سورة الصافات
سميت بهذا الاسم لذكر الصافات بقوله "والصافات صفا ".
"بسم الله الرحمن الرحيم والصافات صفا والزاجرات زجرا فالتاليات ذكرا إن إلهكم لواحد رب السموات والأرض وما بينهما ورب المشارق " المعنى بحكم الرب النافع المفيد والجامعات جمعا فالدافعات دفعا فالقائلات وحيا إن إلهكم لواحد إله السموات والأرض والذى وسطهما وإله المنيرات ،يقسم الله بالصافات صفا وهى فرق الجيش المجموعة تجميعا مخططا له والزاجرات زجرا وهى فرق الجيش السائرات سيرا محددا،وبالتاليات ذكرا وهى القائلات أمرا وهى فرق الجيش المنفذة للحكم الصادر لها من القيادة وهو يقسم بهذا على أن اسم الله الرحمن الرحيم أى أن حكم الرب النافع المفيد هو أن إلههم واحد والمراد أن خالقهم واحد هو رب أى خالق السموات والأرض وما بينهما أى والذى وسطهما وهو الجو وهو رب المشارق أى خالق المنيرات وهى الكون الذى هو مشارق ومغارب مصداق لقوله بسورة الرحمن "رب المشرقين ورب المغربين "
"إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب وحفظا من كل شيطان مارد لا يسمعون إلى الملأ الأعلى ويقذفون من كل جانب دحورا ولهم عذاب واصب إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب"المعنى إنا جملنا السماء القريبة بجمال النجوم وحماية من كل جنى متمرد حقا يعلمون من الحضور الأعظم ويرمون من كل جهة نارا ولهم عقاب دائم إلا من أخذ الأخذة فأهلكه شهاب خارق ،يبين الله للنبى (ص)أنه زين السماء الدنيا بزينة الكواكب والمراد أنه حسن السماء القريبة بنور المصابيح وهى النجوم مصداق لقوله بسورة الملك"ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح "وهى حفظ من كل شيطان مارد والمراد محمية من كل جنى مخالف لحكم الله وهذا يعنى أنها رجوم للشياطين مصداق لقوله بسورة الملك"رجوما للشياطين "والجن لا يسمعون إلى الملأ الأعلى والمراد والجن حقا ينصتون إلى حديث الحضور فى السماء وهم الملائكة لمعرفة الأخبار ولذا يقذفون من كل جانب دحورا والمراد يرمون من كل جهة بعذاب وفسر الله المقذوفين بأنهم من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب والمراد أنهم من عرف المعلومة الخفية فلحقه لسان نارى حارق خارج من النجوم وبعد إحراقهم بالشهاب لهم العذاب الواصب وهو العقاب الدائم حيث يدخلون النار بعد هلاكهم والخطاب وما قبله وما بعده للنبى(ص)
"فاستفتهم أهم أشد خلقا أم من خلقنا إنا خلقناهم من طين لازب"المعنى فاستفهم منهم أهم أعظم إنشاء أم من أنشأنا إنا أنشأناهم من طين طرى ،يطلب الله من نبيه (ص)أن يستفتى أى يسأل الكفار :أهم أشد خلقا أم من خلقنا والمراد هل هم أكبر إبداعا أم من أبدع الله وهو السموات والأرض مصداق لقوله بسورة غافر"لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس"والغرض من السؤال إخبارهم أن خلق السموات والأرض أعظم من خلقهم ويبين الله لنبيه (ص)أنه خلقهم من طين لازب أى أنه أبدعهم من طين طرى وهو سلالة من طين مصداق لقوله بسورة المؤمنون"لقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ".
"بل عجبت ويسخرون وإذا ذكروا لا يذكرون وإذا رأوا آية يستسخرون وقالوا إن هذا إلا سحر مبين "المعنى لقد استغربت ويستهزءون وإذا أبلغوا لا يطيعون أى إذا علموا حكم يستهزءون وقالوا إن هذا إلا خداع عظيم ،يبين الله لنبيه (ص)أنه عجب والمراد أن الرسول (ص)استغرب أى اندهش بسبب تكذيب الكفار الذى يسخرون أى يستهزءون بالله ورسوله (ص)وآياته مصداق لقوله بسورة التوبة"قل أبالله ورسوله وآياته كنتم تستهزءون"وفسر هذا بأنهم إذا ذكروا لا يتذكرون أى إذا أبلغوا الوحى لا يطيعون الوحى وفسر هذا بأنهم إذا رأوا آية يستسخرون والمراد إذا علموا حكم يكذبون به أى يعرضون ويقولوا إن هذا إلا سحر مبين أى مكر عظيم مصداق لقوله بسورة القمر"وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر"وهذا يعنى أن القرآن فى رأيهم سحر والخطاب وما بعده وما بعده وما بعده وما بعده وما بعده للنبى(ص).
"أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمبعوثون أو أباؤنا الأولون قل نعم وأنتم داخرون فإنما هى زجرة واحدة فإذا هم ينظرون وقالوا يا ويلنا هذا يوم الدين إن هذا يوم الفصل الذى كنتم به تكذبون "المعنى هل إذا توفينا وكنا غبارا وعظاما هل إنا محيون أو آباؤنا السابقون قل نعم وأنتم حاضرون فإنما هى نفخة واحدة فإذا هم يخرجون وقالوا يا عذابنا هذا يوم الحساب إن هذا يوم القضاء الذى كنتم به تكفرون ،يبين الله لنبيه (ص)أن الكفار قالوا أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما والمراد هل إذا توفينا وكنا فتاتا وعظاما أو آباؤنا الأولون وهم السابقون ؟والغرض من السؤال هو إخبارنا تكذيبهم بالبعث ويطلب الله من نبيه (ص)أن يجيب على سؤالهم نعم وأنتم داخرون أى مبعوثون أى راجعون للحياة ويقول الله له فإنما هى زجرة واحدة أى نفخة واحدة أى "إن كانت إلا صيحة واحدة "كما قال بسورة يس فإذا هم ينظرون أى يخرجون أحياء وقالوا يا ويلنا أى يا عذابنا هذا يوم الدين والمراد هذا يوم الحساب أى البعث مصداق لقوله بسورة الروم"هذا يوم البعث أى"إن هذا يوم الفصل أى الحكم بالجنة أو النار الذى كنتم به تكذبون أى الذى كنتم به تكفرون فى الدنيا .
"احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم وقفوهم إنهم مسئولون ما لكم لا تناصرون "المعنى اجمعوا الذين كفروا ونساءهم أى الذى كانوا يطيعون من غير الرب فسوقوهم إلى طريق النار واسجنوهم إنهم معاقبون ما لكم لا تنجون ،يبين الله لنبيه (ص)أن الله يقول للملائكة :احشروا الذين ظلموا وأزواجهم والمراد اجمعوا الذين كفروا بحكم الله ونساءهم وفسر هذا بأنه ما كانوا يعبدون وهم أهواءهم التى كانوا يتبعون مصداق لقوله بسورة محمد "واتبعوا أهواءهم "فاهدوهم إلى صراط الجحيم أى سوقوهم إلى طريق جهنم مصداق لقوله بسورة الزمر "وسيق الذين كفروا إلى الجنة زمرا "وقفوهم والمراد واحبسوهم فى النار إنهم مسئولون أى معاقبون ما لكم لا تناصرون أى ما لكم لا تنجون؟والغرض من السؤال هو إخبارهم أن لا أنصار لهم يخرجونهم من النار .
"بل هم اليوم مستسلمون وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون قالوا إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين قالوا بل لم تكونوا مؤمنين وما كان لنا عليكم من سلطان بل كنتم قوما طاغين "المعنى إنهم اليوم خاضعون وأتى بعضهم إلى بعض يستخبرون قالوا إنكم كنتم تبعدونا عن الخير قالوا بل لم تكونوا مصدقين وما كان لنا عليكم من قدرة بل كنتم ناسا عادين ،يبين الله لنبيه (ص)أن الكفار فى يوم القيامة مستسلمون أى خانعون أذلاء فى العذاب وقد أقبل أى أتى بعضهم إلى بعض يتساءلون والمراد يستخبرون أى يتقاولون فقال الضعاف وهم الأتباع :إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين والمراد إنكم كنتم تبعدوننا عن الحق فقال الكبار لهم بل لم تكونوا مؤمنين أى مصدقين بحكم الله وما كان لنا عليكم من سلطان أى قدرة تجبركم على طاعتنا،بل كنتم قوما طاغين والمراد لقد كنتم ناسا كافرين بالوحى.
"فحق علينا قول ربنا إنا لذائقون فأغويناكم إنا كنا غاوين "المعنى فصدق فينا حكم إلهنا إنا لمعذبون فأضللناكم إنا كنا ضالين ،يبين الله لنبيه (ص)أن الكبار قالوا للضعاف فحق علينا قول ربنا والمراد فصدق فينا حكم خالقنا وهو وعيده مصداق لقوله بسورة ق"فحق وعيد"إنا لذائقون أى لمعذبون فى النار فأغويناكم أى فأضللناكم إنا كنا غاوين أى "إنا كنا طاغين "كما قال بسورة القلم وهذا اعتراف منهم بأنهم أبعدوهم عن الحق .
"فإنهم فى العذاب مشتركون إنا كذلك نفعل بالمجرمين إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ويقولون أإنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون"المعنى فإنهم فى العقاب مجموعون إنا هكذا نصنع بالكافرين إنهم كانوا إذا نصحوا لا رب إلا الله يخالفون ويقولون هل إنا مخالفوا أربابنا بسبب شاعر سفيه ،يبين الله لنبيه (ص)أن الكبار والأتباع فى العذاب وهو العقاب مشتركون أى مجموعون مصداق لقوله بسورة الشعراء"فكبكبوا فيها هم والغاوون وجنود إبليس أجمعون"ويبين له إنه كذلك وهو إدخال النار يفعل بالمجرمين والمراد يصنع بالكافرين والسبب أنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله والمراد لا طاعة لحكم رب إلا حكم الله يستكبرون أى يعصون حكم الله ويقولون لبعضهم أإنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون والمراد هل إنا لمستبعدى حكم أربابنا بسبب شاعر سفيه وهذا إتهام للنبى (ص)بأن القرآن شعره وأنه مجنون أى سفيه .
"بل جاء بالحق وصدق المرسلين إنكم لذائقوا العذاب الأليم وما تجزون إلا ما كنتم تعملون إلا عباد الله المخلصين "المعنى لقد أتى بالعدل وآمن بقول الأنبياء (ص)إنكم لداخلوا العقاب الشديد وما تعطون إلا جزاء ما كنتم تصنعون إلا خلق الرب المتبعين لله ،يبين الله لنبيه (ص)أن الله جاء بالحق أى أتى بالعدل وهو الوحى وهو الصدق مصداق لقوله بسورة الزمر"جاء بالحق "وصدق المرسلين والمراد وآمن بوقوع حديث الأنبياء (ص)والحديث الواقع هو أن الكفار فى النار كما قال الله لهم إنكم لذائقوا العذاب الأليم والمراد إنكم لداخلوا العقاب الشديد مصداق لقوله بسورة فصلت "فلنذيقن الذين كفروا عذابا شديدا "وما تجزون إلا ما كنتم تعملون والمراد وما تسكنون إلا عذاب ما كنتم تكسبون أى تستكبرون مصداق لقوله بسورة الأحقاف"تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون"إلا عباد الله المخلصين والمراد إلا خلق الله المطيعين لحكم الله والخطاب وما بعده وما بعده وما بعده وما بعده للنبى(ص).
"أولئك لهم رزق معلوم فواكه وهم مكرمون فى جنات النعيم على سرر متقابلين يطاف عليهم بكأس من معين بيضاء لذة للشاربين لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون وعندهم قاصرات الطرف عين كأنهن بيض مكنون"المعنى أولئك لهم نفع معروف منافع وهم منعمون فى حدائق المتاع على فرش متلاقين يدار عليهم بكوب من خمر سليمة متعة للشاربين لا فيها أذى ولا هم عنها ينقطعون ولديهم غضيضات البصر حور كأنهن بيض مخفى،يبين الله لنبيه (ص)أن عباد الله المخلصين لهم رزق معلوم أى عطاء معروف فواكه أى متع أى منافع وهم مكرمون فى جنات النعيم والمراد وهم متمتعون فى حدائق المتاع بكل ما يشتهون وهم على سرر متقابلين أى هم على الفرش متلاقين ويطاف عليهم بكأس من معين والمراد ويدور عليهم الغلمان بكوب من خمر بيضاء وهى لذة أى متعة للشاربين وهم الذائقين وهى ليس فيها غول أى أذى أى ضرر يغيب العقل أو يضر الجسم وهم عنها لا ينزفون أى لا ينقطعون والمراد يستمرون فى شربها ولا يملونها مصداق لقوله بسورة الواقعة "يطوف عليهم غلمان مخلدون بأكواب"وعندهم قاصرات الطرف عين والمراد أن فى بيوت المسلمين فى الجنة غضيضات البصر حسان والمراد نساء جميلات يشبهن البيض المكنون أى البيض الخفى وهذا يعنى أنهم يوجدون فى مكان يخفيهن عن أنظار الأخرين عدا رجلهن .
"فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون قال قائل منهم إنى كان لى قرين يقول أإنك لمن المصدقين أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمدينون "المعنى فأتى بعضهم إلى بعض يستخبرون قال واحد منهم إنى كان لى صاحب يقول هل إنك لمن الموقنين إأذا توفينا وأصبحنا غبارا وفتاتا هل إننا عائدون ؟يبين الله لنبيه (ص)أن المخلصين يأتى والمراد يحضر بعضهم إلى بعض وهم يتساءلون أى يستخبرون فيقول قائل والمراد واحد منهم :إنى كان لى قرين أى صاحب وهذا يعنى أن لكل مخلوق شيطان يسمى الشهوات فى نفسه يقول أإنك لمن المصدقين أى المؤمنين بحكم الله ؟والغرض من السؤال هو تحريض المؤمن على تكذيب الوحى ويقول أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما والمراد هل إذا توفينا وكنا فتاتا وعظاما هل إنا لمدينون أى لمحاسبون ؟والغرض من السؤال هو تحريض المؤمن على تكذيب وحى الله بسبب اعتقاد القرين أن البعث للدين وهو الحساب مستحيل فى رأيه .
"قال هل أنتم مطلعون فاطلع فرآه فى سواء الجحيم قال تالله لتردين ولولا نعمة ربى لكنت من المحضرين أفما نحن بميتين إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين إن هذا لهو الفوز العظيم لمثل هذا فليعمل العاملون "المعنى قال هل أنتم مشاهدون فصعد فشاهده فى أرض النار قال والله لقد هممت لتهلكن ولولا منحة إلهى لكنت من المعذبين أفما نحن بمتوفين إلا وفاتنا السابقة وما نحن بمعاقبين إن هذا لهو النصر الكبير،لشبه هذا فليصنع الصانعون ،يبين الله لنبيه (ص)أن الله قال على لسان الملائكة للمسلم فى الجنة هل أنتم مطلعون أى مشاهدون للقرين ؟فوافقوا على الرؤية فاطلع والمراد فصعدوا على السور فرآه أى فشاهده فى سواء الجحيم وهو أرض النار،فقال المسلم له :تالله إن كدت لتردين والمراد والله لقد أردت لتهلكن فى النار ولولا نعمة ربى والمراد لولا طاعتى لحكم خالقى لكنت من المحضرين أى من المعذبين فى النار،ويقول المسلمون فى الجنة :أفما نحن بميتين إلا موتتنا الأولى والمراد أما نحن بمتوفين إلا وفاتنا السابقين؟وهذا يعنى أنهم لا يموتون فى الجنة أبدا ويقولون إن هذا لهو الفوز العظيم أى النصر الكبير لمثل هذا فليعمل العاملون والمراد لشبه هذا العطاء فليصنع الصانعون .
"أذلك خيرا نزلا أم شجرة الزقوم إنا جعلناها فتنة للظالمين إنها شجرة تخرج فى أصل الجحيم طلعها كأنه رءوس الشياطين فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم "المعنى أذلك أفضل مقاما أم نبات الزقوم إنا خلقناها أذى للكافرين إنها نبات يطلع فى أرض النار ثمرها كأنه شعور الكفار فإنهم لطاعمون منها فمعبأون منها البطون ثم إن لهم عليها لكوبا من غساق ثم إن معادهم لإلى النار،يسأل الله أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم والمراد هل الجنة أحسن متاعا أم نبات الزقوم ؟والغرض من السؤال هو إخبار النبى (ص)والناس أن الجنة أحسن من النار التى بها نبات الزقوم ،ويبين الله لنبيه(ص)أنه جعل أى خلق شجرة وهى نبات الزقوم فتنة للظالمين أى أذى يؤلم الكافرين وهى شجرة تخرج فى أصل الجحيم والمراد وهى نبات يطلع فى أرض النار وطلعها والمراد وثمرها كأنه رءوس الشياطين والمراد وثمرها يشبه شعور الكفار وهذا يعنى أن ثمارها لها شعور ويبين له أن الكفار آكلون أى طاعمون من ثمار الزقوم فمالئون منها البطون والمراد فمعبئون منها الأجواف والسبب فى ملء الأجواف بها إنها لا تشبع ولا تسمن من جوع وبعد ذلك لهم بعد الأكل شوبا من حميم أى كوب شراب من الغساق وهو شراب أهل النار الكريه ومرجعهم وهو مقامهم هو الجحيم أى النار التى لا يخرجون منها والخطاب وما بعده وما بعده للنبى (ص) وما بعده من قصص له ومنه للناس.
"إنهم ألفوا آباءهم ضالين فهم على آثارهم يهرعون ولقد ضل قبلهم أكثر الأولين ولقد أرسلنا فيهم منذرين فانظر كيف كان عاقبة المنذرين إلا عباد الله المخلصين "المعنى إنهم وجدوا آباءهم كافرين فهم على خطاهم يسيرون ولقد كفر قبلهم أغلب السابقين ولقد بعثنا فيهم مخبرين فإعلم كيف كان جزاء المخبرين إلا خلق الرب المطيعين ،يبين الله لنبيه (ص)أن الكفار ألفوا آباءهم ضالين والمراد وجدوا آباءهم كافرين فى الدنيا ولذا فهم على آثارهم يهرعون أى على خطاهم وهى أحكام دينهم يسيرون والمراد فهم على أديانهم يسيرون دون تفكير،وإن أكثر الأولين والمراد وإن أغلب السابقين الذين عاشوا قبلهم قد ضلوا أى كفروا بدين الله وقد أرسل الله فيهم منذرين والمراد وقد بعث الرب فيهم مبلغين بوحى الله ،ويطلب الله من نبيه (ص)أن ينظر أى يعلم كيف كان عاقبة المنذرين إلا عباد الله المخلصين والمراد أن يعرف كيف كان جزاء المبلغين بالوحى وهو الهلاك إلا خلق الرب المطيعين لوحيه المبلغ والغرض من الطلب أن يعتبروا بما حدث للكافرين السابقين .
سميت بهذا الاسم لذكر الصافات بقوله "والصافات صفا ".
"بسم الله الرحمن الرحيم والصافات صفا والزاجرات زجرا فالتاليات ذكرا إن إلهكم لواحد رب السموات والأرض وما بينهما ورب المشارق " المعنى بحكم الرب النافع المفيد والجامعات جمعا فالدافعات دفعا فالقائلات وحيا إن إلهكم لواحد إله السموات والأرض والذى وسطهما وإله المنيرات ،يقسم الله بالصافات صفا وهى فرق الجيش المجموعة تجميعا مخططا له والزاجرات زجرا وهى فرق الجيش السائرات سيرا محددا،وبالتاليات ذكرا وهى القائلات أمرا وهى فرق الجيش المنفذة للحكم الصادر لها من القيادة وهو يقسم بهذا على أن اسم الله الرحمن الرحيم أى أن حكم الرب النافع المفيد هو أن إلههم واحد والمراد أن خالقهم واحد هو رب أى خالق السموات والأرض وما بينهما أى والذى وسطهما وهو الجو وهو رب المشارق أى خالق المنيرات وهى الكون الذى هو مشارق ومغارب مصداق لقوله بسورة الرحمن "رب المشرقين ورب المغربين "
"إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب وحفظا من كل شيطان مارد لا يسمعون إلى الملأ الأعلى ويقذفون من كل جانب دحورا ولهم عذاب واصب إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب"المعنى إنا جملنا السماء القريبة بجمال النجوم وحماية من كل جنى متمرد حقا يعلمون من الحضور الأعظم ويرمون من كل جهة نارا ولهم عقاب دائم إلا من أخذ الأخذة فأهلكه شهاب خارق ،يبين الله للنبى (ص)أنه زين السماء الدنيا بزينة الكواكب والمراد أنه حسن السماء القريبة بنور المصابيح وهى النجوم مصداق لقوله بسورة الملك"ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح "وهى حفظ من كل شيطان مارد والمراد محمية من كل جنى مخالف لحكم الله وهذا يعنى أنها رجوم للشياطين مصداق لقوله بسورة الملك"رجوما للشياطين "والجن لا يسمعون إلى الملأ الأعلى والمراد والجن حقا ينصتون إلى حديث الحضور فى السماء وهم الملائكة لمعرفة الأخبار ولذا يقذفون من كل جانب دحورا والمراد يرمون من كل جهة بعذاب وفسر الله المقذوفين بأنهم من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب والمراد أنهم من عرف المعلومة الخفية فلحقه لسان نارى حارق خارج من النجوم وبعد إحراقهم بالشهاب لهم العذاب الواصب وهو العقاب الدائم حيث يدخلون النار بعد هلاكهم والخطاب وما قبله وما بعده للنبى(ص)
"فاستفتهم أهم أشد خلقا أم من خلقنا إنا خلقناهم من طين لازب"المعنى فاستفهم منهم أهم أعظم إنشاء أم من أنشأنا إنا أنشأناهم من طين طرى ،يطلب الله من نبيه (ص)أن يستفتى أى يسأل الكفار :أهم أشد خلقا أم من خلقنا والمراد هل هم أكبر إبداعا أم من أبدع الله وهو السموات والأرض مصداق لقوله بسورة غافر"لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس"والغرض من السؤال إخبارهم أن خلق السموات والأرض أعظم من خلقهم ويبين الله لنبيه (ص)أنه خلقهم من طين لازب أى أنه أبدعهم من طين طرى وهو سلالة من طين مصداق لقوله بسورة المؤمنون"لقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ".
"بل عجبت ويسخرون وإذا ذكروا لا يذكرون وإذا رأوا آية يستسخرون وقالوا إن هذا إلا سحر مبين "المعنى لقد استغربت ويستهزءون وإذا أبلغوا لا يطيعون أى إذا علموا حكم يستهزءون وقالوا إن هذا إلا خداع عظيم ،يبين الله لنبيه (ص)أنه عجب والمراد أن الرسول (ص)استغرب أى اندهش بسبب تكذيب الكفار الذى يسخرون أى يستهزءون بالله ورسوله (ص)وآياته مصداق لقوله بسورة التوبة"قل أبالله ورسوله وآياته كنتم تستهزءون"وفسر هذا بأنهم إذا ذكروا لا يتذكرون أى إذا أبلغوا الوحى لا يطيعون الوحى وفسر هذا بأنهم إذا رأوا آية يستسخرون والمراد إذا علموا حكم يكذبون به أى يعرضون ويقولوا إن هذا إلا سحر مبين أى مكر عظيم مصداق لقوله بسورة القمر"وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر"وهذا يعنى أن القرآن فى رأيهم سحر والخطاب وما بعده وما بعده وما بعده وما بعده وما بعده للنبى(ص).
"أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمبعوثون أو أباؤنا الأولون قل نعم وأنتم داخرون فإنما هى زجرة واحدة فإذا هم ينظرون وقالوا يا ويلنا هذا يوم الدين إن هذا يوم الفصل الذى كنتم به تكذبون "المعنى هل إذا توفينا وكنا غبارا وعظاما هل إنا محيون أو آباؤنا السابقون قل نعم وأنتم حاضرون فإنما هى نفخة واحدة فإذا هم يخرجون وقالوا يا عذابنا هذا يوم الحساب إن هذا يوم القضاء الذى كنتم به تكفرون ،يبين الله لنبيه (ص)أن الكفار قالوا أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما والمراد هل إذا توفينا وكنا فتاتا وعظاما أو آباؤنا الأولون وهم السابقون ؟والغرض من السؤال هو إخبارنا تكذيبهم بالبعث ويطلب الله من نبيه (ص)أن يجيب على سؤالهم نعم وأنتم داخرون أى مبعوثون أى راجعون للحياة ويقول الله له فإنما هى زجرة واحدة أى نفخة واحدة أى "إن كانت إلا صيحة واحدة "كما قال بسورة يس فإذا هم ينظرون أى يخرجون أحياء وقالوا يا ويلنا أى يا عذابنا هذا يوم الدين والمراد هذا يوم الحساب أى البعث مصداق لقوله بسورة الروم"هذا يوم البعث أى"إن هذا يوم الفصل أى الحكم بالجنة أو النار الذى كنتم به تكذبون أى الذى كنتم به تكفرون فى الدنيا .
"احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم وقفوهم إنهم مسئولون ما لكم لا تناصرون "المعنى اجمعوا الذين كفروا ونساءهم أى الذى كانوا يطيعون من غير الرب فسوقوهم إلى طريق النار واسجنوهم إنهم معاقبون ما لكم لا تنجون ،يبين الله لنبيه (ص)أن الله يقول للملائكة :احشروا الذين ظلموا وأزواجهم والمراد اجمعوا الذين كفروا بحكم الله ونساءهم وفسر هذا بأنه ما كانوا يعبدون وهم أهواءهم التى كانوا يتبعون مصداق لقوله بسورة محمد "واتبعوا أهواءهم "فاهدوهم إلى صراط الجحيم أى سوقوهم إلى طريق جهنم مصداق لقوله بسورة الزمر "وسيق الذين كفروا إلى الجنة زمرا "وقفوهم والمراد واحبسوهم فى النار إنهم مسئولون أى معاقبون ما لكم لا تناصرون أى ما لكم لا تنجون؟والغرض من السؤال هو إخبارهم أن لا أنصار لهم يخرجونهم من النار .
"بل هم اليوم مستسلمون وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون قالوا إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين قالوا بل لم تكونوا مؤمنين وما كان لنا عليكم من سلطان بل كنتم قوما طاغين "المعنى إنهم اليوم خاضعون وأتى بعضهم إلى بعض يستخبرون قالوا إنكم كنتم تبعدونا عن الخير قالوا بل لم تكونوا مصدقين وما كان لنا عليكم من قدرة بل كنتم ناسا عادين ،يبين الله لنبيه (ص)أن الكفار فى يوم القيامة مستسلمون أى خانعون أذلاء فى العذاب وقد أقبل أى أتى بعضهم إلى بعض يتساءلون والمراد يستخبرون أى يتقاولون فقال الضعاف وهم الأتباع :إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين والمراد إنكم كنتم تبعدوننا عن الحق فقال الكبار لهم بل لم تكونوا مؤمنين أى مصدقين بحكم الله وما كان لنا عليكم من سلطان أى قدرة تجبركم على طاعتنا،بل كنتم قوما طاغين والمراد لقد كنتم ناسا كافرين بالوحى.
"فحق علينا قول ربنا إنا لذائقون فأغويناكم إنا كنا غاوين "المعنى فصدق فينا حكم إلهنا إنا لمعذبون فأضللناكم إنا كنا ضالين ،يبين الله لنبيه (ص)أن الكبار قالوا للضعاف فحق علينا قول ربنا والمراد فصدق فينا حكم خالقنا وهو وعيده مصداق لقوله بسورة ق"فحق وعيد"إنا لذائقون أى لمعذبون فى النار فأغويناكم أى فأضللناكم إنا كنا غاوين أى "إنا كنا طاغين "كما قال بسورة القلم وهذا اعتراف منهم بأنهم أبعدوهم عن الحق .
"فإنهم فى العذاب مشتركون إنا كذلك نفعل بالمجرمين إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ويقولون أإنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون"المعنى فإنهم فى العقاب مجموعون إنا هكذا نصنع بالكافرين إنهم كانوا إذا نصحوا لا رب إلا الله يخالفون ويقولون هل إنا مخالفوا أربابنا بسبب شاعر سفيه ،يبين الله لنبيه (ص)أن الكبار والأتباع فى العذاب وهو العقاب مشتركون أى مجموعون مصداق لقوله بسورة الشعراء"فكبكبوا فيها هم والغاوون وجنود إبليس أجمعون"ويبين له إنه كذلك وهو إدخال النار يفعل بالمجرمين والمراد يصنع بالكافرين والسبب أنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله والمراد لا طاعة لحكم رب إلا حكم الله يستكبرون أى يعصون حكم الله ويقولون لبعضهم أإنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون والمراد هل إنا لمستبعدى حكم أربابنا بسبب شاعر سفيه وهذا إتهام للنبى (ص)بأن القرآن شعره وأنه مجنون أى سفيه .
"بل جاء بالحق وصدق المرسلين إنكم لذائقوا العذاب الأليم وما تجزون إلا ما كنتم تعملون إلا عباد الله المخلصين "المعنى لقد أتى بالعدل وآمن بقول الأنبياء (ص)إنكم لداخلوا العقاب الشديد وما تعطون إلا جزاء ما كنتم تصنعون إلا خلق الرب المتبعين لله ،يبين الله لنبيه (ص)أن الله جاء بالحق أى أتى بالعدل وهو الوحى وهو الصدق مصداق لقوله بسورة الزمر"جاء بالحق "وصدق المرسلين والمراد وآمن بوقوع حديث الأنبياء (ص)والحديث الواقع هو أن الكفار فى النار كما قال الله لهم إنكم لذائقوا العذاب الأليم والمراد إنكم لداخلوا العقاب الشديد مصداق لقوله بسورة فصلت "فلنذيقن الذين كفروا عذابا شديدا "وما تجزون إلا ما كنتم تعملون والمراد وما تسكنون إلا عذاب ما كنتم تكسبون أى تستكبرون مصداق لقوله بسورة الأحقاف"تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون"إلا عباد الله المخلصين والمراد إلا خلق الله المطيعين لحكم الله والخطاب وما بعده وما بعده وما بعده وما بعده للنبى(ص).
"أولئك لهم رزق معلوم فواكه وهم مكرمون فى جنات النعيم على سرر متقابلين يطاف عليهم بكأس من معين بيضاء لذة للشاربين لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون وعندهم قاصرات الطرف عين كأنهن بيض مكنون"المعنى أولئك لهم نفع معروف منافع وهم منعمون فى حدائق المتاع على فرش متلاقين يدار عليهم بكوب من خمر سليمة متعة للشاربين لا فيها أذى ولا هم عنها ينقطعون ولديهم غضيضات البصر حور كأنهن بيض مخفى،يبين الله لنبيه (ص)أن عباد الله المخلصين لهم رزق معلوم أى عطاء معروف فواكه أى متع أى منافع وهم مكرمون فى جنات النعيم والمراد وهم متمتعون فى حدائق المتاع بكل ما يشتهون وهم على سرر متقابلين أى هم على الفرش متلاقين ويطاف عليهم بكأس من معين والمراد ويدور عليهم الغلمان بكوب من خمر بيضاء وهى لذة أى متعة للشاربين وهم الذائقين وهى ليس فيها غول أى أذى أى ضرر يغيب العقل أو يضر الجسم وهم عنها لا ينزفون أى لا ينقطعون والمراد يستمرون فى شربها ولا يملونها مصداق لقوله بسورة الواقعة "يطوف عليهم غلمان مخلدون بأكواب"وعندهم قاصرات الطرف عين والمراد أن فى بيوت المسلمين فى الجنة غضيضات البصر حسان والمراد نساء جميلات يشبهن البيض المكنون أى البيض الخفى وهذا يعنى أنهم يوجدون فى مكان يخفيهن عن أنظار الأخرين عدا رجلهن .
"فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون قال قائل منهم إنى كان لى قرين يقول أإنك لمن المصدقين أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمدينون "المعنى فأتى بعضهم إلى بعض يستخبرون قال واحد منهم إنى كان لى صاحب يقول هل إنك لمن الموقنين إأذا توفينا وأصبحنا غبارا وفتاتا هل إننا عائدون ؟يبين الله لنبيه (ص)أن المخلصين يأتى والمراد يحضر بعضهم إلى بعض وهم يتساءلون أى يستخبرون فيقول قائل والمراد واحد منهم :إنى كان لى قرين أى صاحب وهذا يعنى أن لكل مخلوق شيطان يسمى الشهوات فى نفسه يقول أإنك لمن المصدقين أى المؤمنين بحكم الله ؟والغرض من السؤال هو تحريض المؤمن على تكذيب الوحى ويقول أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما والمراد هل إذا توفينا وكنا فتاتا وعظاما هل إنا لمدينون أى لمحاسبون ؟والغرض من السؤال هو تحريض المؤمن على تكذيب وحى الله بسبب اعتقاد القرين أن البعث للدين وهو الحساب مستحيل فى رأيه .
"قال هل أنتم مطلعون فاطلع فرآه فى سواء الجحيم قال تالله لتردين ولولا نعمة ربى لكنت من المحضرين أفما نحن بميتين إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين إن هذا لهو الفوز العظيم لمثل هذا فليعمل العاملون "المعنى قال هل أنتم مشاهدون فصعد فشاهده فى أرض النار قال والله لقد هممت لتهلكن ولولا منحة إلهى لكنت من المعذبين أفما نحن بمتوفين إلا وفاتنا السابقة وما نحن بمعاقبين إن هذا لهو النصر الكبير،لشبه هذا فليصنع الصانعون ،يبين الله لنبيه (ص)أن الله قال على لسان الملائكة للمسلم فى الجنة هل أنتم مطلعون أى مشاهدون للقرين ؟فوافقوا على الرؤية فاطلع والمراد فصعدوا على السور فرآه أى فشاهده فى سواء الجحيم وهو أرض النار،فقال المسلم له :تالله إن كدت لتردين والمراد والله لقد أردت لتهلكن فى النار ولولا نعمة ربى والمراد لولا طاعتى لحكم خالقى لكنت من المحضرين أى من المعذبين فى النار،ويقول المسلمون فى الجنة :أفما نحن بميتين إلا موتتنا الأولى والمراد أما نحن بمتوفين إلا وفاتنا السابقين؟وهذا يعنى أنهم لا يموتون فى الجنة أبدا ويقولون إن هذا لهو الفوز العظيم أى النصر الكبير لمثل هذا فليعمل العاملون والمراد لشبه هذا العطاء فليصنع الصانعون .
"أذلك خيرا نزلا أم شجرة الزقوم إنا جعلناها فتنة للظالمين إنها شجرة تخرج فى أصل الجحيم طلعها كأنه رءوس الشياطين فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم "المعنى أذلك أفضل مقاما أم نبات الزقوم إنا خلقناها أذى للكافرين إنها نبات يطلع فى أرض النار ثمرها كأنه شعور الكفار فإنهم لطاعمون منها فمعبأون منها البطون ثم إن لهم عليها لكوبا من غساق ثم إن معادهم لإلى النار،يسأل الله أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم والمراد هل الجنة أحسن متاعا أم نبات الزقوم ؟والغرض من السؤال هو إخبار النبى (ص)والناس أن الجنة أحسن من النار التى بها نبات الزقوم ،ويبين الله لنبيه(ص)أنه جعل أى خلق شجرة وهى نبات الزقوم فتنة للظالمين أى أذى يؤلم الكافرين وهى شجرة تخرج فى أصل الجحيم والمراد وهى نبات يطلع فى أرض النار وطلعها والمراد وثمرها كأنه رءوس الشياطين والمراد وثمرها يشبه شعور الكفار وهذا يعنى أن ثمارها لها شعور ويبين له أن الكفار آكلون أى طاعمون من ثمار الزقوم فمالئون منها البطون والمراد فمعبئون منها الأجواف والسبب فى ملء الأجواف بها إنها لا تشبع ولا تسمن من جوع وبعد ذلك لهم بعد الأكل شوبا من حميم أى كوب شراب من الغساق وهو شراب أهل النار الكريه ومرجعهم وهو مقامهم هو الجحيم أى النار التى لا يخرجون منها والخطاب وما بعده وما بعده للنبى (ص) وما بعده من قصص له ومنه للناس.
"إنهم ألفوا آباءهم ضالين فهم على آثارهم يهرعون ولقد ضل قبلهم أكثر الأولين ولقد أرسلنا فيهم منذرين فانظر كيف كان عاقبة المنذرين إلا عباد الله المخلصين "المعنى إنهم وجدوا آباءهم كافرين فهم على خطاهم يسيرون ولقد كفر قبلهم أغلب السابقين ولقد بعثنا فيهم مخبرين فإعلم كيف كان جزاء المخبرين إلا خلق الرب المطيعين ،يبين الله لنبيه (ص)أن الكفار ألفوا آباءهم ضالين والمراد وجدوا آباءهم كافرين فى الدنيا ولذا فهم على آثارهم يهرعون أى على خطاهم وهى أحكام دينهم يسيرون والمراد فهم على أديانهم يسيرون دون تفكير،وإن أكثر الأولين والمراد وإن أغلب السابقين الذين عاشوا قبلهم قد ضلوا أى كفروا بدين الله وقد أرسل الله فيهم منذرين والمراد وقد بعث الرب فيهم مبلغين بوحى الله ،ويطلب الله من نبيه (ص)أن ينظر أى يعلم كيف كان عاقبة المنذرين إلا عباد الله المخلصين والمراد أن يعرف كيف كان جزاء المبلغين بالوحى وهو الهلاك إلا خلق الرب المطيعين لوحيه المبلغ والغرض من الطلب أن يعتبروا بما حدث للكافرين السابقين .