدور والمراد عارف بنية النفوس ويحاسب عليها والخطاب للمؤمنين فى مواضع وللنبى(ص)فى مواضع ردا على أقوال المؤمنين والخطاب بعده لهم .
"إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم إن الله غفور حليم"يفسر الآية قوله تعالى بسورة آل عمران"قد كان لكم آية فى فئتين التقتا"فالجمعان هم الفئتان وقوله بسورة المجادلة "استحوذ عليهم الشيطان "فاستزلهم تعنى استحوذ عليهم وقوله بسورة التوبة "ثم تاب عليهم إنه بهم رءوف رحيم "فعفا عنهم تعنى تاب عليهم والغفور هو الرءوف والحليم هو الرحيم والمعنى إن الذين فروا منكم يوم تقابلت الفئتان إنما أضلتهم الشهوة ببعض الذى عملوا ولقد تاب الله عليهم إن الله تواب رحيم،يبين الله للمؤمنين أن الذين تولوا منهم يوم التقى الجمعان وهم الذين هربوا من القتال يوم تقاتل المسلمون والكفار إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا والمراد إنما أوقعتهم شهوة جمع المال فى المعصية وهى الهروب من القتال ببعض الذى كسبوا أى عن طريق بعض ما أخذوا من الغنائم ،ويبين الله أنه قد عفا عنهم أى غفر لهم ذنب الهروب من القتال لإستغفارهم إياه وهو الغفور أى التواب أى الرءوف الحليم أى الرحيم بالتائبين.
"يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا فى الأرض أو كانوا غزى لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ليجعل الله ذلك حسرة فى قلوبهم والله يحى ويميت والله بما تعملون بصير"يفسر الآية قوله تعالى بنفس السورة "ولا تكونوا كالذين تفرقوا "فكفروا تعنى تفرقوا فى الدين وقوله "يقولون لو كان لنا من الأمر شيئا ما قتلنا هاهنا " يعنى يزعمون لو كان لهم من الحكم بعضا لمنعنا موتهم أو قتلهم وقوله بسورة البروج"إنه هو يبدىء ويعيد"فيحيى تعنى يبدىء وقوله بسورة فاطر"إن الله عليم بما يصنعون"فيعملون تعنى يصنعون وبصير تعنى عليم والمعنى يا أيها الذين صدقوا وحى الله لا تصبحوا كالذين كذبوا وحى الله فقالوا لأصحابهم عندما سعوا فى البلاد أو كانوا مقاتلين :لو كانوا لدينا ما توفوا وما استشهدوا ،ليضع الله غم فى نفوسهم والله ينشىء ويهلك والله بالذى تصنعون عليم ،يطلب الله من الذين آمنوا أى صدقوا حكم الله ألا يكونوا كالذين كفروا أى كذبوا حكم الله وقد قالوا لإخوانهم وهم أصحابهم إذا ضربوا فى الأرض والمراد عندما سعوا فى البلاد وراء الرزق أو عندما كانوا غزى أى مقاتلين للعدو:لو كانوا عندنا أى لو كانوا مقيمين معنا ما ماتوا أى توفوا وما قتلوا أى ذبحوا فى القتال وهذا يعنى أنهم يقولون أن السبب فى الموت أو القتل هو الخروج من بلدهم التى يعيشون فيها مع الكفار ،ويبين الله لهم أنه سيجعل قولهم حسرة فى قلوبهم والمراد أنه سيضع بسبب قولهم غم وحزن فى نفوسهم ويبين لهم أنه يحيى أى ينشىء الخلق ويميت أى ويتوفى الخلق كيف أراد وفى أى مكان أو زمان ويبين لهم أنه بما يعملون بصير والمراد أنه بالذى يفعلون فى الدنيا عليم وسيحاسبهم عليه ومن ثم عليهم أن يأخذوا حذرهم من مخالفته والخطاب وما بعده للمؤمنين وما بعده.
"ولئن قتلتم فى سبيل الله أو متم لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون"يفسر الآية قوله تعالى بسورة البقرة"لمثوبة من الله خير"فالمغفرة هى المثوبة هى الرحمة والمعنى ولئن استشهدتم على نصر دين الله أو توفيتم لعفو من الله أى مثوبة أفضل مما يلمون ،يبين الله للمؤمنين أنهم إن قتلوا أى استشهدوا أو ماتوا أى توفوا فى سبيل الله والمراد وهم على نصر دين الله فالجزاء هو مغفرة أى رحمة أى ثواب من الله وهو الجنة التى هى خير مما يجمعون والمراد التى هى أحسن من الذى يتمتع به الكفار فى الدنيا .
"ولئن متم أو قتلتم لإلى الله تحشرون" يفسر الآية قوله تعالى بسورة السجدة "ثم إلى ربكم ترجعون"فتحشرون تعنى ترجعون والمعنى ولئن توفيتم أو ذبحتم فإلى جزاء الله تعودون ،يبين الله للمؤمنين أنهم إن ماتوا أى توفوا أو قتلوا أى ذبحوا فى الحرب فإنهم يحشرون إلى الله والمراد يعودون إلى جنة الله ثوابا لهم
"وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا فى أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين"يفسر الآية قوله تعالى بسورة آل عمران "كفر عنا سيئاتنا"فاغفر تعنى كفر وذنوبنا تعنى سيئاتنا وقوله بسورة هود"ما نثبت به فؤادك "فتثبيت الأقدام هو تثبيت الفؤاد وقوله بسورة الصف "فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم "فانصرنا تعنى أيدنا والكافرين هم العدو والمعنى وما كان ردهم إلا أن قالوا :إلهنا كفر عنا سيئاتنا أى تفريطنا فى إسلامنا ورسخ قلوبنا و أيدنا على الناس المكذبين بحكمك ،يبين الله لنا أن الصابرين وهم الربيون قالوا :ربنا اغفر لنا ذنوبنا أى كفر عنا سيئاتنا أى اترك عقابنا على جرائمنا وفسروا الذنوب بأنها إسرافهم فى الأمر أى تفريطهم فى طاعة حكم الله فهى عصيانهم لحكم الله وهذا يعنى أنهم يطلبون من الله العفو عن الخطايا التى ارتكبوها ،وقالوا وثبت أقدامنا أى رسخ أنفسنا أى انصر قلوبنا على وساوس الشهوات بطاعة حكمك فهم يطلبون أن يجعلهم الله مستمرين فى إسلامهم حتى الموت ،وقالوا وانصرنا على القوم الكافرين والمراد أيدنا على الجماعة المكذبين بحكم الله وهذا يعنى أنهم يطلبون التأييد على الظالمين .
"فأتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة والله يحب المحسنين"يفسر الآية قوله تعالى بسورة غافر"إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا فى الحياة الدنيا"فثواب الدنيا هو نصر المسلمين على الكفار وقوله بسورة المائدة "فأثابهم الله بما قالوا جنات "فأتاهم تعنى أثابهم وثواب الآخرة تعنى الجنات وقوله بسورة آل عمران "والله يحب الصابرين"فالمحسنين هم الصابرين والمعنى فأعطاهم الله حكم الأولى وخير جزاء القيامة والله يرحم المطيعين لحكمه،يبين الله لنا أنه أعطى الربيين ثواب الدنيا وهو حكم الأولى بحكم الله وهذا هو نصرهم على الكفار وحسن ثواب الأخرة وهو خير جزاء القيامة وهو الجنة ،ويبين لنا أنه يحب المحسنين أى يرحم المتبعين لحكمه بإدخالهم الجنة ونصرهم فى الدنيا.
"يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين بل الله مولاكم وهو خير الناصرين "يفسر الآية قوله تعالى بسورة آل عمران"إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين"فالأعقاب هى أديان الكافرين وقوله بسورة آل عمران"فينقلبوا خائبين "فخاسرين تعنى خائبين والمعنى يا أيها الذين صدقوا حكم الله إن تتبعوا حكم الذين كذبوا حكم الله يرجعوكم إلى كفركم فتصبحوا معذبين إن الله ناصركم أى هو أفضل المؤيدين ، يبين الله للذين آمنوا أى صدقوا حكم الله أنهم إن يطيعوا الذين كفروا والمراد إن يتبعوا حكم الذين كذبوا حكم الله يردوهم على أعقابهم والمراد يعيدوهم إلى أديان الكفر التى كانوا عليها فينقلبوا خاسرين والمراد فيصبحوا هالكين معذبين فى الدنيا والأخرة ،ويبين الله لهم أنه مولاهم أى ناصرهم على عدوهم وفسر هذا بأنه خير الناصرين أى أحسن المؤيدين للمسلمين فى الدنيا والأخرة والخطاب للمؤمنين وما بعده وما بعده.
"سنلقى فى قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا ومأواهم النار وبئس مثوى الظالمين" يفسر الآية قوله تعالى بسورة الزمر"فبئس مثوى المتكبرين" فالظالمين هم المتكبرين وقوله بسورة فصلت"فالنار مثوى لهم"فمأوى تعنى مثوى والمعنى سندخل فى نفوس الذين كذبوا الخوف بما جعلوا لله الذى لم يوح به وحيا ومقامهم جهنم وقبح مقام الكافرين،يبين الله للمؤمنين أنه سيلقى فى قلوب الذين كفروا الرعب والمراد أنه سيدخل فى نفوس الذين كذبوا بوحى الله الخوف من حرب المسلمين والسبب فى إدخال الخوف فى نفوسهم هو أنهم أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا والمراد أنهم جعلوا لله أندادا لم يوحى فيهم وحيا أى بألفاظ أخرى أنهم جعلوا لله شركاء دون أن يصدر بهم حكم يبيح عبادتهم مثله ،ويبين لهم أن مأوى الكفار وهو المقام الذى سيقيمون فيه هو النار وأنه بئس أى ساء أى قبح مقام الكافرين.
"ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم فى الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الأخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين"يفسر الآية قوله تعالى بسورة الأنفال"وإذ يعدكم إحدى الطائفتين أنها لكم "فالوعد الصادق هو إحدى الطائفتين وقوله بسورة البقرة"فتاب عليكم "فعفا تعنى تاب والمعنى ولقد حقق لكم الله قوله حين تقتلونهم بأمره حتى إذا خبتم أى اختلفتم فى الحكم أى خالفتم من بعد ما عرفكم ما تريدون منكم من يرجو الدنيا ومنكم من يرجو الجنة ثم شغلكم عنهم ليختبركم ولقد صفح عنكم والله صاحب نعمة على المصدقين ،يبين الله للمؤمنين أن الله صدقهم وعده والمراد أن الله نفذ لهم قوله إذ تحسونهم بإذنه أى حين تقتلوهم بأمر الله والمراد أن الله حقق لهم قوله بقتل الكفار فى بداية معركة أحد حتى اللحظة التى فشلوا أى تنازعوا فى الأمر أى عصوا والمراد اللحظة التى خابوا فيها أى اختلفوا فى حكم الغنائم أيتركونها أم يأخذونها فى وسط المعركة أى خالفوا أمر الرسول(ص)بالثبات من بعد ما أراهم ما يحبون والمراد من بعد ما أشهدهم الذى يودون وهو قتل الكفار ،ويبين الله للمؤمنين أن ساعة الخلاف منهم من يريد الدنيا والمراد منهم من يطلب متاع الأولى وهو هنا غنائم المعركة ومنهم من يريد الآخرة والمراد ومنهم من يسعى لنيل ثواب القيامة ،ويبين لهم أنه صرفهم أى شغلهم عن الكفار بالغنائم والسبب أن يبتليهم أى يختبرهم بالضرر الذى أصابهم من الكفار ،ويبين لهم أنه عفا عنهم أى تاب عليهم أى غفر لهم ذنب الخلاف ،ويبين لهم أنه ذو فضل على المؤمنين والمراد أنه صاحب رحمة بالمصدقين لحكم الله.
"إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم فى أخراكم فأثابكم غما بغم لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم والله خبير بما تعملون "يفسر الجزء الأخير قوله تعالى بسورة الحديد"لكيلا تأسوا على ما فاتكم"فتحزنوا تعنى تأسوا وقوله بسورة فاطر"إن الله عليم بما يصنعون"فخبير تعنى عليم وتعملون تعنى تصنعون والمعنى حين تعرجون ولا تجيبون على أحد والنبى(ص)يناديكم فى مؤخرتكم فجازاكم هما بهم لكيلا تغتموا بما سبقكم ولا ما أذاكم والله عليم بالذى تصنعون ،يبين الله للمؤمنين أنه شغلهم عن الكفار بالغنائم حين يصعدون والمراد حين يذهبون لأخذها من أماكنها وهم لا يلوون على أحد أى لا يجيبون على أحد ممن نادى عليهم بالثبات فى مواقعهم ،كما يبين لهم أن الرسول(ص)كان يدعوهم فى أخراهم والمراد أنه كان يناديهم فى مؤخرتهم أن يثبتوا فى مواقعهم ولا يذهبوا لأخذ الغنائم ،ويبين للمؤمنين أنه أثابهم والمراد عاقبهم على غمهم وهو همهم أى عصيانهم بغم هو عقاب ممثل فى إضرار الكفار بهم وعدم أخذهم الغنائم والسبب فى هذا العقاب هو ألا يحزنوا أى ألا يغتموا وألا يخافوا على ما فاتهم وهو ما سبقهم والمراد الغنائم وما أضرهم وهو ما وصلهم من أذى الكفار من جرح وقتل ،ويبين لهم أنه خبير بما يعملون أى عليم بكل ما يصنعون وسيحاسبهم عليه والخطاب للمؤمنين.
"ثم أنزل من بعد الغم أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية يقولون هل لنا من الأمر من شىء قل إن الأمر كله لله يخفون فى أنفسهم ما لا يبدون لك يقولون لو كان لنا من الأمر ما قتلنا هاهنا قل لو كنتم فى بيوتكم لخرج الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم وليبتلى الله ما فى صدوركم وليمحص ما فى قلوبكم والله عليم بذات الصدور"المعنى ثم أرسل لكم من بعد الهم طمأنينة نوما يصيب جماعة منكم وجماعة قد أحزنتهم أنفسهم يعتقدون فى الله غير العدل اعتقاد الكفر يقولون هل لنا من الحكم من بعض قل إن الحكم كله لله يكتمون فى قلوبهم ما لا يظهرون لك يقولون لو كان لنا من الحكم أمر ما ذبحنا ها هنا قل لو كنتم فى مساكنكم لخرج الذين فرض عليهم الذبح إلى مراقدهم وليختبر الله الذى قلوبكم أى ليميز الذى فى نفوسكم والله محيط بنية النفوس ،يبين الله للمؤمنين أنه أنزل أمنة والمراد أرسل إليهم سكينة أى طمأنينة هى النعاس أى النوم الذى غشى أى أصاب طائفة أى جماعة من المسلمين وذلك من بعد الغم وهو العقاب الممثل فى الهزيمة،ويبين لهم أن منهم طائفة وهى جماعة قد أهمتهم أنفسهم والمراد قد غمتهم قلوبهم فشغلتهم بالباطل فهم يظنون فى الله غير الحق والمراد يعتقدون فى الله الباطل وهو ظن الجاهلية أى اعتقاد الكفر وهذا الإعتقاد هو أن الله ليس بيده الحكم بدليل أنه تركهم يهزمون ولم ينصرهم ومن ثم قالوا هل لنا من الأمر من شىء والمراد هل لنا من الحكم من بعض ؟وهذا يعنى أنهم يريدون بعض الحكم لهم ،ويطلب الله من رسوله(ص)أن يقول للطائفة المغتمة إن الحكم كله لله مصداق لقوله تعالى بسورة يوسف"إن الحكم إلا لله" وهذا يعنى أن ليس لهم من الحكم بعض كما يريدون كما يعنى أن ما حدث لهم هو بأمر الله كعقاب على عصيانهم له ،ويبين الله لرسوله(ص)أنهم يخفون فى صدورهم ما لا يبدون والمراد يكتمون فى قلوبهم الذى لا يظهرون ولهذا قالوا:لو كان لنا من الأمر وهو الحكم بعض منه ما قتلنا أى ما ذبحنا فى هذا المكان وهذا يعنى أنهم يعترفون أن الحكم كله لله ولكنهم يعترضون على حدوث القتل فيهم وهو الذى أعلنوه ،ويطلب الله من رسوله(ص)أن يقول للطائفة المغتمة :لو كنتم فى بيوتكم أى مساكنكم لخرج الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم والمراد لذهب الذين قدر لهم الذبح إلى مقاتلهم وهى أماكن قتلهم وهذا يعنى أن لا أحد يمنع الموت حتى ولو بعد عن مكان موته ،ويبين الله للمؤمنين أنه يبتلى ما فى صدورهم وفسر هذا بأنه يمحص ما فى قلوبهم فيبتلى تعنى يمحص والصدور هى القلوب والمعنى أنه يختبر الذى فى نفوس المؤمنين حتى يعلم المؤمن الحقيقى من المنافق وهو عليم بذات الصدور والمراد عارف بنية النفوس ويحاسب عليها والخطاب للمؤمنين فى مواضع وللنبى(ص)فى مواضع ردا على أقوال المؤمنين والخطاب بعده لهم .
"إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم إن الله غفور حليم"يفسر الآية قوله تعالى بسورة آل عمران"قد كان لكم آية فى فئتين التقتا"فالجمعان هم الفئتان وقوله بسورة المجادلة "استحوذ عليهم الشيطان "فاستزلهم تعنى استحوذ عليهم وقوله بسورة التوبة "ثم تاب عليهم إنه بهم رءوف رحيم "فعفا عنهم تعنى تاب عليهم والغفور هو الرءوف والحليم هو الرحيم والمعنى إن الذين فروا منكم يوم تقابلت الفئتان إنما أضلتهم الشهوة ببعض الذى عملوا ولقد تاب الله عليهم إن الله تواب رحيم،يبين الله للمؤمنين أن الذين تولوا منهم يوم التقى الجمعان وهم الذين هربوا من القتال يوم تقاتل المسلمون والكفار إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا والمراد إنما أوقعتهم شهوة جمع المال فى المعصية وهى الهروب من القتال ببعض الذى كسبوا أى عن طريق بعض ما أخذوا من الغنائم ،ويبين الله أنه قد عفا عنهم أى غفر لهم ذنب الهروب من القتال لإستغفارهم إياه وهو الغفور أى التواب أى الرءوف الحليم أى الرحيم بالتائبين.
"يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا فى الأرض أو كانوا غزى لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ليجعل الله ذلك حسرة فى قلوبهم والله يحى ويميت والله بما تعملون بصير"يفسر الآية قوله تعالى بنفس السورة "ولا تكونوا كالذين تفرقوا "فكفروا تعنى تفرقوا فى الدين وقوله "يقولون لو كان لنا من الأمر شيئا ما قتلنا هاهنا " يعنى يزعمون لو كان لهم من الحكم بعضا لمنعنا موتهم أو قتلهم وقوله بسورة البروج"إنه هو يبدىء ويعيد"فيحيى تعنى يبدىء وقوله بسورة فاطر"إن الله عليم بما يصنعون"فيعملون تعنى يصنعون وبصير تعنى عليم والمعنى يا أيها الذين صدقوا وحى الله لا تصبحوا كالذين كذبوا وحى الله فقالوا لأصحابهم عندما سعوا فى البلاد أو كانوا مقاتلين :لو كانوا لدينا ما توفوا وما استشهدوا ،ليضع الله غم فى نفوسهم والله ينشىء ويهلك والله بالذى تصنعون عليم ،يطلب الله من الذين آمنوا أى صدقوا حكم الله ألا يكونوا كالذين كفروا أى كذبوا حكم الله وقد قالوا لإخوانهم وهم أصحابهم إذا ضربوا فى الأرض والمراد عندما سعوا فى البلاد وراء الرزق أو عندما كانوا غزى أى مقاتلين للعدو:لو كانوا عندنا أى لو كانوا مقيمين معنا ما ماتوا أى توفوا وما قتلوا أى ذبحوا فى القتال وهذا يعنى أنهم يقولون أن السبب فى الموت أو القتل هو الخروج من بلدهم التى يعيشون فيها مع الكفار ،ويبين الله لهم أنه سيجعل قولهم حسرة فى قلوبهم والمراد أنه سيضع بسبب قولهم غم وحزن فى نفوسهم ويبين لهم أنه يحيى أى ينشىء الخلق ويميت أى ويتوفى الخلق كيف أراد وفى أى مكان أو زمان ويبين لهم أنه بما يعملون بصير والمراد أنه بالذى يفعلون فى الدنيا عليم وسيحاسبهم عليه ومن ثم عليهم أن يأخذوا حذرهم من مخالفته والخطاب وما بعده للمؤمنين وما بعده.
"ولئن قتلتم فى سبيل الله أو متم لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون"يفسر الآية قوله تعالى بسورة البقرة"لمثوبة من الله خير"فالمغفرة هى المثوبة هى الرحمة والمعنى ولئن استشهدتم على نصر دين الله أو توفيتم لعفو من الله أى مثوبة أفضل مما يلمون ،يبين الله للمؤمنين أنهم إن قتلوا أى استشهدوا أو ماتوا أى توفوا فى سبيل الله والمراد وهم على نصر دين الله فالجزاء هو مغفرة أى رحمة أى ثواب من الله وهو الجنة التى هى خير مما يجمعون والمراد التى هى أحسن من الذى يتمتع به الكفار فى الدنيا .
"ولئن متم أو قتلتم لإلى الله تحشرون" يفسر الآية قوله تعالى بسورة السجدة "ثم إلى ربكم ترجعون"فتحشرون تعنى ترجعون والمعنى ولئن توفيتم أو ذبحتم فإلى جزاء الله تعودون ،يبين الله للمؤمنين أنهم إن ماتوا أى توفوا أو قتلوا أى ذبحوا فى الحرب فإنهم يحشرون إلى الله والمراد يعودون إلى جنة الله ثوابا لهم