الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد :
هذا كتاب علم الجماعات فى الإسلام :
ماهية الجماعة :
الجماعة هى الفئة هى الحزب هى الفريق هى الأمة هى الجمع 000إلخ وهى كل فرد أو أكثر اتفقوا على الإيمان بدين واحد وعملوا به .
أنواع الجماعات :
تنقسم الجماعات فى الإسلام للتالى :
1-الجماعة المسلمة وهى تتخذ الإسلام دينا ويطلق عليها المؤمنين والمسلمين والمتقين 00000إلخ .
2-جماعات كافرة وهى تنقسم لطائفتين:
أ-أهل الكتاب وهم اليهود والنصارى .
ب-أهل الشرك وهم فرق كثيرة العدد منهم البراهمة والسيخ والبوذيون والشيوعيون والرأسماليون والشنتو والمجوس .
يدل على هذا التقسيم قوله تعالى بسورة البينة "إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين فى نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية إن الذين أمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية ".
وداخل كل جماعة جماعات أصغر مثل البلدات والأحياء والأسر .
المقياس الإجتماعى :
المقياس أو المعيار الإجتماعى عند القوم هو "الإطار المرجعى العام أو المشترك بين أفراد المجتمع أى ما يقبله المجتمع من قواعد وعادات واتجاهات وقيم وغيرها من العوامل التى تحدد سلوك الأفراد "وقد أريد بهذا التعريف أن يستخدم الناس ما يخترعونه من الأحكام –وهى ما سميت بالعادات والتقاليد والقواعد والقيم والدساتير فى المقياس-كمقياس يعرفون به الحق من الباطل ومن ثم يبتعدون عن دين الله والمقياس فى الإسلام هو أحكام دين الله وهو الوحيد الصالح بدليل أن القوم اكتشفوا عدم صلاحية أى مقياس مما اخترعوه لمعرفة السلوك السوى من السلوك اللاسوى فقالوا أن المقياس الذاتى لا يصلح لأنه عرضة للتشويه والتحريف وقالوا أن المقياس الإحصائى لا يصلح لأن الإحصاءات تشير لشيوع النفاق والكذب أكثر من الشجاعة والصدق ولذا حرم الله كل المقاييس وقبل مقياس واحد هو الإسلام وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران "ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو فى الأخرة من الخاسرين".
وظيفة المقياس الإجتماعى :
قال القوم "إن وظائف المقياس هى توفير أساسيات التعامل بين الأفراد وخلق أهداف مشتركة لأفراد المجتمع وتماسك الجماعة وتقدم المجتمع "ووظيفة المقياس فى الإسلام هى إقامة مجتمع الله فى الأرض الذى يهدف لنيل نعيم الدنيا ونعيم الأخرة وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف "لو أن أهل القرى أمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ".
العوامل المؤدية لتمسك مجتمع ما بمقياسه :
قال القوم :إن العوامل هى درجة الثواب للمسايرين للمقياس ودرجة العقاب للمخالفين ووضوح المقياس عند الأفراد واقتناع الفرد بالمقياس وانعدام ثقة الفرد فى نفسه "والحق هو أن العوامل المؤدية لتمسك مجتمع ما بمقياسه هى عاملين هما :
-إيمان الناس بالمقياس وهو اقتناعهم به .
-طاعة الناس للمقياس وهو استجابتهم له .
وهذا هو التغيير النفسى عند الكل وفى هذا قال تعالى بسورة الرعد "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ".
العوامل المؤدية لعدم تمسك مجتمع ما بمقياسه :
قال القوم "العوامل هى تساهل المجتمع إزاء الخارجين عنه وجهل الأفراد بأحكامه وعدم إقتناعهم بالمقياس "والحق هو أن العوامل تنحصر فى عاملين هما
-التكذيب بالمقياس وهو عدم اقتناعهم به .
-عصيان الناس للمقياس حيث يقوم كل جمع بعمل دين لنفسه حيث يقطعوا الدين الأصلى وهو المقياس لزبر أى أديان متعددة ويحاولون تنفيذها وفى هذا قال تعالى بسورة المؤمنون "فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون ".
تماسك الجماعة :
يعرف المجتمع المتماسك بأنه المجتمع الذى تكون فيه علاقات الناس ببعضهم تعاونية والحق أنه المجتمع الذى يطبق فيه كل فرد كل أحكام الشريعة الإسلامية وقد وصف الله المجتمع المسلم بأنه يشبه البنيان المرصوص فكل حجر يؤدى دوره الموكول له وهو تطبيق أحكام الشريعة وفى هذا قال تعالى بسورة الصف "إن الله يحب الذين يقاتلون فى سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص "وأى مجتمع كافر لا تنطبق عليه صفة المجتمع المتماسك بسبب اختلاف سعى أفراده وهو تشتت أفراد المجتمع فكل واحد يجرى خلف مصلحته وهو ما سماه الله الشقاق بقوله بسورة ص"إن الذين كفروا فى عزة وشقاق ".
بما نتماسك ؟
إن من يكفر بالطاغوت وهو أحكام الباطل أى الشيطان أى الشهوات أى الهوى الضال ويؤمن بحكم الله يكون قد استمسك بالعروة الوثقى وهى الدين العظيم وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها "أى من يسلم نفسه لله وهو محسن يكون متمسك بالعروة الوثقى وفى هذا قال تعالى بسورة لقمان "ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى "ومن هنا نعرف أن المجتمع المسلم يتماسك إذا استمسك كل فرد فيه بالإسلام الذى هو العروة الوثقى .
مظاهر تماسك الجماعة :
قال القوم "مظاهر التماسك هى :تحدث الفرد عن جماعته أكثر من حديثه عن نفسه واستخدام الضمير نحن بدلا من الضمير أنا والتزام الفرد بأحكام المقياس وتعدد صداقات الفرد داخل الجماعة وإشباع الجماعة لحاجات الفرد "والحق هو أن مظهر تماسك الجماعة هو تطبيق كل إنسان لأحكام المقياس وأما المظاهر الأخرى فلا يمكن أن تكون مظهرا لتماسك المجتمع إلا ظاهريا عدا الثالث فالأول قد يدل على النفاق كما يدل على التماسك ويدل على ضعف الشخصية كما يدل على التماسك والثانى يدل على التكبر كما يدل على التماسك فالبعض يستخدم الضمير نحن كدليل على أنه عظيم وكبير ولا أحد يساويه فى المقدرة والرابع يدل على المصلحة الشخصية كما يدل على التماسك والدليل على أنه يدل على المصلحة الشخصية فئة رجال الأعمال فصداقاتهم كثيرة ولكنها تندرج تحت المصلحة الشخصية عدا صداقات قليلة والخامس يدل على الفساد كما يدل على التماسك والدليل على أنه دليل على الفساد إشباع المجتمعات الغربية لشهواتها الجنسية بكل الطرق محرمة وغير محرمة وقد ترتب على هذا الإشباع ما يلى إنتشار الأمراض الخطيرة كمرض الإيدز ومرض الهيربز وكثرة اللقطاء وانتشار الجريمة من أجل الظهور أمام العاهرات بمظهر الأغنياء .
العوامل المؤدية لتماسك الجماعة :
يوجد فى الإسلام عامل واحد يؤدى لتماسك الجماعة هو استجابة كل فرد لأحكام الشريعة مصداق لقوله تعالى بسورة الرعد "للذين استجابوا لربهم الحسنى "أى استمساك كل فرد بالعروة الوثقى مصداق لقوله تعالى بسورة لقمان "ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى "وأما العوامل عند القوم فهى :
- اشتراك الفرد فى رسم خطط المجتمع - سيادة روح التعاون فى الجماعة .
-تحقيق المجتمع مكانة مميزة للفرد داخلها – وضوح أهداف المجتمع لدى الفرد .
وهذه العوامل هى جزء من عناصر استجابة الإنسان لأحكام الإسلام والحق إن السبب فى استجابة المسلم للشريعة هو أن الله وعدنا بالحسنة الدنيوية والجنة الأخروية إذا فعلنا ما يريد من أحكام ،إذا نحن نعمل من أجل حسن ثواب الدنيا وحسن ثواب الأخرة .
العوامل المؤدية لتفرق الجماعة :
ما دام المجتمع يتماسك إذا استجاب الأفراد لما يسمى شريعة المجتمع فإن المجتمع يتفرق شيعا وأحزابا إذا لم يستجب الأفراد لشريعة المجتمع والسبب هو عدم إتفاق الشريعة مع أهوائهم أى بغى المتفرقين المختلفين فى الناس أى إرادة البعض التميز عن الأخرين بالمال والنفوذ وغير هذا مما لا يتأتى إلا بارتكاب ما يخالف شريعة الله وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم "ومن أجل ألا تتفرق الجماعة الإسلامية وضع الله فى الشريعة الإسلامية حكم هو حكم الردة فمن يرتد عن الإسلام يقتل والسبب هو ألا يتشجع من فى قلوبهم مرض على الردة ما داموا لا يجدون عقابا يردعهم عنها .
تأثير الجماعة فى الفرد :
مما لا شك فيه أن الجماعة وهى الأفراد تؤثر فى الفرد الواحد ولكن هذا التأثير لا يكون طول الحياة والدليل على تأثير الجماعة على الفرد هو إدعاء كل فرد أنه على دين الآباء وفى هذا قال تعالى بسورة الزخرف "إنا وجدنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون "وأما عدم استمرار هذا التأثير طوال الحياة فيدل عليه كثير من الأدلة منها :
- أن نوح (ص)ربى ابنه على الإسلام ولكنه كفر ومات وهو كافر وفى هذا قال تعالى بسورة هود "ونادى نوح ابنه وكان فى معزل يا بنى اركب معنا ولا تكن مع الكافرين ".
- الغلام الذى رباه أبواه على الإسلام فلما اشتد ساعده كفر رغم دعوة الأبوين له بالعودة إلى الإسلام وفى هذا قال تعالى بسورة الأحقاف "والذى قال لوالديه أف لكما أتعداننى أن اخرج وقد خلت القرون من قبلى وهم يستغيثان الله ويلك أمن إن وعد الله حق فيقول ما هذا إلا أساطير الأولين".
- الغلام الذى قتله العبد الصالح (ص)كفر رغم تربية أبويه له على الإسلام وهو طفل وفى هذا قال تعالى بسورة الكهف "وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا ".
- أن الأفراد يدخلون الإسلام مع أنهم كانوا فى مجتمعات مرباة على الكفر .
تأثير الفرد فى الجماعة :
يوجد نوعين من التأثير فى الجماعة هما :
1- التأثير العام ويراد به أن كل أب يمارس تأثيرا على أولاده وطبعا كل أم والدليل هو قوله تعالى بسورة الإسراء "وقل رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا ".
2- التأثير الخاص ويراد به القيام بدعوة الناس لدين معين أى مذهب محدد وهذا التأثير يسمى الإستجابة للدعوة ويمارس هذا النوع من التأثير عدة أفراد قلائل وهذه القلة المرادة تنقسم لفريقين :
أ- الفريق المسلم وهو ينقسم لجماعتين الأولى الرسل وقد انتهى عصرهم والثانية العلماء الذين يصلون للإسلام الحقيقى فى الكعبة بعد تحريفه .
ب- الفريق الكافر وهو ينقسم لجماعتين الأولى زعماء الكفر مثل فرعون وهامان وقارون وأبى لهب والثانية ما يسمونهم المفكرين مثل فرويد وماركس ونيتشه وهم فى الإسلام جهلاء .
اختبار العلاقات الإجتماعية:
إن أى اختبار مثل اختبارات العلاقات الإجتماعية ينظر لها الإسلام حسب الهدف منها والغرض فى القلب فإن كان خيرا فالإختبار حلالا وإن كان شرا فهو حرام حسب قوله تعالى بسورة الأحزاب "ليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم "والاختبار الوحيد المحلل هو الهادف لعلاج مرضى النفس أو الجسم وأما باقى الأنواع فمحرمة للتالى :
- أنه تجسس منهى عنه مصداق لقوله تعالى بسورة الحجرات "ولا تجسسوا "
- أن أخذ الأسرار قد يستعملها فى إيقاع الفتن بين الناس وفى هذا قال تعالى بسورة "ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة ".
- أن الإختبارات إضاعة للمال والجهد والوقت .
قيادة المجتمع :
إن قيادة المجتمع لها عدة أساليب فى الإسلام هى :
-الإصطفاء الإلهى الممثل فى جعل الرسل قادة لأقوامهم أو جعل أحد المسلمين فى وحى الرسول قائدا .
-الاختيار وهو مبايعة مسلم حاكما بأغلبية الأصوات .
-التسليط وهو أن يقوم بعض المسلمين بالإستيلاء على الحكم بالقوة من الحكام الظالمين الكافرين وقد انتهى عهد الإصطفاء الإلهى وبقى الإختيار والتسليط وهو نفسه ما يحدث عند الكفار.
التغير الإجتماعى :
يقصد به أن يبدل بعض أفراد المجتمع أو كل أفراد المجتمع الدين الذى هم عليه والسبب فى حدوث التبدل هو تأثر الأفراد بالدين الجديد سواء كان وحى الله أو دين من أديان الشياطين وقد قصر الله التغير فى الوحى على دين واحد هو دين الإسلام فهذا يسمى تغير لأنه إلى الأفضل وأما تغيير دين ضال بأخر ضال فلا يسمى تغير لأنه من أسوأ إلى أسوأ مثله وهذا التغير يحدث داخل نفوس الأفراد بمعنى أنه يأتى منهم وليس من غيرهم وفى هذا قال تعالى بسورة الرعد "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "ونتيجة تغير أنفس الناس إلى الإسلام هى تغير حالهم للأفضل حيث يؤتيهم الله حسن ثواب الدنيا وحسن ثواب الأخرة .
قياس سلوك الأفراد فى المجتمع :
يقاس سلوك الأفراد فى الإسلام حسب أحكام الشريعة وقد وضع الله فى الشريعة أسس كى يعرف مسلمهم من كافرهم المرتد وهى :
- أن المرتد هو الذى يرتكب ذنب ويصر عليه بمعنى أن يفعل خطيئة ولا يتوب منها رغم علمه بحرمتها فى الإسلام وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران "والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون ".
- التبين وهو أخذ الناس بما يعلنون بمعنى أن المسلم يحكم على المسلم الأخر من خلال الظاهر الذى يراه وليس من خلال معرفته الظنية بما يفعله فى الباطن أو من خلال سماعه من الأخرين وفى هذا قال تعالى بسورة النساء "يا أيها الذين أمنوا إذا ضربتم فى سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا ".
وأما المجتمعات الكافرة فتقيس سلوك أفرادها حسب أحكامها الموضوعة فى دستورها مكتوبا أو شفهيا .
اتباع الصغار للكبراء :
يقوم المجتمع الكافر على أساس إتباع الصغار وهم المستضعفون للسادة والكبراء وهم أغنياء القوم وفى هذا قال تعالى على لسان المستضعفين فى سورة الأحزاب "وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا "وأما المجتمع المسلم فيقوم على أساس إتباع الكل لشريعة الله حيث لا يوجد فى المجتمع المسلم صغار وكبار .
هدف المجتمع :
هدف المجتمع المسلم هو إظهار دين الله على كل الأديان الضالة وفى هذا قال تعالى بسورة التوبة "هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون "وهدف المجتمع الكافر هو إطفاء نور الله وهو إفساد دين الله وفى هذا قال تعالى بسورة التوبة "يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم".
إزدهار المجتمع وتخلفه :
يتخلف المجتمع إذا اتبع دين غير دين الله ويزدهر إذا اتبع دين الله حيث يفتح الله عليهم بركات من السماء والأرض وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف "لو أن أهل القرى أمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض "
هذا كتاب علم الجماعات فى الإسلام :
ماهية الجماعة :
الجماعة هى الفئة هى الحزب هى الفريق هى الأمة هى الجمع 000إلخ وهى كل فرد أو أكثر اتفقوا على الإيمان بدين واحد وعملوا به .
أنواع الجماعات :
تنقسم الجماعات فى الإسلام للتالى :
1-الجماعة المسلمة وهى تتخذ الإسلام دينا ويطلق عليها المؤمنين والمسلمين والمتقين 00000إلخ .
2-جماعات كافرة وهى تنقسم لطائفتين:
أ-أهل الكتاب وهم اليهود والنصارى .
ب-أهل الشرك وهم فرق كثيرة العدد منهم البراهمة والسيخ والبوذيون والشيوعيون والرأسماليون والشنتو والمجوس .
يدل على هذا التقسيم قوله تعالى بسورة البينة "إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين فى نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية إن الذين أمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية ".
وداخل كل جماعة جماعات أصغر مثل البلدات والأحياء والأسر .
المقياس الإجتماعى :
المقياس أو المعيار الإجتماعى عند القوم هو "الإطار المرجعى العام أو المشترك بين أفراد المجتمع أى ما يقبله المجتمع من قواعد وعادات واتجاهات وقيم وغيرها من العوامل التى تحدد سلوك الأفراد "وقد أريد بهذا التعريف أن يستخدم الناس ما يخترعونه من الأحكام –وهى ما سميت بالعادات والتقاليد والقواعد والقيم والدساتير فى المقياس-كمقياس يعرفون به الحق من الباطل ومن ثم يبتعدون عن دين الله والمقياس فى الإسلام هو أحكام دين الله وهو الوحيد الصالح بدليل أن القوم اكتشفوا عدم صلاحية أى مقياس مما اخترعوه لمعرفة السلوك السوى من السلوك اللاسوى فقالوا أن المقياس الذاتى لا يصلح لأنه عرضة للتشويه والتحريف وقالوا أن المقياس الإحصائى لا يصلح لأن الإحصاءات تشير لشيوع النفاق والكذب أكثر من الشجاعة والصدق ولذا حرم الله كل المقاييس وقبل مقياس واحد هو الإسلام وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران "ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو فى الأخرة من الخاسرين".
وظيفة المقياس الإجتماعى :
قال القوم "إن وظائف المقياس هى توفير أساسيات التعامل بين الأفراد وخلق أهداف مشتركة لأفراد المجتمع وتماسك الجماعة وتقدم المجتمع "ووظيفة المقياس فى الإسلام هى إقامة مجتمع الله فى الأرض الذى يهدف لنيل نعيم الدنيا ونعيم الأخرة وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف "لو أن أهل القرى أمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ".
العوامل المؤدية لتمسك مجتمع ما بمقياسه :
قال القوم :إن العوامل هى درجة الثواب للمسايرين للمقياس ودرجة العقاب للمخالفين ووضوح المقياس عند الأفراد واقتناع الفرد بالمقياس وانعدام ثقة الفرد فى نفسه "والحق هو أن العوامل المؤدية لتمسك مجتمع ما بمقياسه هى عاملين هما :
-إيمان الناس بالمقياس وهو اقتناعهم به .
-طاعة الناس للمقياس وهو استجابتهم له .
وهذا هو التغيير النفسى عند الكل وفى هذا قال تعالى بسورة الرعد "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ".
العوامل المؤدية لعدم تمسك مجتمع ما بمقياسه :
قال القوم "العوامل هى تساهل المجتمع إزاء الخارجين عنه وجهل الأفراد بأحكامه وعدم إقتناعهم بالمقياس "والحق هو أن العوامل تنحصر فى عاملين هما
-التكذيب بالمقياس وهو عدم اقتناعهم به .
-عصيان الناس للمقياس حيث يقوم كل جمع بعمل دين لنفسه حيث يقطعوا الدين الأصلى وهو المقياس لزبر أى أديان متعددة ويحاولون تنفيذها وفى هذا قال تعالى بسورة المؤمنون "فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون ".
تماسك الجماعة :
يعرف المجتمع المتماسك بأنه المجتمع الذى تكون فيه علاقات الناس ببعضهم تعاونية والحق أنه المجتمع الذى يطبق فيه كل فرد كل أحكام الشريعة الإسلامية وقد وصف الله المجتمع المسلم بأنه يشبه البنيان المرصوص فكل حجر يؤدى دوره الموكول له وهو تطبيق أحكام الشريعة وفى هذا قال تعالى بسورة الصف "إن الله يحب الذين يقاتلون فى سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص "وأى مجتمع كافر لا تنطبق عليه صفة المجتمع المتماسك بسبب اختلاف سعى أفراده وهو تشتت أفراد المجتمع فكل واحد يجرى خلف مصلحته وهو ما سماه الله الشقاق بقوله بسورة ص"إن الذين كفروا فى عزة وشقاق ".
بما نتماسك ؟
إن من يكفر بالطاغوت وهو أحكام الباطل أى الشيطان أى الشهوات أى الهوى الضال ويؤمن بحكم الله يكون قد استمسك بالعروة الوثقى وهى الدين العظيم وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها "أى من يسلم نفسه لله وهو محسن يكون متمسك بالعروة الوثقى وفى هذا قال تعالى بسورة لقمان "ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى "ومن هنا نعرف أن المجتمع المسلم يتماسك إذا استمسك كل فرد فيه بالإسلام الذى هو العروة الوثقى .
مظاهر تماسك الجماعة :
قال القوم "مظاهر التماسك هى :تحدث الفرد عن جماعته أكثر من حديثه عن نفسه واستخدام الضمير نحن بدلا من الضمير أنا والتزام الفرد بأحكام المقياس وتعدد صداقات الفرد داخل الجماعة وإشباع الجماعة لحاجات الفرد "والحق هو أن مظهر تماسك الجماعة هو تطبيق كل إنسان لأحكام المقياس وأما المظاهر الأخرى فلا يمكن أن تكون مظهرا لتماسك المجتمع إلا ظاهريا عدا الثالث فالأول قد يدل على النفاق كما يدل على التماسك ويدل على ضعف الشخصية كما يدل على التماسك والثانى يدل على التكبر كما يدل على التماسك فالبعض يستخدم الضمير نحن كدليل على أنه عظيم وكبير ولا أحد يساويه فى المقدرة والرابع يدل على المصلحة الشخصية كما يدل على التماسك والدليل على أنه يدل على المصلحة الشخصية فئة رجال الأعمال فصداقاتهم كثيرة ولكنها تندرج تحت المصلحة الشخصية عدا صداقات قليلة والخامس يدل على الفساد كما يدل على التماسك والدليل على أنه دليل على الفساد إشباع المجتمعات الغربية لشهواتها الجنسية بكل الطرق محرمة وغير محرمة وقد ترتب على هذا الإشباع ما يلى إنتشار الأمراض الخطيرة كمرض الإيدز ومرض الهيربز وكثرة اللقطاء وانتشار الجريمة من أجل الظهور أمام العاهرات بمظهر الأغنياء .
العوامل المؤدية لتماسك الجماعة :
يوجد فى الإسلام عامل واحد يؤدى لتماسك الجماعة هو استجابة كل فرد لأحكام الشريعة مصداق لقوله تعالى بسورة الرعد "للذين استجابوا لربهم الحسنى "أى استمساك كل فرد بالعروة الوثقى مصداق لقوله تعالى بسورة لقمان "ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى "وأما العوامل عند القوم فهى :
- اشتراك الفرد فى رسم خطط المجتمع - سيادة روح التعاون فى الجماعة .
-تحقيق المجتمع مكانة مميزة للفرد داخلها – وضوح أهداف المجتمع لدى الفرد .
وهذه العوامل هى جزء من عناصر استجابة الإنسان لأحكام الإسلام والحق إن السبب فى استجابة المسلم للشريعة هو أن الله وعدنا بالحسنة الدنيوية والجنة الأخروية إذا فعلنا ما يريد من أحكام ،إذا نحن نعمل من أجل حسن ثواب الدنيا وحسن ثواب الأخرة .
العوامل المؤدية لتفرق الجماعة :
ما دام المجتمع يتماسك إذا استجاب الأفراد لما يسمى شريعة المجتمع فإن المجتمع يتفرق شيعا وأحزابا إذا لم يستجب الأفراد لشريعة المجتمع والسبب هو عدم إتفاق الشريعة مع أهوائهم أى بغى المتفرقين المختلفين فى الناس أى إرادة البعض التميز عن الأخرين بالمال والنفوذ وغير هذا مما لا يتأتى إلا بارتكاب ما يخالف شريعة الله وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم "ومن أجل ألا تتفرق الجماعة الإسلامية وضع الله فى الشريعة الإسلامية حكم هو حكم الردة فمن يرتد عن الإسلام يقتل والسبب هو ألا يتشجع من فى قلوبهم مرض على الردة ما داموا لا يجدون عقابا يردعهم عنها .
تأثير الجماعة فى الفرد :
مما لا شك فيه أن الجماعة وهى الأفراد تؤثر فى الفرد الواحد ولكن هذا التأثير لا يكون طول الحياة والدليل على تأثير الجماعة على الفرد هو إدعاء كل فرد أنه على دين الآباء وفى هذا قال تعالى بسورة الزخرف "إنا وجدنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون "وأما عدم استمرار هذا التأثير طوال الحياة فيدل عليه كثير من الأدلة منها :
- أن نوح (ص)ربى ابنه على الإسلام ولكنه كفر ومات وهو كافر وفى هذا قال تعالى بسورة هود "ونادى نوح ابنه وكان فى معزل يا بنى اركب معنا ولا تكن مع الكافرين ".
- الغلام الذى رباه أبواه على الإسلام فلما اشتد ساعده كفر رغم دعوة الأبوين له بالعودة إلى الإسلام وفى هذا قال تعالى بسورة الأحقاف "والذى قال لوالديه أف لكما أتعداننى أن اخرج وقد خلت القرون من قبلى وهم يستغيثان الله ويلك أمن إن وعد الله حق فيقول ما هذا إلا أساطير الأولين".
- الغلام الذى قتله العبد الصالح (ص)كفر رغم تربية أبويه له على الإسلام وهو طفل وفى هذا قال تعالى بسورة الكهف "وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا ".
- أن الأفراد يدخلون الإسلام مع أنهم كانوا فى مجتمعات مرباة على الكفر .
تأثير الفرد فى الجماعة :
يوجد نوعين من التأثير فى الجماعة هما :
1- التأثير العام ويراد به أن كل أب يمارس تأثيرا على أولاده وطبعا كل أم والدليل هو قوله تعالى بسورة الإسراء "وقل رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا ".
2- التأثير الخاص ويراد به القيام بدعوة الناس لدين معين أى مذهب محدد وهذا التأثير يسمى الإستجابة للدعوة ويمارس هذا النوع من التأثير عدة أفراد قلائل وهذه القلة المرادة تنقسم لفريقين :
أ- الفريق المسلم وهو ينقسم لجماعتين الأولى الرسل وقد انتهى عصرهم والثانية العلماء الذين يصلون للإسلام الحقيقى فى الكعبة بعد تحريفه .
ب- الفريق الكافر وهو ينقسم لجماعتين الأولى زعماء الكفر مثل فرعون وهامان وقارون وأبى لهب والثانية ما يسمونهم المفكرين مثل فرويد وماركس ونيتشه وهم فى الإسلام جهلاء .
اختبار العلاقات الإجتماعية:
إن أى اختبار مثل اختبارات العلاقات الإجتماعية ينظر لها الإسلام حسب الهدف منها والغرض فى القلب فإن كان خيرا فالإختبار حلالا وإن كان شرا فهو حرام حسب قوله تعالى بسورة الأحزاب "ليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم "والاختبار الوحيد المحلل هو الهادف لعلاج مرضى النفس أو الجسم وأما باقى الأنواع فمحرمة للتالى :
- أنه تجسس منهى عنه مصداق لقوله تعالى بسورة الحجرات "ولا تجسسوا "
- أن أخذ الأسرار قد يستعملها فى إيقاع الفتن بين الناس وفى هذا قال تعالى بسورة "ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة ".
- أن الإختبارات إضاعة للمال والجهد والوقت .
قيادة المجتمع :
إن قيادة المجتمع لها عدة أساليب فى الإسلام هى :
-الإصطفاء الإلهى الممثل فى جعل الرسل قادة لأقوامهم أو جعل أحد المسلمين فى وحى الرسول قائدا .
-الاختيار وهو مبايعة مسلم حاكما بأغلبية الأصوات .
-التسليط وهو أن يقوم بعض المسلمين بالإستيلاء على الحكم بالقوة من الحكام الظالمين الكافرين وقد انتهى عهد الإصطفاء الإلهى وبقى الإختيار والتسليط وهو نفسه ما يحدث عند الكفار.
التغير الإجتماعى :
يقصد به أن يبدل بعض أفراد المجتمع أو كل أفراد المجتمع الدين الذى هم عليه والسبب فى حدوث التبدل هو تأثر الأفراد بالدين الجديد سواء كان وحى الله أو دين من أديان الشياطين وقد قصر الله التغير فى الوحى على دين واحد هو دين الإسلام فهذا يسمى تغير لأنه إلى الأفضل وأما تغيير دين ضال بأخر ضال فلا يسمى تغير لأنه من أسوأ إلى أسوأ مثله وهذا التغير يحدث داخل نفوس الأفراد بمعنى أنه يأتى منهم وليس من غيرهم وفى هذا قال تعالى بسورة الرعد "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "ونتيجة تغير أنفس الناس إلى الإسلام هى تغير حالهم للأفضل حيث يؤتيهم الله حسن ثواب الدنيا وحسن ثواب الأخرة .
قياس سلوك الأفراد فى المجتمع :
يقاس سلوك الأفراد فى الإسلام حسب أحكام الشريعة وقد وضع الله فى الشريعة أسس كى يعرف مسلمهم من كافرهم المرتد وهى :
- أن المرتد هو الذى يرتكب ذنب ويصر عليه بمعنى أن يفعل خطيئة ولا يتوب منها رغم علمه بحرمتها فى الإسلام وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران "والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون ".
- التبين وهو أخذ الناس بما يعلنون بمعنى أن المسلم يحكم على المسلم الأخر من خلال الظاهر الذى يراه وليس من خلال معرفته الظنية بما يفعله فى الباطن أو من خلال سماعه من الأخرين وفى هذا قال تعالى بسورة النساء "يا أيها الذين أمنوا إذا ضربتم فى سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا ".
وأما المجتمعات الكافرة فتقيس سلوك أفرادها حسب أحكامها الموضوعة فى دستورها مكتوبا أو شفهيا .
اتباع الصغار للكبراء :
يقوم المجتمع الكافر على أساس إتباع الصغار وهم المستضعفون للسادة والكبراء وهم أغنياء القوم وفى هذا قال تعالى على لسان المستضعفين فى سورة الأحزاب "وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا "وأما المجتمع المسلم فيقوم على أساس إتباع الكل لشريعة الله حيث لا يوجد فى المجتمع المسلم صغار وكبار .
هدف المجتمع :
هدف المجتمع المسلم هو إظهار دين الله على كل الأديان الضالة وفى هذا قال تعالى بسورة التوبة "هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون "وهدف المجتمع الكافر هو إطفاء نور الله وهو إفساد دين الله وفى هذا قال تعالى بسورة التوبة "يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم".
إزدهار المجتمع وتخلفه :
يتخلف المجتمع إذا اتبع دين غير دين الله ويزدهر إذا اتبع دين الله حيث يفتح الله عليهم بركات من السماء والأرض وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف "لو أن أهل القرى أمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض "