"ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد"يفسر الآية قوله تعالى بسورة المائدة"لبئس ما قدمت لهم أنفسهم" فأيديكم هى أنفسكم وقوله بسورة آل عمران"وما الله يريد ظلما للعباد"فالعبيد هم العباد والمعنى دخول النار بسبب الذى عملت أنفسكم وأن الله ليس بمنقص حق الناس ،يبين الله لنا أن الملائكة تقول للقوم:ذلك بما قدمت أيديكم والمراد ذوقوا عذاب الحريق بالذى صنعت أنفسكم من الذنوب وهذا هو سبب دخولهم العذاب وأن الله ليس ظلام للعبيد والمراد أن الله ليس بمنقص حق الناس حيث يحاسبهم بالعدل .
"الذين قالوا إن الله عهد إلينا ألا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار قل قد جاءكم رسل من قبلى بالبينات وبالذى قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين"المعنى الذين قالوا إن الله أخذ علينا ألا نصدق نبى حتى يجيئنا بقربان تحرقه النار قل يا محمد (ص)قد أتاكم أنبياء(ص)من قبلى بالآيات وبالذى طلبتم فلما ذبحتموهم إن كنتم مؤمنين ،يبين الله لنا أن اليهود قالوا للرسول(ص) لما دعاهم للإيمان به:إن الله عهد إلينا ألا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار والمراد إن الله أمرنا ألا نصدق بنبى حتى يجيئنا بقربان أى شىء يتقرب به لله كبهيمة أو نبات تنزل عليه النار فتلتهمه ،ومعنى قولهم هذا أن الرسول (ص)مطلوب منه أن يأتيهم بالقربان فطلب الله من رسوله(ص)أن يقول لهم:قد جاءكم رسل من قبلى والمراد قد أتاكم أنبياء ممن سبقونى بالبينات وهى آيات الوحى والمعجزات وبالذى قلتم وهو القربان فلم قتلتموهم أى فلماذا ذبحتموهم إن كنتم صادقين أى محقين فى زعمكم فى القربان ؟والغرض من السؤال هو إخبار اليهود أن القرابين التى أتاهم بها الرسل(ص) والمعجزات والوحى لم يجعلهم يصدقوا بالرسل(ص)وإنما قتلوا بعضهم بعد تكذيبهم إياهم وكذبوا بعضهم ومن ثم فمحمد(ص)لن يحضر القربان المطلوب لأنه لم يكن له فائدة حيث كفر به السابقون وهم سيكفرون به لو جاء به.
"فإن كذبوك فقد كذب رسل من قبلك جاءوا بالبينات والزبر والكتاب المنير"المعنى فإن كفروا بك فقد كفر بأنبياء من قبلك أتوا بالأحكام أى الوحى أى الحكم الهادى ،يبين الله لرسوله(ص)أن اليهود إن كذبوه أى كفروا برسالته فقد كذب رسل من قبله والمراد فقد كفرت الأقوام بالأنبياء(ص)الذين سبقوه فى الزمن وقد جاءوا أى أتوا الأقوام بالبينات وهى الزبر وهو الكتاب المنير والمراد الأحكام أى المكتوب المفروض عليهم أى المفروض الهادى لطريق الجنة وهذا يعنى أن كل الأقوام كذبت الرسل (ص)عدا قوم يونس(ص)كما جاء بسورة يونس والخطاب للنبى(ص).
"كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور"يفسر الآية قوله تعالى بسورة القصص"كل شىء هالك إلا وجهه"فذوق النفس للموت هو هلاكها وقوله بسورة محمد"يؤتكم أجوركم"فتوفون تعنى تؤتون وقوله بسورة الإنسان "يدخل من يشاء فى رحمته"فالجنة هى رحمة الله والمعنى كل فرد طاعم الوفاة وإنما تعطون جزاءكم يوم البعث فمن أبعد عن جهنم وأسكن الحديقة فقد أفلح وما الحياة الأولى إلا نفع الفناء ،يبين الله لنا أن كل نفس ذائقة الموت والمراد أن كل مخلوق مصاب بالانتقال من الدنيا إلى للبرزخ أو الآخرة وهو ما يسمى الوفاة ،ويبين لنا أننا نوفى أجورنا يوم القيامة والمراد أننا نعطى جزاء أعمالنا فى يوم البعث فمن زحزح عن النار والمراد فمن أبعد عن الجحيم وأدخل الجنة والمراد وأسكن فى الجنة فقد فاز والمراد فقد أفلح ونجا،ويبين لنا أن الحياة الدنيا هى متاع الغرور والمراد أن نفع الحياة الأولى هو نفع الفناء الخادع والخطاب للمؤمنين وما بعده.
"لتبلون فى أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور"يفسر الآية قوله تعالى بسورة البقرة"لتبلون بشىء من الخوف والجوع ونقص فى الأموال والأنفس والثمرات"فالبلاء فى الأموال هو الجوع ونقص المال والثمرات والبلاء فى الأنفس هو الخوف وقوله بسورة آل عمران"وإن تؤمنوا وتتقوا "وقوله بسورة النساء"وإن تحسنوا وتتقوا"فتصبروا هى تؤمنوا هى تحسنوا والمعنى لتختبرن فى أملاككم وذواتكم ولتعرفن من الذين أعطوا الوحى من قبلكم ومن الذين كفروا ضرر كبير وإن تطيعوا أى تتبعوا حكم الله فإن ذلك من واجب المخلوقات ،يبين الله للمؤمنين أنه سيبتليهم والمراد سيختبرهم بمصائب تنزل على أموالهم وهى أملاكهم كما تنزل على أنفسهم والهدف من الإخبار هو أن يستعدوا لها ويبين لهم أن من ضمن البلاء أنهم سيسمعون من الذين أوتوا الكتاب من قبلهم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا والمراد أنهم سيعلمون من الذين أعطوا الوحى من قبلهم ومن الذين كذبوا حكم الله ضررا كبير ممثلا فى أحاديثهم المكذبة للوحى الشاتمة للمسلمين ،ويبين لهم أنهم إن يصبروا أى يتقوا والمراد يطيعوا حكم الله فإن ذلك من عزم الأمور والمراد من واجب المخلوقات.
"وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون"المعنى وقد فرض الله عهد الذين أعطوا الوحى لتظهرنه للبشر ولا تخفونه فتركوه خلف ظهورهم وأخذوا به متاعا فانيا فساء الذى يأخذون،يبين الله لنا أنه أخذ ميثاق الذين أوتوا الكتاب والمراد فرض العهد التالى على الذين أعطوا الوحى :لتبيننه للناس ولا تكتمونه والمراد لتبلغونه للخلق ولا تخفونه عنهم وهذا يعنى أنه أمرهم بإبلاغ الوحى للآخرين ونهاهم عن كتمه وإسراره فكانت النتيجة أن نبذوه وراء ظهورهم والمراد أن وضعوه خارج أنفسهم والمراد بألفاظ أخرى أنهم عصوا العهد وجعلوا غيره يطاع من أنفسهم وهم اشتروا به ثمنا قليلا والمراد وأطاعوا بدلا منه حكما أخر يبيح لهم متاعا فانيا فبئس ما يشترون والمراد فساء الذى يطيعونه ليتمتعوا بمتاع الدنيا والخطاب للنبى(ص)وما بعده .
"لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم"يفسر الآية قوله تعالى بسورة النساء"ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم"فحب الحمد بما لم يفعلوا هو تزكية النفس وقوله بسورة آل عمران"ولهم عذاب مهين"فالأليم هو المهين و المعنى لا تظنن الذين يسرون بالذى فعلوا ويريدون أن يشكروا على الذى لم يفعلوا فلا تظنهم بمنجاة من العقاب أى لهم عقاب شديد،يبين الله لرسوله(ص)أن عليه ألا يحسب الذين يفرحون بما أتوا والمراد ألا يظن الذين يسرون بالذى عملوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا والمراد ويودون أن يشكروا على الذى لم يعملوا بمفازة من العذاب والمراد بمنجاة من العقاب والمراد بمبعدين عن النار وفسر هذا بأن لهم عذاب أليم أى عقاب شديد .
"ولله ملك السموات والأرض والله على كل شىء قدير"يفسر الآية قوله بنفس السورة"ولله ميراث السموات والأرض"فملك هو ميراث وقوله بسورة البروج"فعال لما يريد"فقدرة الله على كل شىء هى فعله للذى يريد والمعنى ولله حكم السموات والأرض والله لكل أمر يريده فاعل ،يبين الله لنا أنه له ملك أى ميراث أى حكم مخلوقات السموات والأرض وهو قدير على كل شىء والمراد فاعل لكل ما يريده من الأفعال والخطاب وما بعده للنبى(ص) حتى ما قبل أخر آيتين.
"إن فى خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولى الألباب"يفسر الآية قوله تعالى بسورة النور"يقلب الله الليل والنهار إن فى ذلك لعبرة لأولى الأبصار"فاختلاف تعنى تقليب والألباب هى الأبصار والمعنى إن فى إنشاء السموات والأرض وتغير الليل والنهار لعلامات لأولى العقول،يبين الله لنا أن فى خلق أى إبداع السموات والأرض واختلاف أى تعاقب أى تغير الليل والنهار آيات لأولى الألباب والمراد علامات تدل على قدرة الله على كل شىء ويفهم ذلك أصحاب العقول .
"الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون فى خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار"يفسر الآية قوله تعالى بسورة الزمر"الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه"فذكر الله هو استماع القول واتباع أحسنه والمعنى الذين يطيعون الله وقوفا وجلوسا وعلى أجنابهم وينظرون فى إنشاء السموات والأرض إلهنا ما أنشأت هذا لعبا ،طاعتك فامنع عنا عقاب جهنم ،يبين الله لنا أن أولى الألباب هم الذين يذكرون أى يطيعون حكم الله وهم قيام أى وقوف على أرجلهم مشاة أو مستمرين فى الوقوف أو قعودا أى جلوسا بأى طريقة وعلى أجنابهم والمراد ورقودا على أى جزء من جسمهم ،وهم يتفكرون فى خلق السموات والأرض والمراد وهم ينظرون أى يبحثون فى إبداع الله للسموات والأرض ومخلوقاتهم وبهذا يعنى أنهم يطلبون العلم بمخلوقات الله فيصلون للحقيقة التالية :ربنا ما خلقت هذا باطلا والمراد إلهنا ما صنعت الكون عبثا وإنما للحق أى العدل ،سبحانك أى الطاعة لحكمك فقنا عذاب النار والمراد فامنع عنا عقاب السعير وهذا يعنى أن نتيجة بحثهم فى الكون أوصلتهم إلى وجوب طاعة حكم الله كباقى المخلوقات .
"ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار"يفسر الآية قوله تعالى بسورة الشورى "وما كان لهم من أولياء ينصرونهم من دون الله"فالأنصار هم الأولياء والمعنى إلهنا إنك من تسكن الجحيم فقد أذللته وما للكافرين من أولياء،يبين الله لنا أن أولى الألباب يقولون :ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته والمراد إلهنا إنك من تقذفه فى السعير فقد أهنته وما للظالمين من أنصار والمراد وما للكافرين بحكم الله من أولياء ينقذونهم من النار .
"ربنا إننا سمعنا مناديا ينادى للإيمان أن أمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار "يفسر الآية قوله تعالى بسورة الجن "إنا سمعنا قرآنا عجبا"فالمنادى للإيمان هو القرآن وقوله بسورة البقرة"واعف عنا "فاغفر أى كفر تعنى اعف وقوله بسورة الأعراف"وتوفنا مسلمين "فالأبرار هم المسلمين والمعنى إلهنا إننا علمنا داعيا يدعو للتصديق أن صدقوا بحكم إلهكم فصدقنا فامحو لنا جرائمنا أى استر لنا ذنوبنا وأمتنا مع المسلمين،يبين الله لنا أن أولى الألباب دعوه فقالوا :ربنا أى إلهنا إننا سمعنا مناديا ينادى للإيمان والمراد إننا علمنا كتابا يدعو للتصديق قائلا أن آمنوا بربكم أى أن صدقوا بحكم إلهكم فأمنا أى فصدقنا المنادى وهو القرآن فاغفر لنا ذنوبنا أى كفر عنا سيئاتنا والمراد اعفو عن خطايانا أى اترك عقابنا على جرائمنا وتوفنا مع الأبرار والمراد وأدخلنا الجنة مع المسلمين .
"الذين قالوا إن الله عهد إلينا ألا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار قل قد جاءكم رسل من قبلى بالبينات وبالذى قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين"المعنى الذين قالوا إن الله أخذ علينا ألا نصدق نبى حتى يجيئنا بقربان تحرقه النار قل يا محمد (ص)قد أتاكم أنبياء(ص)من قبلى بالآيات وبالذى طلبتم فلما ذبحتموهم إن كنتم مؤمنين ،يبين الله لنا أن اليهود قالوا للرسول(ص) لما دعاهم للإيمان به:إن الله عهد إلينا ألا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار والمراد إن الله أمرنا ألا نصدق بنبى حتى يجيئنا بقربان أى شىء يتقرب به لله كبهيمة أو نبات تنزل عليه النار فتلتهمه ،ومعنى قولهم هذا أن الرسول (ص)مطلوب منه أن يأتيهم بالقربان فطلب الله من رسوله(ص)أن يقول لهم:قد جاءكم رسل من قبلى والمراد قد أتاكم أنبياء ممن سبقونى بالبينات وهى آيات الوحى والمعجزات وبالذى قلتم وهو القربان فلم قتلتموهم أى فلماذا ذبحتموهم إن كنتم صادقين أى محقين فى زعمكم فى القربان ؟والغرض من السؤال هو إخبار اليهود أن القرابين التى أتاهم بها الرسل(ص) والمعجزات والوحى لم يجعلهم يصدقوا بالرسل(ص)وإنما قتلوا بعضهم بعد تكذيبهم إياهم وكذبوا بعضهم ومن ثم فمحمد(ص)لن يحضر القربان المطلوب لأنه لم يكن له فائدة حيث كفر به السابقون وهم سيكفرون به لو جاء به.
"فإن كذبوك فقد كذب رسل من قبلك جاءوا بالبينات والزبر والكتاب المنير"المعنى فإن كفروا بك فقد كفر بأنبياء من قبلك أتوا بالأحكام أى الوحى أى الحكم الهادى ،يبين الله لرسوله(ص)أن اليهود إن كذبوه أى كفروا برسالته فقد كذب رسل من قبله والمراد فقد كفرت الأقوام بالأنبياء(ص)الذين سبقوه فى الزمن وقد جاءوا أى أتوا الأقوام بالبينات وهى الزبر وهو الكتاب المنير والمراد الأحكام أى المكتوب المفروض عليهم أى المفروض الهادى لطريق الجنة وهذا يعنى أن كل الأقوام كذبت الرسل (ص)عدا قوم يونس(ص)كما جاء بسورة يونس والخطاب للنبى(ص).
"كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور"يفسر الآية قوله تعالى بسورة القصص"كل شىء هالك إلا وجهه"فذوق النفس للموت هو هلاكها وقوله بسورة محمد"يؤتكم أجوركم"فتوفون تعنى تؤتون وقوله بسورة الإنسان "يدخل من يشاء فى رحمته"فالجنة هى رحمة الله والمعنى كل فرد طاعم الوفاة وإنما تعطون جزاءكم يوم البعث فمن أبعد عن جهنم وأسكن الحديقة فقد أفلح وما الحياة الأولى إلا نفع الفناء ،يبين الله لنا أن كل نفس ذائقة الموت والمراد أن كل مخلوق مصاب بالانتقال من الدنيا إلى للبرزخ أو الآخرة وهو ما يسمى الوفاة ،ويبين لنا أننا نوفى أجورنا يوم القيامة والمراد أننا نعطى جزاء أعمالنا فى يوم البعث فمن زحزح عن النار والمراد فمن أبعد عن الجحيم وأدخل الجنة والمراد وأسكن فى الجنة فقد فاز والمراد فقد أفلح ونجا،ويبين لنا أن الحياة الدنيا هى متاع الغرور والمراد أن نفع الحياة الأولى هو نفع الفناء الخادع والخطاب للمؤمنين وما بعده.
"لتبلون فى أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور"يفسر الآية قوله تعالى بسورة البقرة"لتبلون بشىء من الخوف والجوع ونقص فى الأموال والأنفس والثمرات"فالبلاء فى الأموال هو الجوع ونقص المال والثمرات والبلاء فى الأنفس هو الخوف وقوله بسورة آل عمران"وإن تؤمنوا وتتقوا "وقوله بسورة النساء"وإن تحسنوا وتتقوا"فتصبروا هى تؤمنوا هى تحسنوا والمعنى لتختبرن فى أملاككم وذواتكم ولتعرفن من الذين أعطوا الوحى من قبلكم ومن الذين كفروا ضرر كبير وإن تطيعوا أى تتبعوا حكم الله فإن ذلك من واجب المخلوقات ،يبين الله للمؤمنين أنه سيبتليهم والمراد سيختبرهم بمصائب تنزل على أموالهم وهى أملاكهم كما تنزل على أنفسهم والهدف من الإخبار هو أن يستعدوا لها ويبين لهم أن من ضمن البلاء أنهم سيسمعون من الذين أوتوا الكتاب من قبلهم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا والمراد أنهم سيعلمون من الذين أعطوا الوحى من قبلهم ومن الذين كذبوا حكم الله ضررا كبير ممثلا فى أحاديثهم المكذبة للوحى الشاتمة للمسلمين ،ويبين لهم أنهم إن يصبروا أى يتقوا والمراد يطيعوا حكم الله فإن ذلك من عزم الأمور والمراد من واجب المخلوقات.
"وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون"المعنى وقد فرض الله عهد الذين أعطوا الوحى لتظهرنه للبشر ولا تخفونه فتركوه خلف ظهورهم وأخذوا به متاعا فانيا فساء الذى يأخذون،يبين الله لنا أنه أخذ ميثاق الذين أوتوا الكتاب والمراد فرض العهد التالى على الذين أعطوا الوحى :لتبيننه للناس ولا تكتمونه والمراد لتبلغونه للخلق ولا تخفونه عنهم وهذا يعنى أنه أمرهم بإبلاغ الوحى للآخرين ونهاهم عن كتمه وإسراره فكانت النتيجة أن نبذوه وراء ظهورهم والمراد أن وضعوه خارج أنفسهم والمراد بألفاظ أخرى أنهم عصوا العهد وجعلوا غيره يطاع من أنفسهم وهم اشتروا به ثمنا قليلا والمراد وأطاعوا بدلا منه حكما أخر يبيح لهم متاعا فانيا فبئس ما يشترون والمراد فساء الذى يطيعونه ليتمتعوا بمتاع الدنيا والخطاب للنبى(ص)وما بعده .
"لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم"يفسر الآية قوله تعالى بسورة النساء"ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم"فحب الحمد بما لم يفعلوا هو تزكية النفس وقوله بسورة آل عمران"ولهم عذاب مهين"فالأليم هو المهين و المعنى لا تظنن الذين يسرون بالذى فعلوا ويريدون أن يشكروا على الذى لم يفعلوا فلا تظنهم بمنجاة من العقاب أى لهم عقاب شديد،يبين الله لرسوله(ص)أن عليه ألا يحسب الذين يفرحون بما أتوا والمراد ألا يظن الذين يسرون بالذى عملوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا والمراد ويودون أن يشكروا على الذى لم يعملوا بمفازة من العذاب والمراد بمنجاة من العقاب والمراد بمبعدين عن النار وفسر هذا بأن لهم عذاب أليم أى عقاب شديد .
"ولله ملك السموات والأرض والله على كل شىء قدير"يفسر الآية قوله بنفس السورة"ولله ميراث السموات والأرض"فملك هو ميراث وقوله بسورة البروج"فعال لما يريد"فقدرة الله على كل شىء هى فعله للذى يريد والمعنى ولله حكم السموات والأرض والله لكل أمر يريده فاعل ،يبين الله لنا أنه له ملك أى ميراث أى حكم مخلوقات السموات والأرض وهو قدير على كل شىء والمراد فاعل لكل ما يريده من الأفعال والخطاب وما بعده للنبى(ص) حتى ما قبل أخر آيتين.
"إن فى خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولى الألباب"يفسر الآية قوله تعالى بسورة النور"يقلب الله الليل والنهار إن فى ذلك لعبرة لأولى الأبصار"فاختلاف تعنى تقليب والألباب هى الأبصار والمعنى إن فى إنشاء السموات والأرض وتغير الليل والنهار لعلامات لأولى العقول،يبين الله لنا أن فى خلق أى إبداع السموات والأرض واختلاف أى تعاقب أى تغير الليل والنهار آيات لأولى الألباب والمراد علامات تدل على قدرة الله على كل شىء ويفهم ذلك أصحاب العقول .
"الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون فى خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار"يفسر الآية قوله تعالى بسورة الزمر"الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه"فذكر الله هو استماع القول واتباع أحسنه والمعنى الذين يطيعون الله وقوفا وجلوسا وعلى أجنابهم وينظرون فى إنشاء السموات والأرض إلهنا ما أنشأت هذا لعبا ،طاعتك فامنع عنا عقاب جهنم ،يبين الله لنا أن أولى الألباب هم الذين يذكرون أى يطيعون حكم الله وهم قيام أى وقوف على أرجلهم مشاة أو مستمرين فى الوقوف أو قعودا أى جلوسا بأى طريقة وعلى أجنابهم والمراد ورقودا على أى جزء من جسمهم ،وهم يتفكرون فى خلق السموات والأرض والمراد وهم ينظرون أى يبحثون فى إبداع الله للسموات والأرض ومخلوقاتهم وبهذا يعنى أنهم يطلبون العلم بمخلوقات الله فيصلون للحقيقة التالية :ربنا ما خلقت هذا باطلا والمراد إلهنا ما صنعت الكون عبثا وإنما للحق أى العدل ،سبحانك أى الطاعة لحكمك فقنا عذاب النار والمراد فامنع عنا عقاب السعير وهذا يعنى أن نتيجة بحثهم فى الكون أوصلتهم إلى وجوب طاعة حكم الله كباقى المخلوقات .
"ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار"يفسر الآية قوله تعالى بسورة الشورى "وما كان لهم من أولياء ينصرونهم من دون الله"فالأنصار هم الأولياء والمعنى إلهنا إنك من تسكن الجحيم فقد أذللته وما للكافرين من أولياء،يبين الله لنا أن أولى الألباب يقولون :ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته والمراد إلهنا إنك من تقذفه فى السعير فقد أهنته وما للظالمين من أنصار والمراد وما للكافرين بحكم الله من أولياء ينقذونهم من النار .
"ربنا إننا سمعنا مناديا ينادى للإيمان أن أمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار "يفسر الآية قوله تعالى بسورة الجن "إنا سمعنا قرآنا عجبا"فالمنادى للإيمان هو القرآن وقوله بسورة البقرة"واعف عنا "فاغفر أى كفر تعنى اعف وقوله بسورة الأعراف"وتوفنا مسلمين "فالأبرار هم المسلمين والمعنى إلهنا إننا علمنا داعيا يدعو للتصديق أن صدقوا بحكم إلهكم فصدقنا فامحو لنا جرائمنا أى استر لنا ذنوبنا وأمتنا مع المسلمين،يبين الله لنا أن أولى الألباب دعوه فقالوا :ربنا أى إلهنا إننا سمعنا مناديا ينادى للإيمان والمراد إننا علمنا كتابا يدعو للتصديق قائلا أن آمنوا بربكم أى أن صدقوا بحكم إلهكم فأمنا أى فصدقنا المنادى وهو القرآن فاغفر لنا ذنوبنا أى كفر عنا سيئاتنا والمراد اعفو عن خطايانا أى اترك عقابنا على جرائمنا وتوفنا مع الأبرار والمراد وأدخلنا الجنة مع المسلمين .