"قد كان لكم آية فى فئتين التقتا فئة تقاتل فى سبيل الله وأخرى كافرة يرونهم مثليهم رأى العين والله يؤيد بنصره من يشاء إن فى ذلك لعبرة لأولى الأبصار"يفسر الآية قوله تعالى بسورة الأنفال "وإذ يريكموهم إذا التقيتم فى أعينكم قليلا ويقللكم فى أعينهم"وقوله"هو الذى أيدك بنصره وبالمؤمنين"وقوله بسورة غافر"إنا لننصر رسلنا والذين أمنوا"وقوله بسورة يوسف"عبرة لأولى الألباب"فيرونهم مثليهم رأى العين يفسره أن الله قلل الكفار فى أعين المؤمنين لكثرتهم حتى لا يخافوا وتأييده بنصره لمن يشاء هو تأييده للنبى (ص)ومن معه كما بسورة الأنفال هو نصر الرسل(ص)والذين أمنوا كما بسورة غافر وأولى الأبصار هم أولى الألباب والمعنى قد كان لكم عبرة فى جماعتين تقابلتا جماعة تحارب فى نصر دين الله وجماعة مكذبة لدين الله يشاهدونهم ضعفيهم مشاهدة البصر والله يقوى بتأييده من يحب إن فى ذلك لعظة لأهل العقول،يبين الله للمؤمنين أن الآية وهى العبرة لهم كانت فى الفئتين وهم الفرقتين اللتين التقتا أى تقابلتا فى ميدان الحرب فمنهم فرقة أى فئة تقاتل فى سبيل الله أى تحارب لإعلاء دين الله وأخرى كافرة أى وجماعة مكذبة بدين الله تحارب لإطفاء نور الله وكانت الفرقة المؤمنة ترى الفرقة الكافرة مثليهم رأى العين والمراد يشاهدونهم مشاهدة البصر أنهم فى العدد قدرهم مرتين ويبين الله لنا أنه يؤيد بنصره من يشاء والمراد أنه يساعد بقوته من يريد وهم المؤمنين وهم جنود الله فى الكون ويبين لنا إن فى ذلك عبرة لأولى الأبصار والمراد عظة يستفيد منها أصحاب العقول وهى أن العدد لا يؤثر فى انتصار المسلمين إذا كان قليلا،والخطاب للمؤمنين وتبدو الآية منتزعة من سياقها فلا صلة بما قبلها ولا ما بعدها .
"زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب"يفسر الآية قوله تعالى بسورة البقرة "زين للذين كفروا الحياة الدنيا"فالناس هنا هم الذين كفروا وقوله بسورة الكهف"زينة الحياة الدنيا"فالمتاع هو الزينة وقوله بسورة آل عمران"والله عنده حسن الثواب "فالمآب هو الثواب والمعنى حسن للكفار ود المتع من الإناث والأولاد والمكاييل الموزونة من الذهب والفضة والقوة المعدة والطعام والشراب تلك منافع الحياة الأولى والله لديه خير المتع ،يبين الله لنا أنه زين للناس حب الشهوات والمراد حبب للكفار أخذ المتع من :النساء وهى الإناث التى يجامعهن فهى شهوة الجنس كما تسمى حاليا وشهوة النساء عند الرجال وشهوة الرجال عند النساء ،والبنين وهم الأولاد الذين يعتقد أنهم مصدر عزة له وهى شهوة الصبيان،والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والمراد الأثقال الموزونة من الذهب والفضة وهى شهوة المال ،والأنعام والحرث ويقصد بهما شهوة الطعام فهما كناية عن شهوة الأكل أى الطعام والشراب فالأنعام هى الحيوانات والحرث هو النبات ومنهما أكل المخلوق،ويبين الله أن تلك المتع هى متاع الحياة الأولى والمراد هى منافع الحياة الأولى والله عنده حسن المآب والمراد لديه خير المتع وهى متع الجنة فى الأخرة والخطاب للنبى(ص) .
"قل أؤنبئكم بخير من ذلكم مثوبة للذين اتقوا عند ربهم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد"يفسر الآية قوله تعالى بسورة الأنعام "لهم دار السلام عند ربهم"فالمثوبة وهى الجنات هى دار السلام وقوله بسورة الحجر"وما هم منها بمخرجين"فخالدين تعنى أنهم لا يخرجون من الجنة وقوله بسورة الدخان "وزوجناهم بحور عين"فالأزواج المطهرة هى الحور العين وقوله بسورة الإسراء"إنه كان بعباده خبيرا"فالبصير هو الخبير بالعباد والمعنى قل هل أخبركم بأفضل من ذلكم جزاء للذين أطاعوا حكم خالقهم حدائق تسير فى أرضها العيون باقين فيها ولهم زوجات زكيات أى رحمة من الرب والله خبير بالخلق ،يطلب الله من رسوله (ص)أن يسأل الناس"أؤنبئكم بخير من ذلكم مثوبة"؟والمراد هل أخبركم بأحسن من متاع الدنيا ؟وهو السابق ذكره فى الآية السابقة ويطلب منه أن يجيب قائلا:للذين اتقوا وهم الذين اتبعوا حكم الله عند ربهم أى لدى خالقهم فى الأخرة جنات تجرى من تحتها الأنهار والمراد حدائق تسير فى أرضها العيون وهى مجارى السوائل المشروبة من ماء وخمر ولبن وعسل ووصفت بأنها من تحتها لأن مجارى العيون تكون دائما أسفل من الأرض حولها ولهم فيها أزواج مطهرة أى زوجات زكيات أى حور عين وفسر الله الجنات بأنها رضوان من الله أى رحمة من الرب للمتقين ،ويبين لهم أنه بصير بالعباد والمراد عليم بما يعمل الخلق فى كل وقت ،والخطاب للنبى (ص)وما بعده وما بعده.
"الذين يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار "يفسر الآية قوله تعالى بسورة آل عمران"وكفر عنا سيئاتنا"فاغفر تعنى كفر وذنوبنا تعنى سيئاتنا وقوله بسورة غافر"وقهم عذاب الجحيم"فالنار هى الجحيم والمعنى الذين يقولون إلهنا إننا صدقنا حكمك فكفر عنا سيئاتنا أى امنع عنا عقاب الجحيم،يبين الله لنا أن الذين اتقوا هم الذين يقولون أى يدعون الله :ربنا آمنا والمراد إلهنا صدقنا بوحيك المنزل فامحو لنا سيئاتنا فهم يطلبون من الله أن يعفو عن ذنوبهم ويقولون:وقنا عذاب النار والمراد وامنع عنا عقاب الجحيم وهذا هو نفسه الطلب الأول فالغفران معناه منع العذاب .
"الصابرين والصادقين والقانتين والمستغفرين بالأسحار" معنى الآية هم الطائعين أى المحسنين أى الخاشعين أى التائبين بالليالى ،يبين الله لنا أن الذين اتقوا هم الصابرين أى الطائعين لحكم الله فيما أصابهم من خير أو شر وفسرهم بأنهم الصادقين أى العاملين للصدق وهو حكم الله وفسرهم بأنهم القانتين أى الخاضعين لحكم الله وفسرهم بأنهم المستغفرين بالأسحار أى الذين يطلبون التوبة والمراد يطلبون العفوعن ذنوبهم فى الليالى .
"شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم "معنى الآية أقر الله أنه لا رب إلا هو والملائكة وأهل المعرفة حافظا للكون بالعدل لا رب إلا هو الناصر القاضى ،يبين الله لنا أنه شهد أى أقر هو والملائكة وأولوا العلم وهم أهل المعرفة من الناس بالتالى :أن لا إله إلا هو أى لا رب يستحق العبادة سواه وهو قائم بالقسط أى حافظ للكون بالميزان وهو العدل وهو العزيز أى الناصر لمن ينصره وهو الحكيم أى القاضى بالعدل فيما بين خلقه ،والخطاب وما بعده للناس.
"إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب"يفسر الآية قوله تعالى بسورة يوسف "إن الحكم إلا لله "فالإسلام هو الحكم وقوله بسورة البقرة"من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم"فالعلم هو البينات وقوله بسورة العنكبوت"وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون"فيكفر تعنى يجحد وقوله بسورة الأنعام "إن ربك سريع العقاب"فالحساب هو العقاب هنا والمعنى إن الحكم لدى هو الإسلام وما تنازع الذين أعطوا الحكم إلا من بعد ما أتاهم الوحى كفرا منهم بأحكام الله فإن الله شديد العقاب ،يبين الله لنا أن الدين وهو الحكم الذى يجب حكم الناس به هو الإسلام أى الوحى المنزل على محمد(ص)،ويبين لنا أن الذين أوتوا الكتاب وهم الذين أعطوا الوحى سابقا اختلفوا بعد ما جاءهم العلم والمراد تنازعوا بعد ما أتاهم الوحى الإلهى والسبب بغيا بينهم أى ظلما بينهم أى حب بعضهم للتميز عن الأخرين والمراد كفرا منهم بأحكام الله ويبين الله لنا أن من يكفر أى يكذب بحكم الله فإن الله سريع الحساب أى شديد العقاب والمراد أن من يكفر يعاقبه الله .
"فإن حاجوك فقل أسلمت وجهى لله ومن اتبعن وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصير بالعباد"يفسر الآية قوله تعالى بسورة الحج "وإن جادلوك"فحاجوك تعنى جادلوك وقوله بسورة الأنعام "قل إنى أمرت أن أكون أول من أسلم "فإسلام الوجه لله هو أن يكون أول من أسلم وقوله بسورة البقرة"فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا"فأسلموا تعنى آمنوا وقوله بسورة الغاشية"فذكر إنما أنت مذكر"فالبلاغ هو التذكير وقوله بسورة الإسراء"إنه كان بعباده خبيرا"فالبصير هو الخبير والمعنى فإن جادلوك فقل ملكت نفسى لحكم الله ومن أطاعنى وقل للذين أعطوا الوحى أى الكفار هل أطعتم حكم الله فإن أطاعوا فقد رشدوا وإن كفروا فإنما عليك التوصيل للوحى وعلينا عقابهم والله خبير بالخلق،يبين الله لرسوله(ص)أن الناس إن حاجوه أى جادلوه فى حكم الله فعليه أن يقول لهم :أسلمت وجهى لله والمراد أطاعت نفسى حكم الله أنا ومن اتبعن أى ومن أطاعنى من الناس ،وأن يقول للذين أوتوا الكتاب وهم الذين أعطوا الوحى السابق كله أى الأميين وهم الكفار السابقين كلهم :أأسلمتم أى هل أطعتم حكم الله؟ويبين الله له أنهم إن أسلموا أى أطاعوا حكم الله فقد اهتدوا أى أخذوا الجنة وإن تولوا أى وإن كفروا بحكم الله فإنما عليك البلاغ أى التوصيل لحكم الله وعلينا عقابهم ،ويبين الله له أنه بصير بالعباد أى خبير بالخلق يعرف كل شىء عنهم،والخطاب للنبى(ص)وما بعده.
"إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون الناس بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم "يفسر الآية قوله تعالى بسورة النحل"إن الذين لا يؤمنون بآيات الله"فيكفرون تعنى لا يؤمنون والمعنى إن الذين يكذبون بأحكام الله ويذبحون الرسل بغير جرم ويذبحون الذين يطلبون الخلق بالعدل من الخلق فأخبرهم بعقاب شديد ،يبين الله لرسوله(ص)أن الذين يكفرون بآيات الله والمراد الذين يكذبون بأحكام الله ويقتلون النبيين بغير حق والمراد ويذبحون الرسل(ص)رسل بنى إسرائيل دون جريمة يستحقون عليها القتل ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس والمراد ويذبحون الذين يطالبون الخلق بالعدل من الخلق بغير جريمة يستحقون عليها العقاب على النبى(ص)أن يبشرهم بعذاب أليم أى يخبرهم بعقاب شديد هو دخول النار والخطاب للنبى(ص) وما بعده وما بعده.
"أولئك حبطت أعمالهم فى الدنيا والأخرة وما لهم من ناصرين "يفسر الآية قوله تعالى بسورة محمد"أضل أعمالهم"فحبط تعنى أضل أى أخسر وقوله بسورة الشورى "وما كان لهم من أولياء ينصرونهم من دون الله"فالناصرين هم الأولياء والمعنى أولئك خسرت أفعالهم فى الأولى والقيامة وما لهم من منقذين ،يبين الله لرسوله(ص)أن الكفار حبطت أعمالهم أى خسر ثواب أفعالهم فى الدنيا وهى الحياة الأولى والأخرة وهى القيامة وما لهم من ناصرين أى وليس لهم منقذين من عذاب الله .
"ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون"يفسر الآية قوله تعالى بسورة النور"ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين"فالذين أوتوا الكتاب دعوا بعضهم لتحكيم كتاب الله أى أعلنوا إيمانهم بالله ورسوله(ص)كما بسورة النور ومعنى معرضون أنهم ليسوا مؤمنين والمعنى ألم تعلم بالذين أعطوا معرفة من الوحى ينادون لحكم الله ليفصل بينهم ثم يعرض جمع منهم وهم كافرون ،يبين الله لرسوله(ص)أن الذين أوتوا نصيبا من الكتاب والمراد أن الذين أعطاهم الله بعضا من الوحى الإلهى يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم والمراد ينادون بعضهم البعض إلى طاعة حكم الله ليفصل بينهم فيما هم فيه يختلفون ومع ذلك تولى فريق منهم أى عصت جماعة منهم حكم الله وهم معرضون أى وهم مكذبون به والخطاب للنبى(ص).
"زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب"يفسر الآية قوله تعالى بسورة البقرة "زين للذين كفروا الحياة الدنيا"فالناس هنا هم الذين كفروا وقوله بسورة الكهف"زينة الحياة الدنيا"فالمتاع هو الزينة وقوله بسورة آل عمران"والله عنده حسن الثواب "فالمآب هو الثواب والمعنى حسن للكفار ود المتع من الإناث والأولاد والمكاييل الموزونة من الذهب والفضة والقوة المعدة والطعام والشراب تلك منافع الحياة الأولى والله لديه خير المتع ،يبين الله لنا أنه زين للناس حب الشهوات والمراد حبب للكفار أخذ المتع من :النساء وهى الإناث التى يجامعهن فهى شهوة الجنس كما تسمى حاليا وشهوة النساء عند الرجال وشهوة الرجال عند النساء ،والبنين وهم الأولاد الذين يعتقد أنهم مصدر عزة له وهى شهوة الصبيان،والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والمراد الأثقال الموزونة من الذهب والفضة وهى شهوة المال ،والأنعام والحرث ويقصد بهما شهوة الطعام فهما كناية عن شهوة الأكل أى الطعام والشراب فالأنعام هى الحيوانات والحرث هو النبات ومنهما أكل المخلوق،ويبين الله أن تلك المتع هى متاع الحياة الأولى والمراد هى منافع الحياة الأولى والله عنده حسن المآب والمراد لديه خير المتع وهى متع الجنة فى الأخرة والخطاب للنبى(ص) .
"قل أؤنبئكم بخير من ذلكم مثوبة للذين اتقوا عند ربهم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد"يفسر الآية قوله تعالى بسورة الأنعام "لهم دار السلام عند ربهم"فالمثوبة وهى الجنات هى دار السلام وقوله بسورة الحجر"وما هم منها بمخرجين"فخالدين تعنى أنهم لا يخرجون من الجنة وقوله بسورة الدخان "وزوجناهم بحور عين"فالأزواج المطهرة هى الحور العين وقوله بسورة الإسراء"إنه كان بعباده خبيرا"فالبصير هو الخبير بالعباد والمعنى قل هل أخبركم بأفضل من ذلكم جزاء للذين أطاعوا حكم خالقهم حدائق تسير فى أرضها العيون باقين فيها ولهم زوجات زكيات أى رحمة من الرب والله خبير بالخلق ،يطلب الله من رسوله (ص)أن يسأل الناس"أؤنبئكم بخير من ذلكم مثوبة"؟والمراد هل أخبركم بأحسن من متاع الدنيا ؟وهو السابق ذكره فى الآية السابقة ويطلب منه أن يجيب قائلا:للذين اتقوا وهم الذين اتبعوا حكم الله عند ربهم أى لدى خالقهم فى الأخرة جنات تجرى من تحتها الأنهار والمراد حدائق تسير فى أرضها العيون وهى مجارى السوائل المشروبة من ماء وخمر ولبن وعسل ووصفت بأنها من تحتها لأن مجارى العيون تكون دائما أسفل من الأرض حولها ولهم فيها أزواج مطهرة أى زوجات زكيات أى حور عين وفسر الله الجنات بأنها رضوان من الله أى رحمة من الرب للمتقين ،ويبين لهم أنه بصير بالعباد والمراد عليم بما يعمل الخلق فى كل وقت ،والخطاب للنبى (ص)وما بعده وما بعده.
"الذين يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار "يفسر الآية قوله تعالى بسورة آل عمران"وكفر عنا سيئاتنا"فاغفر تعنى كفر وذنوبنا تعنى سيئاتنا وقوله بسورة غافر"وقهم عذاب الجحيم"فالنار هى الجحيم والمعنى الذين يقولون إلهنا إننا صدقنا حكمك فكفر عنا سيئاتنا أى امنع عنا عقاب الجحيم،يبين الله لنا أن الذين اتقوا هم الذين يقولون أى يدعون الله :ربنا آمنا والمراد إلهنا صدقنا بوحيك المنزل فامحو لنا سيئاتنا فهم يطلبون من الله أن يعفو عن ذنوبهم ويقولون:وقنا عذاب النار والمراد وامنع عنا عقاب الجحيم وهذا هو نفسه الطلب الأول فالغفران معناه منع العذاب .
"الصابرين والصادقين والقانتين والمستغفرين بالأسحار" معنى الآية هم الطائعين أى المحسنين أى الخاشعين أى التائبين بالليالى ،يبين الله لنا أن الذين اتقوا هم الصابرين أى الطائعين لحكم الله فيما أصابهم من خير أو شر وفسرهم بأنهم الصادقين أى العاملين للصدق وهو حكم الله وفسرهم بأنهم القانتين أى الخاضعين لحكم الله وفسرهم بأنهم المستغفرين بالأسحار أى الذين يطلبون التوبة والمراد يطلبون العفوعن ذنوبهم فى الليالى .
"شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم "معنى الآية أقر الله أنه لا رب إلا هو والملائكة وأهل المعرفة حافظا للكون بالعدل لا رب إلا هو الناصر القاضى ،يبين الله لنا أنه شهد أى أقر هو والملائكة وأولوا العلم وهم أهل المعرفة من الناس بالتالى :أن لا إله إلا هو أى لا رب يستحق العبادة سواه وهو قائم بالقسط أى حافظ للكون بالميزان وهو العدل وهو العزيز أى الناصر لمن ينصره وهو الحكيم أى القاضى بالعدل فيما بين خلقه ،والخطاب وما بعده للناس.
"إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب"يفسر الآية قوله تعالى بسورة يوسف "إن الحكم إلا لله "فالإسلام هو الحكم وقوله بسورة البقرة"من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم"فالعلم هو البينات وقوله بسورة العنكبوت"وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون"فيكفر تعنى يجحد وقوله بسورة الأنعام "إن ربك سريع العقاب"فالحساب هو العقاب هنا والمعنى إن الحكم لدى هو الإسلام وما تنازع الذين أعطوا الحكم إلا من بعد ما أتاهم الوحى كفرا منهم بأحكام الله فإن الله شديد العقاب ،يبين الله لنا أن الدين وهو الحكم الذى يجب حكم الناس به هو الإسلام أى الوحى المنزل على محمد(ص)،ويبين لنا أن الذين أوتوا الكتاب وهم الذين أعطوا الوحى سابقا اختلفوا بعد ما جاءهم العلم والمراد تنازعوا بعد ما أتاهم الوحى الإلهى والسبب بغيا بينهم أى ظلما بينهم أى حب بعضهم للتميز عن الأخرين والمراد كفرا منهم بأحكام الله ويبين الله لنا أن من يكفر أى يكذب بحكم الله فإن الله سريع الحساب أى شديد العقاب والمراد أن من يكفر يعاقبه الله .
"فإن حاجوك فقل أسلمت وجهى لله ومن اتبعن وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصير بالعباد"يفسر الآية قوله تعالى بسورة الحج "وإن جادلوك"فحاجوك تعنى جادلوك وقوله بسورة الأنعام "قل إنى أمرت أن أكون أول من أسلم "فإسلام الوجه لله هو أن يكون أول من أسلم وقوله بسورة البقرة"فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا"فأسلموا تعنى آمنوا وقوله بسورة الغاشية"فذكر إنما أنت مذكر"فالبلاغ هو التذكير وقوله بسورة الإسراء"إنه كان بعباده خبيرا"فالبصير هو الخبير والمعنى فإن جادلوك فقل ملكت نفسى لحكم الله ومن أطاعنى وقل للذين أعطوا الوحى أى الكفار هل أطعتم حكم الله فإن أطاعوا فقد رشدوا وإن كفروا فإنما عليك التوصيل للوحى وعلينا عقابهم والله خبير بالخلق،يبين الله لرسوله(ص)أن الناس إن حاجوه أى جادلوه فى حكم الله فعليه أن يقول لهم :أسلمت وجهى لله والمراد أطاعت نفسى حكم الله أنا ومن اتبعن أى ومن أطاعنى من الناس ،وأن يقول للذين أوتوا الكتاب وهم الذين أعطوا الوحى السابق كله أى الأميين وهم الكفار السابقين كلهم :أأسلمتم أى هل أطعتم حكم الله؟ويبين الله له أنهم إن أسلموا أى أطاعوا حكم الله فقد اهتدوا أى أخذوا الجنة وإن تولوا أى وإن كفروا بحكم الله فإنما عليك البلاغ أى التوصيل لحكم الله وعلينا عقابهم ،ويبين الله له أنه بصير بالعباد أى خبير بالخلق يعرف كل شىء عنهم،والخطاب للنبى(ص)وما بعده.
"إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون الناس بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم "يفسر الآية قوله تعالى بسورة النحل"إن الذين لا يؤمنون بآيات الله"فيكفرون تعنى لا يؤمنون والمعنى إن الذين يكذبون بأحكام الله ويذبحون الرسل بغير جرم ويذبحون الذين يطلبون الخلق بالعدل من الخلق فأخبرهم بعقاب شديد ،يبين الله لرسوله(ص)أن الذين يكفرون بآيات الله والمراد الذين يكذبون بأحكام الله ويقتلون النبيين بغير حق والمراد ويذبحون الرسل(ص)رسل بنى إسرائيل دون جريمة يستحقون عليها القتل ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس والمراد ويذبحون الذين يطالبون الخلق بالعدل من الخلق بغير جريمة يستحقون عليها العقاب على النبى(ص)أن يبشرهم بعذاب أليم أى يخبرهم بعقاب شديد هو دخول النار والخطاب للنبى(ص) وما بعده وما بعده.
"أولئك حبطت أعمالهم فى الدنيا والأخرة وما لهم من ناصرين "يفسر الآية قوله تعالى بسورة محمد"أضل أعمالهم"فحبط تعنى أضل أى أخسر وقوله بسورة الشورى "وما كان لهم من أولياء ينصرونهم من دون الله"فالناصرين هم الأولياء والمعنى أولئك خسرت أفعالهم فى الأولى والقيامة وما لهم من منقذين ،يبين الله لرسوله(ص)أن الكفار حبطت أعمالهم أى خسر ثواب أفعالهم فى الدنيا وهى الحياة الأولى والأخرة وهى القيامة وما لهم من ناصرين أى وليس لهم منقذين من عذاب الله .
"ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون"يفسر الآية قوله تعالى بسورة النور"ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين"فالذين أوتوا الكتاب دعوا بعضهم لتحكيم كتاب الله أى أعلنوا إيمانهم بالله ورسوله(ص)كما بسورة النور ومعنى معرضون أنهم ليسوا مؤمنين والمعنى ألم تعلم بالذين أعطوا معرفة من الوحى ينادون لحكم الله ليفصل بينهم ثم يعرض جمع منهم وهم كافرون ،يبين الله لرسوله(ص)أن الذين أوتوا نصيبا من الكتاب والمراد أن الذين أعطاهم الله بعضا من الوحى الإلهى يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم والمراد ينادون بعضهم البعض إلى طاعة حكم الله ليفصل بينهم فيما هم فيه يختلفون ومع ذلك تولى فريق منهم أى عصت جماعة منهم حكم الله وهم معرضون أى وهم مكذبون به والخطاب للنبى(ص).