"وإن كنتم على سفر ولم تجدوا كاتبا فرهان مقبوضة فإن أمن بعضكم بعضا فليؤد الذى اؤتمن أمانته وليتق الله ربه ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه والله بما تعملون عليم"معنى الآية وإن كنتم على ترحال ولم تلقوا مدونا فرهان مأخوذة فإن اطمأن بعضكم لبعض فليعط الذى اطمأن حاجته وليخف الله إلهه ولا تخفوا العلم ومن يخفيه فإنه كافرة نفسه والله بما تفعلون خبير،يبين الله لنا أننا إن كنا على سفر والمراد إن كان المدين يريد الرحيل عن البلد ولم نجد كاتبا والمراد ولم نلق مدون ساعتها فالواجب هو إعطاء رهان مقبوضة أى شىء ثمين للدائن مقابل عدم الكتابة حتى يضمن حقه فإن أمن بعضكم بعضا والمراد فإن اطمأن الدائن للمدين والضد فليؤد الذى اؤتمن أمانته والمراد فليعطى كل واحد للأخر حاجته فالدائن يأخذ ماله والمدين يأخذ رهانه والواجب على كل منهما أن يتق ربه أى يخاف عذاب إلهه فيعطى ما عنده لصاحبه ويطلب الله من المؤمنين ألا يكتموا الشهادة والمراد ألا يخفوا الحقيقة عن القضاء ويبين لهم أن من يكتمها يكون آثم القلب والمراد أن من يخفى الحقيقة يكون كافر النفس بحكم الله،ويبين لهم أنه بما يعملون عليم أى بما يفعلون خبير ومن ثم عليهم أن يحذروا من عذابه فلا يخالفوه .
"لله ما فى السموات وما فى الأرض وإن تبدوا ما فى أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء والله على كل شىء قدير"يفسر الآية قوله تعالى بسورة آل عمران"ولله ملك السموات والأرض"وقوله"إن تخفوا ما فى صدوركم أو تبدوه يعلمه الله"وقوله بسورة الممتحنة"وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم"وقوله بسورة التوبة "ويتوب الله على من تاب"وقوله بسورة العنكبوت" يعذب من يشاء ويرحم من يشاء"وقوله بسورة البروج"فعال لما يريد"فله ما فى السموات والأرض يعنى أنهما ملك له كما بسورة آل عمران وأنفسكم هى صدوركم كما بسورة آل عمران وتبدوا تعنى أعلنتم كما بسورة الممتحنة ويغفر تعنى يرحم كما بسورة العنكبوت ويغفر تعنى يتوب كما بسورة التوبة والقدير هو الفعال لما يريد كما بسورة البروج ومعنى الآية لله ملك الذى فى السموات من الخلق والذى فى الأرض من الخلق وإن تظهروا الذى فى صدوركم أو تكتموه يجازيكم به الله فيرحم من يريد ويعاقب من يريد والله لكل أمر يريده فاعل،يبين الله لنا أن له أى ملكه كل المخلوقات فى السموات والأرض ،ويبين لنا أننا إن نبدى ما فى أنفسنا أو نخفيه يحاسبنا به والمراد أننا إن نظهر الذى فى قلوبنا أو نكتمه يجازينا عليه والمراد يغفر لمن يريد ويعذب من يشاء أى يرحم من يريد وهو المؤمن ويعاقب من يريد وهو الكافر وهو على كل شىء قدير والمراد أنه لكل أمر يريده فاعل لا يقدر أحد على منعه والخطاب للناس وهناك جزء محذوف من القول معناه ويعذب من يشاء.
"آمن الرسول بما أنزل عليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير"معنى الآية صدق النبى(ص)بما أوحى إليه من إلهه والمصدقون كل صدق بالله وملائكته وصحفه ومبعوثيه لا نميز بين أحد من مبعوثيه وقالوا علمنا ونفذنا رحمتك إلهنا وإلى جنتك العودة،يبين الله لنا أن الرسول وهو محمد(ص)والمؤمنون وهم المصدقون برسالته يؤمنون بالتالى :بما أنزل على الرسول من ربه والمراد بالذى أوحى للنبى من إلهه وهو القرآن وتفسيره والله والمراد أنه واحد يستحق الطاعة وحده والملائكة والكتب وهى الصحف المنزلة على الرسل(ص)والرسل وهم الأنبياء(ص)،ويبين المسلمون فى دعائهم أنهم لا يفرقون بين أحد من رسل الله والمراد لا يميزون بينهم فيؤمنون ببعض ويكفرون ببعض وإنما يؤمنون برسالة الجميع وهم يقولون:سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير أى علمنا أحكامك واتبعناها فرحمتك لنا وإلى جنتك العودة ،والخطاب يبدو موجها للناس هو وما بعده.
"لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين"معنى الآية لا يفرض الله على فرد إلا قدرته له ثواب ما أحسن وعليه عقاب ما أساء إلهنا لا تعاقبنا إن ضللنا أى أذنبنا ولا تفرض علينا فرضا ثقيلا كما فرضته على الذين سبقونا أى لا تفرض علينا الذى لا قدرة لنا عليه واصفح عنا أى اعفوا عنا أى ترأف بنا أنت ناصرنا فأيدنا على القوم المكذبين بحكمك ،يبين الله لنا أنه لا يكلف نفسا إلا وسعها والمراد لا يفرض على مخلوق حكما إلا قدرته أى الذى يقدر على فعله وهو الوحى القادرة النفس على تنفيذه ،ويبين لنا أن النفس لها ما كسبت أى لها ثواب ما عملت من عمل صالح مصداق لقوله تعالى بسورة فصلت"من عمل صالحا فلنفسه"وعليها ما اكتسبت أى وعليها عقاب الذى أساءت كما بقوله بسورة فصلت"ومن أساء فعليها" ،ويبين الله لنا أن المسلمين دعوه فقالوا :ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطانا والمراد إلهنا لا تعاقبنا إن ضللنا أى أجرمنا فتبنا فهم يطلبون من الله أن لا يعذبهم إن تابوا بعد أن أذنبوا ،وقالوا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا والمراد لا تفرض علينا حكما ثقيلا كما فرضته على الذين سبقونا فى الحياة وهذا معناه أنهم يطلبون من الله ألا يفرض عليهم أحكام ثقيلة لا يقدرون على تنفيذها كما فرض على بعض من سبقوهم فى الحياة وهم بنى إسرائيل،وقالوا مفسرين طلبهم:ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به والمراد ولا تفرض علينا الذى لا قدرة لنا على طاعته وهذا يعنى أنهم يطلبون من الله ألا ينزل عليهم فى الوحى أحكام ليست فى مكنتهم ،وقالوا واعف عنا أى اغفر لنا أى ارحمنا فالعفو هو الغفران هو الرحمة والمعنى اصفح عن ذنوبنا أى كفر عنا سيئاتنا أى ترأف بنا ،وقالوا أنت مولانا أى ناصرنا فى الدنيا والأخرة فانصرنا على القوم الكافرين والمراد فأيدنا على الناس المكذبين بحكم الله ،وهم هنا يطلبون من الله أن يجعلهم يهزمون الكفار فى كل زمان ومكان ،والقول هو آيتين وصلتا ببعض قصرا فأولهما حديث من الله عما يفعله فى شريعته حتى ما اكتسبت وثانيهما دعاء من المسلمين لله والمفروض أن يبدأ قال أو دعا المسلمون أو قالوا كما فى أدعية أخرى .
"لله ما فى السموات وما فى الأرض وإن تبدوا ما فى أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء والله على كل شىء قدير"يفسر الآية قوله تعالى بسورة آل عمران"ولله ملك السموات والأرض"وقوله"إن تخفوا ما فى صدوركم أو تبدوه يعلمه الله"وقوله بسورة الممتحنة"وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم"وقوله بسورة التوبة "ويتوب الله على من تاب"وقوله بسورة العنكبوت" يعذب من يشاء ويرحم من يشاء"وقوله بسورة البروج"فعال لما يريد"فله ما فى السموات والأرض يعنى أنهما ملك له كما بسورة آل عمران وأنفسكم هى صدوركم كما بسورة آل عمران وتبدوا تعنى أعلنتم كما بسورة الممتحنة ويغفر تعنى يرحم كما بسورة العنكبوت ويغفر تعنى يتوب كما بسورة التوبة والقدير هو الفعال لما يريد كما بسورة البروج ومعنى الآية لله ملك الذى فى السموات من الخلق والذى فى الأرض من الخلق وإن تظهروا الذى فى صدوركم أو تكتموه يجازيكم به الله فيرحم من يريد ويعاقب من يريد والله لكل أمر يريده فاعل،يبين الله لنا أن له أى ملكه كل المخلوقات فى السموات والأرض ،ويبين لنا أننا إن نبدى ما فى أنفسنا أو نخفيه يحاسبنا به والمراد أننا إن نظهر الذى فى قلوبنا أو نكتمه يجازينا عليه والمراد يغفر لمن يريد ويعذب من يشاء أى يرحم من يريد وهو المؤمن ويعاقب من يريد وهو الكافر وهو على كل شىء قدير والمراد أنه لكل أمر يريده فاعل لا يقدر أحد على منعه والخطاب للناس وهناك جزء محذوف من القول معناه ويعذب من يشاء.
"آمن الرسول بما أنزل عليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير"معنى الآية صدق النبى(ص)بما أوحى إليه من إلهه والمصدقون كل صدق بالله وملائكته وصحفه ومبعوثيه لا نميز بين أحد من مبعوثيه وقالوا علمنا ونفذنا رحمتك إلهنا وإلى جنتك العودة،يبين الله لنا أن الرسول وهو محمد(ص)والمؤمنون وهم المصدقون برسالته يؤمنون بالتالى :بما أنزل على الرسول من ربه والمراد بالذى أوحى للنبى من إلهه وهو القرآن وتفسيره والله والمراد أنه واحد يستحق الطاعة وحده والملائكة والكتب وهى الصحف المنزلة على الرسل(ص)والرسل وهم الأنبياء(ص)،ويبين المسلمون فى دعائهم أنهم لا يفرقون بين أحد من رسل الله والمراد لا يميزون بينهم فيؤمنون ببعض ويكفرون ببعض وإنما يؤمنون برسالة الجميع وهم يقولون:سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير أى علمنا أحكامك واتبعناها فرحمتك لنا وإلى جنتك العودة ،والخطاب يبدو موجها للناس هو وما بعده.
"لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين"معنى الآية لا يفرض الله على فرد إلا قدرته له ثواب ما أحسن وعليه عقاب ما أساء إلهنا لا تعاقبنا إن ضللنا أى أذنبنا ولا تفرض علينا فرضا ثقيلا كما فرضته على الذين سبقونا أى لا تفرض علينا الذى لا قدرة لنا عليه واصفح عنا أى اعفوا عنا أى ترأف بنا أنت ناصرنا فأيدنا على القوم المكذبين بحكمك ،يبين الله لنا أنه لا يكلف نفسا إلا وسعها والمراد لا يفرض على مخلوق حكما إلا قدرته أى الذى يقدر على فعله وهو الوحى القادرة النفس على تنفيذه ،ويبين لنا أن النفس لها ما كسبت أى لها ثواب ما عملت من عمل صالح مصداق لقوله تعالى بسورة فصلت"من عمل صالحا فلنفسه"وعليها ما اكتسبت أى وعليها عقاب الذى أساءت كما بقوله بسورة فصلت"ومن أساء فعليها" ،ويبين الله لنا أن المسلمين دعوه فقالوا :ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطانا والمراد إلهنا لا تعاقبنا إن ضللنا أى أجرمنا فتبنا فهم يطلبون من الله أن لا يعذبهم إن تابوا بعد أن أذنبوا ،وقالوا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا والمراد لا تفرض علينا حكما ثقيلا كما فرضته على الذين سبقونا فى الحياة وهذا معناه أنهم يطلبون من الله ألا يفرض عليهم أحكام ثقيلة لا يقدرون على تنفيذها كما فرض على بعض من سبقوهم فى الحياة وهم بنى إسرائيل،وقالوا مفسرين طلبهم:ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به والمراد ولا تفرض علينا الذى لا قدرة لنا على طاعته وهذا يعنى أنهم يطلبون من الله ألا ينزل عليهم فى الوحى أحكام ليست فى مكنتهم ،وقالوا واعف عنا أى اغفر لنا أى ارحمنا فالعفو هو الغفران هو الرحمة والمعنى اصفح عن ذنوبنا أى كفر عنا سيئاتنا أى ترأف بنا ،وقالوا أنت مولانا أى ناصرنا فى الدنيا والأخرة فانصرنا على القوم الكافرين والمراد فأيدنا على الناس المكذبين بحكم الله ،وهم هنا يطلبون من الله أن يجعلهم يهزمون الكفار فى كل زمان ومكان ،والقول هو آيتين وصلتا ببعض قصرا فأولهما حديث من الله عما يفعله فى شريعته حتى ما اكتسبت وثانيهما دعاء من المسلمين لله والمفروض أن يبدأ قال أو دعا المسلمون أو قالوا كما فى أدعية أخرى .