"وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبا فمنها يأكلون"المعنى وبرهان لهم الأرض المجدبة بعثناها وأنبتنا منها زرعا فمنه يطعمون،يبين الله لنبيه (ص)أن الأرض الميتة وهى المجدبة آية والمراد برهان على قدرة الله على البعث عندما أحياها أى بعثها للحياة مرة أخرى بالماء فأخرج منها حبا والمراد فأنبت منها نباتا منه يأكلون أى يطعمون والخطاب وما بعده وما بعده وما بعده وما بعده وما بعده وما بعده للنبى(ص)
"وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أفلا يشكرون "المعنى وخلقنا فيها حدائق من نخل وعنب وأجرينا فيها من الأنهار ليطعموا من منافعه وما صنعته أنفسهم أفلا يعقلون ؟،يبين الله لنبيه (ص)أن من ضمن الآية وهى البرهان أن الله جعل أى خلق للناس فى الأرض جنات أى حدائق من شجر النخيل والأعناب وفجر فيها من العيون والمراد وأجرى فى يابسها من الأنهار مصداق لقوله بسورة الكهف"وفجرنا خلالهما نهرا "والسبب أن يأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم والمراد أن يطعموا من منافع الشجر وهو ثماره الطازجة وما صنعته أنفسهم وهو الطبيخ ،أفلا يشكرون أى "أفلا يعقلون "كما قال بنفس السورة .
"سبحان الذى خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون"المعنى الطاعة لحكم الذى أبدع الأنواع جميعها من الذى تخرج الأرض ومن ذواتهم ومن الذى لا يعرفون ،يبين الله لنبيه (ص) أن سبحان والمراد أن الطاعة هى لحكم الذى خلق الأزواج والمراد الذى أنشأ الأنواع كلها وهى أنواع المخلوقات وهى تخلق من التالى :مما تنبت الأرض والمراد من الذى يخرج تراب الأرض وهو النبات ،من أنفسهم والمراد من ذوات وهى أجسام الخلق كالإنسان والحيوان ،ومما لا تعلمون والمراد من الذى لا تعرفون وهى طرق الخلق التى لا يعرفها الناس مثل خلق آدم (ص).
"وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون "المعنى وبرهان لهم الليل نخرج من النهار فإذا هم حالكون،يبين الله لنبيه (ص)أن الآية وهى البرهان للناس على قدرته هو الليل يسلخ منه النهار أى يخرج منه النهار تدريجيا فإذا هم مظلمون أى فهم فى سواد مطبق .
"والشمس تجرى لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم لا الشمس ينبغى لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل فى فلك يسبحون "المعنى والشمس تسير لمسكن لها ذلك خلق الغالب العارف والقمر جعلناه مدارج حتى رجع كالجريد العتيق لا الشمس يجب لها أن تلحق القمر ولا الليل سابق النهار وكل فى مدار يدورون ،يبين الله لنبيه (ص)أن الشمس تجرى لمستقر لها والمراد أن الشمس تتحرك لمسكن تقف فيه فى زمن ومكان معين وذلك هو تقدير العزيز العليم أى حساب حسبه القاهر الخبير لها والقمر قدره منازل والمراد وجعله الله مدارج كل يوم يكون فى منزلة معينة حتى عاد كالعرجون القديم أى حتى رجع كالجريد العتيق وهذا يعنى أنه يسير حتى يكتمل ثم يسير حتى يعود صغيرا كما كان،ويبين له أن الشمس لا ينبغى لها أن تدرك القمر والمراد لا يجب عليها أن تلحق بالقمر فى مكانه وفسر هذا بأن الليل ليس سابق النهار والمراد أن الليل ليس بلاحق النهار وكل فى فلك يسبحون والمراد وكل فى مدار يدورون أى يسيرون أى يتحركون
"وآية لهم أنا حملناهم ذريتهم فى الفلك المشحون وخلقنا لهم من مثله ما يركبون"المعنى وبرهان لهم أنا أركبناهم آبائهم فى السفينة المليئة وجعلنا لهم من شبهه ما يستوون،يبين الله لنبيه (ص)أن الآية وهى البرهان الدال على قدرة الله هى أنه حمل ذريتهم فى الفلك المشحون والمراد اركب أى أنجى آباء الناس فى السفينة المليئة مصداق لقوله بسورة الشعراء"فأنجيناه ومن معه فى الفلك المشحون "وخلق لهم من مثله ما يركبون والمراد وخلق لهم من شبهه الذى يستوون عليه وهو الأنعام مصداق لقوله بسورة الزخرف"وجعلنا لكم من الفلك والأنعام ما تركبون ".
"إن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون إلا رحمة منا ومتاعا إلى حين "المعنى إن نرد نهلكهم فى الماء فلا منقذ لهم ولا هم ينجون إلا بأمر منا أى نفعا إلى وقت ،يبين الله لنبيه (ص)أن الله إن يشأ يغرقهم والمراد إن يرد الله يهلكهم فى الماء فلا صريخ لهم والمراد فلا منقذ لهم من العذاب وفسر هذا بأنهم لا ينقذون أى لا ينجون إلا رحمة من الله والمراد لا ينجون من العذاب إلا بأمر وهو حكم الله ببقاءهم وفسر هذا بأنه متاع إلى حين أى نفع حتى وقت محدد هو وقت موتهم .
"وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم لعلكم ترحمون"المعنى وإذا قيل لهم خافوا الذى فى حاضركم والذى فى مستقبلكم لعلكم تنفعون ،يبين الله لنبيه (ص)أن الكفار إذا قيل لهم اتقوا أى خافوا العذاب بين أيديكم وهو حاضركم وما خلفكم وهو مستقبلكم أى الأخرة لعلكم ترحمون أى تفوزون بجنة الله يكون ردهم هو الكفر بدين الله والخطاب وما بعده وما بعده وما بعده وما بعده وما بعده وما بعده للنبى(ص).
"وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين "المعنى وما يبلغهم من حكم من أحكام خالقهم إلا كانوا لها مخالفين ،يبين الله لنبيه (ص)أن الناس ما يأتيهم من آية من آيات ربهم والمراد ما يبلغهم حكم من أحكام وحى إلههم إلا كانوا عنها معرضين أى مكذبين أى لا يؤمنون مصداق لقوله بسورة الأنعام"وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها".
"وإذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم الله قال الذين كفروا للذين آمنوا أنطعم من لو يشاء الله أطعمه إن أنتم إلا فى ضلال مبين "المعنى وإذا نصحوا أعطوا من الذى أعطاكم الرب قال الذين كذبوا للذين صدقوا أنعطى من لو يريد الرب أعطاه إن أنتم إلا فى كفر عظيم، يبين الله لنبيه (ص)أن المؤمنين إذا قالوا للكفار:أنفقوا مما رزقكم الله والمراد أعطوا من الذى أعطاكم الله كان رد الذين كفروا أى كذبوا حكم الله على الذين آمنوا أى صدقوا حكم الله هو قولهم أنطعم من لو يشاء الله أطعمه والمراد أنعطى من لو يريد الله أعطاه ؟وهذا يعنى أنهم لن يعطوا أحد شىء لأن الله هو الذى يعطى المؤمنين الرزق وقال الناصح لهم :إن أنتم إلا فى ضلال مبين أى فى كفر عظيم .
"ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين "المعنى ويقولون متى هذا الخبر إن كنتم عادلين،يبين الله لنبيه(ص)أن الكفار قالوا متى هذا الوعد أى "متى هذا الفتح "كما قال بسورة السجدة والمراد متى وقوع القيامة إن كنتم صادقين أى عادلين فى قولكم .
"وما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون "المعنى وما يترقبون إلا نداء واحد يهلكهم وهم يكفرون فلا يقولون وصية ولا إلى أسرهم يعودون ،يبين الله لنبيه (ص)أن الناس ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم والمراد ما يترقبون إلا أمر واحد من الله يهلكهم وهم يخصمون أى يكذبون حكم الله وعند العذاب لا يستطيعون توصية أى لا يقدرون على وصية والمراد لا يقولون أمرا ولا إلى أهلهم يرجعون أى ولا إلى أسرهم يعودون بعد الهلاك .
"ونفخ فى الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون "المعنى ونودى فى البوق فإذا هم من القبور إلى إلههم يخرجون قالوا يا عذابنا من أحيانا من موتنا،هذا ما قال النافع وعدل الأنبياء،يبين الله لنبيه (ص)أن الصور إذا نفخ فيه والمراد أن البوق وهو الناقور إذا نقر فيه والمراد نودى فيه وهو الصيحة مصداق لقوله بسورة المدثر"فإذا نقر فى الناقور"وقوله بسورة يس"إن كانت إلا صيحة واحدة "إذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون والمراد إذا هم من القبور إلى أرض خالقهم يخرجون مصداق لقوله بسورة المعارج"يوم يخرجون من الأجداث"فقالوا يا ويلنا أى العذاب لنا من بعثنا من مرقدنا هذا والمراد من أخرجنا من قبورنا هذه أى من أحيانا من مدافننا هذه ؟ثم يجيبون على أنفسهم :هذا ما وعد الرحمن أى هذا ما أخبرنا النافع فى الدنيا وصدق المرسلون أى وعدل الأنبياء (ص)فى إبلاغ الوحى .
"إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون فاليوم لا تظلم نفس شيئا ولا تجزون إلا ما كنتم تعملون "المعنى إن كان سوى نداء واحد فإذا هم كل عندنا موجودون فاليوم لا تنقص نفس حقا ولا تعطون إلا الذى كنتم تصنعون ،يبين الله لنبيه (ص)أن البعث ليس سوى صيحة واحدة أى زجرة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون والمراد فإذا هم كل عندنا منظرون أى مبعوثون مصداق لقوله بسورة الصافات"فإنما هى زجرة واحدة فإذا هم ينظرون "ويقال :اليوم لا تظلم نفس شيئا والمراد الآن لا تنقص نفس حقا ولا تجزون إلا ما كنتم تعملون والمراد ولا تحاسبون إلا بحساب الذى كنتم تكسبون فى الدنيا مصداق لقوله بسورة يونس"هل تجزون إلا بما كنتم تكسبون "
"إن أصحاب الجنة اليوم فى شغل فاكهون هم وأزواجهم فى ظلال على الأرائك متكئون لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون سلام قولا من رب رحيم "المعنى إن أهل الحديقة الآن فى متع يتلذذون هم ونساؤهم فى ظلال على الأسرة مستريحون لهم فيها نفع أى لهم فيها ما يريدون ،خير كلاما من إله نافع،يبين الله لنبيه (ص)أن أصحاب الجنة وهم سكان الحديقة اليوم وهو يوم القيامة فى شغل فاكهون والمراد فى متع الجنة منعمون يتلذذون هم وأزواجهم وهن نساؤهم وهم فى ظلال أى فى أماكن بها خيالات ليس فيها شمس ولا برد على الأرائك وهى الفرش أى الأسرة متكئون أى راقدون يتمتعون ولهم فى الجنة فاكهة أى فائدة أى متعة وفسر هذا بأن لهم ما يدعون أى ما يطلبون أى ما يشتهون والسبب فى اعطاءهم المتع هو أن الرب الرحيم وهو الإله النافع قال لهم سلام أى الخير لكم أى النفع لكم والخطاب وما بعده وما بعده للنبى (ص) .
"وامتازوا اليوم أيها المجرمون ألم أعهد إليكم يا بنى آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين وأن اعبدونى هذا صراط مستقيم ولقد أضل منكم جبلا كثيرا أفلم تكونوا تعقلون "المعنى وأنقذوا أنفسكم اليوم أيها الكافرون ألم أقل لكم يا أولاد آدم (ص)أن لا تطيعوا الهوى إنه لكم كاره عظيم وأن أطيعونى هذا دين عادل ولقد أغوى منكم عددا كبيرا أفلم تكونوا تفهمون؟يبين الله لنبيه (ص)أن الملائكة تقول للكفار وامتازوا اليوم أيها المجرمون والمراد أنقذوا أنفسكم الآن أيها الكافرون إن كنتم تقدرون ،ويسألهم الله عن طريق الملائكة عن وحى الله فيقول :ألم أعهد إليكم يا بنى آدم والمراد ألم أحدثكم فى الوحى الدنيوى يا أولاد آدم (ص)أن لا تعبدوا الشيطان أى "لا تتبعوا خطوات الشيطان "كما قال بسورة البقرة والمراد لا تطيعوا حكم الهوى إنه لكم عدو مبين أى إنه لكم خاذل عظيم مصداق لقوله بسورة الإسراء"وكان الشيطان للإنسان خذولا"وأن اعبدونى هذا صراط مستقيم والمراد وأن أطيعوا حكمى هذا دين عادل ولقد أضل منكم جبلا كثيرا والمراد ولقد أغوى منكم عددا كبيرا ،أفلم تكونوا تعقلون والمراد أفلم تكونوا تفقهون ؟والغرض من السؤال هو إخبارهم أنهم كانوا أغبياء جهلاء ولم يكونوا عقلاء فى الدنيا عندما أطاعوا أهواءهم .
"وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أفلا يشكرون "المعنى وخلقنا فيها حدائق من نخل وعنب وأجرينا فيها من الأنهار ليطعموا من منافعه وما صنعته أنفسهم أفلا يعقلون ؟،يبين الله لنبيه (ص)أن من ضمن الآية وهى البرهان أن الله جعل أى خلق للناس فى الأرض جنات أى حدائق من شجر النخيل والأعناب وفجر فيها من العيون والمراد وأجرى فى يابسها من الأنهار مصداق لقوله بسورة الكهف"وفجرنا خلالهما نهرا "والسبب أن يأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم والمراد أن يطعموا من منافع الشجر وهو ثماره الطازجة وما صنعته أنفسهم وهو الطبيخ ،أفلا يشكرون أى "أفلا يعقلون "كما قال بنفس السورة .
"سبحان الذى خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون"المعنى الطاعة لحكم الذى أبدع الأنواع جميعها من الذى تخرج الأرض ومن ذواتهم ومن الذى لا يعرفون ،يبين الله لنبيه (ص) أن سبحان والمراد أن الطاعة هى لحكم الذى خلق الأزواج والمراد الذى أنشأ الأنواع كلها وهى أنواع المخلوقات وهى تخلق من التالى :مما تنبت الأرض والمراد من الذى يخرج تراب الأرض وهو النبات ،من أنفسهم والمراد من ذوات وهى أجسام الخلق كالإنسان والحيوان ،ومما لا تعلمون والمراد من الذى لا تعرفون وهى طرق الخلق التى لا يعرفها الناس مثل خلق آدم (ص).
"وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون "المعنى وبرهان لهم الليل نخرج من النهار فإذا هم حالكون،يبين الله لنبيه (ص)أن الآية وهى البرهان للناس على قدرته هو الليل يسلخ منه النهار أى يخرج منه النهار تدريجيا فإذا هم مظلمون أى فهم فى سواد مطبق .
"والشمس تجرى لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم لا الشمس ينبغى لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل فى فلك يسبحون "المعنى والشمس تسير لمسكن لها ذلك خلق الغالب العارف والقمر جعلناه مدارج حتى رجع كالجريد العتيق لا الشمس يجب لها أن تلحق القمر ولا الليل سابق النهار وكل فى مدار يدورون ،يبين الله لنبيه (ص)أن الشمس تجرى لمستقر لها والمراد أن الشمس تتحرك لمسكن تقف فيه فى زمن ومكان معين وذلك هو تقدير العزيز العليم أى حساب حسبه القاهر الخبير لها والقمر قدره منازل والمراد وجعله الله مدارج كل يوم يكون فى منزلة معينة حتى عاد كالعرجون القديم أى حتى رجع كالجريد العتيق وهذا يعنى أنه يسير حتى يكتمل ثم يسير حتى يعود صغيرا كما كان،ويبين له أن الشمس لا ينبغى لها أن تدرك القمر والمراد لا يجب عليها أن تلحق بالقمر فى مكانه وفسر هذا بأن الليل ليس سابق النهار والمراد أن الليل ليس بلاحق النهار وكل فى فلك يسبحون والمراد وكل فى مدار يدورون أى يسيرون أى يتحركون
"وآية لهم أنا حملناهم ذريتهم فى الفلك المشحون وخلقنا لهم من مثله ما يركبون"المعنى وبرهان لهم أنا أركبناهم آبائهم فى السفينة المليئة وجعلنا لهم من شبهه ما يستوون،يبين الله لنبيه (ص)أن الآية وهى البرهان الدال على قدرة الله هى أنه حمل ذريتهم فى الفلك المشحون والمراد اركب أى أنجى آباء الناس فى السفينة المليئة مصداق لقوله بسورة الشعراء"فأنجيناه ومن معه فى الفلك المشحون "وخلق لهم من مثله ما يركبون والمراد وخلق لهم من شبهه الذى يستوون عليه وهو الأنعام مصداق لقوله بسورة الزخرف"وجعلنا لكم من الفلك والأنعام ما تركبون ".
"إن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون إلا رحمة منا ومتاعا إلى حين "المعنى إن نرد نهلكهم فى الماء فلا منقذ لهم ولا هم ينجون إلا بأمر منا أى نفعا إلى وقت ،يبين الله لنبيه (ص)أن الله إن يشأ يغرقهم والمراد إن يرد الله يهلكهم فى الماء فلا صريخ لهم والمراد فلا منقذ لهم من العذاب وفسر هذا بأنهم لا ينقذون أى لا ينجون إلا رحمة من الله والمراد لا ينجون من العذاب إلا بأمر وهو حكم الله ببقاءهم وفسر هذا بأنه متاع إلى حين أى نفع حتى وقت محدد هو وقت موتهم .
"وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم لعلكم ترحمون"المعنى وإذا قيل لهم خافوا الذى فى حاضركم والذى فى مستقبلكم لعلكم تنفعون ،يبين الله لنبيه (ص)أن الكفار إذا قيل لهم اتقوا أى خافوا العذاب بين أيديكم وهو حاضركم وما خلفكم وهو مستقبلكم أى الأخرة لعلكم ترحمون أى تفوزون بجنة الله يكون ردهم هو الكفر بدين الله والخطاب وما بعده وما بعده وما بعده وما بعده وما بعده وما بعده للنبى(ص).
"وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين "المعنى وما يبلغهم من حكم من أحكام خالقهم إلا كانوا لها مخالفين ،يبين الله لنبيه (ص)أن الناس ما يأتيهم من آية من آيات ربهم والمراد ما يبلغهم حكم من أحكام وحى إلههم إلا كانوا عنها معرضين أى مكذبين أى لا يؤمنون مصداق لقوله بسورة الأنعام"وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها".
"وإذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم الله قال الذين كفروا للذين آمنوا أنطعم من لو يشاء الله أطعمه إن أنتم إلا فى ضلال مبين "المعنى وإذا نصحوا أعطوا من الذى أعطاكم الرب قال الذين كذبوا للذين صدقوا أنعطى من لو يريد الرب أعطاه إن أنتم إلا فى كفر عظيم، يبين الله لنبيه (ص)أن المؤمنين إذا قالوا للكفار:أنفقوا مما رزقكم الله والمراد أعطوا من الذى أعطاكم الله كان رد الذين كفروا أى كذبوا حكم الله على الذين آمنوا أى صدقوا حكم الله هو قولهم أنطعم من لو يشاء الله أطعمه والمراد أنعطى من لو يريد الله أعطاه ؟وهذا يعنى أنهم لن يعطوا أحد شىء لأن الله هو الذى يعطى المؤمنين الرزق وقال الناصح لهم :إن أنتم إلا فى ضلال مبين أى فى كفر عظيم .
"ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين "المعنى ويقولون متى هذا الخبر إن كنتم عادلين،يبين الله لنبيه(ص)أن الكفار قالوا متى هذا الوعد أى "متى هذا الفتح "كما قال بسورة السجدة والمراد متى وقوع القيامة إن كنتم صادقين أى عادلين فى قولكم .
"وما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون "المعنى وما يترقبون إلا نداء واحد يهلكهم وهم يكفرون فلا يقولون وصية ولا إلى أسرهم يعودون ،يبين الله لنبيه (ص)أن الناس ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم والمراد ما يترقبون إلا أمر واحد من الله يهلكهم وهم يخصمون أى يكذبون حكم الله وعند العذاب لا يستطيعون توصية أى لا يقدرون على وصية والمراد لا يقولون أمرا ولا إلى أهلهم يرجعون أى ولا إلى أسرهم يعودون بعد الهلاك .
"ونفخ فى الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون "المعنى ونودى فى البوق فإذا هم من القبور إلى إلههم يخرجون قالوا يا عذابنا من أحيانا من موتنا،هذا ما قال النافع وعدل الأنبياء،يبين الله لنبيه (ص)أن الصور إذا نفخ فيه والمراد أن البوق وهو الناقور إذا نقر فيه والمراد نودى فيه وهو الصيحة مصداق لقوله بسورة المدثر"فإذا نقر فى الناقور"وقوله بسورة يس"إن كانت إلا صيحة واحدة "إذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون والمراد إذا هم من القبور إلى أرض خالقهم يخرجون مصداق لقوله بسورة المعارج"يوم يخرجون من الأجداث"فقالوا يا ويلنا أى العذاب لنا من بعثنا من مرقدنا هذا والمراد من أخرجنا من قبورنا هذه أى من أحيانا من مدافننا هذه ؟ثم يجيبون على أنفسهم :هذا ما وعد الرحمن أى هذا ما أخبرنا النافع فى الدنيا وصدق المرسلون أى وعدل الأنبياء (ص)فى إبلاغ الوحى .
"إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون فاليوم لا تظلم نفس شيئا ولا تجزون إلا ما كنتم تعملون "المعنى إن كان سوى نداء واحد فإذا هم كل عندنا موجودون فاليوم لا تنقص نفس حقا ولا تعطون إلا الذى كنتم تصنعون ،يبين الله لنبيه (ص)أن البعث ليس سوى صيحة واحدة أى زجرة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون والمراد فإذا هم كل عندنا منظرون أى مبعوثون مصداق لقوله بسورة الصافات"فإنما هى زجرة واحدة فإذا هم ينظرون "ويقال :اليوم لا تظلم نفس شيئا والمراد الآن لا تنقص نفس حقا ولا تجزون إلا ما كنتم تعملون والمراد ولا تحاسبون إلا بحساب الذى كنتم تكسبون فى الدنيا مصداق لقوله بسورة يونس"هل تجزون إلا بما كنتم تكسبون "
"إن أصحاب الجنة اليوم فى شغل فاكهون هم وأزواجهم فى ظلال على الأرائك متكئون لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون سلام قولا من رب رحيم "المعنى إن أهل الحديقة الآن فى متع يتلذذون هم ونساؤهم فى ظلال على الأسرة مستريحون لهم فيها نفع أى لهم فيها ما يريدون ،خير كلاما من إله نافع،يبين الله لنبيه (ص)أن أصحاب الجنة وهم سكان الحديقة اليوم وهو يوم القيامة فى شغل فاكهون والمراد فى متع الجنة منعمون يتلذذون هم وأزواجهم وهن نساؤهم وهم فى ظلال أى فى أماكن بها خيالات ليس فيها شمس ولا برد على الأرائك وهى الفرش أى الأسرة متكئون أى راقدون يتمتعون ولهم فى الجنة فاكهة أى فائدة أى متعة وفسر هذا بأن لهم ما يدعون أى ما يطلبون أى ما يشتهون والسبب فى اعطاءهم المتع هو أن الرب الرحيم وهو الإله النافع قال لهم سلام أى الخير لكم أى النفع لكم والخطاب وما بعده وما بعده للنبى (ص) .
"وامتازوا اليوم أيها المجرمون ألم أعهد إليكم يا بنى آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين وأن اعبدونى هذا صراط مستقيم ولقد أضل منكم جبلا كثيرا أفلم تكونوا تعقلون "المعنى وأنقذوا أنفسكم اليوم أيها الكافرون ألم أقل لكم يا أولاد آدم (ص)أن لا تطيعوا الهوى إنه لكم كاره عظيم وأن أطيعونى هذا دين عادل ولقد أغوى منكم عددا كبيرا أفلم تكونوا تفهمون؟يبين الله لنبيه (ص)أن الملائكة تقول للكفار وامتازوا اليوم أيها المجرمون والمراد أنقذوا أنفسكم الآن أيها الكافرون إن كنتم تقدرون ،ويسألهم الله عن طريق الملائكة عن وحى الله فيقول :ألم أعهد إليكم يا بنى آدم والمراد ألم أحدثكم فى الوحى الدنيوى يا أولاد آدم (ص)أن لا تعبدوا الشيطان أى "لا تتبعوا خطوات الشيطان "كما قال بسورة البقرة والمراد لا تطيعوا حكم الهوى إنه لكم عدو مبين أى إنه لكم خاذل عظيم مصداق لقوله بسورة الإسراء"وكان الشيطان للإنسان خذولا"وأن اعبدونى هذا صراط مستقيم والمراد وأن أطيعوا حكمى هذا دين عادل ولقد أضل منكم جبلا كثيرا والمراد ولقد أغوى منكم عددا كبيرا ،أفلم تكونوا تعقلون والمراد أفلم تكونوا تفقهون ؟والغرض من السؤال هو إخبارهم أنهم كانوا أغبياء جهلاء ولم يكونوا عقلاء فى الدنيا عندما أطاعوا أهواءهم .