"ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس وباءوا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون "يفسر الآية قوله تعالى بسورة الأعراف"وذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين"فيكفرون تعنى كذبوا ويعتدون تعنى غافلين والمعنى كتبت عليهم المهانة أين وجدوا إلا بسبب من الله وسبب من البشر وعادوا بسخط من الله وكتبت عليهم المذلة ذلك بأنهم كانوا يكذبون بأحكام الله ويذبحون الرسل (ص)دون جرم ارتكبوه ذلك بالذى خالفوا حكم الله أى كانوا يعصون حكم الله ،يبين الله للمؤمنين أن اليهود ضربت عليهم الذلة وفسرها بأنها المسكنة أى المهانة والمراد فرضت عليهم المهانة أين ما ثقفوا والمراد فى أى مكان يوجدوا فيه ويستثنى من الحكم أن يكون لهم حبل من الله أى قوة أى سبب من الله وهى إمدادهم بالأولاد والأموال كما فى قوله بسورة الإسراء"وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا "وحبل من الناس والمراد ضعف الخلق وتراخيهم مع اليهود ومن ثم يستقوى اليهود عليهم ومن ثم باءوا بغضب من الله أى عادوا بعقاب من النار والسبب فى ضرب المسكنة عليهم والغضب هو أنهم كانوا يكفرون بآيات الله والمراد أنهم كانوا يعصون أحكام الله ومن العصيان أنهم كانوا يقتلون الأنبياء بغير حق والمراد أنهم كانوا يذبحون الرسل(ص)دون جريمة يستحقون عليها القتل وفسر الله كفرهم بأنهم عصوا أى خالفوا حكم الله وفسره بأنهم كانوا يعتدون أى يخالفون حكم الله
"ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون كتاب الله أناء الليل وهم يسجدون"يفسر الآية قوله تعالى بسورة آل عمران "لو أمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون"فالأمة القائمة هى المؤمنون والمعنى ليسوا متساوين فى الجزاء من أصحاب الوحى السابق جماعة طائعة يطيعون حكم الله استيقاظ الليل وهم يطيعون النهار ،يبين الله للمؤمنين أن أهل الكتاب وهم أصحاب الوحى السابق ليسوا سواء والمراد ليسوا متساوين عند الله فى الجزاء فمنهم أمة قائمة يتلون كتاب الله والمراد فمنهم جماعة مطيعة يطيعون حكم الله آناء الليل أى أجزاء الليل التى يستيقظون فيها وهم يسجدون أى يطيعون فى النهار وهؤلاء ثوابهم الجنة والخطاب وما بعده للمؤمنين والقول محذوف بعضه ومعناه ليس كفار أهل الكتاب سواء فى الجزاء مع مسلميهم
"يؤمنون بالله واليوم الأخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون فى الخيرات وأولئك من الصالحين"يفسر الآية قوله تعالى بسورة المؤمنون"والذين هم بآيات ربهم يؤمنون"فيؤمنون بالله تعنى يؤمنون بآيات الله وقوله بسورة التوبة"فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين "فالصالحين هم المهتدين والمعنى يصدقون بحكم الله ويوم القيامة ويعملون بالعدل أى يبعدون عن الظلم أى يسابقون إلى الصالحات وأولئك من المحسنين،يبين الله للمؤمنين أن الأمة القائمة من أهل الكتاب يؤمنون بالله أى يصدقون بوحى الله واليوم الأخر والمراد ويصدقون بيوم القيامة ويأمرون بالمعروف والمراد يعملون بالعدل وفسره بأنهم ينهون عن المنكر والمراد يبعدون عن عمل الظلم وهو الباطل وفسر هذا بأنهم يسارعون إلى الخيرات والمراد يتسابقون إلى عمل الصالحات ويبين الله أن الأمة القائمة من الصالحين أى المحسنين الذين يستحقون دخول الجنة.
"وما يفعلوا من خير فلن يكفروه والله عليم بالمتقين "يفسر الآية قوله تعالى بسورة البقرة "وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله"وقوله بسورة النحل"وهو أعلم بالمهتدين"فيفعلوا تعنى تقدموا وعدم كفره هو وجود ثوابه عند الله والمتقين هم المهتدين والمعنى وما يعملوا من صالح فلن ينقصوه والله خبير بالمطيعين ،يبين الله لنا أن الأمة القائمة ما يفعلوا من خير فلن يكفروه والمراد ما يصنعوا من عمل صالح فلن يضيع الله ثوابه وهو عليم بالمتقين أى خبير بالمطيعين لحكم الله يثيبهم بالجنة فى الآخرة والخطاب وما بعده للمؤمنين وما بعده.
"إن الذين كفروا لن تغنى عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون"يفسر الآية قوله تعالى بسورة الممتحنة "لن تنفعكم أرحامكم ولا أولادكم يوم القيامة"فتغنى تعنى تنفع والأموال هى الأرحام وقوله بسورة المائدة"أولئك أصحاب الجحيم "فالنار هى الجحيم وقوله الكهف"ماكثين فيها أبدا" فخالدين تعنى ماكثين والمعنى إن الذين كذبوا حكم الله لن تمنع عنهم أملاكهم ولا عيالهم من الله عقابا وأولئك سكان الجحيم هم فيها باقون ،يبين الله لنا أن الذين كفروا أى كذبوا بحكم الله لن تغنى عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا والمراد لن تمنع عنهم أملاكهم فى الدنيا ولا عيالهم من الله عقابا وهم أصحاب النار والمراد المقيمون فى الجحيم هم فيها خالدون أى باقون لا يخرجون منها .
"مثل ما ينفقون فى هذه الحياة الدنيا كمثل ريح فيها صر أصابت حرث قوم ظلموا أنفسهم فأهلكته وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون"يفسر الجزء الأخير قوله تعالى بسورة الأنعام"وإن يهلكون إلا أنفسهم "فيظلمون تعنى يهلكون أنفسهم والمعنى شبه ما يعملون فى هذه الحياة الأولى كشبه هواء فيه ضرر نزل زرع جماعة خسروا أنفسهم فدمرته وما نقصهم الله ولكن أنفسهم ينقصون ،يبين الله لنا أن مثل أى شبه ما ينفقه وهو ما يعمله الكفار فى الحياة الدنيا كشبه التالى :الريح التى فيها الصر وهى الهواء المتحرك الذى فيه أذى والتى أصابت حرث قوم فأهلكته والمراد والتى نزلت على زرع ناس فدمرته والقوم قد ظلموا أنفسهم أى قد أهلكوا أنفسهم أى نقصوا حق ذواتهم بعملهم السيىء ،فالإنفاق وهو العمل السيىء يشبه الريح الضارة والعمل السيىء أصاب أصحابه كما أصابت الريح الضارة الزرع وهو عمل القوم ،ويبين الله لنا أنه ما ظلم الناس والمراد ما أضاع حقهم ولكنهم أنفسهم يظلمون أى يضيعون حقهم فى الجنة بعملهم السيىء.
"يا أيها الذين أمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفى صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون "يفسر الآية قوله تعالى بسورة آل عمران "لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين"فالبطانة هى الأولياء ودونكم تعنى دون المؤمنين وهم الكافرين وقوله بنفس السورة "ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم"فما عنتم هو الضلال وقوله بنفس السورة"ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا"فالبغضاء البادية من الأفواه هى الأذى المسموع من الكفار وقوله بسورة البقرة"قد بينا الآيات لقوم يوقنون"فتعقلون تعنى يوقنون والمعنى يا أيها الذين صدقوا بحكم الله لا تجعلوا أنصار من غيركم لا يقصرونكم تخبطا أحبوا الذى عصيتم قد ظهرت الكراهية من كلامهم والذى تكتم نفوسهم أعظم قد وضحنا لكم الأحكام إن كنتم تفهمون،يطلب الله من الذين آمنوا أى صدقوا بوحى الله ألا يتخذوا بطانة من دونهم والمراد ألا يجعلوا الكفار أولياء من سوى المسلمين إلا أن يأخذوا منهم التقاة وهى الحذر كما قال فى نفس السورة "إلا أن تتقوا منهم تقاة "ويبين الله لهم السبب فى عدم اتخاذ الكافرين أنصار وهو أنهم لا يألون المسلمين خبالا والمراد أنهم لا يزيدونهم إلا تخبطا أى حيرة وهذا يعنى أن نصيحتهم هى من أجل ضرر المسلمين فى نهاية المطاف حتى لو بدت فى صالحهم أولا،ويبين الله لهم أنهم ودوا ما عنتم والمراد أرادوا الذى رفض المسلمون قبوله منهم وهو الكفر،ويبين لنا أن البغضاء وهى الكراهية قد بدت من أفواههم والمراد ظهرت من حديثهم مع المسلمين وما تخفى صدورهم أكبر أى والذى تكتم نفوسهم أعظم من الذى أظهروا من الكراهية ،ويبين الله لهم أنه قد بين لهم الآيات والمراد قد وضح لهم الأحكام إن كانوا يعقلون أى يفهمون فيطيعون حكم الله ،والخطاب وما بعده للمؤمنين.
"ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون كتاب الله أناء الليل وهم يسجدون"يفسر الآية قوله تعالى بسورة آل عمران "لو أمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون"فالأمة القائمة هى المؤمنون والمعنى ليسوا متساوين فى الجزاء من أصحاب الوحى السابق جماعة طائعة يطيعون حكم الله استيقاظ الليل وهم يطيعون النهار ،يبين الله للمؤمنين أن أهل الكتاب وهم أصحاب الوحى السابق ليسوا سواء والمراد ليسوا متساوين عند الله فى الجزاء فمنهم أمة قائمة يتلون كتاب الله والمراد فمنهم جماعة مطيعة يطيعون حكم الله آناء الليل أى أجزاء الليل التى يستيقظون فيها وهم يسجدون أى يطيعون فى النهار وهؤلاء ثوابهم الجنة والخطاب وما بعده للمؤمنين والقول محذوف بعضه ومعناه ليس كفار أهل الكتاب سواء فى الجزاء مع مسلميهم
"يؤمنون بالله واليوم الأخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون فى الخيرات وأولئك من الصالحين"يفسر الآية قوله تعالى بسورة المؤمنون"والذين هم بآيات ربهم يؤمنون"فيؤمنون بالله تعنى يؤمنون بآيات الله وقوله بسورة التوبة"فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين "فالصالحين هم المهتدين والمعنى يصدقون بحكم الله ويوم القيامة ويعملون بالعدل أى يبعدون عن الظلم أى يسابقون إلى الصالحات وأولئك من المحسنين،يبين الله للمؤمنين أن الأمة القائمة من أهل الكتاب يؤمنون بالله أى يصدقون بوحى الله واليوم الأخر والمراد ويصدقون بيوم القيامة ويأمرون بالمعروف والمراد يعملون بالعدل وفسره بأنهم ينهون عن المنكر والمراد يبعدون عن عمل الظلم وهو الباطل وفسر هذا بأنهم يسارعون إلى الخيرات والمراد يتسابقون إلى عمل الصالحات ويبين الله أن الأمة القائمة من الصالحين أى المحسنين الذين يستحقون دخول الجنة.
"وما يفعلوا من خير فلن يكفروه والله عليم بالمتقين "يفسر الآية قوله تعالى بسورة البقرة "وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله"وقوله بسورة النحل"وهو أعلم بالمهتدين"فيفعلوا تعنى تقدموا وعدم كفره هو وجود ثوابه عند الله والمتقين هم المهتدين والمعنى وما يعملوا من صالح فلن ينقصوه والله خبير بالمطيعين ،يبين الله لنا أن الأمة القائمة ما يفعلوا من خير فلن يكفروه والمراد ما يصنعوا من عمل صالح فلن يضيع الله ثوابه وهو عليم بالمتقين أى خبير بالمطيعين لحكم الله يثيبهم بالجنة فى الآخرة والخطاب وما بعده للمؤمنين وما بعده.
"إن الذين كفروا لن تغنى عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون"يفسر الآية قوله تعالى بسورة الممتحنة "لن تنفعكم أرحامكم ولا أولادكم يوم القيامة"فتغنى تعنى تنفع والأموال هى الأرحام وقوله بسورة المائدة"أولئك أصحاب الجحيم "فالنار هى الجحيم وقوله الكهف"ماكثين فيها أبدا" فخالدين تعنى ماكثين والمعنى إن الذين كذبوا حكم الله لن تمنع عنهم أملاكهم ولا عيالهم من الله عقابا وأولئك سكان الجحيم هم فيها باقون ،يبين الله لنا أن الذين كفروا أى كذبوا بحكم الله لن تغنى عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا والمراد لن تمنع عنهم أملاكهم فى الدنيا ولا عيالهم من الله عقابا وهم أصحاب النار والمراد المقيمون فى الجحيم هم فيها خالدون أى باقون لا يخرجون منها .
"مثل ما ينفقون فى هذه الحياة الدنيا كمثل ريح فيها صر أصابت حرث قوم ظلموا أنفسهم فأهلكته وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون"يفسر الجزء الأخير قوله تعالى بسورة الأنعام"وإن يهلكون إلا أنفسهم "فيظلمون تعنى يهلكون أنفسهم والمعنى شبه ما يعملون فى هذه الحياة الأولى كشبه هواء فيه ضرر نزل زرع جماعة خسروا أنفسهم فدمرته وما نقصهم الله ولكن أنفسهم ينقصون ،يبين الله لنا أن مثل أى شبه ما ينفقه وهو ما يعمله الكفار فى الحياة الدنيا كشبه التالى :الريح التى فيها الصر وهى الهواء المتحرك الذى فيه أذى والتى أصابت حرث قوم فأهلكته والمراد والتى نزلت على زرع ناس فدمرته والقوم قد ظلموا أنفسهم أى قد أهلكوا أنفسهم أى نقصوا حق ذواتهم بعملهم السيىء ،فالإنفاق وهو العمل السيىء يشبه الريح الضارة والعمل السيىء أصاب أصحابه كما أصابت الريح الضارة الزرع وهو عمل القوم ،ويبين الله لنا أنه ما ظلم الناس والمراد ما أضاع حقهم ولكنهم أنفسهم يظلمون أى يضيعون حقهم فى الجنة بعملهم السيىء.
"يا أيها الذين أمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفى صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون "يفسر الآية قوله تعالى بسورة آل عمران "لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين"فالبطانة هى الأولياء ودونكم تعنى دون المؤمنين وهم الكافرين وقوله بنفس السورة "ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم"فما عنتم هو الضلال وقوله بنفس السورة"ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا"فالبغضاء البادية من الأفواه هى الأذى المسموع من الكفار وقوله بسورة البقرة"قد بينا الآيات لقوم يوقنون"فتعقلون تعنى يوقنون والمعنى يا أيها الذين صدقوا بحكم الله لا تجعلوا أنصار من غيركم لا يقصرونكم تخبطا أحبوا الذى عصيتم قد ظهرت الكراهية من كلامهم والذى تكتم نفوسهم أعظم قد وضحنا لكم الأحكام إن كنتم تفهمون،يطلب الله من الذين آمنوا أى صدقوا بوحى الله ألا يتخذوا بطانة من دونهم والمراد ألا يجعلوا الكفار أولياء من سوى المسلمين إلا أن يأخذوا منهم التقاة وهى الحذر كما قال فى نفس السورة "إلا أن تتقوا منهم تقاة "ويبين الله لهم السبب فى عدم اتخاذ الكافرين أنصار وهو أنهم لا يألون المسلمين خبالا والمراد أنهم لا يزيدونهم إلا تخبطا أى حيرة وهذا يعنى أن نصيحتهم هى من أجل ضرر المسلمين فى نهاية المطاف حتى لو بدت فى صالحهم أولا،ويبين الله لهم أنهم ودوا ما عنتم والمراد أرادوا الذى رفض المسلمون قبوله منهم وهو الكفر،ويبين لنا أن البغضاء وهى الكراهية قد بدت من أفواههم والمراد ظهرت من حديثهم مع المسلمين وما تخفى صدورهم أكبر أى والذى تكتم نفوسهم أعظم من الذى أظهروا من الكراهية ،ويبين الله لهم أنه قد بين لهم الآيات والمراد قد وضح لهم الأحكام إن كانوا يعقلون أى يفهمون فيطيعون حكم الله ،والخطاب وما بعده للمؤمنين.