"ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء فى المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين" معنى الآية ويستفهمون منك يا محمد عن الطمث قل هو ضرر فاتركوا الزوجات فى الطمث أى لا تجامعوهن حتى ينتهين منه فإن اغتسلن من الطمث فباشروهن من حيث طالبكم الله إن الله يثيب المستغفرين أى يثيب المتزكين ،يبين الله لرسوله(ص)أن المسلمين يسألونه أى يستفهمون منه عن حكم الله فى المحيض وهو الطمث أى دم الدورة الشهرية والولادة هل الجماع فيه مباح أم حرام ؟ويطلب الله منه أن يقول لهم :هو أذى والمقصود أنه ضرر للمجامعين وقت الحيض فاعتزلوا النساء فى المحيض والمراد ابتعدوا عن جماع الزوجات وقت الطمث وفسر الله هذا بأن لا يقربوهن حتى يطهرن أى لا يجامعوهن حتى ينتهى نزول الدم منهن ويبين لهم أن النساء إذا تطهرن أى اغتسلن بعد انتهاء نزول الدم فلهم أن يأتوهن من حيث أمرهم الله والمراد أن يباشروهن أى ينيكوهن حيث طالبهم الله والمراد أن يضعوا القضيب فى المهبل وحده وليس فى أى مكان أخر ،ويبين لهم أنه يحب التوابين أى المتطهرين والمراد يثيب المستغفرين لذنوبهم أى المتزكين وفسر هذا بأقوال عدة منها قوله تعالى بسورة الممتحنة"إن الله يحب المقسطين"فالتوابين هم المقسطين هم المتطهرين والخطاب للنبى (ص)وما بعده وهو موجه للمؤمنين منه.
"نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدموا لأنفسكم واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين"يفسر الآية قوله تعالى بسورة الروم" خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها"وقوله بسورة المائدة "وأطيعوا الله"وقوله بسورة التحريم "قوا أنفسكم" وقوله بسورة الأنفال"وأنه إليه تحشرون"وقوله بسورة الأحزاب "وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا"وقوله بسورة الحج "وبشر المحسنين"فالحرث هو السكن كما بسورة الروم والتقديم للنفس هو أن نقى أنفسنا من النار كما بسورة التحريم واتقوا تعنى أطيعوا كما بسورة المائدة وملاقاة الله هى الحشر إليه كما بسورة الأنفال والمؤمنين هم المحسنين الذين يبشرهم بالفضل الكبير،ومعنى الآية زوجاتكم لباس لكم فجيئوا سكنكم كيف أحببتم وأحسنوا لذواتكم أى أطيعوا حكم الله واعرفوا أنكم آخذوا ثوابه وأخبر المصدقين أن لهم من الله فضلا كبيرا ،يبين الله للمسلمين أن النساء وهى الزوجات حرث لهم أى لباس لهم أى سكن لهم ولذا فعليهم أن يأتوا حرثهم وهو سكنهم كيف شاءوا أى أرادوا وهذا يعنى أن الرجل يفعل فى زوجته عند الجماع ما يحب من تقبيل وتحسيس ودغدغة وغير هذا من أعمال عدا وضع القضيب فى غير المهبل ويطلب الله من المؤمنين أن يقدموا لأنفسهم أى يحسنوا لذواتهم بالإيمان والعمل الصالح وفسر هذا بأن يتقوا الله أى يطيعوا حكم الله ويطلب منهم أن يعلموا أنهم ملاقوا الله والمراد أن يعرفوا أنهم داخلوا جزاء الله وهو الجنة ويطلب من رسوله(ص)أن يبشر المؤمنين أى يخبر المصدقين بأن لهم الجنة .
"ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس والله سميع عليم" يفسره قوله تعالى بسورة المائدة"واحفظوا أيمانكم"فعدم جعل الله عرضة لليمين هو حفظ أيمانهم ومعنى الآية ولا تقولوا الله غرضا فى أقسامكم إلا تدعوا الغير للإسلام أو تبعدوا عن أذى الكفار أو توفقوا بين البشر والله خبير محيط، يطلب الله من المسلمين ألا يجعلوا الله عرضة لأيمانهم والمراد ألا يجعلوا لفظ الله لفظا مكررا فى حلفاناتهم لأن كثرة الحلف به استهزاء به واستثنى من هذا الأتى:أن يبروا أى يحسنوا إلى الناس بالكذب عند دعوتهم للإسلام كما فعل إبراهيم (ص)مع قومه فى أمر الأصنام عندما كذب برده النافى تكسيره لها حتى يعرفهم الحق،أن يتقوا أى يبعدوا عن أذى الكفار فللمسلم أن يكذب حالفا بالله إذا خاف ضرر الكفار،أن يصلحوا بين الناس والمراد أن يوفقوا بين المتخاصمين عن طريق القسم الكاذب بالله ،ويبين لنا أنه سميع عليم أى خبير محيط بكل شىء ،والخطاب وما بعده للمؤمنين.
"لا يؤاخذكم الله باللغو فى أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم والله غفور حليم"يفسر الآية قوله تعالى بسورة المائدة "ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان "وقوله بسورة الأحزاب"وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم "فكسب القلوب هو تعمدها بسورة الأحزاب هو عقد الأيمان فيها بسورة المائدة ومعنى الآية لا يعاقبكم الله بالباطل فى حلفاناتكم ولكن يعاقبكم بما تعمدت نفوسكم والله عفو رحيم،يبين الله للمسلمين أنه لا يؤاخذهم باللغو فى أيمانهم والمراد لا يعاقبهم بسبب الباطل غير المقصود فى الحلفانات ويؤاخذهم بما كسبت قلوبهم أى ولكن يعاقبهم بسبب الذى تعمدته نفوسهم من الحلفانات ثم خالفوها ويبين لهم أنه غفور حليم أى عفو عن التائبين نافع لهم برحمته.
"للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر فإن فاءوا فإن الله غفور رحيم "المعنى للذين يتغيبون عن زوجاتهم غياب أربعة أشهر فإن عادوا فإن الله عفو نافع ،يبين الله للمؤمنين أن الذين يؤلون من نسائهم والمراد الذين يتغيبون عن زوجاتهم عمدا تربص أربعة أشهر أى مباح لهم غياب أربعة شهور فإن فاءوا أى عادوا إلى زوجاتهم قبل انتهاء الشهور الأربعة فإن الله غفور رحيم أى عفو عن ذنب الغياب رحيم أى نافع ،وهذا يعنى أن تعمد الغياب عن الزوجة مدة طويلة أكبرها أربعة أشهر ذنب عند الله ،والخطاب وما بعده فى الطلاق للمؤمنين.
"وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم "المعنى وإن أرادوا الانفصال فإن الله خبير محيط ،يبين الله لنا أن الأزواج إن عزموا الطلاق أى أن الرجال الغائبين عن زوجاتهم إن أرادوا الانفصال عن زوجاتهم فانفصلوا والمراد فطلقوهن فالله سميع عليم أى خبير محيط بكل شىء .
"والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله فى أرحامهن إن كن يؤمن بالله واليوم الأخر وبعولتهن أحق بردهن فى ذلك إن أرادوا إصلاحا ولهن مثل الذى عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم" قوله "والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء" يعنى والمنفصلات ينتظرن بأنفسهن ثلاث حيضات ،يبين الله لنا أن المطلقات وهن النساء اللاتى تركهن أزواجهن بقولهم أنت طالق أو ما فى معناه عليهن تربص ثلاثة قروء أى انتظار نزول ثلاثة حيضات بعد الطلاق فى بيت الزوجية وبعد هذا يحق لهن ترك البيت والزواج من أخر ،وقوله "ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله فى أرحامهن إن كن يؤمن بالله واليوم الأخر"يعنى ولا يباح لهن أن يخفين خبر الذى أنشأ الله فى بطونهن إن كن يصدقن بوحى الله ويوم القيامة ،يبين الله للمطلقات أن لا يحل لهن أن يكتمن والمراد يحرم عليهن أن يخفين عن أزواجهن خبر ما خلق الله فى أرحامهن أى الذى أنشأ الله فى بطونهن من الأجنة إن كن يؤمن بالله واليوم الأخر والمراد إن كن يصدقن بحكم الله ويوم البعث ،وقوله "وبعولتهن أحق بردهن فى ذلك إن أرادوا إصلاحا "يعنى وأزواجهن أولى بإرجاعهن فى ذلك إن شاءوا وفاقا ،يبين الله لنا أن بعولة المطلقات وهم أزواجهم السابقين أحق بردهن والمراد أولى بإعادتهن إلى عصمتهم أن أرادوا إصلاحا أى أن شاءوا وفاقا نتيجة وجود الجنين فى الرحم وبالطبع لابد عند العودة من تراضى الزوجان مصداق لقوله تعالى بنفس السورة "فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف" فليس من حق الزوج إعادة الزوجة إلى عصمته بعد طلاقها دون موافقتها ،وقوله "ولهن مثل الذى عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة" يفسره قوله تعالى بسورة النساء"الرجال قوامون على النساء "فدرجة الرجال على النساء هى القوامة والمعنى وللنساء شبه الذى عليهن بالإحسان وللأزواج عليهن سلطة ،يبين الله لنا أن الزوجات لهن مثل الذى عليهن والمراد لهن حقوق شبه الحقوق التى عليهن بالمعروف وهو العدل وبألفاظ أخرى لهن حقوق على الرجال وعليهن واجبات للرجال ،ويبين لنا أن للرجال درجة عليهن والمراد لهم سلطة هى القوامة على النساء وهى حق توجيههن وضربهن عند مخالفة حكم الله وليس حكم الزوج ،وقوله "والله عزيز حكيم "يعنى والله قوى قاضى وهذا يعنى أن الله يعز أى يقوى أى ينصر من يريد وهو حكيم أى قاضى يحكم بالعدل ومعنى الآية والمنفصلات ينتظرن بأنفسهن ثلاث حيضات ولا يباح لهن أن يخفين ما أنشأ الله فى بطونهن إن كن يصدقن بحكم الله ويوم القيامة وأزواجهن أولى بإعادتهن فى ذلك إن أحبوا وفاقا ولهن شبه الذى عليهن بالعدل وللرجال عليهن سلطة والله قوى قاضى.
"نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدموا لأنفسكم واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين"يفسر الآية قوله تعالى بسورة الروم" خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها"وقوله بسورة المائدة "وأطيعوا الله"وقوله بسورة التحريم "قوا أنفسكم" وقوله بسورة الأنفال"وأنه إليه تحشرون"وقوله بسورة الأحزاب "وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا"وقوله بسورة الحج "وبشر المحسنين"فالحرث هو السكن كما بسورة الروم والتقديم للنفس هو أن نقى أنفسنا من النار كما بسورة التحريم واتقوا تعنى أطيعوا كما بسورة المائدة وملاقاة الله هى الحشر إليه كما بسورة الأنفال والمؤمنين هم المحسنين الذين يبشرهم بالفضل الكبير،ومعنى الآية زوجاتكم لباس لكم فجيئوا سكنكم كيف أحببتم وأحسنوا لذواتكم أى أطيعوا حكم الله واعرفوا أنكم آخذوا ثوابه وأخبر المصدقين أن لهم من الله فضلا كبيرا ،يبين الله للمسلمين أن النساء وهى الزوجات حرث لهم أى لباس لهم أى سكن لهم ولذا فعليهم أن يأتوا حرثهم وهو سكنهم كيف شاءوا أى أرادوا وهذا يعنى أن الرجل يفعل فى زوجته عند الجماع ما يحب من تقبيل وتحسيس ودغدغة وغير هذا من أعمال عدا وضع القضيب فى غير المهبل ويطلب الله من المؤمنين أن يقدموا لأنفسهم أى يحسنوا لذواتهم بالإيمان والعمل الصالح وفسر هذا بأن يتقوا الله أى يطيعوا حكم الله ويطلب منهم أن يعلموا أنهم ملاقوا الله والمراد أن يعرفوا أنهم داخلوا جزاء الله وهو الجنة ويطلب من رسوله(ص)أن يبشر المؤمنين أى يخبر المصدقين بأن لهم الجنة .
"ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس والله سميع عليم" يفسره قوله تعالى بسورة المائدة"واحفظوا أيمانكم"فعدم جعل الله عرضة لليمين هو حفظ أيمانهم ومعنى الآية ولا تقولوا الله غرضا فى أقسامكم إلا تدعوا الغير للإسلام أو تبعدوا عن أذى الكفار أو توفقوا بين البشر والله خبير محيط، يطلب الله من المسلمين ألا يجعلوا الله عرضة لأيمانهم والمراد ألا يجعلوا لفظ الله لفظا مكررا فى حلفاناتهم لأن كثرة الحلف به استهزاء به واستثنى من هذا الأتى:أن يبروا أى يحسنوا إلى الناس بالكذب عند دعوتهم للإسلام كما فعل إبراهيم (ص)مع قومه فى أمر الأصنام عندما كذب برده النافى تكسيره لها حتى يعرفهم الحق،أن يتقوا أى يبعدوا عن أذى الكفار فللمسلم أن يكذب حالفا بالله إذا خاف ضرر الكفار،أن يصلحوا بين الناس والمراد أن يوفقوا بين المتخاصمين عن طريق القسم الكاذب بالله ،ويبين لنا أنه سميع عليم أى خبير محيط بكل شىء ،والخطاب وما بعده للمؤمنين.
"لا يؤاخذكم الله باللغو فى أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم والله غفور حليم"يفسر الآية قوله تعالى بسورة المائدة "ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان "وقوله بسورة الأحزاب"وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم "فكسب القلوب هو تعمدها بسورة الأحزاب هو عقد الأيمان فيها بسورة المائدة ومعنى الآية لا يعاقبكم الله بالباطل فى حلفاناتكم ولكن يعاقبكم بما تعمدت نفوسكم والله عفو رحيم،يبين الله للمسلمين أنه لا يؤاخذهم باللغو فى أيمانهم والمراد لا يعاقبهم بسبب الباطل غير المقصود فى الحلفانات ويؤاخذهم بما كسبت قلوبهم أى ولكن يعاقبهم بسبب الذى تعمدته نفوسهم من الحلفانات ثم خالفوها ويبين لهم أنه غفور حليم أى عفو عن التائبين نافع لهم برحمته.
"للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر فإن فاءوا فإن الله غفور رحيم "المعنى للذين يتغيبون عن زوجاتهم غياب أربعة أشهر فإن عادوا فإن الله عفو نافع ،يبين الله للمؤمنين أن الذين يؤلون من نسائهم والمراد الذين يتغيبون عن زوجاتهم عمدا تربص أربعة أشهر أى مباح لهم غياب أربعة شهور فإن فاءوا أى عادوا إلى زوجاتهم قبل انتهاء الشهور الأربعة فإن الله غفور رحيم أى عفو عن ذنب الغياب رحيم أى نافع ،وهذا يعنى أن تعمد الغياب عن الزوجة مدة طويلة أكبرها أربعة أشهر ذنب عند الله ،والخطاب وما بعده فى الطلاق للمؤمنين.
"وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم "المعنى وإن أرادوا الانفصال فإن الله خبير محيط ،يبين الله لنا أن الأزواج إن عزموا الطلاق أى أن الرجال الغائبين عن زوجاتهم إن أرادوا الانفصال عن زوجاتهم فانفصلوا والمراد فطلقوهن فالله سميع عليم أى خبير محيط بكل شىء .
"والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله فى أرحامهن إن كن يؤمن بالله واليوم الأخر وبعولتهن أحق بردهن فى ذلك إن أرادوا إصلاحا ولهن مثل الذى عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم" قوله "والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء" يعنى والمنفصلات ينتظرن بأنفسهن ثلاث حيضات ،يبين الله لنا أن المطلقات وهن النساء اللاتى تركهن أزواجهن بقولهم أنت طالق أو ما فى معناه عليهن تربص ثلاثة قروء أى انتظار نزول ثلاثة حيضات بعد الطلاق فى بيت الزوجية وبعد هذا يحق لهن ترك البيت والزواج من أخر ،وقوله "ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله فى أرحامهن إن كن يؤمن بالله واليوم الأخر"يعنى ولا يباح لهن أن يخفين خبر الذى أنشأ الله فى بطونهن إن كن يصدقن بوحى الله ويوم القيامة ،يبين الله للمطلقات أن لا يحل لهن أن يكتمن والمراد يحرم عليهن أن يخفين عن أزواجهن خبر ما خلق الله فى أرحامهن أى الذى أنشأ الله فى بطونهن من الأجنة إن كن يؤمن بالله واليوم الأخر والمراد إن كن يصدقن بحكم الله ويوم البعث ،وقوله "وبعولتهن أحق بردهن فى ذلك إن أرادوا إصلاحا "يعنى وأزواجهن أولى بإرجاعهن فى ذلك إن شاءوا وفاقا ،يبين الله لنا أن بعولة المطلقات وهم أزواجهم السابقين أحق بردهن والمراد أولى بإعادتهن إلى عصمتهم أن أرادوا إصلاحا أى أن شاءوا وفاقا نتيجة وجود الجنين فى الرحم وبالطبع لابد عند العودة من تراضى الزوجان مصداق لقوله تعالى بنفس السورة "فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف" فليس من حق الزوج إعادة الزوجة إلى عصمته بعد طلاقها دون موافقتها ،وقوله "ولهن مثل الذى عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة" يفسره قوله تعالى بسورة النساء"الرجال قوامون على النساء "فدرجة الرجال على النساء هى القوامة والمعنى وللنساء شبه الذى عليهن بالإحسان وللأزواج عليهن سلطة ،يبين الله لنا أن الزوجات لهن مثل الذى عليهن والمراد لهن حقوق شبه الحقوق التى عليهن بالمعروف وهو العدل وبألفاظ أخرى لهن حقوق على الرجال وعليهن واجبات للرجال ،ويبين لنا أن للرجال درجة عليهن والمراد لهم سلطة هى القوامة على النساء وهى حق توجيههن وضربهن عند مخالفة حكم الله وليس حكم الزوج ،وقوله "والله عزيز حكيم "يعنى والله قوى قاضى وهذا يعنى أن الله يعز أى يقوى أى ينصر من يريد وهو حكيم أى قاضى يحكم بالعدل ومعنى الآية والمنفصلات ينتظرن بأنفسهن ثلاث حيضات ولا يباح لهن أن يخفين ما أنشأ الله فى بطونهن إن كن يصدقن بحكم الله ويوم القيامة وأزواجهن أولى بإعادتهن فى ذلك إن أحبوا وفاقا ولهن شبه الذى عليهن بالعدل وللرجال عليهن سلطة والله قوى قاضى.