"يا أيها الذين أمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتى يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون"يفسر الآية قوله تعالى بسورة التغابن"وأنفقوا خير لأنفسكم "وقوله بسورة المؤمنون"واعملوا صالحا"وقوله بسورة البقرة "لا يقبل منها عدل "و"ولا يقبل منها شفاعة "وقوله بسورة الحديد"فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا"وقوله بسورة الشعراء"فما لنا من شافعين ولا صديق حميم" فأنفقوا تعنى اعملوا صالحا كما بسورة المؤمنون والبيع هو العدل كما بسورة البقرة هو الفدية كما بسورة الحديد والخلة هى الصداقة كما بسورة الشعراء والمعنى يا أيها الذين صدقوا وحى الله اعملوا صالحا من الذى أوحينا لكم من قبل أن يجىء يوم لا فدية فيه ولا صداقة ولا مناصرة والكاذبون هم المجرمون،يخاطب الله الذين أمنوا وهم الذين صدقوا بحكم الله طالبا منهم أن ينفقوا مما رزقهم والمراد أن يعملوا صالحا من الذى أوحى لهم فى الوحى وذلك قبل أن يأتى أى يحضر يوم القيامة حيث لا بيع أى لا فدية أى لا دفع لمال مقابل الخروج من النار ولا خلة أى لا صداقة تنفع الفرد ولا شفاعة أى لا كلام مناصرة من الأخرين يفيد الفرد ،ويبين الله لهم أن الكافرون هم الظالمون أى المكذبون بحكم الله هم الخاسرون المعذبون فى النار ،والخطاب للمؤمنين وما بعده.
"الله لا إله إلا هو الحى القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما فى السموات وما فى الأرض من ذا الذى يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشىء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤدوه حفظهما وهو العلى العظيم " يفسره قوله تعالى بسورة ق"وما مسنا من لغوب"وقوله بسورة الجاثية "ولله ملك السموات والأرض "وقوله بسورة مريم "لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا"وقوله بسورة المائدة"والله يعلم ما تبدون وما تكتمون"وقوله بسورة الجن"عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول"فالسنة هى اللغوب كما بسورة ق وما فى السموات وما فى الأرض تعنى ملك الله لهما كما بسورة الجاثية وإذن الله للشفاعة هو عهده بسورة النجم والعلم بما بين الأيدى وما خلفها هو العلم بما يبدون وما يكتمون بسورة المائدة وعدم الإحاطة بشىء من علمه إلا بما شاء هو عدم إظهار غيبه على أحد إلا الرسل الذين رضا عنهم بسورة النجم ومعنى الآية الله لا رب إلا هو الباقى الحافظ لا يغشاه تعب ولا نعاس له ملك الذى فى السموات والذى فى الأرض ،من الذى يتكلم لديه إلا بأمره يعرف الذى فى أنفسهم والذى فى ماضيهم ولا يعلمون ببعض من وحيه إلا بما أراد ،شمل حكمه السموات والأرض ولا يتعبه إبقائهما وهو الكبير الأعلى ،يبين الله لنا أنه لا إله إلا هو والمراد لا رب يستحق طاعة حكمه سواه ،وأنه الحى أى الباقى الذى لا يموت وهو القيوم أى الحافظ لملكه ،وأنه لا تأخذه سنة ولا نوم والمراد لا يصيبه تعب أى مرض ولا نعاس كما يصيب الخلق ،ويبين لنا لا أحد يشفع عند الله إلا بإذنه والمراد لا أحد يتكلم لديه إلا بعد أمر الله له بالكلام مصداق لقوله بسورة النبأ"يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا"،ويبين أنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم والمراد يعرف الله الذى فى نفوس الشافعين فى هذا الوقت ويعرف الذى وراءهم أى الذى كان فى أنفسهم فى الماضى ،ويبين لنا أنهم لا يحيطون بشىء من علم الله إلا بما شاء والمراد أن الشافعين لا يعرفون بعض من معرفة الله إلا الذى أراد لهم أن يعرفوه منها وهو الوحى المنزل ،ويبين لنا أن ملكه وسع السموات والأرض والمراد أن حكمه شمل كل من السموات والأرض،ويبين لنا أنه لا يؤدوه حفظهما والمراد لا يتعبه إبقاء السموات والأرض صالحتين غير فاسدتين ،ويبين لنا أنه العلى أى ذو الكبرياء العظيم أى الكبير والكل بمعنى واحد وهو مستحق العلو أى العظمة وحده .
"لا إكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغى فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم" يفسره قوله تعالى بسورة الحج"وما جعل عليكم فى الدين من حرج"وقوله بسورة النساء"تبين الهدى"وقوله بسورة السجدة"إنما يؤمن بأياتنا "وقوله بسورة لقمان"ومن يسلم وجهه لله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى "وقوله بسورة الزخرف"فاستمسك بالذى أوحى إليك" فمنع الإكراه هو عدم وجود الحرج وهو الأذى فى الدين كما بسورة الحج، والرشد هو الهدى كما بسورة النساء ،ويؤمن بالله هى يؤمن بآيات الله كما بسورة السجدة هى إسلام الوجه لله كما بسورة لقمان ، والعروة الوثقى هى الوحى كما بسورة الزخرف والمعنى لا إجبار فى الإسلام قد وضح الحق من الباطل فمن يكذب بالباطل ويصدق بوحى الله فقد أطاع العقدة العظمى لا انحلال لها والله خبير محيط ،يبين الله لنا أن لا إكراه فى الدين أى لا إجبار فى الإسلام والمراد لا أذى للفرد من أجل أن يغير إرادته فى دينه والسبب هو أن الرشد تبين من الغى والمراد أن الحق وهو الإسلام وضح من الباطل وهو الكفر فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ،ويبين الله لنا أن من يكفر بالطاغوت والمراد من يكذب بالباطل وهو الكفر ويؤمن بالله أى ويصدق بحكم الله فقد استمسك بالعروة الوثقى والمراد فقد اتبع العقدة الكبرى التى لا إنفصام لها والمراد لا إنحلال لها أى لا ضياع لها،ويبين لنا أنه سميع عليم أى خبير محيط بكل شىء ومن ثم يجب أن نحذر من الكفر به ،والخطاب للمؤمنين وما بعده.
"الله ولى الذين أمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون" يفسر الآية قوله تعالى بسورة الجاثية "الله ولى المتقين"وقوله بسورة الأحقاف"إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون"وقوله بسورة آل عمران"أولئك هم وقود النار" وقوله بسورة الحديد"أولئك أصحاب الجحيم"وقوله بسورة البقرة"وما هم بخارجين من النار"فالذين أمنوا هم المتقين كما بسورة الجاثية والطاغوت هو الشياطين كما بسورة الأحقاف وأصحاب النار هم وقود النار كما بسورة آل عمران هو أصحاب الجحيم كما بسورة الحديد والخلود فى النار هو عدم خروجهم منها كما بسورة البقرة ومعنى الآية الله ناصر الذين صدقوا حكم الله يبعدهم من الضلالات إلى الهدى والذين كذبوا حكم الله أنصارهم الشهوات يبعدونهم عن الهدى إلى الضلالات أولئك أهل الجحيم هم فيه باقون،يبين الله لنا أنه ولى الذين أمنوا والمراد ناصر الذين صدقوا بوحيه فى الدنيا والأخرة وهو يخرجهم من الظلمات إلى النور والمراد يبعدهم بوحيه عن الضلالات وهى الباطل إلى الهدى وهو الحق حتى يدخلهم الجنة وأما الذين كفروا فأولياؤهم الطاغوت والمراد وأما الذين كذبوا بحكم الله فأنصارهم هم الشيطان أى الشهوات التى فى أنفسهم والتى تخرجهم من النور إلى الظلمات والمراد تبعدهم عن الحق إلى الضلالات وهى الباطل حتى تدخلهم النار ولذلك فهم أصحاب النار أى أهل الجحيم هم فيه خالدون أى باقون لا يخرجون منه أبدا.
"ألم تر إلى الذى حاج إبراهيم فى ربه أن أتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربى الذى يحيى ويميت قال أنا أحيى وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتى بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذى كفر والله لا يهدى القوم الظالمين"يفسر الجزء الأخير قوله تعالى بسورة آل عمران"فإن الله لا يحب الكافرين"وقوله بسورة التوبة"والله لا يهدى القوم الكافرين"فيهدى تعنى يحب كما بسورة آل عمران والظالمين هم الكافرين كما بسورة التوبة ومعنى الآية ألم تعلم بالذى جادل إبراهيم فى إلهه لما أعطاه الله الحكم حين قال إبراهيم (ص):إلهى الذى ينشىء ويتوفى قال أنا أنشأ وأتوفى قال إبراهيم(ص)فإن الله يجىء بالشمس من المنير فهاتها من المظلم فتحير الذى كذب والله لا يثيب القوم الكافرين ،يخبر الله رسوله(ص)بقصة الذى حاج إبراهيم(ص) فى ربه والمراد الذى جادله فى وجود الله لما أتاه أى أعطاه الملك وهو حكم البلاد والمقصود هنا بالملك المحاجج حيث قال له إبراهيم(ص):ربى الذى يحيى ويميت والمراد إلهى هو الذى يخلق الفرد من العدم ويتوفى الفرد الوفاة العادية وغير العادية فرد الملك:وأنا أحيى وأميت والمراد وأنا مثل ربك أنشأ وأقتل ويقصد الملك هنا أنه بعفوه عن القاتل أو السجين يحييه وبضربه للفرد يذبحه وهو معنى بعيد عما قصده إبراهيم(ص)ولما عرف إبراهيم(ص)أن الملك يتهرب من المعنى الذى يقصده قال له ما لا يستطيع التهرب منه وهو:فإن ربى يأتى بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب والمراد إن إلهى يحضر الشمس من جهة الشرق فهاتها أنت من جهة الغرب وعند هذا بهت الذى كفر أى تحير الذى كذب بحكم الله ولم يستطع الرد ،ويبين الله له أنه لايهدى القوم الظالمين أى لا يثيب القوم الكافرين والمراد لا يدخلهم الجنة ،والخطاب وما بعده للنبى(ص).
"الله لا إله إلا هو الحى القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما فى السموات وما فى الأرض من ذا الذى يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشىء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤدوه حفظهما وهو العلى العظيم " يفسره قوله تعالى بسورة ق"وما مسنا من لغوب"وقوله بسورة الجاثية "ولله ملك السموات والأرض "وقوله بسورة مريم "لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا"وقوله بسورة المائدة"والله يعلم ما تبدون وما تكتمون"وقوله بسورة الجن"عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول"فالسنة هى اللغوب كما بسورة ق وما فى السموات وما فى الأرض تعنى ملك الله لهما كما بسورة الجاثية وإذن الله للشفاعة هو عهده بسورة النجم والعلم بما بين الأيدى وما خلفها هو العلم بما يبدون وما يكتمون بسورة المائدة وعدم الإحاطة بشىء من علمه إلا بما شاء هو عدم إظهار غيبه على أحد إلا الرسل الذين رضا عنهم بسورة النجم ومعنى الآية الله لا رب إلا هو الباقى الحافظ لا يغشاه تعب ولا نعاس له ملك الذى فى السموات والذى فى الأرض ،من الذى يتكلم لديه إلا بأمره يعرف الذى فى أنفسهم والذى فى ماضيهم ولا يعلمون ببعض من وحيه إلا بما أراد ،شمل حكمه السموات والأرض ولا يتعبه إبقائهما وهو الكبير الأعلى ،يبين الله لنا أنه لا إله إلا هو والمراد لا رب يستحق طاعة حكمه سواه ،وأنه الحى أى الباقى الذى لا يموت وهو القيوم أى الحافظ لملكه ،وأنه لا تأخذه سنة ولا نوم والمراد لا يصيبه تعب أى مرض ولا نعاس كما يصيب الخلق ،ويبين لنا لا أحد يشفع عند الله إلا بإذنه والمراد لا أحد يتكلم لديه إلا بعد أمر الله له بالكلام مصداق لقوله بسورة النبأ"يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا"،ويبين أنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم والمراد يعرف الله الذى فى نفوس الشافعين فى هذا الوقت ويعرف الذى وراءهم أى الذى كان فى أنفسهم فى الماضى ،ويبين لنا أنهم لا يحيطون بشىء من علم الله إلا بما شاء والمراد أن الشافعين لا يعرفون بعض من معرفة الله إلا الذى أراد لهم أن يعرفوه منها وهو الوحى المنزل ،ويبين لنا أن ملكه وسع السموات والأرض والمراد أن حكمه شمل كل من السموات والأرض،ويبين لنا أنه لا يؤدوه حفظهما والمراد لا يتعبه إبقاء السموات والأرض صالحتين غير فاسدتين ،ويبين لنا أنه العلى أى ذو الكبرياء العظيم أى الكبير والكل بمعنى واحد وهو مستحق العلو أى العظمة وحده .
"لا إكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغى فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم" يفسره قوله تعالى بسورة الحج"وما جعل عليكم فى الدين من حرج"وقوله بسورة النساء"تبين الهدى"وقوله بسورة السجدة"إنما يؤمن بأياتنا "وقوله بسورة لقمان"ومن يسلم وجهه لله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى "وقوله بسورة الزخرف"فاستمسك بالذى أوحى إليك" فمنع الإكراه هو عدم وجود الحرج وهو الأذى فى الدين كما بسورة الحج، والرشد هو الهدى كما بسورة النساء ،ويؤمن بالله هى يؤمن بآيات الله كما بسورة السجدة هى إسلام الوجه لله كما بسورة لقمان ، والعروة الوثقى هى الوحى كما بسورة الزخرف والمعنى لا إجبار فى الإسلام قد وضح الحق من الباطل فمن يكذب بالباطل ويصدق بوحى الله فقد أطاع العقدة العظمى لا انحلال لها والله خبير محيط ،يبين الله لنا أن لا إكراه فى الدين أى لا إجبار فى الإسلام والمراد لا أذى للفرد من أجل أن يغير إرادته فى دينه والسبب هو أن الرشد تبين من الغى والمراد أن الحق وهو الإسلام وضح من الباطل وهو الكفر فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ،ويبين الله لنا أن من يكفر بالطاغوت والمراد من يكذب بالباطل وهو الكفر ويؤمن بالله أى ويصدق بحكم الله فقد استمسك بالعروة الوثقى والمراد فقد اتبع العقدة الكبرى التى لا إنفصام لها والمراد لا إنحلال لها أى لا ضياع لها،ويبين لنا أنه سميع عليم أى خبير محيط بكل شىء ومن ثم يجب أن نحذر من الكفر به ،والخطاب للمؤمنين وما بعده.
"الله ولى الذين أمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون" يفسر الآية قوله تعالى بسورة الجاثية "الله ولى المتقين"وقوله بسورة الأحقاف"إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون"وقوله بسورة آل عمران"أولئك هم وقود النار" وقوله بسورة الحديد"أولئك أصحاب الجحيم"وقوله بسورة البقرة"وما هم بخارجين من النار"فالذين أمنوا هم المتقين كما بسورة الجاثية والطاغوت هو الشياطين كما بسورة الأحقاف وأصحاب النار هم وقود النار كما بسورة آل عمران هو أصحاب الجحيم كما بسورة الحديد والخلود فى النار هو عدم خروجهم منها كما بسورة البقرة ومعنى الآية الله ناصر الذين صدقوا حكم الله يبعدهم من الضلالات إلى الهدى والذين كذبوا حكم الله أنصارهم الشهوات يبعدونهم عن الهدى إلى الضلالات أولئك أهل الجحيم هم فيه باقون،يبين الله لنا أنه ولى الذين أمنوا والمراد ناصر الذين صدقوا بوحيه فى الدنيا والأخرة وهو يخرجهم من الظلمات إلى النور والمراد يبعدهم بوحيه عن الضلالات وهى الباطل إلى الهدى وهو الحق حتى يدخلهم الجنة وأما الذين كفروا فأولياؤهم الطاغوت والمراد وأما الذين كذبوا بحكم الله فأنصارهم هم الشيطان أى الشهوات التى فى أنفسهم والتى تخرجهم من النور إلى الظلمات والمراد تبعدهم عن الحق إلى الضلالات وهى الباطل حتى تدخلهم النار ولذلك فهم أصحاب النار أى أهل الجحيم هم فيه خالدون أى باقون لا يخرجون منه أبدا.
"ألم تر إلى الذى حاج إبراهيم فى ربه أن أتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربى الذى يحيى ويميت قال أنا أحيى وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتى بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذى كفر والله لا يهدى القوم الظالمين"يفسر الجزء الأخير قوله تعالى بسورة آل عمران"فإن الله لا يحب الكافرين"وقوله بسورة التوبة"والله لا يهدى القوم الكافرين"فيهدى تعنى يحب كما بسورة آل عمران والظالمين هم الكافرين كما بسورة التوبة ومعنى الآية ألم تعلم بالذى جادل إبراهيم فى إلهه لما أعطاه الله الحكم حين قال إبراهيم (ص):إلهى الذى ينشىء ويتوفى قال أنا أنشأ وأتوفى قال إبراهيم(ص)فإن الله يجىء بالشمس من المنير فهاتها من المظلم فتحير الذى كذب والله لا يثيب القوم الكافرين ،يخبر الله رسوله(ص)بقصة الذى حاج إبراهيم(ص) فى ربه والمراد الذى جادله فى وجود الله لما أتاه أى أعطاه الملك وهو حكم البلاد والمقصود هنا بالملك المحاجج حيث قال له إبراهيم(ص):ربى الذى يحيى ويميت والمراد إلهى هو الذى يخلق الفرد من العدم ويتوفى الفرد الوفاة العادية وغير العادية فرد الملك:وأنا أحيى وأميت والمراد وأنا مثل ربك أنشأ وأقتل ويقصد الملك هنا أنه بعفوه عن القاتل أو السجين يحييه وبضربه للفرد يذبحه وهو معنى بعيد عما قصده إبراهيم(ص)ولما عرف إبراهيم(ص)أن الملك يتهرب من المعنى الذى يقصده قال له ما لا يستطيع التهرب منه وهو:فإن ربى يأتى بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب والمراد إن إلهى يحضر الشمس من جهة الشرق فهاتها أنت من جهة الغرب وعند هذا بهت الذى كفر أى تحير الذى كذب بحكم الله ولم يستطع الرد ،ويبين الله له أنه لايهدى القوم الظالمين أى لا يثيب القوم الكافرين والمراد لا يدخلهم الجنة ،والخطاب وما بعده للنبى(ص).