البيت العتيق
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
البيت العتيق

منتدى اسلامى


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

نقد كتاب تسلية نفوس النساء والرجال عند فقد الأطفال

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

Admin


Admin

نقد كتاب تسلية نفوس النساء والرجال عند فقد الأطفال
مؤلف الكتاب زين الدين عبد الرحمن بن أحمد بن رجب بن الحسن، السَلامي، البغدادي، ثم الدمشقي، الحنبلي (المتوفى: 795هـ)والكتاب يتناول موضوعات تتعلق بموت أطفال الرجل والمرأة فى حياتهم ودخولهم الجنة بسبب ذلك وقد استدل ابن رجب على ذلك بالروايات فى قال :
"في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: (قال النساء للنبي (ص): غلبنا عليك الرجال، فاجعل لنا يوما من نفسك فواعدهن يوما لقيهن فيه، فوعظهن وأمرهن، فكان فيما قال لهن: ما منكن امرأة تقدم ثلاثة من ولدها، إلا كان لها حجابا من النار فقالت امرأة: واثنين؟ قال: واثنين) "
والخطأ هنا أن أولاد المرأة الذين يموتون وهم صغار يحمونها من النار فى الأخرة ويخالف هذا أن الأرحام والأولاد لا تنفع أحد يوم القيامة مصداق لقوله تعالى "لن تنفعكم أرحامكم ولا أولادكم يوم القيامة "
وقد استدل ابن رجب بالرواية على التالى :
" يدل هذا على أن مجالس النبي (ص) - للفقه في الدين والتذكير ونحو ذلك - لم يكن النساء يحضرنها مع الرجال، وإنما كن يشهدن الصلوات في مؤخر المساجد ليلا، ثم ينصرفن عاجلا، وكن يشهدن العيدين مع المسلمين منفردات عن الرجال من ورائهم، ولهذا لما خطب النبي (ص) يوم العيد رأى أنه لم يسمع النساء، فلما فرغ جاء ومعه بلال إلى النساء، فوعظهن وذكرهن وأمرهن بالصدقة، وأجلس الرجال حتى يفرغ من موعظة النساء وأصل هذا، أن اختلاط النساء بالرجال في المجالس بدعة كما قال الحسن البصري فلذلك قال له النساء: (يا رسول الله، غلبنا عليك الرجال) وقد روي من حديث أبي هريرة، (أن النساء قلن: يا رسول الله، إنا لا نقدر على أن نجالسك في مجلسك فقد غلبنا عليها الرجال، فواعدنا موعدا نأتيك قال: موعدكن بيت فلانة فأتاهن فحدثهن)
وقد أمره الله تعالى أن يبلغ ما أنزل إليه: للرجال والنساء، وأن يعلمه الجميع، كما قال له: {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن} الآية [سورة الأحزاب الآية 59] وقال: {وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن} الآية [سورة النور الآية 31] فامتثل ما أمره الله تعالى، ووعدهن مجلسا خاصا لهن، في بيت امرأة، ولعل تلك المرأة كانت من أزواجه أو محارمه - والله أعلم بحقيقة ذلك - ثم وفى بموعده لهن، فأتاهن في يوم موعدهن، فوعظهن وأمرهن ونهاهن ورغبهن ورهبهن، فكان من جملة ما بشرهن به أن قال لهن: (ما منكن امرأة تقدم ثلاثة من ولدها لم يبلغوا الحنث إلا كان لها حجابا من النار فقالت امرأة: واثنين؟ قال: واثنين) وليس في هذا حد سالم وعمومه يدخل فيه من بلغ الحنث ومن لم يبلغه، والمصيبة بمن بلغ أعظم وأشق على النفوس والمصيبة بمن لم يبلغ أهون وأخف، وقد جاء تقييده في حديث أنس بن مالك قال: قال رسول الله (ص): (ما من الناس مسلم يموت له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث، إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم) خرجاه في الصحيحين والمراد بالحنث الإثم ، والمعنى أنه لم يجر عليه الإثم ببلوغه العمر الذي يكتب عليه الإثم فيه وهو ببلوغ الحلم وعلل: بفضل رحمة الله إياهم يعني أن الله يرحم أطفال المسلمين رحمة تامة، حتى تفضل عنهم، فيدخل آباؤهم في فضل تلك الرحمة"
فى الفقرة السابقة استدل ابن رجب على أن الرسول(ص) كان يبلغ النساء الوحى طاعة لأمر الله كما طلب منه فى سورة الأحزاب
وناقش أن المراد بالأولاد الموتى فى الروايات هم الذين لم يبلغوا سن الرشد التى يحاسب فيها الإنسان على عمل الخير والشر ثم استدل من الروايات على أن أطفال المسلمين فى الجنة فقال :
"وهذا مما يستدل به على أن أطفال المسلمين في الجنة
وقد قال الإمام أحمد : ليس فيهم اختلاف أنهم في الجنة - وضعف ما روي مما يخالف ذلك أيضا ولا أحد يشك أنهم في الجنة : قال: وإنما اختلفوا في أطفال المشركين وقال أيضا: هو يرجى لأبويه فكيف يشك فيه يعني أنه يرجى لأبويه دخول الجنة بسببه، فكيف يشك فيه ولذلك نص الشافعي على أن أطفال المؤمنين في الجنة ، وروي ذلك عن علي وابن مسعود وابن عباس وكعب وخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود قال: أرواح ولدان المؤمنين في أجواف عصافير، تسرح في الجنة حيث شاءت، فتأوي إلى قناديل معلقة في العرش وخرج البيهقي من رواية ابن عباس عن كعب نحوه"
هذه الرواية عن وجود الأطفال فى أجواف العصافير هى من ضمن الخبل فكيف يتواجد طفل حجمه كبير فى جوف عصفور حجمه صغير ؟
ثم روى روايات أخرىعن الموضوع فقال :
"وفي صحيح مسلم صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رجلا قال له: مات لي ابنان فما أنت محدثي عن رسول الله (ص) بحديث تطيب به أنفسنا عن موتانا فقال: نعم، صغارهم دعاميص الجنة، يتلقى أحدهم أباه - أو قال: أبويه - فيأخذ بثوبه - أو قال: بيده - كما آخذ أنا بصنفة ثوبك، فلا يتناهى - أو قال: ينتهي - حتى يدخله الله وإياه الجنة
وخرج النسائي من حديث أبي هريرة عن النبي (ص) قال: (ما من مسلمين يموت لهما ثلاثة أولاد لم يبلغوا الحنث إلا أدخلهما الله بفضل رحمته إياهم الجنة قال: يقال لهم: ادخلوا الجنة فيقولون: حتى يدخل أبوانا في المجتبى آباؤنا فيقال لهم: ادخلوا الجنة أنتم وآباؤكم)
وخرج الإمام أحمد، وابن ماجه من حديث معاذ، عن النبي (ص) قال: (والذي نفسي بيده، إن السقط ليجر أمه بسرره إلى الجنة، إذا احتسبته)
وخرج الإمام أحمد وابن ماجه أيضا من حديث عتبة بن عبد السلمي، سمعت رسول الله (ص) يقول: (ما من مسلم يموت له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا تلقوه من أبواب الجنة الثمانية من أيها شاء دخل) وفي رواية للإمام أحمد، (أن الله تعالى يقول للوالدان يوم القيامة: ادخلوا الجنة فيقولون: يا رب حتى يدخل آباؤنا وأمهاتنا قال: فيأبون فيقول الله عز وجل: مالي أراهم محبنطيين؟ ادخلوا الجنة فيقولون: يارب آباؤنا فيقول: ادخلوا الجنة أنتم وآباؤكم) وروى الطبراني من حديث أنس نحوه وزاد فيه: (أن يقال لهم في المرة الرابعة: ادخلوا ووالديكم معكم، فيثب كل طفل إلى أبويه فيأخذون بأيديهم، فيدخلونهم الجنة فهم أعرف بآبائهم وأمهاتهم يومئذ من أولادكم الذين في بيوتكم) وخرج الإمام أحمد والنسائي من رواية قرة (أن رجلا كان يأتي النبي (ص)، ومعه ابن له فقال له: أتحبه؟ قال: أحبك الله كما أحبه فمات ففقده فسأل عنه، فقال: أما يسرك أن لا تأتي بابا من أبواب الجنة إلا وجدته عندها يسعى ليفتح لك - زاد الإمام أحمد - فقال رجل: له خاصة أم لكلنا؟ قال: بل لكلكم) "
الكثير من الروايات السابقة بها أخطاء هى :
الأول دخول الأطفال غير البالغين الجنة وهو ما يتعارض مع التالى :
-أن دخول الجنة يحتاج للعمل كما قال تعالى "وتلك الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون"
والأطفال غير البالغين بسن الرشد لم يعملوا فكيف يدخلون الجنة ؟
-أن الأبناء الذين يدخلون الجنة مع الآباء المسلمين هم الصالحين أى المسلمين من الأولاد وهم الذرية كما قال تعالى "جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم"
والصلاح لا يكون إلا بعد سن الرشد
-أن الله سمى الأطفال السفهاء ولم يسمهم مسلمين أو كفار عندما قال "ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التى جعل الله لكم قياما وارزقوهم فيها واكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن أنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم ولا تأكلوها إسرافا وبدارا أن يكبروا"
الثانى أن الأطفال يأخذون بيد الآباء والأمهات ليدخلوهم الجنة وهو ما يناقض أن الملائكة هى التى تدخل المسلمين الجنة بالسوق كما قال تعالى "يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا"
ثم حكى روايات أخرى فقال:
"وخرج الطبراني من حديث ابن عمر نحوه، ولكن قال فيه: فقال له النبي (ص): (أو ما ترضى أن يكون ابنك مع ابني إبراهيم يلاعبه تحت ظل العرش؟ قال: بلى يا رسول الله) وفي المعنى أحاديث كثيرة جدا وقد كان الصحابة يرجون ذلك عند موتهم، كما روي عن أبي ذر أنه لما حضرته الوفاة بكت أم ذر فقال لها: أبشري ولا تبكي؛ فإني سمعت رسول الله (ص) يقول: (لا يموت بين امرأين مسلمين ولدان أو ثلاثة، فيصبران ويحتسبان فيريان النار أبدا) وقد مات لنا ثلاثة من الولد والحديث الذي قبله يدل على أن أطفال المسلمين الموتى يلعبون تحت ظل العرش، وفي حديث أبي هريرة أنهم دعاميص الجنة والدعموص: دويبة صغيرة تكون في الماء والمعنى أنهم يتربون في أنهار الجنة، ويغتمسون فيها، وفي رواية: ينغمسون في أنهار الجنة يعني يلعبون فيها وقد روي أنه يكفلهم إبراهيم عليه السلام وزوجته سارة عليها السلام وخرج ابن حبان في صحيحه والحاكم من حديث أبي هريرة عن النبي (ص) قال: (ذراري المؤمنين يكفلهم إبراهيم في الجنة) وخرجه الإمام أحمد مع نوع شك في رفعه، ووقفه على أبي هريرة وروي من وجه آخر عن أبي هريرة مرفوعا وموقوفا: (أولاد المسلمين في جبل في الجنة، يكفلهم إبراهيم وسارة عليهما السلام، فإذا كان يوم القيامة دفعوا إلى آبائهم) خرجه البيهقي وغيره مرفوعا ، ويشهد لذلك ما في صحيح البخاري، عن سمرة بن جندب، أن النبي (ص) قال: (أتاني الليلة آتيان، - فذكر حديثا طويلا وفيه، إن الملكين فسراه له، وأنهما جبريل وميكائيل، وأنه من جملة ما رأى - رجلا طويلا في روضة وحوله ولدان وقالا له: الرجل الطويل في الروضة إبراهيم، والولدان حوله كل مولود مات على الفطرة فقال رجل يا رسول الله وأولاد المشركين؟ قال: وأولاد المشركين) "
فى الفقرة السابقة نجد تناقضا بين الروايات فمرة يعيشون فى جبل كما فى قول رواية" أولاد المسلمين في جبل في الجنة" وفى قول مناقض فى روضة وهو قول رواية "الرجل الطويل في الروضة إبراهيم، والولدان حوله كل مولود مات على الفطرة"
وكلاهما يناقض رواية سابقة فى أول الكتاب تقول أنهم فى أجواف عصافير تأوى للعرش وهو قول الرواية" أرواح ولدان المؤمنين في أجواف عصافير، تسرح في الجنة حيث شاءت، فتأوي إلى قناديل معلقة في العرش"
ثم حكى لنا روايات الرضاعة فى الجنة فقال :
"وقد روي أنهم يرضعون من شجرة طوبى وروى ابن أبي حاتم بإسناده عن خالد بن معدان قال: إن في الجنة شجرة يقال لها: طوبى ضروع كلها ترضع صبيان أهل الجنة، وإن سقط المرأة يكون في (نهر من) أنهار (الجنة) يتقلب فيه حتى يوم القيامة، فيبعث ابن أربعين سنة كذا قال وفي حديث المقدام بن معدي كرب المرفوع: إن ما بين السقط والهرم، يبعثون أبناء ثلاثين سنة وفي رواية: أبناء ثلاث وثلاثين وروى ابن أبي الدنيا بإسناده عن خالد بن معدان قال: إن في الجنة شجرة يقال: لها طوبى كلها ضروع، فمن مات من الصبيان الذين يرضعون يرضع من طوبى وحاضنهم إبراهيم عليه السلام وروى الخلال بإسناده عن عبيد بن عمير : إن في الجنة شجرة لها ضروع كضروع البقر، يغذى به ولدان أهل الجنة، حتى إنهم يستنون كاستنان البكارة"
هنا الرضاعة للأطفال فى الجنة من شجرة وهو ما يناقض وجود مراضع أى نسوة ترضع كما حكى فى الروايات التالية:
"وبعض الأطفال له مرضع في الجنة، مثل إبراهيم ابن رسول الله (ص)؛ فإنه لما مات قبل أن يفطم قال النبي (ص): إن له مرضعا في الجنة تكمل رضاعه فيها وفي رواية: " ظئرا" وفي رواية: إن له مرضعين يكملان رضاعه في الجنة، وكان النبي (ص) قد حضره وهو يكيد بنفسه، فدمعت عيناه (ص) وقال: تدمع العين ويحزن القلب، ولا نقول إلا ما يرضي الرب، والله يا إبراهيم إنا بك لمحزونون وفي رواية: ولولا أنه أمر حق، ووعد صدق، وأنها سبيل مأتية، وأن آخرنا سيلحق بأولنا لحزنا عليك حزنا هو أشد من هذا"
وحكى ابن رجب الرواية التالية:
"وروى ابن أبي الدنيا في كتاب العزاء، من حديث زرارة بن أوفى، أن النبي (ص) عزى رجلا على ابنه فقال الرجل: يا رسول الله ، أنا شيخ كبير وكان ابني قد أجزا عنا فقال: أيسرك، قد نشر لك، أو يتلقاك من أبواب الجنة بالكأس؟ قال: من لي بذاك يا رسول الله؟ قال: الله لك بهن ولكل مسلم مات له ولد في الإسلام"
هنا الأطفال لا يخرجون من الجنة وإنما يستقبلون ألاباء والأمهات على الأبواب وهو ما يناقض خروجهم منها فى الروايات التالية:
"وبإسناده عن عبيد بن عمير قال: إذا كان يوم القيامة خرج ولدان المسلمين من الجنة بأيديهم الشراب، فيقول الناس: اسقونا اسقونا فيقولون: أبوينا أبوينا حتى السقط محبنطيا بباب الجنة يقول: لا أدخل حتى يدخل أبواي وفي المعنى حديث مرفوع من رواية ابن عمر لكن إسناده لا يصح وهو باطل، قاله أبو حاتم الرازي وفي المعنى رؤيا إبراهيم الحربي المشهورة حتى صار يتمنى موت ابنه ومات قبل البلوغ ، وروى البيهقي بإسناده عن ابن شوذب ، أن رجلا كان له ابن لم يبلغ الحلم، فأرسل إلى قومه: إن لي إليكم حاجة: إني أريد أن أدعو على ابني هذا أن يقبضه الله، وتؤمنون فسألوه عن ذلك، فأخبرهم أنه رأى في نومه كأن الناس جمعوا إلى القيامة، فأصاب الناس عطش شديد، فإذا الوالدان قد خرجوا من الجنة معهم الأباريق، فأبصرت ابن أخ لي فقلت: يا فلان اسقني فقال: يا عم إنا لا نسقي إلا آباءنا قال فأحببت أن يجعل الله ولدي هذا فرطا لي فدعا فأمنوا فلم يلبث الغلام إلا يسيرا حتى مات "
الخطأ هنا هو خروج من دخل الجنة منها وهو ما يناقض أن من يدخلها لا يخرج منها أبدا كما قال تعالى" إن المتقين فى جنات وعيون ادخلوها بسلام آمنين ونزعنا ما فى صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين"
وحكى الروايات التالية:
"وفي أكثر الأحاديث ذكر الثلاثة والاثنين وفي بعضها وأظن لو قلنا وواحدا لقال: وواحدا خرجه أحمد من حديث جابر وقد جاء ذكر الواحد في حديث، خرج الترمذي وغيره من حديث ابن مسعود مرفوعا: من قدم ثلاثة لم يبلغوا الحنث كانوا له حصنا حصينا فقال أبو ذر: قدمت اثنين فقال: واثنين فقال أبي بن كعب: قدمت واحدا قال: وواحدا، ولكن إنما ذاك عند الصدمة الأولى وفي الترمذي عن ابن عباس، عن النبي (ص): من كان له فرطان من أمتي أدخله الله بهما الجنة فقالت عائشة: ومن كان له فرط من أمتك قال : ومن كان له فرط من أمتي يا موفقة قالت: فمن لم يكن له فرط من أمتك؟ قال: فأنا فرط أمتي، لن يصابوا بمثلي ويشهد له قوله (ص) في آخر خطبة خطبها: (إني فرطكم على الحوض) ، يشير إلى أنه يتقدمهم ويسبقهم إلى الحوض، وينتظرهم عنده
وفي حديث مرسل خرجه ابن أبي الدنيا: من مات ولم يقدم فرطا لم يدخل الجنة إلا تصريدا فقيل: يا رسول الله، وما الفرط؟ قال: الولد وولد الولد والأخ يؤاخيه في الله عز وجل فمن لم يكن له فرط، فأنا له فرط
وفي حديث عبد الرحمن بن سمرة، في ذكر المنام الطويل عن النبي (ص): ورأيت رجلا من أمتي خف ميزانه، فجاءته أفراطه الصغار فثقلوا ميزانه"
الخطأ كون النبى فرطا وسلفا لأمته بمعنى أنه ينفعها بشىء وكون الطفل فرط أبيه أو أمه أى نافع لهم فى القيامة و هو ما يناقض أن كل فرد فى الأمة ما ينفعه هو سعيه الصالح مصداق لقوله تعالى "وأن ليس للإنسان إلا ما سعى"
ثم روى الرواية التالية:
"وعن داود بن أبي هند قال: رأيت في المنام كأن القيامة قد قامت، وكأن الناس يدعون للحساب فقدمت إلى الميزان، فوضعت حسناتي في كفة وسيئاتي في كفة، فرجحت السيئات على الحسنات، فبينا أنا كذلك مغموم، إذ أتيت بشيء كالمنديل أو كالخرقة البيضاء، فوضعت في حسناتي (فرجحت على السيئات) فقيل لي: تدري ما هذا؟ قلت: لا قال: سقط كان لك قلت: إنه قد كانت لي صبية ابنة لي فقيل لي: تيك ليست لك؛ لأنك كنت تتمنى موتها وفي هذا إشارة إلى أن الميزان إنما يثقل بما يثقل على النفوس: من المصائب ويشق، فأما ما لا يثقل عليها ولا يشق لمن يتمنى موته من أولاده فلا يثقل به الميزان"
والخطأ وجود ما يسمى الميزان صاحب الكفتين ويخالف هذا أن الحكم لا يصدر بالوزن هنا وإنما يصدر للإنسان بمجرد تسلمه لكتابه فمن يتسلم ياليمنى يدخل الجنة ومن يتسلم بالشمال يدخل النار وفى هذا قال تعالى بسورة الحاقة "فأما من أوتى كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه إنى ظننت أنى ملاق حسابيه فهو فى عيشة راضية فى جنة عالية قطوفها دانية كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم فى الأيام الخالية وأما من أوتى كتابه ولم أدر ما حسابيه يا ليتها كانت القاضية "

"قال ابن أسلم : مات ابن لداود عليه السلام فحزن عليه حزنا شديدا فأوحى الله (إليه) : ماذا كنت مفتديه؟ قال: بطلاع الأرض ذهبا قال: فأوحى الله إليه: إن لك عندي من الأجر بحساب ذلك وفي رواية قال: يا داود ما كان يعدل هذا الولد عندك؟ قال: كان يعدل عندي ملء الأرض ذهبا قال: فلك يوم القيامة عندي ملء الأرض ثوابا "
الخطأ ان الله يعطى داود(ص) يوم القيامة ملء الأرض ثوابا وهو تخريف فالثواب ليس شىء يملء المكان وإنما هو عدد الحسنات التى يأخذها كما قال تعالى "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها " وأكثر الثواب 1400 حسنة كما قال تعالى "مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء "ومن ثم لا يوجد ثواب كما فى الرواية ثم روى الرجل رواية يتمنى فيها الرجل موت أخيه قبله كما سبق أن روى رواية يتمنى فيها الرجل موت ابنه ليكون سببا لدخوله الجنة فقال:
"وفي مراسيل الحسن، أن النبي (ص) سمع رجلا يقول: لأن أموت قبل أخي أحب إلى فقال: لأن يكون لك أحب إليك من أن تكون له
قال الحسن: علموا أن ما لهم من أهاليهم (إلا) ما قدموا أمامهم وكذا قال عمر بن عبد العزيز وغيره ويشهد له حديث: الرقوب من لم يقدم ولدا"
وهذا الكلام هو كلام من لا يفهم أن الله قدر المقادير وأن التمنى لن يغير المقادير كمواعيد الموت ومن ثم فهو أمر محرم
وبعد ذلك هذا كتب ابن رجب الحنبلى فقرة للتسرية امن فقدوا أولادهم فى الدنيا فقال :
"سبحان من لا يحصي العباد نعمه وربما كانت نعمه فيما يسوء أكثر من نعمه فيما يسر كما قيل:
إذا مس بالسراء عم سرورها وإن مس بالضراء أعقبها الأجر
وما فيهما إلا له فيه نعمة تضيق بها الأوهام والبر والبحر
لما كان للمؤمن داران: دار يرتحل منها، ودار ينتقل إليها ويقيم بها أمره أن ينقل من دار ارتحاله إلى دار إقامته؛ ليعمرها من بعض ما أعطاه في دار ترحاله وربما أخذ منه كرها ما يعمر به دار إقامته، ويكمل له به عمارتها وإصلاحها، ويقدم له إليها ما يحب من أهل ومال وولد، يسبقونه إليها؛ ليقدم على ما يحب من مال وأهل وولد، وإن كان المؤمن لا يشعر بذلك فما فرق إلا ليجمع، ولا أخذ إلا ليرد، ولا سلب إلا زيادة يقتضيها السياق ليهب، ولا استرد العواري إلا ليردها تمليكا ثابتا لا استرجاع فيه بعد ذلك
سبحان من أنعم على عباده بما خولهم من المال والولد، ثم استرجع بعض ذلك منهم كرها، وعوضهم الصلاة والرحمة والهدى وذلك أفضل مما أخذ كما قيل:
عطيته إذا أعطى سرورا وإن أخذ الذي أعطى أثابا
فأي النعمتين أجل قدرا وأحمد في عواقبها مآبا
أرحمته التي جاءت بكره أم الأخرى التي جلبت ثوابا
بل الأخرى وإن نزلت بضر أجل لفقد من صبر احتسابا"
هنا الموعظة مفيدة ولكن المقارنة بين ثواب ولادة الولد والتى سماها الرحمة وبين ثواب الصبر على موت الولد ليست صحيحة فكل عمل غير جهادى يتساوى فى الأجر بغيره كما قال تعالى "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"

https://albetalatek.ahlamontada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى