يقول الجاحظ فى كتابه الحيوان "غراب البين نوعان أحدهما غربان صغار معروفة بالضعف واللؤم والأخر غراب يتشاءم منه وإنما لزمه هذا الاسم لأن الغراب إذا بان أهل الدار وقع فى مواضع بيوتهم يلتمس ما تركوا فتشاءموا به وتطيروا إذا كان لا يعترى منازلهم إلا إذا بانوا فسموه غراب البين واشتقوا من اسمه الغربة والاغتراب وليس فى الأرض بارح ولا قعيد ولا شىء مما يتشاءم به إلا والغراب عندهم أشأم منه "وما زال هذا الاعتقاد ساريا عند الناس والحق هو أن الغراب مخلوق حسن مصداق لقوله بسورة السجدة "الذى أحسن كل شىء خلقه "والغراب هو الذى علم ابن أدم قاتل أخيه الطيب الدفن وفى هذا قال بسورة المائدة "فبعث الله غرابا يبحث فى الأرض ليريه كيف يوارى سوءة أخيه قال يا ويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأوارى سوءة أخى فأصبح من النادمين "وكل شىء يقع للإنسان من خير أو شر هو من عند الله مصداق لقوله بسورة الأنبياء "ونبلوكم بالشروالخير فتنة "وليس بسبب غراب أو بومة أو غير ذلك
البيت العتيق