حلال فى هذا الزمان
عندما جلس الأستاذ طه بن على فى حجرة المدرسين مع الزملاء والزميلات سكت وتركهم يتكلمون عن الغش الممارس فى لجان المدرسة لم يشأ الحديث حتى بادرته زميلة أكبر منه فى السن قائلة وأنت يا طه عامل شيخ وبتغشش العيال عند ذلك أطلق من صدره زفرة قوية وقال اولا انا لست شيخ ولا أحب أن أكون شيخ لأن الشيخ هو الإنسان المخرف الضعيف العقل والبدن وثانيا تغشيش العيال ليس حراما فى هذه الأيام فقال يا سلام الغش ليس حراما عجيبة والله فرد طه قائلا عندما يعم الظلم ويصبح الأغنياء هم الظلمة يصبح أى شىء مباح للفقراء فتدخل أحد الزملاء وقال وضح كلامك قال طه نحن هنا فى هذه البلد كل أولادنا يعتبروا من الفقراء والمحتاجين وعندما نغششهم سنساعد الآباء الذين لا يتحملون ثمن سقوط الأولاد وأما أولاد الأغنياء ففلوس أبائهم تساعدهم على الغش ونفوذهم يساعدهم على الغش ولو مسكنا على الفقراء وغيرنا سيب للأغنياء هنبقى بنظلم الفقراء اللى المفروض يطلعوا من المدرسة بسرعة عشان يساعدوا أهاليهم فقالت نفس الزميلة يعنى الغش حلال فقال طه الغش فى هذا الزمن حلال بالنسبة للفقير تبعا لقاعدة الضرورات تبيح المحظورات وعند هذه الكلمة الأخيرة توقف الحديث وقام طه وانصرف من المدرسة بعد أن ألقى السلام وفى الطريق للبيت عادت به الذاكرة للخلف وتذكر الطرق التى كان يغش بها ولم يقدر على أحد على إمساكه متلبسا ثم تذكر سؤال كان قد طرحه زميله العزيز عليه وهو هل الغش فى الإمتحان حرام وكان هذا الزميل رجلا فاضلا وتذكر أنه قال له بالفطرة دون أن يكون قد درس الموضوع حلال فى هذا الزمن وتذكر أنه كان قد حلف فى السنة الدراسية الأخيرة أنه لن يغش كلمة واحدة وبالفعل نفذ وإن حدث ما لم يكن فى حسبانه فى امتحان اللغة الأجنبية حيث طلب الزملاء من المراقب أن يبدل ورق الأسئلة المكتوب فيه بعض الإجابات وطلب ورقته بالذات وأعطاه ورقة الزميل لم يبال بهذه الورقة إلا عندما راجع الإجابات فوجد فى ورقة أسئلة الزميل إجابة صحيحة لم يكن قد كتبها وعند هذا اصطرع فى نفسه جانب يقول تمسك باليمين وجانب يقول إنك لم تغش ولم تطلب الغش ولكنها هدية أتت من السماء فلا ترفضها لأنها لن تفسد اليمين وانتصر جانب الهدية وكتب الإجابة عندما وصل لباب البيت قال لعن الله قوما ضاع الحق بينهم
عندما جلس الأستاذ طه بن على فى حجرة المدرسين مع الزملاء والزميلات سكت وتركهم يتكلمون عن الغش الممارس فى لجان المدرسة لم يشأ الحديث حتى بادرته زميلة أكبر منه فى السن قائلة وأنت يا طه عامل شيخ وبتغشش العيال عند ذلك أطلق من صدره زفرة قوية وقال اولا انا لست شيخ ولا أحب أن أكون شيخ لأن الشيخ هو الإنسان المخرف الضعيف العقل والبدن وثانيا تغشيش العيال ليس حراما فى هذه الأيام فقال يا سلام الغش ليس حراما عجيبة والله فرد طه قائلا عندما يعم الظلم ويصبح الأغنياء هم الظلمة يصبح أى شىء مباح للفقراء فتدخل أحد الزملاء وقال وضح كلامك قال طه نحن هنا فى هذه البلد كل أولادنا يعتبروا من الفقراء والمحتاجين وعندما نغششهم سنساعد الآباء الذين لا يتحملون ثمن سقوط الأولاد وأما أولاد الأغنياء ففلوس أبائهم تساعدهم على الغش ونفوذهم يساعدهم على الغش ولو مسكنا على الفقراء وغيرنا سيب للأغنياء هنبقى بنظلم الفقراء اللى المفروض يطلعوا من المدرسة بسرعة عشان يساعدوا أهاليهم فقالت نفس الزميلة يعنى الغش حلال فقال طه الغش فى هذا الزمن حلال بالنسبة للفقير تبعا لقاعدة الضرورات تبيح المحظورات وعند هذه الكلمة الأخيرة توقف الحديث وقام طه وانصرف من المدرسة بعد أن ألقى السلام وفى الطريق للبيت عادت به الذاكرة للخلف وتذكر الطرق التى كان يغش بها ولم يقدر على أحد على إمساكه متلبسا ثم تذكر سؤال كان قد طرحه زميله العزيز عليه وهو هل الغش فى الإمتحان حرام وكان هذا الزميل رجلا فاضلا وتذكر أنه قال له بالفطرة دون أن يكون قد درس الموضوع حلال فى هذا الزمن وتذكر أنه كان قد حلف فى السنة الدراسية الأخيرة أنه لن يغش كلمة واحدة وبالفعل نفذ وإن حدث ما لم يكن فى حسبانه فى امتحان اللغة الأجنبية حيث طلب الزملاء من المراقب أن يبدل ورق الأسئلة المكتوب فيه بعض الإجابات وطلب ورقته بالذات وأعطاه ورقة الزميل لم يبال بهذه الورقة إلا عندما راجع الإجابات فوجد فى ورقة أسئلة الزميل إجابة صحيحة لم يكن قد كتبها وعند هذا اصطرع فى نفسه جانب يقول تمسك باليمين وجانب يقول إنك لم تغش ولم تطلب الغش ولكنها هدية أتت من السماء فلا ترفضها لأنها لن تفسد اليمين وانتصر جانب الهدية وكتب الإجابة عندما وصل لباب البيت قال لعن الله قوما ضاع الحق بينهم